رواية كاملة قوية جدا الفصول من السادس وثلاثون للاربعون بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
في هنا كانت كلها هنا .. بعد السنة دي علاقتنا بدأت تسوء بالتدريج .. يمكن مكنتش بداية حياتنا صح ولا جميلة بس كانت هادية .. ودلوقتي بما إننا هنبدأ من أول وجديد تاني حابب تكون هنا .. المرة دي هنبدأها صح .. بحبنا لبعض !
استمرت في التحديق به بعدم استيعاب لا تصدق تحوله الجذري وكلماته الحانية والمغرمة .. مما دفعها للابتسام بشكل لا إرداي تجيبه في شيء من الخبث
اعتدل في جلسته والتف فوق المقعد حتى يكون مواجها لها مباشرة ورد عليها غامزا بعبث وهو يثبت نظره على عيناها
_ بس عيونك بتقول كدا
ارتبكت من نظراته فاشاحت بوجهها سريعا عنه تقول في توتر ملحوظ
_ بيتهيألك !
ضحك عليها في عدم حيلة من محاولات إنكارها البائسة لحبها له ثم استقام واقفا ليجذبها من ذراعها هاتفا بجدية
غضنت حاجبيها باستغراب واستقامت معه تهتف مدهوشة وبثغر متسع
_ هو لسا في هدية بعد كل ده !!!
غمز ورد عليها باسما
_ اللي عملته حاجة وهدية عيد ميلادك حاجة تاني
اتسع ثغرها حتى أظهر عن أسنانها الناصعة وسارت بجواره لخارج المنزل بأكمله .. وبداخلها تتعجب السبب الذي يجعله يأخذها للخارج فأي هدية تلك التي تنتظرهم بالخارج !! .
_ تعيشي واجبلك يارمانتي
نقلت نظرها بين المفتاح والسيارة بدهشة ثم تطلعت إليه اخيرا وهتفت
_ العربية دي ليا !!!!
_ كتير أوي النهارده !!
مال عليها ثم يبتعد ويتمتم بصوته الذي ينسدل كالحرير ناعما
_ دي أقل حاجة اعملهالك ياحبيبتي
اتسعت عيناها بتلقائية بعد آخر كلمة تفوه بها لتقول مبتسمة باستغراب
هزت رأسها بتفهم بعد أن قابلت الرد منه بالابتسام فقط في عينان عاشقة .. وضحكت بخفة في استحياء بسيط ث
_ متشكرة ياعدنان
عناقها ترك أثرا رائعا في نفسه فلف هو الآخر ذراعيه حولها ليحول ذلك العناق من الرقة إلى القوة وهو يضمها إليه بتملك وشوق .. بعد دقيقة كاملة ابعدت رأسها عن كتفه ببطء لتتلاقى أنفاسهم ونظراتهم في لحظات كانت أشبه بسنوات .. كالعادة سقطت أسيرة حبها له فتجمد جسدها بين يديه وعيناها التصقت بخاصته بينما شفتيها فكانت تتنفس پعنف نتيجة عن زيادة نبضات قلبها المتلهف .
لحظات معدودة كانت بمثابة ساعات لهم .. حتي استفاقت هي على غفلة وابتعدت فورا عنه .. لم تتطلعه پغضب ككل مرة يحاول فيها الاقتراب منها لكن كانت نظراتها مدهوشة وخجلة بنفس ذات اللحظة وثانية بالضبط ووجدها تندفع للداخل مسرعة .
تعجب خجلها منه كأنهم مازالوا في أيام زواجهم الأولى .. لكنه اسعده وجعل الابتسامة ترتفع لشفتيه وهو يتنهد براحة وحب ماسحا على شعره بكف يده وبالكف الآخر الذي يمسك به مفتاح السيارة اغلق عليه ووضعه بجيبه ثم سار للداخل يلحق بها في خطوات واسعة ! .
كان جالسا فوق الأريكة ويمسك بكفه كأس الڤوديكا خاصته يرفعه لفمه يرتشفه كله دفعة ثم يعود ويملأه من جديد ..
