رواية جديدة قوية الفصول من الثالث وعشرون الي السادس وعشرون بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

وإلا ما كان سينتظرك طوال عامين .. بعيدا عن كل شيء وعن صفاته السيئة لكنك تؤثرين به فشخص مثله غير مجبر على انتظارك كل هذه المدة .. 
يريد أن يمتلكني ..
قالتها شمس بواقعية لترد صبا بجدية 
هذا صحيح .. بالطبع يفعل هذا لانه يريدك وليس من باب المساعدة .. لكن فكرة إنه انتظر عامين كي يريدك غريبة .. كان يستطيع الزواج بك بكل سهولة بإستخدام أساليبه المعتادة ..
لإنه يريدني راضية .. لقد قالها لي بوضوح ..
متى قالها ..!
سألتها صبا بدهشة لترد شمس بهدوء 
لقد تحدثنا سويا .. لقد جمعنا لقاء منذ ايام لم أخبرك عنه ..
حسنا .. وماذا قال ..!
شردت شمس بحديثه للحظات وكلماته السابقة على المركب تتردد داخل عقلها من جديد ..
أخبرها بصراحة إنه يريدها زوجة له .. زوجة حقيقية وشريكة حياة .. يريدها راضية ومرتاحة وسعيدة ..
صحيح لم يجاملها ويخبرها انه سينسحب اذا ما رفضته كزوج لكنه قال في نفس الوقت إنه لن يأخذها مجبرة ..
وبالرغم من تناقض الفكرة إلا انها تشعر بصدقه وحقيقة انه سينالها في كامل رضاها وهذا ما يقلقها حقا ..
فكيف ستكون نصيبه برضاها وهي ما زالت تتمنى الخلاص منه ..!
قال إنه يريدني زوجة حقيقية له ..
إسترسلت في حديثها تخبرها عن كلامه وقتها وطريقته معها لتهتف صبا ما ان أنهت حديثها 
هذا الرجل غريب للغاية ولا أحد يعلم ما يدور في عقله ..
صحيح ..
قالتها شمس بهدوء لتكمل صبا بجدية 
لكن موقفه معك اليوم رائع ويستحق الثناء ..
صحيح ..
قالتها شمس بنفس الهدوء لتسمع صبا تهتف بها 
ما بالك تكتفين بهذا الرد ..! قولي شيئا ..
ردت شمس بصدق 
لا أعرف ماذا اقول ولكني قلقة جدا .. قلقة مما هو قادم ..
صمتت صبا للحظة قبل ان تقول 
خير باذن الله .. توكلي على الله وإستبشري خيرا .. 
ان شاءالله ..
قالتها شمس بشرود وهي تتمنى داخلها ان ينتهي كل هذا بأسرع وقت ..
.
أنهت شمس مكالمتها مع صبا لتضع هاتفها جانبا ثم تقرر اشغال نفسها بأي شيء بدلا من التفكير في نفس المواضيع التي لا تنتهي ..
همت بالنهوض لكنها توقفت عندما سمعت صوت طرقات على باب غرفتها يتبعه دخول والدتها اليها وهي تبتسم بخفة ..
نظرت اليها وقالت 
تفضلي ماما ..
تقدمت والدتها منها وجلست جانبها لتتفاجئ بربى تدلف خلفها وهي تنظر اليها بترقب لتتذكر موضوع العريس الذي أخبرتها عنه فتفهم سبب مجيء والدتها ..
قالت شمس بهدوء 
أتيت لأجل العريس .. أليس كذلك ..!
سألتها والدتها بدهشة 
كيف علمت ..!
ثم إلتفتت نحو ربى تهتف بها
ماشاءالله يا ربى .. أخبرتها بهذه السرعة ..!!
ابتسمت ربى ببلاهة وردت 
وما المشكلة يا ماما ..! أليس العريس لها ..!
هزت والدتها رأسها بيأس ثم عادت تهتف بشمس 
إنه عريس مناسب جدا يا شمس ومن عائلة محترمة ..
لا اريد الزواج الآن يا ماما ..
قالتها شمس بجدية لتهتف والدتها بها 
لماذا يا شمس ..! لقد أنهيت دراستك الجامعية والطبيعي عندما يخطبك عريس مناسب تفكرين به بشكل جدي لعله يناسبك ..
وما هي مواصفات ذلك العريس ..!
سألتها ربى بحماس لترميها شمس بنظراتها الحادة لكنها هزت كتفيها بلا مبالاة بينما قالت والدتها 
إنه مهندس مثلك .. موظف براتب عالي جدا .. محترم وذو خلق عالي .. 
