رواية جديدة قوية الفصول من الثالث وعشرون الي السادس وعشرون بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
الطاولات في احد الكافيهات الشهيرة يتناوله مشروبا باردا ينتظر قدوم خطيبته نرمين كي يتناولان طعام الغداء سويا ..
بعد مرور بعضا من الوقت تقدمت نرمين بطلتها الأنيقة المعتادة وإبتسامتها الناعمة ..
تقدمت نحوه وقبلته من وجنتيه قبل أن تتجه الى الكرسي المجاور له وتجلس بجانبه ثم تحتضن كفه بيدها وتهتف به
لم اتأخر عليك .. أليس كذلك ..!
كلا لقد وصلت منذ حوالي نصف ساعة وتناولت مشروبا باردا كما ترين ..
ابتسمت برقة ثم قالت
انا جائعة حقا .. لنطلب الطعام ..
اومأ برأسه متفهما ثم أشار الى النادل يطلب منه الحضور ليأتي بالفعل فيطلب منه الأطباق المعتاد كليهما على طلبها دائما ..
دون النادل طلباتهما ثم رحل بينما إلتفتت هي نحوه وهي تبتسم وتتحدث بحماس شديد عن تفاصيل اليوم وما حدث معها كما اعتادت ان تفعل فهي تشاركه في كل تفاصيل حياتها دون أن تغفل عن شيء ..
ما أخبار والدك يا فارس ..! هل عاد وتحدث معك بشأن موضوع ابنة عمك ..!
لقد حدث والده بوضوح وڠضب ظهر تدريجيا خاصة مع إصرار والده على صحة تصرفه لكنه كان صريحا وهو يخبره بوضوح إنه لن يتزوج من تلك الفتاة ولا غيرها كونه خاطب ويحب خطيبته ..
كما حذره من إدخاله في أمور لا يعلم عنها ليهتف والده بغيظ واضح إن ابنة عمه رفضته بالفعل فيخبره بلا مبالاة إن هذا افضل له ولها ..
يريد ان يتحدث مع والده بشأن هذا الموضوع رغم إدراكه لصعوبة اقناعه بل إستحالة ذلك لكنه يجب ان يحاول كي لا يشعر بإنه تجاهل الموضوع ..
لكن بعد حديث ربى الصريح شعر بإن تجاهله للأمر تصرفا غير مسؤولا وإنه مهما حدث فعائلة عمه مسؤولة منه نوعا ما وإن ربى وأختها الكبرى وحتى أخيهما الصغير في مقام أخوته وكونه يكبرهم ثلاثتهم سنا فعليه ان يساعدهم حتى لو على قدر استطاعته ..
كلا .. بالطبع لن يفعل .. لقد أنهيت الموضوع برمته منذ ذلك الحديث الذي جمعنا ..
حل الصمت للحظة قبل أن يسمعها تهتف بما أدهشه
برأيي إنك إستعجلت يا فارس بتصرفك هذا ..
تأملت نظراته المدهونة لتكمل بجدية وهي تقلب طعامها
ربما هذه الزيجة لصالحك بالفعل ..
هتف فارس مصډوما بحق
ما هذا الكلام يا نرمين ..! هل تعين ما تقولينه ..!
ردت بفتور
انا أتحدث بمنطقية يا فارس .. والدك يرفضني بشدة رغم إنه لم يعرف بعد بما حدث ..
أكملت بنبرة ضعيفة
هو لا يعلم شيئا عن ذلك الحاډث ..
قال بجدية محاولا السيطرة على غضبه مما قالته
دعي موضوع الحاډث جانبا .. هذا الأمر يخصنا لوحدنا ..
قاطعته بجدية
كلا لا يخصنا وحدنا يا فارس ..
تطلع اليه بذهول لتكمل بصراحة
بل يخص والدك .. والدك الذي لن يقبل أن يعيش ابنه الوحيد بلا ذرية .. ذرية تحمل اسمه .. وأنا واقعيا لا ألومه كثيرا ..