أتاه صوتها المتذمر وهو تهتف
_ وبعدين يارائد في اللي اسمها زينة دي !!
رد عليها في عدم مبالاة
_ مالها
ردت الأخرى بعصبية وغيرة
_ نهارك أسود لو كنت حبيتها بجد !
انتصب في جلستها وهتف لها بحدة
_ في إيه يابت ما تظبطي .. بعدين حبيتها إيه وكلام فارغ إيه .. أنا مستنيها تثق فيا كويس وبعدين هخليها تمضي على الورق واسيبها تغور في داهية بعد كدا
_ وهتخليها تمضي إزاي بقى !
رائد بحزم
_ مش شغلتك !
رمقته بطرف عيناها في غيظ لتعقد ذراعيها وتشيح بوجهها للجهة الأخرى عنه زامة شفتيها بتهكم !! ...
بصباح اليوم التالي داخل المستشفى ......
_ ليه خبيتي عليا يامهرة !!!
كان سؤالا حزينا يحمل بعض الخزي من فوزية الممدة فوق فراشها توجهه إلى حفيدتها الجالسة بجوارها .
تنهدت مهرة وقالت بعبوس وندم
_ كنت هقولك ياتيتا طبعا والله بس كنت خاېفة من ردة فعلك وإنك تتعبي وده فعلا اللي حصل لما عرفتي كنتي هتروحي مني
فوزية ببعض الڠضب والمعاتبة
_ لما اسمع منك غير لما اسمع من الغريب ويقولي بنت ابنك سمعتها بقت في الأرض والمنطقة كلها تبقى عارفة معادا أنا .. ده اللي قهرني يامهرة !
تلألأت عيني مهرة بالدموع ثم مدت يدها تملس فوق كف جدتها متمتمة في رجاء
_ أنا آسفة سامحيني ياتيتا .. عارفة إني غلطانة وكان لازم اقولك بنفسي بس كنت خاېفة عليكي والله
فوزية بجدية
_ هو فينه اللي ميتسمى ريشا ده دلوقتي !
مهرة بتلقائية وعفوية
_ معرفش هرب والبوليس لسا ممسكهوش .. أنا لولا آدم وسهيلة الله اعلم كان ممكن يعمل فيا إيه
تتفست فوزية الصعداء براحة وقالت بلهجة شاكرة ومطمئنة
_ الحمدلله يابنتي .. بس ورحمة أبوكي ما أنا سايبة الولية العايبة أمه دي .. نرجع بس المنطقة وشوفي هعمل فيها إيه
هدرت مهرة مسرعة تردع جدتها عن أفكارها العدائية في الٹأر لها
_ لا يازوزا بالله عليكي متدخليش في حاجة خالص إنتي لسا تعبانة وأنا ما صدقت مش هستحمل لو تعبتي تاني .. وبعدين آدم قالي إنه متابع الموضوع وأول ما يمسكوه هيقولي
رفعت فوزية حاجبها باستغراب وأعين تحمل الشك واللؤم .. لتجيب على حفيدتها
_ هو إيه حكاية اللي اسمه آدم ده .. في كل كلمة تلزقي اسمه كدا !!
تجمدت معالم وجهها بدهشة من رد جدتها .. وسرعان ما اعتلت معالمها التوتر البسيط والخجل تجيبها مسرعة محاولة تفادي الأمر وإنقاذ نفسها
_ أنا !!!! ..لا أبدا وهجيب اسمه دايما ليه يعني .. ده على سبيل كلامنا بقولك اللي حصل يعني .. هههه أما إنتي عجيبة بصحيح يازوزا !
رمقتها بنصف عين وردت بمكر
_ أنا برضوا اللي عجيبة !!!
لجأت للعبث والمزاح حتى تتهرب من محاصرة جدتها وهتفت ضاحكة تتصنع القرف منه
_ يازوزا إنتي مش فاهمة حاجة .. هو
متابعة القراءة