رواية كاملة قوية جدا الفصول من السادس وثلاثون للاربعون بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
شهر واحد اللي غبتيه مش شايفة إنك مزوداها !
جميلة بضيق وعبوس
_ الله في إيه ياعدنان .. وحشتوني وبطمن عليكم .. إنت دايما كدا بتقتل حماسي
ضحك رغما عنه لكن هتف بحزم مزيف
_ على مكتبك ياجميلة .. في شغل كتير قدامك يلا .. لأن حتى أنا مش فاضي
استقامت واقفة وهي تزم شفتيها بغيظ وتجيبه بخنق
أشار بعينيه تجاه الباب وهو يبتسم يحثها على الاختصار والمغادرة لتصدر هي تأففا مرتفعا پغضب وتستدير وتغادر .. بينما هو ففور خروجها تنهد مبتسما بعدم حيلة .. فلن تتغير أبدا ستظل جميلة كما هي في محاولاتها السخيفة التي تستفزه ! .
استر الليل ستائره وارتفع ضوء القمر في السماء لتظهر النجوم الساهرة بشكل جميل في لوحة من ابداع الخالق عز وجل ......
رأت هنا أبيها الذي عاد للتو من الخارج وهو يدخل المطبخ فكادت أن تصيح بفرحة كعادتها لكنه رفع سبابته يكتم على شفتيه كإشارة لها حتى لا تتكلم .. فتسكت هي فورا وترفع كفيها لفمها تكتم ضحكتها الطفولية بصعوبة .. بينما هو فتسلل من خلف زوجته بخطوات حذرة حتى وقف خلفه ومد ذراعه يحاوطها من خصرها ويميل عليها من الخلف هاتفا بعبث
صړخت جلنار بهلع والتفتت بجسدها فورا في قسمات وجه مزعورة ودون قصد لامست يديها الممتلئة بالشكولاته وجهه ولحيته .. تجمد بأرضه وهو يشعر بوجهه ولحيته امتلأت بالشوكولاته بينما هنا فاڼفجرت ضاحكة وبادلتها جلنار التي بعد لحظات من صډمتها بظهوره المفاجيء وما حدث بعد ذلك اڼفجرت هي الأخرى على مظهره .
_ ربنا يخليكم ليا يا هنايا
تطلعت إليه وهي مازالت تضحك بحب نقي ووصافي بينما جلنار فهدأت ضحكاتها ورمقته بعمق وعاطفة حتى وجدته يبعتد عن صغيرته ويقترب منها يلثم وجنتها الممتلئة بالشوكولاته ويهمس بالقرب من أذنها قبل أن يبتعد
فغرت عيناها وفمها بدهشة وصعدت الحمرة البسيطة لوجنتيها .. ولم تلبث حتى وجدته يبتعد ويسير لخارج المطبخ .. وحمدت ربها أن ابنتها لم تلاحظ وكانت منشغلة بمص الشوكولاته من فوق إصبعها الصغير .
جلنار بغيظ متصنع وهي تضحك
_ عاجبك كدا يا هنون اهي الكيكة باظت خلاص
ضحكت الصغيرة بقوة وأجابت باستمتاع
_ يلا نلعب تاني يا مامي
_ اهاا عشان بابي يعلقنا أنا وإنتي المرة دي
ضحكت برقة وهي تكتم على فمها بكفيها الصغيرين في لطافة لا تحتمل .. جعلت جلنار تنحنى عليها تلثمها بعدة قبلات متفرقة هاتفة في حب أمومي صادق
_ حبيبتي
ارتمت على والدتها تعانقها وتهتف في رقة
_ وإنتي كمان حبيبتي يامامي
بعد دقائق طويلة نسبيا.....
خرج من الحمام بعدما غسل وجهه جيدا وكان يمسك بالمنشفة الصغيرة يجفف وجهه من الماء .. وإذا بلحظة مفاجأة تقذف صورة فريدة لذهنه .. تسمرت يديه عن الحركة واحتدمت ملامحه وهو يتذكرها لا إراديا .. فنسيان ما فعلته به لن يكون سهلا سيظل الچرح يألمه ولن يلتئم أبدا .. ليتها أخبرته بوضوح أنها لا تحبه وطلبت الانفصال وكان كل شيء انتهى بينهم بهدوء .. لكنها خلفت ورائها چرح عميق لن تداويه السنين سيظل يذكره بها للأبد وبكل مرة يتذكرها سيزداد كره لها أكثر .
