رواية جديدة قوية الفصول من الثالث وعشرون الي السادس وعشرون بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

الفصل الثالث والعشرون 
تأمل فارس ابنة عمه التي تجلس أمامه بنظرات هادئة مليئة بالثقة وقد أدرك من نظرة واحدة إنها تحمل من التكبر والغرور الكثير ..
ربما بسبب جمالها المميز او هو طبع متأصل بها او ربما تستخدم هذا الإسلوب مع من تكرههم وهو بالتأكيد واحدا منهم ..
ماذا تشربين يا ربى ..!
سألها بهدوء لتجيب 

شكرا ... لا أريد شيئا .. جئت لأتحدث معك قليلا وأخرج ..
تفضلي ...أسمعك يا ربى ..
قال جملته تلك وهو يضغط على حروف إسمها وداخله يفكر في سبب مجيئها له ..
هو شبه متأكد إن والده فعل شيئا جعلها تأتيه ويتمنى حقا ألا يكون نفذ ما في رأسه ..
لقد زارنا عمي قبل يومين ..
نظر إليها بترقب لتكمل بثبات 
خطبني لك ..
حاول ألا يجعل أي شيء يظهر على ملامح وجهه رغم الڠضب الذي أوج به من والده وتصرفه هذا وإصراره على وضعه أمام الأمر الواقع ..
أعلم ..
قالها بإقتضاب كاذبا عليها كي لا يظهر بشكل الإبن الغبي الذي يتصرف والده في شؤونه رغما عنه بينما داخله يتجهز لحرب قوية مع والده بعد تصرفه هذا ..
ألم يخبرك بجوابي ..!
سألته بنبرة بدت عادية لكنها تحمل الكثير من الخبث لتكمل دون أن تستمع الى جوابه  
ألم يخبرك إنني رفضت طلبه..! 
حاول ان يحافظ على جمود ملامحه ولا يتأثر بطريقتها الإستفزازية الواضحة وقال 
أخبرني بالطبع .. 
أكمل بجدية 
وأخبرته إنك حرة في رأيك ..
أكدت على حديثه 
انا حرة بالطبع ولا أحد يجبرني على ما لا أريده ..
سألت وهي تتأمل نظرات التي جاهد لجعلها هادئة 
ألن تسأل لماذا أتيت اليوم ..!
سألها ببرود 
لماذا أتيت يا ربى ..!
أجابت بصدق 
لأعلم غايتك انت ووالدك من هذا الطلب ..
رفع حاجبه وقال 
غايتنا ...! أي غاية بالضبط يا ربى ..!
هتفت بنبرة هازئة قليلا 
والدك لا يفعل شيئا لوجه الله يا فارس .. هو بالتأكيد يريد شيئا من وراء ذلك .. وأنت بالتأكيد تعرف ماذا يريد وماذا تريد انت ربما ..
أجاب بقوة 
لا أعلم شيئا و إن كان هو يضمر غاية معينة وراء ذلك فهذه ليست مسؤوليتي ..
ضحكت بخفة وهي تهتف بسخرية 
حقا ..! إذا ماذا تسمي خطبتك لي وأنت خاطب أخرى غيري منذ مدة ..! 
أردفت وهي تلاحظ وجوم ملامحه 
هل أصبحت من عادة الرجال أن يخطبوا على خطيباتهم .. ! ظننت إنهم يتزوجون على زوجاتهم بعد الزواج لا يخطبون .. لكن يبدو إن الأمور تبدلت وانا لا علم لدي ..
رمقها بنظراته الباردة وقال 
الأمر ليس هكذا .. هناك أسباب وراء ذلك ..
أسباب ..! أية أسباب بالضبط ..!
سألته بنبرة متهكمة ليرد بالحقيقة قاصدا إحراجها 
نرمين خطيبتي هي ابنة خالي ووالدي لا يريدها لإنه لا يحب خالي حيث يقاطعه منذ سنوات لذا هو يريد تخريب زيجتي من ابنة خالي وتزويجي بك كي يرى الجميع إنني فضلت ابنة عمي على ابنة خالي ..
لم تصدق ما تسمعه منه ..
هل كانت لعبة عند عمه وعنده ..!
انتفضت من مكانها وهي تصيح لا إراديا 
يا لك من وضيع .. كيف تفعل هذا ..!
نهض من مكانه وتقدم نحوها هاتفا بتحذير 
الزمي حدودك وانت تتحدثين معي..
