رواية كاملة قوية جدا الفصول من السادس وثلاثون للاربعون بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

ميرفت على ذراعه برفق وغمغمت  
_ الحمدلله

بصباح اليوم التالي ......
تململت في نومها على أثر لمساته الرقيقة فوق بشرتها الناعمة وانامله التي تعبس بخصلات شعرها .. وحين فتحت عيناها ببطء وأدركت صورته أمام وجهها وهو يتأملها ابتسمت برقة وهمست بخجل بسيط  
_ صباح الخير 
ابتسم وانحنى عليها بحب مجيبا  
_ صباح الورد يارمانتي 
رفعت أناملها الرقيقة لشعرها ترجع بخصلاتها المتمردة خلف أذنها ولا زالت ابتسامتها المشرقة فوق شفتيها .. بالأمس قضوا ليلة رومانسية ساحرة .. هي حتى لا تصدق كيف استسلمت له بهذا الشكل .. كان حنون ودافيء وغمرها طوال الليل بعشقه وكلماته الغرامية والمذيبة للقلوب .. بل وكيف لها أن تتمنع أمام سيل المشاعر الذي اغرقها به في الساعات الماضية !! .
همست بخفوت  
_ إنت صاحي من إمتى !! 
غمز بعبث وتمتم  
_ مش عارف بس صحيت واستغليت الفرصة وإنتي نايمة
نكزته في كتفه وهي تضحك بصمت .. ثم حاولت إبعاده عنها متمتمة بجدية مزيفة  
_ طيب ابعد بقى خليني اقوم 
لم يعيرها اهتمام واستمر بالتحديق بها في ابتسامة لئيمة ويديه من الجهتين تحاوطانها فكتمت ابتسامتها الخجلة وقالت بتصنع الحزم  
_ عدنان الله ابعد في إيه !! 
هامسا بعبث  
_ وحشاني أوي .. وإنتي نشفتي ريقي لغاية ما رضيتي عني
تلاشت ابتسامتها وابعدته عنها برفق متمتمة في ملامح جادة حقا  
_ عدنان 
ضيق عيناه بتعجب من تحولها المفاجيء وانتظر أن تستكمل حديثها وبالفعل تمتمت في ضيق  
_ أنا آسفة 
_ آسفة !!! 
كان رده بقسمات متعجبة حتى تابعت متمتمة في اعتذار وندم حقيقي  
_ آسفة إني خبيت عنك .. كان لازم اقولك مهما كان في بينا إيه مشاكل مينفعش كنت اتصرف كدا .. أما بخصوص إني حاولت انزله أنا مدركة غلطي من البداية وعارفة إني غلطانة بس علاقتنا في وقتها والمشاكل هي اللي دفعتني للتفكير بالشكل السلبي ده .. وكمان آسفة على اللي قولته امبارح الصبح مكنتش اقصد
عندما توقفت عن الكلمات وتطلعت إليه رأته يبتسم بغرام ونظرات عيناه دافئة و رائعة جعلتها تلقائيا تبتسم بخفة واتسعت حين وجدته يجيب بخبث مشاكسا إياها  
_ آسفة بس كدا من غير أي حاجة .. يعني صالحيني بضمير شوية ياحبيبتي
ضحكت بخفة ورفعت رأسها نحوه ثم مالت للجانب تجاه وجنته ة ثم هدرت  
_ حلو كدا !
كان على وشك أن يدنو منها وهو يضحك لكن الدخيل المعتاد وتلك الأيدي الرقيقة تطرق فوق الباب من الخارج هاتفة بتذمر  
_ بابي .. مامي .. اصحوا يلا 
اخذ عدنان نفسا عميقا يجيب بعدم حيلة  
_ طالما هنا هانم صحيت يبقى لازم نصحى احنا كمان .. قومي يا جلنار .. قومي هي مش هترتاح غير لما تجلطني البنت دي
انطلقت من بين شفتيها ضحكة عالية وأجابت على صغيرتها من بين ضحكها  
_ أيوة ياهنون ياحبيبتي 
نهضت من الفراش واتجهت نحو الباب لتفتح لابنتها التي استقبلت والدتها بوجه مشرقة وضحكة عريضة وبعدما عانقت أمها ركضت للداخل إلى أبيها تقفز إلى الفراش ثم عليه وهي تضحك بمرح .. فاستطاعت بعفويتها وروحها التي يعشقها أن تدخل السرور والبهجة لصدره وجعلته يضحك ويداعبها بحنو ! .

