رواية كاملة قوية جدا الفصول من السادس وثلاثون للاربعون بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
سؤالها وقالت
_ اسمها ايه قولي طالما اعرفها !
هشام بابتسامة منطفئة
_ مينفعش
_ ليه !!!
اختفت ابتسامته وتمتم بمرارة
_ اتخطبت
سقط حماسها من ذروته لنقطة الصفر وعبست هي الأخرى لكن عادت تهتف بأمل تبثه إليه
_ يمكن تفسخ خطوبتها إنت إيه عرفك
هدر هشام بأسى وصوت يفيض ندما
عبست أكثر واشفقت عليه من فرط حزنها .. ليخرج همسها الرقيق في تأثر بشجنه
_ بتحبها أوي !
تطلع بعيناها للحظات .. نظرات كلها ندم وحزن ثم تمتم بخفوت وصوت يحمل بحته الرجولية
أدمعت عيناها فكلماته وحبه النقى والشديد لتلك الفتاة ذكرها بحبها السابق الذي خرجت منه بائسة ولم تحصل سوى على الألم والأسى .
لم تتمكن من منع دموعها فانهمرت فوق وجنتيها لتسمعه يهتف بحيرة وقلق
_ بټعيطي ليه !!
رفعت أناملها فورا تجفف دموعها وتجيبه مبتسمة بلطافة جميلة
_ لا عادي أصل أنا بتأثر من الحكايات اللي زي كدا مش اكتر .. أنا بقول نغير الموضوع افضل بدل ما اعيط واڤضحك بجد
_ ياريت
استعادت رباطة جأشها وجففت دموعها تماما ثم بدأت تتبادل معه أطراف الحديث عن مواضيع مختلفة أهمها كانت عن طبيعة حياته بألمانيا .. ولم تخلو جلستهم من الجانب الكوميدي والضحك المتبادل بينهم ! .
بصباح اليوم التالي .......
بعد رحيله بما يقارب لساعتين بالضبط سمعت صوت طرق الباب .. ركضت الصغيرة قبلها لكي تفتح ولحقت هي بها .
وصلت جلنار ووقفت خلف ابنتها تحدق بتلك الفتاة الجميلة .. ذات قوام طويل وممشوق وتترك الحرية لشعرها الكستنائي وتضع الكثير من مساحيق الجمال بوجهها .. ضيقت جلنار عيناها باستغراب وقبل أن تهتف كانت الفتاة تهتف بعذوبة
اتسعت عيني جلنار بدهشة وغمغمت بعدم فهم
_ عدنان !! .. بعتك ليه مش فاهمة !
_ هو بلغني إني آجي لحضرتك وإنك لازم قبل الساعة سبعة تكوني جاهزة تماما .. هو ده بس اللي بلغني بيه
سمعت الصغيرة صوت رنين هاتف أمها فهرولت راكضة مسرعة حتى تجلبه لها وعادت ركضا إليها تهتف بعدما رأت صورة أبيها على شاشة الاتصال
التقطت جلنار منها الهاتف ثم نظرت لتلك الفتاة وتمتمت بأسلوب لطيف
_ لحظة بس هرد وارجعلك
هزت الفتاة رأسها بإيجاب في عذوبة وبمجرد ابتعاد جلنار عن مسامعهم .. اندمجت بالحديث مع الصغيرة .. بينما جلنار فأجابت على الهاتف وكان سؤاله هو يسبقها
_ نرمين وصلت
أجابت بعدم فهم وشيء من الحزم
_ مين البنت دي أصلا وبعتها ليه مش فاهمة
عدنان بخفوت جميل وصوت دافيء
_ هتفهمي كل حاجة بليل .. نص ساعة بالكتير وفي فستان هيوصل على البيت البسيه وسبيها هي عارفة شغلها وعارفة هتعمل إيه
جلنار بعدم فهم واستغراب شديد
_ فستان إيه ده !!! .. عدنان فهمني إيه اللي بيحصل وفي إيه بليل
غمغم بصوت ينسدل كالحرير ناعما
_ قولتلك بليل هتعرفي كل حاجة .. انتي اجهزي واعملي زي ما بقولك بس .. عشان الساعة سبعة هاجي اخدك
لا تفهم أي شيء .. يتكلم بالألغاز ويرفض أخبارها بشيء .. وكل ماهو مطلوب منها أن ترتدي ذلك الفستان الذي سيصل بعد نصف ساعة وتترك تلك الفتاة تتولى مهمة تزيينها والاهتمام بمظهرها الليلة .
