رواية كاملة قوية جدا الفصول من السادس وثلاثون للاربعون بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
ثم دخل هو أولا ولحقت هي به .
كان الظلام يعم المكان كله ولا ترى شيء إلا عندما رفع هو يده إلى كبس الكهرباء المعلق وضغط عليه فاضاءت الحديقة الصغيرة بأكملها .
انفرجت شفتي جلنار بذهول مما تراه .. الحديقة ممتئلة بالزهور الحمراء من كل جانب وجميعهم متفتحين بشكل مبهر ورائع .. أكثر ما تعشقه هو الزهور وبالأخص الحمراء .. فانتابتها حالة من الذهول والسعادة الغارمة جعلتها تندفع نحوهم جميعا تنحنى فوق كل واحدة والأخرى تشم رائحتها الذكية .. حتى وقعت عيناها على الشجرة الطويلة بعض الشيء والممتلئة بالزهور الحمراء .. فضحكت بصمت واقتربت منها بتريث ترفع يدها تلتقط إحدى الورود دون أن تقطفها ثم تلتفت برأسها إليه مبتسمة وتقول
تلك الورود كانت لزهرة الرمان المعروفة باسم زهرة الجلنار .. لا تصدق أنه فعل كل هذا من أجلها فقط بل لا تستوعب حتى ما تراه عيناها وتشعر أنها بحلم ستسيقظ منه قريبا .
لكن شعرت بخطواته تقترب منها من الخلف ليعانقها يعترف للمرة الثانية على التوالي لكن بمشاعر أكثر فيضا وغراما من السابقة
_ بحبك !
_ مش كفاية ولا إيه ياجلنار .. لسا مصممة متدنيش فرصة !
تطلعت بعيناه المغرمة حقا ونظراته الراجية حتى بندقيته القاسېة لم تعد تراها كالسابق أبدا .. اليوم مختلفة كثيرا تجعل عيناه أكثر جمالا وبأسا وقوة .. خرج صوتها أخيرا بعد دقيقة كاملة من الصمت القاټل بينهم تجيبه
............. .............
_ الفصل الثامن والثلاثون _
تطلعت بعيناه المغرمة حقا ونظراته الراجية حتى بندقيته القاسېة لم تعد تراها كالسابق أبدا .. اليوم مختلفة كثيرا تجعل عيناه أكثر جمالا وبأسا وقوة .. خرج صوتها أخيرا بعد دقيقة كاملة من الصمت القاټل بينهم تجيبه
_ لو قلت لسا مصممة ومصفيتش ليك هتعمل إيه !
_ مش هتخلى عنك وهفضل أحاول لغاية ما تصفيلي
تطلعت في عيناه بعمق دون أن تبتعد هذه المرة من اقترابه وخانتها ابتسامتها الخجلة لترتفع فوق ثغرها .. ثم همست في رقة تذيب الحجر
_ موافقة .. هديك فرصة !
مال عليها بوجهه أكثر وغمز في مداعبة يجيبها بعبث
_ بس !! .. مفيش سامحتك يعني !
طالت النظر إليه وهي تبتسم بذكاء انثوي .. تتلاقى عينه المتلهفة بعينها الماكرة قبل أن تهمس بنعومة تليق بأنوثتها الطاغية
رأته يميل بوجهه للجانب يضحك في عدم حيلة .. أدرك أنها قد تكون بالفعل سامحته لكنها ستتبع أسلوب التشويق والدلال .. ستتلذذ بذوبانه ولا بأس بالنسبة له في ذلك ! .
يتمتم في حب
_ يلا يارمانة
سارت معه لخارج الحديقة وبينما كانوا في طريقهم للعودة إلى الحفلة .. وجدته يقترب منها أكثر في تملك وحب كأنه يثبت حبه لها أمام الجميع .. لم تزعجها فعلته بل اكتفت بابتسامتها وهي تهز رأسها بيأس وسارت معه حتى وصلا وبدأو الاحتفال .. كانت تتلقى التهنئات بمناسبة يوم ميلادها من الجميع وسط الهدايا الكثيرة التي حصلت عليها .. وما كان يسعدها أكثر هو وقوفه بجوارها طوال الوقت لم يتركها للحظة ويداه لا زالت تحاوطها بتملك ! .. يعلم أنها لن تتمكن من النفور كالعادة ولم تكن لتفعل أساسا ! .
امسكت هنا بفستان والدتها تجذبها منه برقة حتى تتنبه لها هاتفة
_ مامي !
