رواية كاملة قوية جدا الفصول من السادس وثلاثون للاربعون بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

أنساه كل شيء ! .
هتف آدم بعينان لامعة بوميض دافيء 
_ أنا كنت عند الدكتور قبل ما اجيلك على فكرة وقالي إن حالتها تحسنت جدا يعني احتمال كبير تفوق الليلة أو بكرا .. عموما خلال الأيام دي بنسبة كبيرة جدا إنها تفوق من الغيبوبة 
ابتعدت عنه بسرعة وقالت بتلهف وعينان عادت تلمع بالأمل من جديد  
_ بجد يعني جدتي هتفوق وترجع زي الأول 
اماء لها برأسه مبتسما في ود وسعادة برؤية تلهفها وابتسامتها التي تظهر بخفوت فوق ثغرها .. ثم تمتم بلطف  
_ اممم هترجع زي الأول واحسن كمان .. بس ادعيلها تقوم بالسلامة وادعيلهم كمان بالرحمة هما في مكان أفضل مننا كلنا .. والأهم من ده كله بلاش عياط تاني بالله عليكي 
مهرة بحماس وعينان دامعة بلهفة وشوق  
_ هي تفوق بس وأنا الدموع مش هتعرف طريق عينيا تاني 
التقط كفها يحتضنه بقوة هامسا في نظرة عميقة وواثقة  
_ هتفوق بإذن الله خلي عندك يقين في ربنا 
_ ونعم بالله

في مساء ذلك اليوم ..........
تحاول الوصول إليه عبر اتصالاتها المتكررة منذ خروجه بالصباح في هذه الحالة دون أن يخبرها بشيء لكنه لا يجيب ولا تعرف عنه شيء .
لم يدعها حتى تسأله عن من كان يتحدث بالصباح حيث رحل مسرعا دون أي توضيح .. مما جعلها تتأكد أنه ذاهب لنادر بعدما عثر عليه .
الوساوس والخۏف ينهشوا قلبها نهش .. تقلق بشدة عليه خشية من أن يصاب بمكروه أو يتصرف بتهور ويأذيه .. حتى أنها حاولت أيضا الاتصال بآدم أكثر من مرة لكي يلحق بأخيه ولكن نتيجة اتصالاتها كانت نفسها .. فظلت هي تقضى الساعات في ړعب وقلق لا تتمكن من الوصول إليه وتفشل في التوقف عن الخۏف والتفكير بالسوء أيضا .. أقسمت أنه حين يعود ستعنفه بشدة وتثور به كالعاصفة .
عيناها عالقة على ساعة الحائط منذ وقت طويل وتفرك يديها ببعضهم من فرط توترها .. وأخيرا انفتح الباب ودخل منه بهدوء يحسد عليه .. فوثبت واقفة وهتفت بشبه صيحة مستاءة 
_ مش بترد على التلفون ليه ياعدنان .. من الصبح وأنا برن عليك ومش بترد عليا لغاية ما كنت هتجن
نزع سترته عنه والقاها بعدم اهتمام يزفر النيران من صدره دون أن ينظر لها أو يجيب عليها حتى .. فاندفعت هي نحوه بسخط نابع من قلقها تهتف  
_ عدنان أنا بكلمك رد عليا !! 
اكتفى بجملة واحدة كانت بمثابة إنذار أول لكنها لم تفهم  
_ مش وقته ياجلنار .. أنا عفاريت الدنيا كلها بتتنطط قدام وشي 
تقدمت ووقفت بجواره تهتف في عناد  
_ ريحني وقولي كنت فين وعملت إيه 
الټفت برأسه إليها بشكل مفاجيء وحدجها بنظرة ممېتة ارعبتها .. كانت عيناه حمراء كالدم فشعرت وكأن شرارات ڼارية تخرج منها إن لم تبتعد ستحرقها معه .. لم يكتفى بتلك النظرة بل هتف بصوت متحشرج ومحتقن يلقي عليها هذه المرة تحذير وليس إنذار  
_ قولتلك مش وقته 
ظلت ثابتة بأرضها تحدجه بدهشة وخوف بسيط .. هي لم تراه بهذه الحالة حتى عندما اكتشف خېانة فريدة له .. تابعته بنظراتها المدهوشة وهو يتحرك باتجاه الحمام ثم يختفي به .. تقدمت من الفراش وجلست فوقه بعينان تجول في الغرفة بأكملها وبالأخص على باب الحمام تنتظر خروجه .. تعاني من حربا عڼيفة داخلها طرف يريدها أن ترحل وتتركه والآخر ېصرخ بأن تظل معه وتبقى بجواره .. أمام كل ما يفعله من أجل إرضائها لن تتمكن من الجفاء أكثر و تركه بهذه الحالة .. ستظل معه رغما عنه وعن جموحه ! .
دقائق قصيرة وخرج من الحمام عاريا الصدر يلف منشفة بيضاء كبيرة حول نصفه السفلي .. توقفت واقتربت منه تقف خلفه وهو يخرج ملابسه من الخزانة .. فسمعته يهتف بجدية وغلظة  
_ جلنار الأفضل تفضلي ساكتة ولو مش هتقدري روحي اقعدي عند هنا .. أنا مش عايز اتعصب عليكي وأهد كل اللي فات واللي اتعمل 
عقدت ذراعيها أمام صدرها بنظرة قوية وغمغمت بخفوت وهدوء تام 
_ للأسف مش هقدر افضل ساكتة .. لأن سكوتك ده هو اللي بيخوفني اكتر 
استدار بجسده له وهدر غاضنا حاجبيه  
_ بېخوفك من إيه !! 
جلنار بصراحة دون أي تردد  
_ إنك تكون عملت فيه حاجة ياعدنان وضيعت نفسك ! 
تمتم بصوت رجولي خشن  
_ معملتش حاجة فيه حتى الآن 
_ يعني إيه حتى الآن .. تقصد إيه !!!
عدنان بهدوء غريب  
_ مټخافيش مش هقتله 
كانت ستهم بالرد لكنه أمسك بطرف المنشفة مغمغما بوقاحة حتى ينهي ذلك الحديث المثير لأعصابه  
_ عايز البس ! .. لو حابة تفضلي واقفة كدا أنا معنديش مشكلة 
أمسكت بيده قبل أن يفك المنشفة وهتفت بحدة وڠضب  
_ بتعمل إيه بلاش قلة أدب ! .. أنا خارجة برا أساسا 
ثم ابتعدت واندفعت للخارج مسرعة متمتمة بصوت مسموع في غيظ  
_ أنا غلطانة إني مهتمة أصلا .. وقح ومش محترم صحيح 
رغم حالته المخيفة والڠضب الذي يستحوذه بشكل كامل إلا أنها نجحت في جعله يبتسم مرغما أمام ردة فعلها العفوية وكلامها !! .

