رواية كاملة قوية جدا الفصول من السادس وثلاثون للاربعون بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
يازينة أنا بقول امشي أفضل لأن لو النقاش ده زاد اكتر من كدا هتحصل مشكلة بينا .. تصبحي على خير ياحبيبتي
ثم ابتعد عنها واندفع نحو باب المنزل فالتفتت له وكادت أن تصيح منادية عليه لكي يتوقف لكن لا تعرف مالذى منعها من إيقافه فأصدرت تأففا عاليا وهي ټضرب قدمها بالأرض في غيظ ! .. هي أساسا عقلها مشوش منذ الصباح والآن الأمور زادت تعقيدا بعد تصرفه مع هشام وتلك المحادثة التليفونية فلم تعد تعرف مالذي يتوجب عليها فعله أو كيف تتصرف حتى ! .....
بعد مرور ثلاث ساعات تقريبا منذ رحيل أسمهان .. كانت تقف بالمطبخ تقوم بتحضير شطيرة صغيرة لشعورها بالجوع .. وبذهنها تتجول جميع الذكريات المؤلمة .. لا تتوقف عن الشعور بالذنب والندم أنها المتسببة فيما حدث .. رغم تراجعها إلا أن ضميرها وقلبها لا يتوقف عن لومها وتأنبيها بقسۏة .. واليوم ذكرتها أسمهان بذنبها الوحيد عندما هددتها بأنها ستخبره .. لا تخشي معرفته بقدر عدم رغبتها في استعادة تلك الذكريات القاسېة للنور من جديد .
هدوئه وجموده المزيف يخيفها أكثر .. لو يتحدث ويلومها أو يسألها سترتاح .. لكن هذا الغموض المتسحوذ على معالمه لا يبشر بالخير أبدا ويجعلها تفشل في تخمين ما يفكر به حتى ! .
_ لو في حاجة عايزة تقولهالي ياجلنار الأفضل تقوليها دلوقتي لإني لو عرفتها وحدي بعد كدا ردة فعلي مش هتكون لطيفة أبدا
أغمضت عيناها بقوة .. حتى لو رغبت بالاعتراف لن تستطيع فهي لم تسامح نفسها حتى وقلبها يؤلمها بشدة حتى الآن .. التفتت برأسها له وغمغمت بأسى وقوة
أنهت عبارتها واستدارت بجسدها تهم بالانصراف لكنه قبض على رسغها يمنعها من التقدم ويهتف بغلظة في نظرات غاضبة ومدهوشة
_ تسامحي نفسك على إيه !!!
تلألأت الدموع في عيناها لا إراديا دون أن تتفوه ببنت شفة .. مما تسببت في اشتعال نيران غضبه أكثر والحيرة والقلق ينهش ثناياه نهش فهتف في شبه صيحة
جذبت يدها من قبضته وتمتمت بصوت مبحوح ومحمل بالبكاء
_ متضغطش عليا ياعدنان .. إنت السبب واللي وصلتني لكدا .. لما اكون جاهزة هقولك كل حاجة
عبارتها التي أفصحت بها أنه السبب .. جمدته بأرضه وجعلته يقف بحيرة أشد لا يفهم شيء .. مالذي فعله والذي دفعها لفعل شيء دون علمه وإخفائه عنه ! .. تلك الخفايا التي تنكشف واحدة تلو الأخرى بات لا يتحملها .. هل الجميع يكيد المكائد من ورائه !!! .
في صباح اليوم التالي .....
خرجت من الحمام بعدما انتهت من حمامها الصباحي الدافيء وكانت ترتدي رداء الحمام الأبيض برنس وشعرها مبلل بالماء وبعض القطرات تتساقط منه .. لم تعيره اهتمام بتاتا وسارت باتجاه المرآة تقف أمامها وتنحنى لتلتقط الفرشاة ثم تبدأ بتسريح شعرها في رقة ولطف .. غير متنبهة لنظراته التي تأكلها بإعجاب بل لم تكن تبالي بها حتى .
كان هو جالسا فوق الفراش بعد استيقاظه ومن سوء حظها أنها خرجت من الحمام قبل أن ينهض هو من الفراش . .. فلم يتمكن من الصمود وعدم التمعن بها .. عيناه لم تكن تحمل الإعجاب بقدر الحب اللامع بهم في وضوح .
بعد مرور خمس دقائق تقريبا .