هل هو وسيم ..!
سألتها ربى بإهتمام لتهتف شمس بحنق 
هل جاء لأجلك أم لأجلي ..!
ردت ربى بسرعة 
اطمئن على مستقبل اولادك ..
اخرجي يا ربى ..
قالتها والدتها بصرامة لتهتف ربى متوسلة 
كلا يا ماما .. ارجوك دعيني هنا وأنا لن أفتح فمي بكلمة واحدة ..
هتفت شمس بجدية 
ماما انا لا اريد الزواج حاليا .. يعني لا رغبة لي بذلك الآن ..
تعرفي عليه اولا ..
قالتها والدتها محاولة اقناعها لترد شمس بسرعة 
يا ماما انا رافضة الموضوع تماما في الوقت الحالي .. ولا اظن إن هناك مشكلة بهذا .. انا ما زلت صغيرة كما إنني أريد التركيز على عملي وموضوع تعييني في الجامعة .. 
نظرت والدتها إليها بتمعن قبل أن تسألها 
هل هناك شخص معين ..!
صاحت شمس بسرعة 
أبدا والله .. صدقيني هذه اسبابي .. انا فقط بحاجة لبعض الوقت بعد التخرج كي أنظم اموري واستقر في عمل معين ..
أكملت بعدها بلطف 
أنت لم تجبريني يوما على شيء لا أريده ولا أظن إنك ستفعلينها الآن ..
قالت والدتها بسرعة 
بالطبع لن أجبرك يا شمس .. انا فقط أتصرف بمنطقية فلا يوجد فتاة ترفض عريس دون ان تراه وتتحدث معه .. لكن طالما أنت تفكرين بهذا الشكل فأنت حرة يا شمس .. لن أجبرك على شيء لا تريدنه ..
ابتسمت شمس براحة ثم قبلتها من وجنتها لترتب والدتها على كتفها وتنهض من مكانها فتجلس ربى بجانبها وهي تهتف بها بضيق 
ماذا كان سيحدث لو رأيتيه فقط ..! لم نعرف كيف شكله ..
نظرت إليها شمس بملل قبل أن تنهض من مكانها وتخرج من غرفتها وقد قررت أن تعد كعكة صغيرة علها تشغل نفسها قليلا ..
.
وقف أمام المرآة يعدل هندامه بملامح واجمة .. حمل سترته وإرتداها ثم ألقى نظرة أخيرة على المرآة قبل أن يخرج من جناحه هابطا نحو الطابق السفلي ومنه خارج القصر ..
خرج من القصر ملقيا بعض العبارات على رجاله والحرس ثم أخبر سائقه بعدم حاجته إليه الليلة فهو سيقود سيارته بنفسه ..
قاد سيارته متجها الى تلك الدعوة التي سيحضرها بعضا من رجال الاعمال ..
لقد دعاه احد معارفه من رجال الأعمال على عشاء في احد المطاعم الراقية وبالرغم من كونه قرر مسبقا الاعتذار عن الحضور الا إنه غير رأيه وقرر الحضور بالفعل 
لا يعلم سبب ذلك لكنه يحتاج لعشاء كهذا يشغله عن افكاره فمن جهة حوراء ومشاكلها التي لا يعرف كيف يتصرف معها بطريقة تجعلها تهدأ وتستوعب اخطائها ومن جهة العمل الذي يضم صفقات مهمة قادمة يضع تركيزه عليها ..
كلام حاتم ايضا أثر فيه وقتيا وإن نحا افكاره في هذا الموضوع جانبا فهو في غنى عن كل هذا ..
يكفيه ما لديه من أشياء يحتاج الى دراستها جيدا ..
اوقف سيارته امام المطعم المنشود وهبط منه متجها الى الداخل حيث إستقبله الموجودون بحفاوة شديدة ..
من ضمن الموجودين كانت ضحى تلك التي عرفها لمدة قصيرة ثم سرعان ما قطع علاقته بها بعدما شعر بالملل منها ومن تصرفاتها التي بدت تأخذ منحى آخر لا يحبه لذا تركها بهدوء وهي تقبلت الأمر بعدما وجدت ان محاولاتها لإعادته لن تفي غرضها ..
تذكر تلك المشاجرة الغبية التي حدثت بينها وبين شمس منذ اكثر من عامين ..
كان موقفا سخيفا مچنونا كأغلب مواقف شمس معه ..
جلس على المائدة على الكرسي جانبها لتهمس له 
أنرت جلستنا يا
تم نسخ الرابط