رواية كاملة قوية جدا الفصول من السادس وثلاثون للاربعون بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
من سنة لما كنت مسافر في لندن لشغل واخدت تلات أسابيع هناك
عاد لسخطه وجموحه من جديد حيث هتف بشبه صيحة مټألمة
_ وحاجة زي كدا تخبيها عني إزاي ومتقوليش ياجلنار
استاءت بشدة من عصبيته والقائه اللوم عليها وحدها فصاحت به في عصبية وعدم وعي لما تتفوه به
_ إنت السبب واللي خلتني اعمل كدا واخبي عنك .. وبدل ما إنت بتتعصب عليا وبتلومتي وبتتهمني إني قټلته وبتحاسبني كمان إني خبيت عنك .. روح حاسب مامتك أسمهان هانم اللي حاولت تقتلني واتفقت هي وفريدة لما كنت حامل في هنا وحاولوا اكتر من مرة يسقطوني .. ده غير أفعالها معايا اللي متتعدش وأنا كل ده وكنت ساكتة بس خلاص كفاية مش هسكت اكتر من كدا
خرج صوته خاڤتا وبه بحة غريبة
_ إنتي مدركة اللي بتقوليه ده !!
جلنار بتأكيد وپغضب
_ أيوة مدركة .. حاولت تتخلص مني ومكفهاش وحاولت ټقتل بنتك من وهي لسا في بطني .. من كتر كرهها وغلها ناحيتي مهتمتش إن اللي في بطني دي حفيدتها وبنتك اللي بتتمناها ومستنيها
بمكان آخر داخل منزل حاتم الرفاعي ......
تعالت الزغاريد من فاطمة بفرحة وسعادة غامرة فور انتهاء المأذون من مراسم الزواج الشرعي وألقى بجملته الشهيرة بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير .. كان كتاب الكتاب بحفلة صغيرة في المنزل بوجود العائلة فقط و بعض المعارف وأصدقائه .. وبعدما انتهوا من المراسم أخذ يتلقى التهنئات والمباركات من الجميع وكذلك هي .. كانت السعادة بادية على ملامحه بوضوح وتظهر في عيناه اللامعة فآخيرا أصبحت زوجته وله فقط .. أما هي فكانت فرحتها تطغى عليها لتلوح فوق معالمها بالخجل .. مازالت حتى الآن لا تستوعب أنه أصبح زوجها بعدما عانت لسنوات من حبها الخفي له .. أخيرا كتب لذلك العشق أن يخرج للنور ويكتمل باجتماعهم ! .
مسح حاتم على وجهه متأففا بنفاذ صبر .. لم يعد يتحمل الصبر أكثر من ذلك سيهب واقفا ويأخذها ليخلو بها وحدهم بعيدا عن أنظار الجميع .. وبالفعل استقام واقفا واقترب منها وينحنى بجانب أذنها هامسا بمكر
أمسك بكفها وسط الجميع غير مباليا بنظراتهم وابتسامتهم فوق شفتيهم .. أما نادين فتلفتت حولها بخجل شديد ووقفت معه لكن فاطمة قبضت على ذراع ابن اختها واوقفته هامسة في حزم
_ واخدها ورايح فين !
ضيق عيناه وهتف بجدية
_ في إيه يافطوم دي مراتي هاخدها ونقعد مع بعض شوية لوحدنا
مالت فاطمة عليه أكثر وهدرت بتحذير وحزم
_ طيب بس متاخدش على كدا .. نادين دلوقتي زي بنتي ومش عشان خالها مش موجود ولسا مرجعش تفتكر إني هسيبلكم الدنيا سبهللة كدا
ضحك حاتم ورد خالته وهمس بدهشة
_ ايه ياخالتو انا ابن اختك حتى قلبتي عليا كدا ليه .. هو أنا هعمل فيها إيه ماهي دايما كانت معايا
ردت فاطمة بخبث
_ كانت معاك بس مكنتش مراتك لكن دلوقتي الوضع اختلف وصلت ولا لا
فرك عينيه بعدم حيلة ورد عليها ضاحكا
_ وصلت ياباشا .. حاضر يافطوم متقلقيش .. ممكن تسبينا بقى نقعد شوية مع بعض
أفسحت لهم المجال للعبور فتحرك حاتم وسارت نادين معه وهو لا يزال ممسكا بيدها حتى وصلوا لغرفة مكتبه الخاصة .. دخلت هي أولا بعدما أشار لها وثم لحقها هو واغلق الباب .. الټفت لها فوجدها تتطلعه بابتسامة عريضة ووجنتين يطغى عليهم اللون الاحمر من فرط خجلها .. ليبتسم بتلقائية ويتقدم منها ثم يلف ذراعه حول خصرها ويقربها منه برفق هامسا في سعادة حقيقية تلوح في عيناه
_ مش هتتخيلي أنا سعيد إزاي دلوقتي يانادين !
انزلت نظرها عنه باستحياء وهمست بخجل وحب
_ وأنا كمان كتير فرحانة
قرب رأسه منها واستند بجبهته فوق جبهتها يأخذ نفسا عميقا يستنشق رائحتها التي تسلب عقله ويطلق زفيرا متهملا دافيء يلفح صفحة وجهها كلها فيسبب رعشة بسيطة في كامل جسدها .
خرج صوته خاڤتا بنبرة جديدة ومختلفة تحمل العشق في ثناياها .. ليقول لها في احساس وصلها صدق مشاعره من خلاله
_ بحبك !
رفعت نظرها له أخيرا تحدجه بذهول مما تفوه به للتو .. كم كانت تنتظر ذلك الاعتراف منه بشوق ولهفة وأخيرا حصلت عليه .. تشعر بقلبها يتراقص فرحا يدق في صدرها پعنف وكأنه سيقفز من مسكنه كدليل على اضطرابه وسعادته .. لم تتمكن من تمالك لسانها أكثر من ذلك حيث ارتمت عليه تتعلق برقبته وتهتف في هيام وغرام
_ وأنا كمان !
اتسعت ابتسامته فوق شفتيه بسعادة ثم أبعدها عنه برفق وتمتم بترقب لسماع كلمة بعينها
_ وإنتي كمان إيه !
من فرط سعادتها تناست خجلها تماما وهتفت بتلقائية في مشاعر صادقة وحب يغمرها كلها
_ بعشقك !
رأت عيناه تلمع بوميض مختلف والسرور يظهر فوق معالمه وابتسامته تشق طريقها بقوة فوق ثغره .. ثم وجدته يميل نحوها بتريث ونظراته ثبتت فوق الهدف بالضبط .. وبعدها انغمسوا معا في لحظات قصيرة يوثقوا فيها أولى لحظات عشقهم وأولى دقائقهم وهما زوجين ! .
داخل غرفة آدم بقصر الشافعي ......
كان ممدا فوق الفراش ويمسك بهاتفه يرفعه لمستوى نظره يحدق بشاشته وبالرقم الذي يتصدر قائمة الاتصالات منذ دقائق طويلة ! .. يستشير عقله بتردد هل يتصل بها أم لا .. جزء من عقله يجيب بالرفض والجزء الآخر بالإيجاب .. بينما قلبه فكان له رأى آخر ! يحسه بمشاعر
متابعة القراءة