أكملت وهي تتأمل ملامح الوسيمة پألم
أنت نفسك تحتاج الى اطفال .. اطفال يحملون اسمك .. تحتاج الى طفل من صلبك بل أكثر من طفل .. انت الآن تتحدث ببساطة وتتقبل الوضع لإنك ما زلت في عز شبابك تأخذ الدنيا بعنفوان وقوة لكن عندما تكبر مع مرو الوقت وعندما ترى جميع من حولك لديهم بدل الطفل إثنين وثلاثة واكثر ستشعر بالفرق وبحاجتك لوجود طفل من دمك ولحمك يكون سندا لك مستقبلا والأهم إنه سيمنحك شعور الأبوة الذي يحبه اي رجل ..
نظر إليها بصمت للحظات ثم قال
كل هذا كان تخبئينه داخلك يا نرمين ..! لماذا اذا تقبلت الوضع واستمريت معي ونفذتي اتفاقنا بشأن عدم الحديث في هذا الموضوع نهائيا ..! لماذا اكملت الخطبة إذا بل إنك تتحدثين عن زواجنا بإستمرار ..!
قال جملته الأخيرة بحدة لتمسك كفه بسرعة وتقول بصدق
من قال إنني أريد تركك ..! من قال إنني أريد انهاء الخطبة ..!
سألها بعدم استيعاب
ماذا تعنين بحديثك اذا ..! تتحدثين عن زواجي من اخرى ..
قاطعته بسرعة
نعم قلت ذلك لكن افهم وجهة نظري اولا ..
تطلع اليها بترقب وهو يتمنى داخله ألا تقول ما فهمه لتهتف بجدية
تلك الفتاة .. ابنة عمك .. والدك يريدها .. وهي تريد ميراثها .. تزوجها وأنجب منها الطفل الذي سيحمل اسمك واسم والدك .. وأنا سأكون معك ايضا .. عندما تنجب لك الطفل سوف تنتهي اهم مشكلة في حياتنا .. انت سوف تحصل على طفل يحمل اسمك وانا لن أخاف من هذه المشكلة وعدم قدرتي على منحك طفلا من صلبك ووالدك لن يرفض وجودي كزوجة لك بعدما يعلم بعدم قدرتي على الانجاب لإنك منحته الطفل الذي سيحمل اسمك ..
تريدينني أن أتزوج من غيرك وأنجب طفلا منها أيضا ..! كيف تقبلين بشيء كهذا يا نرمين ..! هل تريدين أن تصبحي زوجة ثانية ..! هل ستقبلين بهذا ..!
قالت بسرعة
من قال إني سأصبح زوجة ثانية ..! هل أنا قلت هذا ..!
هتف بحدة
ألم تقولي تزوجها وإنجب منها طفلا قبل لحظات ..! ما معنى هذا ..! اشرحي لي لإنني أشعر بسببك إنني بطيء الاستيعاب ..
هتفت بجدية
نعم قلت تزوجها وانجب منها طفلا وأعطها ميراثها ثم طلقها .. طلقها وخذ منها ابنك وأنا سأربيه اذا اردت .. انا مستعدة جذا لذلك بل سأكون سعيدة حقا .. واذا عاندت وتسببت لك بمشاكل فإمنحها حضانة طفلها بعد طلاقها رغم إن وجودها في حياتك و تواصلها معك بسبب الطفل سيزعجني حقا لكنني سأقبل لأجلك ..
حدق بها مذهولا للحظات قبل أن يهتف بعدم تصديق وهو ينهض من مكانه
هذا جنون .. لقد وصلت لأقصى مراحل الجنون بتفكيرك هذا ..
فارس ..
قالتها بنبرة شبه باكية وهي تنهض من مكانه تقابله ليخرج محفظته ويرمي مبلغ من المال لا يعرف مقداره لكنه يكفي وزيادة لما طلباه ثم يخرج من المطعم فتحمل حقيبتها وتركض
متابعة القراءة