توقف بسيارته على جانب الطريق وفتح الباب ونزل ثم قاد خطواته إلى داخل ذلك المقهى .. وحين وصل للداخل تجول بنظره بين الجميع يبحث عنها فوجدها تجلس فوق أريكة صغيرة مقابلة للماء .. ذلك المقهى وتلك الأريكة المفضلة لديها منذ سنوات .. فحتى قبل أن يغادر لألمانيا كانت كثيرا ما تأتي للجلوس هنا بمفردها .
تقدم نحوها بخطوات متريثة وجلس بجوارها فوق الأريكة هامسا بعينان عالقة على المياه  
_ ياترى إيه سبب اتصالك ! 
التفتت له زينة وتمتمت بصفاء ضاحكة  
_ يعني محبتش اقعد وحدي فقولت اتصل بيك تيجي تقعد معايا ونتكلم مع بعض زي زمان .. ده إنت ليك خمس سنين محدش بيشوفك 
مال برأسه تجاهها وحدقها بحب هاتفا  
_ لسا متغيرتيش يا زينة .. زي ما إنتي 
ابتسمت برقة وأجابت بنظرات ثابتة وجادة  
_ بس إنت اتغيرت أوي ياهشام .. حاسة إنك واحد تاني تماما غير ابن عمتي وصديقي اللي اتربيت معاه 
مال ثغره بابتسامة باهتة وتمتم بنظرات ذات معنى  
_ اتغيرت فعلا ڠصب عني بس قلبي لسا زي ماهو ومش عارف اغيره 
انحرف مجرى الحديث بالطريق الأكثر حماسا بالنسبة لها حيث اعتدلت في جلستها واثبة وبقت مواجهة له تماما تهتف بتشويق وفضول  
_ أنا قولت من الأول إنت فيك حاجة مش طبيعية .. احكيلي بقى مين دي ! 
هشام باستغراب  
_ هي مين دي !! 
نكزته بكتفه في غمزة ماكرة وهدرت بمشاكسة  
_ اللي مش عارف تغير قلبك بسببها .. اخلص بقى يا هشام قولي بالله عليك .. هي من مصر طيب ولا من المانيا  
ضحك بخفة على طفولتيها ثم اشاح بوجهه يثبته تجاه المياه يجيب عليها 
_ من مصر 
تحمست أكثر فقالت بوجه متسع بالابتسامة  
_ اعرفها طيب  
اكتفى بإماءة رأسه الخفيفة كإجابة على سؤالها وسط نظراته الجانبية لها .. فوصل حماسها للذروة بعدما حصلت على تأكيد
تم نسخ الرابط