استقامت نادين من فراشها واقفة بعدما سمعت صوت طرق الباب وسارت تجاهه بخطواتها الرقيقة حتى وصلت وامسكت بالمقبض تديره ثم تجذب الباب إليها فتقابل حاتم الذي كان يقف مستندا بكتفه على جانب الباب ويحدقها مبتسما باتساع .. توردت وجنتيها فور رؤيتها له وهمست  
_ حاتم !! 
تلفت برأسه في الأرجاء حوله يتأكد من عدم وجود خالته ثم دفعها للداخل ودخل معها ليغلق الباب بقدمه ويهتف  
_ وحشتيني !
انزوت نظرها عنه وقالت بخجل وتوتر حقيقي  
_حاتم بليز أمشي هلأ .. إذا عرفت الخالة إنك هون راح تتعصب كتير 
حاتم بخنق ونفاذ صبر  
_ يانادين دي خالتي عاملة حظر تجوال علينا .. أنا من يوم كتب الكتاب مش عارف أتلم عليكي ولا اقعد معاكي دقيقتين على بعض .. امال لو مكنتيش مراتي !! 
نادين بتوسل وهي تضحك  
_ مشاني امشي وبوعدك إننا نضل مع بعض بس مش هلأ .. ما بيصير تضل باوضتي هيك .. امشي يلا بلا ولدنة 
ضيق عيناه بدهشة وهتف ببعض الغيظ  
_ ولدنة !! .. عشان عايز اقعد مع مراتي بقيت مولدن .. بقولك إيه متجننيش أنا على أخرى أساسا و .....
كتمت بيدها على فمه فجأة في فزع عندما سمعت صوت فاطمة وهي تطرق على الباب هاتفة  
_ نادين ياحبيبتي إنتي لسا نايمة يابنتي !!
تطلعت لحاتم بعينان متسعة ومرتعدة بينما هو فابعد يدها عن فمها وهتف بصوت منخفض  
_ في إيه .. مالك اټفزعتي كدا !! 
وجدها تجذبه من ذراعه بسرعة وتركض به تجاه الخزانة تجره خلفها في ملامح مڤزوعة فقال هو بذهول  
_ بتعملي إيه !! 
فتحت باب الخزانة ودفعته للداخل هاتفة بتحذير  
_ اياك تطلع ياحاتم عم تسمعني وإلا والله ما بطلع فيك تاني وما بكلمك
حاتم بعصبية بسيطة  
_ إنتي عبيطة يابت !! .. ابعدي بلاش ......
لم يكمل الكلمة ووجدها تغلق عليه باب الخزانة فضړب بقبضة يده على الباب وكان على وشك أن يفتحه ويخرج لكنه سمع صوت خالته بعد أن فتحت لها الباب .. فاضطر للبقاء مكانه وهو يلعن ويسب بكل شيء .. ويتأفف پغضب وغيظ يتوعد لنادين على فعلتها تلك .. وماهي إلا لحظات حتى سمع خطواتهم تبتعد عن الغرفة وقد غادرت مع فاطمة وتركته بمفرده وهو حبيس الخزانة !! .
فتح الباب پعنف حتى كاد أن ينخلع وخرج وهو يشتم بالألفاظ النابية ثم انصرف عن غرفتها بأكملها ! .

داخل مقر شركة الشافعي ........
انفتح الباب دون أي استآذان .. وظهرت من خلفه امرأة يافعة بجسد ممشوق وملابس جريئة .. تترك العنان لشعرها الكستنائي وتطلي وجهها بمساحيق الجمال المبالغ فيها .. وكانت خلفها تماما ليلى التي قالت باعتذار وخوف  
_ أنا آسفة يا عدنان بيه بس مقدرتش امنعها !! 
تطلع عدنان لتلك المرأة وابتسم ثم قال بهدوء  
_ خلاص ياليلى روحي إنتي 
هزت رأسها بالموافقة ثم استدارت وغادرت .. بينما الأخرى فاقتربت من عدنان وهي تضحك وتهتف بمداعبة  
_ كويس أنا كنت متوقعة إنك نسيتني 
عدنان ببساطة وابتسامة عذبة  
_ لا طبعا ودي تيجي .. شهر بحاله يابشمهندسة 
ضحكت وقالت بدلال وخبث دفين  
_ وحشتك مش كدا 
ابتسم بسخرية يتطلعها رافعا حاجبه ثم هتف  
_ اقعدي يا جميلة وقوليلي اخبار اجازتك إيه 
جميلة ضاحكة بمشاكسة 
_ طيب أجبر بخاطري حتى وقولي أيوة .. عموما كانت perfect مش هتتخيل انا كنت مبسوطة إزاي 
_ الحمدلله .. نرجع بقى للشغل من تاني .. وننسى فترة اللعب اللي فاتت 
إجابته برقة وابتسامة واسعة  
_ sure !!
.. ده أنا الشركة ومكتبي وحشوني أوي .. هي البنت الي اسمها ليلى دي جديدة ولا إيه ! 
هز رأسه بالإيجاب فتابعت هي بتفهم  
_ امممم عشان كدا معرفتنيش 
ثم تابعت بحماس  
_ طنط أسمهان عاملة إيه 
حك عدنان ذقنه وقال بشيء من نفاذ الصبر 
_ جميلة إنتي
تم نسخ الرابط