ضحكت ببرود ثم هتفت بوجه يكاد ينفجر من شدة الڠضب 
ألزم حدودي مع من ..! معك انت ..! مع رجل وضيع ضعيف مثلك .. يتلاعب بإبنة خاله وابنة عمه ..
إياك أن تتجاوزي حدودك يا ربى لإنك لن تضمني ردود أفعالي وقتها ..
لم أقل شيئا خاطئا .. فقط قلت الحقيقة .. الحقيقة لا غير ..
كانت تتحدث ووجهها يقابل وجهه ليتأمل حمار وجهها الذي أصبح متوهجا كڼار حاړقة فيهتف بعدم استيعاب 
ما هذه الجرأة يا فتاة ..! كيف تتحدثين مع شخص يكبرك بعدة أعوام بهذا الشكل ..! لا أصدق إنك في الثامنة عشر من عمرك فقط .. احترمي من يكبرك سنا فهذا يدل على عدم تربيتك ..
ردت بلا مبالاة 
الأمر ليس له علاقة بالعمر يا فارس .. فأنا رغم إنني أصغرك بأكثر من عشرة أعوام إلا إنني أمتلك من الأخلاق التي تجعلني لا أتلاعب بأي شخص مهما كان ..
أكملت وهي ترمقه بنظرات نافرة صادقة 
من الجيد إنني قمت بهذه الزيارة وعرفتك .. لو كان يوجد احتمال صغير بأن أعيد التفكير في طلب عمي فيستحيل أن أفعل ذلك بعد الآن ..
اقترب منها أكثر وقال بقوة 
للمرة الأخيرة إلزمي حدودك يا فتاة وإلا ..
أكملت غير مبالية 
لكن ماذا سأتوقع من ابن شخص قاټل وسارق مثله .. ! 
وعند هنا لم يتحمل فارس أكثر ونزل بكفه على وجنتها بقوة جعلت عيناها تجحظ بعدم إستيعاب فهي التي لم يتجرأ أحدا يوما على ضربها ليأتي ابن عمها الذي تكرهه أكثر من أي شيء ويمد يده عليها ..
..................................................................
لحظات قليلة ورفعت ربى كفها كي ترد له ضړبته لكنه أمسك به بسرعة فتشتعل عيناها ليلاحظ هو ذلك وينتبه الى تلك الدموع التي تحجرت بهما ..
أنبه ضميره بقوة وأراد الرد متغاضيا عن طولة لسانها لكنها كانت أسرع وهي تدفعه بكل قوتها الى الخلف ثم تنقض عليه وهي تضربه بقبضتها وتصيح به 
أيها الوغد .. من تظن نفسك .. ! من تكون كي ترفع يدك علي .. ! والدي رحمه الله لم يفعلها يوما ليأتي وغد مثلك ويفعلها ..
قبض على رسغها هادرا بها 
فعلت هذا بسبب سلاطة لسانك وقلة أدبك وسوف أفعلها مرة أخرى إذا استمريت على هذا النحو .. إن كان عمي رحمه الله بالغ في تدليلك فأنا سأعيد تربيتك يا ابنة عمي ..
دفعته محررة رسغها من قبضته مرددة بتهكم 
أنت ..! هل صدقت إنني إبنة عمك ..! هل تتذكر متى إلتقيتني آخر مرة ..! يا رجل لولا إن والدك ذكر اسمك أمامي ما كنت لأتذكره من الأساس ..
أردفت بقوة 
كما إنني تبرئت من والدك منذ أكثر من عام .. منذ ۏفاة والدي .. لذا تعامل معي على إنني شخص غريب ولست ابنة عمك ..
تقدم نحوها مرددا ببرود 
تبرئك من والدي شيء وكوني ابن عمك شيء آخر .. 
همست بسخرية مريرة 
طالما إنك ابن عمي فقم بمهامك المفترضة .. كن ابن عم بحق وأعد لنا حقوقنا وإرثنا .. أم إن إبن العم لا يظهر إلا لإعادة تربيتي وتأديبي بينما في الأمور الأخرى يخفي نفسه بمهارة .. 
أكملت وهي تلاحظ تغضن ملامحه 
والدك سرق ميراث والدي وتسبب بمۏته وليته اكتفى بهذا .. جاء بكل وقاحة يطلبني زوجة لك وليته فعل هذا حبا بي بل تحديا لخالك وربما والدتك أيضا .. 
قال بسرعة 
لا علاقتي لي بأمر الميراث ولم أكن راضيا عنه ولو كان بيدي لمنعته ..
أردف بجدية
تم نسخ الرابط