رواية جديدة قوية الفصول من الثالث وعشرون الي السادس وعشرون بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
عملك في الفن ..!
سألتها دينا بدهشة لتبتسم تارا وهي تسأل بدورها
وهل توجد مهنة لا يوجد بها معاناة يا دينا .. ! نحن في مهنتنا نتعرض للمشاكل والإشاعات بل ودوما ما نجد من يحاربنا ويحاول التقليل من شأننا ..
ولكنك مشهورة للغاية .. يعني لا أتخيلك تعانين فشهرتك تجعل الكثير يرغبون في خدمتك ودعمك..
ردت تارا بجدية
ومالذي يجبرك على هذا ..!
صدح سؤاله وهو الذي كان يتابع حديثها منذ بداية الأمر وعيناه لا تترك تفصيله واحدة من وجهها تمر عليه طوال حديثها ..
تأملته تارا للحظة قبل أن تجيب بهدوء وإبتسامة خاڤتة تشكلت على شفتيها
ظل يتأملها قليلا بينما نظرت هي الى رانسي التي تنهدت بإعجاب وهي تقول
أنت جميلة في الشكل والشخصية أيضا ..
صديقاتي يحبونك كثيرا .. سوف يشعرون بالغيرة إذا علموا إنني رأيتك بل وجلست معك وتحدثت أيضا ..
ابتسمت تارا بينما هتفت دينا بسرعة
وأنا أيضا أحبك وأحب أغانيك خاصة تلك التي تحدثت بها عن الرجال الخائنين .. كما إنني أحب إنك تعبرين عن المرأة في العديد من أغانيك بل وتعرفين كي تتحدثين عن أنانية الرجال وحقارتهم مع النساء ..
ما بالك تتحدثين وكأنك تعرضت للعديد من التجارب مع النساء ..!
ردت دينا وهي تمط شفتيها
ما أسمع عنه في الصحف ومن الذين حولي يكفي ..
ثم أكملت
أحييك حقا على إختيارك أغاني ألبوماتك عموما .. من كثرة تأثري بأدائك أشعر إن تلك الأغاني تعبر عنك ..
ردت تارا
شكرا يا دينا..
ثم أكملت ممازحة
عادت تارا تتحدث مع لميس والبقية بينما خالد يتأملها بين لحظة والاخرى دون حديث وقد نسى أمر الملف تماما ..
بعد خروج تارا صعد نحو جناحه ليجد حوراء تخرج من جناحها ثم تتقدم نحوه وتسأله بكبرياء
رمقها بنظرات واجمة ثم قال ببرود
لا أعلم .. اذهبي أنت بنفسك وإعلمي إذا ما ذهبت أم لا ..
ردت بتهكم
أصبحت لميس تصادق أيا كان .. من الضروري أن تنتبه عليها يا خالد .. لا تجعلها تنحدر الى هذا المستوى ..
توقف في مكانه بعدما كان ينوي التوجه نحو جناحه ..
تأملها مليا قبل أن يقول
إذا كنا سنتحدث عن المستويات فأنت آخر من يتحدث خاصة بأصدقائك الدين رغم إنتمائهم لنخبة المجتمع إلا إنهم يتشابهون بالتفاهة وقلة الإحترام ..
أنت كيف تجرؤ بالتحدث عنهم هكذا ..!
سألته پغضب ليرد بتهكم
لم أقل سوى الحقيقة .. جميعهم أشخاص تافهون لا يفعلون شيئا سوى متابعة الآخرين وإنتقادهم .. الحديث في مواضيع تافهة .. إهتماماتهم محدودة .. يتعالون في تصرفاتهم ويتكبرون على من حولهم مستغلين أسماء عوائلهم ومكانتهم دون أن يفكروا في صنع شيئا واحدا يجعلهم يتفاخرون بنفسهم بدلا من الإعتماد على إنجازات الآخرين ..
هؤلاء أصدقائي ولا اسمح لك بالحديث عنهم هكذا ..
ابتسم ببرود ورد
بالطبع ستتحدثين هكذا فإنت مثلهم تماما .. نفس العقلية الفارغة والتكبر على الآخرين رغم إنك لا تمتلكين ميزة واحدة سوى اسم عائلتك .. حتى العمل فشلت في إثبات نفسك به ..