انزلت الهاتف من فوق أذنها متأففة بنفاذ صبر ثم عادت مرة أخرى للفتاة متمتمة في ود تشير لها بالدخول
_ اتفضلي .. آسفة إني سبتك واقفة كدا بس هو مقاليش أي حاجة عشان كدا استغربت وكنت بكلمه دلوقتي
ردت الفتاة ببشاشة
_ ولا يهمك .. هو مستر عدنان واضح إنه مجهزلك مفاجأة
اكتفت جلنار بابتسامتها البسيطة وعقلها مشغول بجملتها .. هل حقا يجهز لها مفاجأة وإن كان صحيحا فما هي إذا !!! ...
تسلل للمطبخ كاللصوص بعدما عرف أنها بالداخل .. كان يسير باتجاهه ويلتفت حوله خشية من أن تأتي خالته وتراه .. دخل وسار خلفها متريثا دون أن تشعر به ثم وقف بجوارها وهتف غامزا بمداعبة
_ الجميل بيعمل إيه في المطبخ !
طالعته نادين مبتسمة وقالت في استنكار
_ بعتقد أنو أنا اللي بيحقلي اسألك أنت شو بتساوي هون !
أجاب حاتم بعبث
_ ولا حاجة كنت بتمشي في البيت عادي ولقيت نفسي فجأة في المطبخ
ضحكت نادين وردت ساخرة
_ والله !!
تجاهل سخريتها من إجابته وثبت كامل تركيزه على ضحكتها التي جعلته يميل عليها ويقول بهيام
_ طيب قولتي إيه بقى .. لسا مفكرتيش !
اشاحت بوجهها عنه وثبتت على الشيطرة التي تقوم بتحضيرها هاتفة في دلال
_ في شيء اسمه صبر إذا ما بتعرفه .. أكيد ما لحقت أقرر من امبارح لليوم .. بالنهاية هاد زواج مش لعب عيال .. يعني لازم اخد كامل وقتي بالتفكير .. شو بيعرفني بعد الزواج شو بتعمل فيا مثلا !
تلاشى حماسه تماما وتجمد وجهه بحيرة ليجيبها
_ هعمل فيكي إيه يعني !!!
نادين ببرود متعمدة إثارة جنونه
_ ما بعرف بس لازم افكر منيح الأول قبل ما أخد قراري
اشتعلت بنيران غيظه بالفعل حيث هتف في لهجة لا تحمل المزاح
_ بقولك إيه أنا مش عايز جنان .. احسن اقسم بالله اتصل بالمأذون واجيبه واكتب كتابي عليكي ڠصب
نادين بعينان متسعة في دهشة
_ لك إنت اللي مچنون والله .. أي بناقص كمان !!
رأت النيران تشتعل في عيناه من فرط الغيظ وعدم صبره لتضحك برقة وتقول في غنج
_ راح علمك الصبر ياروحي
ذاب أمام دلالها ونظراتها ونبرتها .. فانفرجت شفتيه بشكل لإرادي ونزل فكه لأسفل خصوصا بعد كلمتها الأخيرة .. بينما هي فأرسلت له ابتسامة ناعمة قبل أن تستدير وتنصرف وهي تحمل الصحن الذي تضع فوقه الشطيرة .
ازدرد ريقه بصعوبة وغمغم بصوت ذائب
_ بتدلع عليا !! .. بس ماله تتدلع حقها
كان صباح ذلك اليوم هو الأسعد على الإطلاق بالنسبة لها بعدما أخبرهم الطبيبة بالبشرى المنتظرة وهي استيقاظ فوزية من غيبوبتها المؤقتة .
صړخت مهرة بسعادة عارمة وبدون أي مقدمات كانت ترتمي علي آدم تعانقه كردة فعل لا إرادية منها .. فلم يبعدها هو أو يتردد كالعادة بل سعد لسعادتها ورؤية وجهها يعود له النور من جديد ولف ذراعه حول ظهرها بلطف .
كانت تجلس مهرة مع جدتها بالغرفة ليسمعا صوت طرق الباب .. فيخرج صوتها تسمح للطارق بالدخول .. فتح آدم الباب برفق ودخل وعلى وجهه ابتسامة ساحرة ليقترب من فراش فوزية ويهمس
_ حمدالله على سلامتك
ردت فوزية بود وصوت خاڤت
_ الله يسلمك يابني
ثم
متابعة القراءة