رواية جديدة قوية الفصول من الثالث وعشرون الي السادس وعشرون بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
لا تقلق يا ابن عمي ابدا ولا تزعج نفسك أبدا بما سمعته لإنني لم أعد أهتم بك منذ زمن ..ركز مع تلك المغنية فهي تناسبك اكثر مني ..
قالت جملتها الأخيرة بتكبرها المعتاد ثم رحلت ليهتف داخله بتهكم
لا فائدة منها أبدا ..
أردف بعد مدة بشرود
تارا .. وكأنك لم تكتف بإحتلال أفكاري طوال الوقت فيأتي البقية يذكروني بك بين الحين والآخر ..
دلف خالد الى مكتبه وشعور خفيف بالضيق لمسه وهو يفكر إن ما حدث خطأ فإعتراف حوراء قد يترتب عليه أشياء لا يرغب في حدوثها او بالإحرى لا مزاج له في الدخول بها ..
يعرف حوراء جيدا ويعرف كم هي قوية متسلطة وإن قوتها تلك تستخدمها بطريقة مؤذية وهذا الشي يجعله يفكر جديا بما ستفعله من أشياء ماكرة إن لم تكن صادقة في حديثها بإنها لم تعد تريده ..
اتجه بأفكاره نحو حديثها عن تارا حيث لم ينكر إن هناك شيء يحدث بينهما بالأحرى شيء من ناحيته هو ولكن حوراء تحدثت بصيغه الجمع فهي تظن إن ما يحدث متبادل بينهما ..
لا يعرف لماذا فعل هذا فهو صحيح لم يؤكد ما قالته عن اهتمامه الشخصي بتارا لكنه لم ينكر وقد فاجئه هذا بقوة ..
تتمايل برقة بذلك الفستان الأسود الذي أبرز جاذبيتها الطاغية رغم نحافة جسدها الواضحة وملامحها الناعمة الغير فائقة الجمال إلا إنها تمتلك هالة من الجاذبية التي تحيط بها دائما ..
وليت الجمال يقتصر على المظهر الخارجي فشخصيتها وثقتها بنفسها الممزوجة بتواضع محبب شكلت مزيجا رائعا ..
ثقتها الشديدة في نفسها لا خلاف عليها أيضا والتي تتحول الى غرور صريح مع البعض رغم إنها تتعامل مع عموم الأشخاص بتواضع وعفوية ..
هي خليط مميز للغاية ..مختلفة لا تشبه غيرها ..
وهي الوحيدة التي لفتت إنتباهه فلم يحدث قبلها أن إهتم بأنثى بل لم يحدث إن نالت أحداهن إعجابه أبدا فهو دوما لا يحبذ التعامل مع النساء عموما ومتحفظ للغاية في تعامله مع القليل منهم وهذا السبب الذي جعله متعاليا في نظر الجميع خاصه إنه يتعرض لمحاولات إقتراب العديد من النساء منه منهن لإعجابهن الصادق به ومنهن للظفر بحفيد عائلة عمران ..
أخذ يرسم في قلمه خطوط ودوائر على الورقة البيضاء أمامه بينما عقلها يشرد به وبأفكارها التي تتمحور حولها ..
هذه المرة الأولى التي يشعر بها بشيء إتجاه إمرأة ولا يعرف كيف يتصرف ..
هو حتى لا يعلم اذا ما كانت تشعر بشيء نحوه فهي تتصرف بعفوية واضحة ونظراتها نحوه لم تحمل شيئا مختلفا ..
وكأنها إن فعلت ومنحته إهتماما او تصرفا يدل على إنجذابها نحوه سوف يسارع للإقتراب منها ..!
كبريائه اللعېن وغروره كان سيمنعه حتى في هذه الحالة ..
زفر أنفاسه وهو يتوقف عن تلك الخطوط الغريبة التي يرسمها ليتذكر كل تفصيله منها ونبرتها المميزة ..
صوتها العذب وهي تشدو بتلك الأغنية التي مست قلبه بقوة مرعبة فباتت تتردد داخل اذنه بصوتها هي مرارا وتكرارا ..