هذا كله لأجلها .. تتحدث معي بهذه الطريقة وتهينني لأجلها ..
رد بلا مبالاة
ليس لأجلها فقط بل لأجل كل من تتعاملين معه او تتتحدثين عنه بهذا الأسلوب .. أنت لا شيء دون اسم عائلتك يا حوراء .. مجرد فتاة متعالية متكبرة اذا ما وقعت يوما سوف يشمت الجميع بك لإنك لن تجعلي احدا يحبك بسبب إسلوبك .. تلك التي تتحدثين عنها أفضل منك بمراحل .. رغم كل شهرتها ورغم إنها بدخولها لأي مكان ټخطف الأنظار من الجميع وأولهم أنت إلا إنها تتصرف بتواضع وعفوية خالصة وتمنح إبتسامة عذبة للجميع .. كما إنها إنسانة ناجحة في حياتها ومهنتها .. صنعت لها إسما كبيرا رغم صغر سنها ورغم خلفيتها البسيطة مقارنة بك ..
منحها نظرة أخيرة ولأول مرة ترى النفور نحوها واضحا في عينيه ..
تأملته وهو يبتعد لتهتف بكبرياء جريح
ستندم يا خالد .. والله ستندم على كل هذا ..
اما خالد فدلف الى جناحه وخلع سترته راميا إياها ارضا ثم اتجه نحو الشرفة يأخذ أنفاسه وهو يحاول استيعاب ما فعله ..
منذ متى وهو يهتم لتصرفات حوراء السخيفة !
كان يتجاهل اسلوبها وكلامها دوما فهي لا تهمه حقا ..
لماذا تجادل معها وقال هذا اليوم ..!
لماذا لم يتحمل كلمة واحدة على تارا فتحدث مع حوراء بهذه الطريقة متخليا عن بروده لأول مرة ..!
لماذا يا خالد ..!
كان سؤالا مهما وجوابه قد يكلفه الكثير فيما بعد ..
الفصل الرابع والعشرون
كانت تجلس على المائدة الموضوعة في واجهة المركب الذي يتوسط البحر تعقد ذراعيها أمام صدرها والوجوم يكسو ملامحها ..
وجدته يقترب منها وهو يحمل كأسين من العصير ووضعهما أمامها لتتأمله وهو يجلس بإسترخاء مقابلا لها يتأملها بصمت مهيب ..
وبدلا من أن تشيح وجهها كانت تواجه نظراته بأخرى مماثلة لها وكأنها تخبره إنها لن تخجل من تمعنه الصريح بها رغم إنها من الداخل تشعر بالخجل والإحراج الشديد ..
لم تقاوم وعيناه الزرقاوان تحاوطانهز بالكامل فأشاحت بوجهها نحو الجانب تتأمل مياه البحر الرائعة تخفي إحراجها من كل ما يحدث ..
تناولي عصيرك ..
قالها بهدوء لترمقه بنطراتها العابرة قبل أن تعود مرة اخرى وتنظر الى البحر بينما لسانها يهتف
لا أريد ..
لم يهتم وهو يحمل كأسه ويتناول عصيره ببرود إستفزها لتضم شفتيها بقوة تمنع نفسها من قول شيء ما يثير جنونه وهي في غنى عن ذلك الآن حقا ..
هي تريد العودة الى البر والى منزلها في أي طريقة لذا عليها أن تتصرف بعقلانيه لأول مرة بدلا من ذلك الجنون الذي يسيطر عليها في حضرة وجوده ..
انتهى من تناول عصيره وهي تقضم شفتيها بقوة رغم إن قضم الشفاه ليست من عاداتها لكن يبدو إن ذلك الرجل يخرج أسوأ ما فيها ..
نظر الى شفتيها اللتين تقضمانها بقوة تكاد تمزقها ليتسائل بجدية مبعدا نظراته عن شفتيها
هل سوف تبقين صامتة هكذا ..!
اندفع لسانها يرد بسرعة
ماذا تريد أن أفعل ..! هل أرقص لك مثلا ..!
سأل بعبث لا يشبهه
هل تجيدين الرقص ..!
لعنت نفسها وقد إستوعبت لتوها
متابعة القراءة