نهض من الفراش وتقدم نحوها بخطوات متريثة حتى وقف خلفها مباشرة يتطلع لانعكاسها في المرآة .. فرآها ترفع نظرها وتتطلع لإنعكاسه في المرآة لثانية واحدة بنظرة عابرة قبل أن تحيد بنظرها عنه مجددا بعدم اكتراث .. لكن انتفضت واقفة بدهشة واضطراب عندما شعرت بيديه وفورا ابتعدت واستدارت له تهتف پغضب
_ بتعمل إيه !!!
لم يكن ينوي فعلها لكنه أراد أن يثير چنونها قليلا ويتسلى فغمغم بلؤم وابتسامة لعوب يتصنع حسن النية
_ ولا حاجة ! .. كنت بقفلك البرنس كويس بس بدل ما يقع
هدرت جلنار بغيظ
_ لا والله ! .. كذاب ياعدنان
ضحك بخفة وانحنى على وجهها يهمس بخبث جريء
_ والله محدش قالك تطلعي بيه قدامي
مالت برأسها للوراء وصاحت باستياء
_ براحتي إنت هتمنعني ولا هتجبرني البس إيه وملبسش إيه كمان
تميل هي للخلف
_ تمام وأنا كمان براحتي .. إنتي حرة !
تطلعت في عيناه الجريئة بغيظ وهدرت بشراسة وقوة تلمح له بأن لن يحصل عليها أبدا
_ نجوم السما اقربلك
ضحك وقال مستمتعا بمشاكسة
_ أنا وإنتي قاعدين أهو وهنتفرج على النهاية يارمانتي
انتصبت في وقفتها وتمتمت بثقة
_ وليه متحطش احتمال إن النهاية دي تخالف توقعاتك وتوقعاتي تماما وټصدمنا كلنا
رأت الثقة العمياء تعتليه لدرجة الغرور حيث أجاب بنظرة ثابتة عليه تحمل معاني جمة وسط نبرته الساحرة
_ أنا اللي بدأت القصة وأنا اللي هكتب نهايتها .. بدأت بفراق وهتنتهى باجتماع
ضحكت ساخرة من ثقته لتجيبه بتحدى ونبرة ثابتة كالجبال لا تهتز
_ هنشوف !
ثم ابتعدت من أمامه وسارت باتجاه الحمام لكن قبل أن تدخل وقفت عند الباب والتفتت برأسها له ترمقه بحيرة وتتمتم
_ غريبة مش كنت امبارح متعصب ومضايق مني .. متوقعتش إنك تتصرف بطبيعية بالسرعة دي وتعدي الموضوع
زم شفتيه وهدر في صوت رجولي جاد
_ هديكي فرصة زي ما قولتي لغاية ما تيجي بنفسك وتقوليلي
طالت نظراتها إليه في صمت وابتسامة خاڤتة فوق ثغرها .. لم تكن تلك الابتسامة الغرامية بتاتا بل أخرى متهكمة ومدهوشة من رده .. بالأخير تنهدت بعمق وفتحت باب الحمام لتدخل وتختفى عن أنظاره .
فتح باب غرفته وهم بالخروج لكن سمع صوت اقدام تصعد الدرج .. لم تكن سوى صوت أقدامها هي .. فعاد بسرعة لداخل غرفته واغلق الباب ليتركه مواربا ويقف خلفه منتظر اللحظة المناسبة التي ستمر فيها من جانب غرفته .
وبمجرد مرورها جذبها بذراعه للداخل واغلق الباب عليهم .. أطلقت شهقة عالية بزعر وطالعته بذهول ثم صاحت
_ شو عم تسوي !!
حاتم پغضب شديد وعينان ملتهبة
_ ششششش .. وطي صوتك
حاولت الخروج من حصاره لكي تفتح الباب وتغادر وسط صوتها المستاءة
_ افتح الباب بدي اطلع
مد يده لمفتاح الباب واغلقه ثم أخرجه ودسه بجيب بنطاله ليحدقها بعناد وغيظ هاتفا
_ مش هتطلعي قبل ما تفهميني إيه اللي بتعمليه ده !!
نادين بعدم فهم حقيقي
_ شو عم أعمل !!
هدر حاتم بشبه صيحة تنم عن مدى غضبه وغيظه من تجاهلها له
_ من امبارح وإنتي مش بتديني وش ولا بتردي عليا .. وأنا مش فاهم حتى في إيه ولا عملت إيه ضايقك
_ والله مهتم
متابعة القراءة