رواية تحفة الفصول من الرابع للسابع بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

قليل انها تبقى فى حد دلوقتى ..
رفعت رأسها بإستغراب متسائلة بإبتسامة 
_ وإيه علاقة كريم ..
هشام موضحا 
_ ماهو ده الموضوع اللى كنت عاوزك فيه ومحتار أفاتحك أزاى بقالى كام يوم ..
أستطرد هو دون إنتظار إجابتها 
_ كريم معجب بيكى ومحتاج يتعرف عليكى أكتر من كده ..
توقفت عضلة القلب بل كادت أن تتصلب أحست بتكور قبضته وشعرت بإنقباضة شراينه وكأنه حل عليه السواد وتاه وسط الظلام بداخلها أنكسر جفنيها إلى الأسفل وتقابل حاجبيها بحزن فى الأعلى زاغت عدستيها هاربة بعد أن بدأت مقلتيها بإفراز العبرات .. 
لكنها تمساكت .. أبتلعت لعابها محاولة تهدأة تلك الخيبة بداخلها ونظرت أرضا قائلة بثبات 
_ وأنت إيه رأيك 
هشام بحماس  
_ ماأنا قولتلك كريم شخص كويس جدا وبعدين أنا لاحظت أستلطاف بينكوا الفترة اللى فاتت ..
رفعت رأسها إليه بحدة متغاضية عن دمعاتها الحاړقة لتقول كمن تنفى تهمة عن نفسها 
_ هو عشان شوفتنى بضحك مرة أو مرتين معاه شوفت ده إستلطاف ! وقررت تعرفنى عليه ! هو أنا أبقى كده بالنسبالك!
حاول هشام تهدئتها قائلا بإستغراب من أنفعالها المتزايد  
_ طيب بس براحة أتنرفزتى ليه وأخدتى الموضوع بحساسية ..أنا بتكلم عادى مقصدش أى حاجة .. عارف أنك مش بتاعة الكلام ده بس كريم حقيقى نيته خير..
تأملته لبضع لحظات محاولة إستبيان جدية حديثه فلربما يحاول إختبارها لكنها أصطدمت بنظراته المتسائلة بصدق وجدية فتسائلت هى بدلا عنه  
_ يعنى أنت شايف انه مناسب ليا ..
ظهرت إبتسامة متحمسة على وجه هشام وهو يقول 
_ جدا صدقينى مش هتندمى ... 
لاحت إبتسامتها هى الأخرى لكن يملؤها الحزن تلك المرة وهى تجيبه بخفوت إستعدادا للمغادرة 
_ تصبح على خير ياهشام ..
أستقام جسده أثناء وقوفه واضعا كفيه بداخل جيبى بنطاله يتابعها بوجه يعلوه النظرات الحائرة فى خضم مغادرتها إلى منزلها حيث أختفت بالداخل بعد أن رمقته بنظرة طويلة منكسرة عند عتبة بيتها قابلها هو بإبتسامة مودعة ملوحا بيده ..
ظل قائما بنفس البقعة لعدة دقائق يفكر فى ردة فعلها الغير مبررة تلك ومن ثم غادر هو الآخر متجها إلى منزله بخطوات ثابتة منعته من ملاحظة تلك العينان المثبتتان عليه فى الظلام ..
عدسات أصطناعية لامعة تأملته بإهتمام واضح قبل أن تقرر الحصول عليه كما أعتادت من قبل الحصول على كل من ينجح فى إثارة إعجابها ..

أستجمعت قواها وتنفست ببطىء محاولة التخلص من ضعفها وإنهزامها الذى يملؤها فأرتسمت إبتسامة صغيرة مصطنعة أعلى شفتيها قبل أن تدلف إلى غرفتها بهدوء باحثة بعينيها عن شقيقتها ..
وجدتها تتمدد بإسترخاء أعلى فراشها إستعدادا للنوم حيث وضعت غطاء الأعين خاصتها فوق جفنيها بالإضافة إلى سماعات الأذن المحكمة التى تمنع وصول أى صوت خارجى إليها وهذا ماتعمدت هنا فعله بعد أن علمت بدخول شقيقتها إلى المنزل وتنبأت بصعودها إلى الغرفة فى أى وقت حقا هى ليست فى مزاج جيد للحديث أو الإستماع الآن بل فقط كل ماتحتاجه فى تلك اللحظة هو النوم بعمق حتى تستطع الإستيقاظ غدا للتريض بوقت مبكر كما أعتادت ...
رغما عن ذلك التجاهل المتعمد إلا أن فرح شعرت بالإرتياح إلى حد ما فهى غير مضطرة الآن لرسم تلك الإبتسامة المزيفة أو محاولة إخفاء مشاعر الحزن بداخلها لأكثر من ذلك لذا توجهت إلى شرفتها بعد أن سمحت لقسمات وجهها بالتعبير عما بداخلها .. 
ترقرت الدمعات من جديد داخل مقلتيها وهى تتذكر كلماته ..
بل وهى تتذكر ذلاتها تتذكر خذلانها تتذكر ذلك الوهم الكبير الذى عاشت به لسنوات تتذكر إهتمامها وإخلاصها لمن لم يكترث بها بالأساس ..
أبتسمت بسخرية متذكرة تفكيرها الأبله داخل سيارتها ذلك اليوم تذكرت ثقتها الزائدة به وبما سيفعله إذا ما علم بمحاولات صديقه للإقتراب منها ..
وهى من أعتقدت أنه سيقف له بالمرصاد حتى لو أدى الأمر إلى خسارته لم يخطر على بالها إطلاقا أنه يستعد لتقديمها إلى صديقه على طبق من ذهب ويكون هو همزة الوصل بينهما ..
جلست بتهالك أعلى ذلك المقعد الخشبى بالشرفة وأغمضت عينيها بقوة تسترجع كلماته داخل ذهنها من جديد بل تسترجع لحظة جلوسه بجوارها كم كان لطيفا مهذبا رقيقا كعادته يتحدث بنهم منمق ذلك الحديث الساحر بصوته الهادىء الرخيم الذى لاتمل منهكم تمنت أن يستغرق فى حديثه لساعات وساعات كى تتأمل تفاصيل وجهه أكثر وتغوص بداخل عينيه أكثر وأكثر أحبت كثيرا ذلك الشعور بداخلها عند وصفه لمكانتها لديه ترى ماذا كان يقصد بكلماته الأولى ..
أنها بالنسبه إليه شىء مختلف ! وانه يشعر بالمسؤولية تجاهها وأنها أكثر من صديقة !
أبتسمت ساخرة بداخلها بعد أن أفلتت إحدى الدمعات من مقلتيها 
_ أكيد كان يقصد إنى زى أخته ..
لكن ذلك الهاتف بداخلها عاد من جديد مشككا 
_ مايمكن كان بيختبرنى وغار لما شافنى انا وكريم فى البلكونه بنضحك أو يمكن فعلا صاحبه طلب منه كده وهو جاى يوصل الرسالة
تم نسخ الرابط