أغمض عينيه عائدا برأسه الى الخلف متمنيا في داخله أن يجمعه لقاءا قريبا بها ..
ليت القدر يقف هذه المرة معه ويهديه لقاءا بها ويحقق رغبته وتوقه الشديد لرؤيتها ..
.
تأملها وهي تقف أمامه بملامح جامدة لا حياة فيها ..
ما إن إستفاقت من صډمتها لما فعله وصفعه لأخته حتى سيطر الجمود عليها بشكل أثار قلقه بشدة فتقدم نحوها بخطوات بطيئة ولسانه يردد اسمها بخفوت وصل الى مسامعها فإهتزت حدقتيها وإضطربت ملامحها كليا دلالة على تخليها عن جمودها اللحظي ..
وقف أمامها وعيناه تتأملان ملامحها الرقيقة بعناية قبل أن يطلق تنهيدة مسموعة ثم يهتف بصوت قوي صادق
انا اعتذر نيابة عن حوراء يا شمس ..
تغضن جبينها بوضوح بينما عينيها تتأملانه بذهول صريح .. ذهول سرعان ما تحول الى حيرة وهي تفكر في اعتذاره الغريب والذي بالرغم من رضاها عنه إلا إن شكوكها تمنعها قليلا من التصديق إنه اعتذار خالص منه إليها ..
حاولت ان تنحي شكوكها جانبا فهو ليس مجبرا على الاعتذار الذي يعتبر صعبا للغاية لشخص مثله لكنها فشلت في ذلك فسألته بهدوء
لماذا ..!
نظرت الى تقطيبه جبينه وأكملت بصراحة واضحة
لماذا تعتذر ! او لأكون صريحة في حديثي منذ متى وأنت تعتذر ..!
رد بهدوء مشابه لهدوئها
لإنك تستحقين اعتذارا مني يا شمس على ما قالته أختي في حقك ..
منذ أن عرفتك وأنا أتعرض لأسوء المواقف .. والإهانات ..
قالتها بنبرة باردة ليومأ برأسه وهو يرد بإقتضاب
صحيح ..
أكملت بقوة
أخبرني يا سيد قيصر .. كم إعتذار يحب أن تقدمه لي كي ټوفي ما تعرضت إليه بسببك او بسبب أخيك واختك ..!
أكملت وهي تلاحظ جمود ملامحه
انت اعتذرت نيابة عن حوراء .. ولكن ..
صمتت لوهلة ثم أردفت بتحدي
من سيعتذر لي نيابة عنك ..! والأهم من ذلك هل تظن إن كلمة آسف تكفي لتعويضي عما تعرضت له منك او من غيرك والذي كان بسببك أيضا .. ! هل تلك الكلمة ستمحي كل ما مررت به ..! هل هي قادرة على ذلك ..!
تمعن النظر اليها بغموض أخافها لا اراديا وهي تعترف داخلها إنها رغم ما تفعله ورغم إدعائها القوة واللامبالاة وتحديها له مرارا إلا إنها داخلها تخشاه وهذا شعور لا تستطيع التحرر منه للأسف ..
تحدث أخيرا بنفس الهدوء الذي يثير شعورا من الترقب داخلها
كلا لا تكفي .. لكن الأفعال تكفي ..
لم ترد عليه بل اكتفت بمنحة نظرة جامدة قاصدة أن تخبره إن كلامها لن يؤثر به ولن تصدقه ..
سألته أخيرا
وما هي تلك الأفعال ..!
أجاب بجدية
اتركي كل شيء لوقته .. الأفعال ستظهر تدريجيا وتثبت لك إنني قادر أن أمحي كل ما فات من خلالها ..
سيكون هذا افضل لإنك مهما تحدثت وإدعيت لن أصدقك ..
اومأ برأسه رغم الڠضب الذي بدأ يظهر على ملامحه لترمقه بنظرة أخيرة ثابتة ثم ترحل خارج المكتب ليتجه هو عائدا نحو مكتبه جالسا على كرسيه بجمود وحوارهما الذي انتهى منذ لحظة يتردد داخله ..
..
كان فارس يجلس على احدى
متابعة القراءة