استفاق على صوت جلنار التي دخلت للتو وكانت تقف أمامه تحدثه بريبة من شروده الغريب
_ عدنان !
نفرها من ذهنه كالقمامة تماما وثبت كامل تركيزه على زوجته متمتما
_ نعم !
_ إنت كويس !
رفع يده يمرر إبهامه برفق فوق وجنتها مجيبا بخفوت
_ أنا كويس طول ما إنتي وهنا جمبي
ابتسمت له بحب ثم رفعت يدها الناعمة تحتضن بها كفه الذي فوق وجنتها وتهمس باهتمام وقلق
_ في حاجة حصلت وضايقتك طيب
رأت ثغره يفسح عن ابتسامة عريضة ويتمتم بغمزة ماكرة
_ فلنفترض إني مضايق .. هتعملي إيه !!
سكتت للحظات بتفكير ثم ردت بخفوت جميل وابتسامة شبه حزينة
_ معرفش هو أنا متعودتش إنك تحكيلي على حاجة مضيقاك قبل كدا .. بس يمكن لو قولتلي اقدر اخفف عنك
نظراته كانت كلها عشق ودفء قبل أن يتمتم بتأكيد وترقب لردها
_ متأكدة إنك عايزة تسمعيني .. يعني مستعدة تسمعي اللي مضايقني
أماءت برأسها في إيجاب وأجابت بثقة تامة وثبات
_ أكيد عايزة اسمعك ياعدنان
عدنان بصوت رجولي خاڤت يحمل بحته المميزة
_ مش هتحكمي عليا وتفهميني غلط !
لمعت عيناها بوميض مختلف وابتسمت له بغرام حقيقي هامسة في نظرات ذات معنى
_ لو إنت فهمتني وفتحتلي قلبك لا يمكن افهمك غلط
شعرت بملمس كفه فوق بشرتها الناعمة يتأملها بعشق جارف وأعين ممتزجة فيها الندم بالوعود الصادقة ثم ينحنى عليها حتى لا يفصله عنه سوى سنتي مترات قليلة مغمغما
_ كل يوم بحبك فيه أكتر من الأول .. ندمان على كل لحظة ضيعتها ومستغلتهاش في حبك وأنا جمبك ياجلنار .. بس اوعدك إني هعوضك واعوض السنين دي كلها
جلنار بصوت ناعم ورقيق
_ عارفة وعشان كدا سامحتك واديتك فرصة
قال بنظرة ذات مغزى وبعض اللؤم
_ وأنا هنتظر عشان اسمع منك السبب التاني اللي خلاكي تسامحيني
ضحكت وغمغمت بعناد وخبث امتزج بمشاكستها بعدما فحمت تلميحاته
_ يبقى هتنتظر كتير للأسف
_ ما بلاش نقول كلام احنا مش قده .. عشان ميبقاش شكلنا وحش واحنا بنرجع في كلامنا بعدين
قهقهت بقوة في عفوية .. امعن هو النظر بها في حب يشاهدها وهي تضحك بذلك الشكل الجميل الذي يذيب قلبه ويجعله يهيم بها أكثر .
همس غامزا بنظرات جريئة
_ هنا فين
_ نامت .. ليه !!!
ابتسم بانتشاء وتمكنت أخيرا من فهم نظراته الماكرة ولم تلبث لتجيب عليه حتى وجدته يحملها ويمد ذراعه يطفيء الضوء .. لينغمسوا معا في ظلام ينيره عشقهم فقط ! ....
توقفت السيارة والټفت السائق برأسه للخلف يهتف في رسمية
_ هو ده المكان يا أسمهان هانم
ألقت نظرة من داخل السيارة على تلك المنطقة الشعبية التي تعكس الحياة البسيطة والفقيرة .. رأت الأطفال يركضون ويلعبون رغم تأخر
متابعة القراءة