اخفضت جلنار نظرها لصغيرتها وانحنت عليها شبه جالسة تهتف في حنو
_ نعم ياحياتي
تعلقت برقبة والدتها تعانقها وتهتف في رقة طفولية جميلة وحب صافي
_ كل سنة وإنتي طيبة
ضمتها جلنار لحضنها أكثر لاثمة شعرها وكل ما تطوله شفتيها من قطعة قلبها .. وقد أدمعت عيناها متأثرة بفطرة الأم تهمس في نبرة يغلب عليها البكاء
_ حبيبتي ربنا يخليكي ليا ياقلب ماما وميحرمنيش منك .. أنا كفاية عليا كل سنة وإنتي طيبة اللي من بنتي حبيبتي دي
ابتعدت الصغيرة عن أمها وحدجتها مبتسمة ثم انحنت عليها تهمس في عفوية اضحكتها
_ متعيطيش يامامي كدا الناس هيشفوكي
رفعت جلنار أناملها لعيناها تجفف دموعها بحذر حتى لا تفسد زينتها وحملت صغيرتها فوق ذراعيها وهي تلثمها بحب أمومي صادق .. كان عدنان يتابعهم بدفء فمال على صغيرته يقبل وجنتها بحنان .. قبل أن يجذب انتباهه وجود أحد رجال الأعمال المقريبن منه جدا يبتسم له ببشاشة ويشير له بالقدوم .. فبادله هو الابتسامة العذبة وانسحب بهدوء من جانب عائلته الصغيرة ليذهب لذلك الرجل ويتحدث معه .
انتبهت جلنار لوالدها الذي يقترب منهم وفوق ثغره ابتسامة محبة وصافية .. لم تظهر أي ردة فعل فقط أنزلت صغيرتها من فوق ذراعيها وانتظرت حتى وصل إليها ووقف أمامها يهتف
_ كل سنة وإنتي طيبة ياحبيبتي
مالت شفتي جلنار للجانب بابتسامة بسيطة تجيبه في خفوت وأدب
_ وحضرتك طيب يابابا
رأته يخرج عبلة مستطيلة حمراء اللون ويمدها لها في ابتسامة دافئة .. فالتفطتها من يده وفتحتها لترى نوع الهدية لتجده عقد ملوكي فاخر لونه فضي و مرصع بالألماس .. يبدو أن الجميع يحاول ارضائها اليوم ! .. اتسعت ابتسامتها بتلقائية ورفعت نظرها لأبيها تهتف في ود
_ ميرسى يابابا جميل أوي
قذفت الأمل في نفسه وهي تناديه بأبي من جديد .. لم يكن يحتاج لشيء آخر سوى أن يسمع أبي مرة أخرى منها وهاهو يسمعها .. لم يتمكن من حجب نفسه المتششوقة لابنته حيث اقترب وعانقها بحب مغمغما وهو يلثم شعرها بحنان أبوي
_ ربنا يخليكي ليا يابنتي .. كفاية إني سمعت بابا منك تاني
ابتعد عنها بعد لحظات قصيرة ورآها تبتسم له بصفاء .. لم تتحدث ولكن ابتسامتها كانت تكفيه ! ...
بعد ساعات طويلة نسبيا وانتهاء الحفل وانصراف الجميع .. لم يتبقى سواهم حتى أن الصغيرة غطت في سبات عميق فحملها أبيها ووضعها بإحدى غرف المنزل الصغيرة بالأعلى .
عندما عاد لها وجدها تجلس فوق مقعد عالي قليلا بدون ظهر وترفع رأسها للسماء تتأمل النجوم بشرود وابتسامة ساحرة تزين ثغرها الجميل .. فتحرك نحوها بتريث وجلس على المقعد المجاور لها دون أن يتحدث ليسمعها تقول بتساءل
_ إنت طلعت هنا فوق ليه .. مش المفروض نرجع البيت خلاص !
لحظات معدودة وشعرت بملس أنامله فوق بشړة وجهها وكذلك شعرها وهو يهمس بخفوت جميل
_ لا ما أنا حابب ناخد يومين هنا ونسترجع الذكريات
التفتت برأسها له وتمتمت بريبة
_ ذكريات !! .. احنا مقعدناش هنا غير سنة واحدة ياعدنان !
أمسك بكفها وتطلع في عيناها بعمق هامسا في غرام
_ بنسبالي كانت أفضل سنة في علاقتنا .. كانت أول سنة لينا مع بعض وفترة حملك
متابعة القراءة