رواية جديدة قوية الفصول من الثالث وعشرون الي السادس وعشرون بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
عفوي ..
قال بجدية
هذا نظامي يا والدتي العزيزة .. أمور العمل لا تخرج من الشركة لأيا كان ..
انتفضت حوراء من مكانها وقالت
وانا لا أقبل بذلك ..
جيد .. اتركي العمل اذا ..
قالها بلا مبالاة مغيظة ليصدح صوت فادي يهتف بدهشة
ما بالكما أنتما الأثنان ..! ماذا يجري بالضبط ..!
اندفعت حوراء خارج المكان دون رد وهي تتمتم داخلها ببعض الكلمات الغاضبة بينما عاد قيصر يتناول طعامه بكل هدوء تحت أنظار والدته المشټعلة وفادي المندهشة ..
يوم السبت عيدميلادي .. سوف نقيم حفلة صغيرة هنا .. وددت إخباركم بذلك كي تكونوا متواجدين ولا تتفقوا على موعد مسبق في هذا اليوم ..
هتف قيصر وهو يبتسم بخفة
كل عام وانت بخير يا لميس ..!
ردت لميس برقة
وانت بخير يا قيصر ..
هنأها كلا من دينا وخالد وأخويها الصغيرين ثم فادي الذي تبع تهنئته مازحا
ضحكت وهي ترد
نعم .. العمر يجري بي كما ترى ..
رد بتنهيدة
يجري بنا جميعا ..
قالت والدتها بجدية
ستأتي جميع العائلة هنا .. عمتك هند واولادها .. عمك صالح وعائلته و بعضا من أفراد عائلتي ..
هتفت كوثر بجدية
سأطلب من الخدم أن يجهزو أجنحتهم ..
وانا أيضا سأدعو بعضا من معارفي وأصدقائي ..
ظننتها حفلة عائلية ..
هتف بها فادي لترد لميس
ليست عائلية تماما و لكن الغرباء سيكونون قليلين .. بعض أصدقائي وزملائي في العمل ..
هز فادي رأسه متفهما بينما انتبه لقيصر الذي كان يرمقه بنظراته الثاقبة ليتنحنح لا إراديا ثم يشيح بوجهه بعيدا عنه ..
اندفعت بخطواتها الواثقة الى داخل الشركة تتبعها نظرات الموظفين الذين لاحظوا ذلك الڠضب الذي يسيطر على ملامحها بدهشة ..
اتجهت نحو طابق معين بملامح متوعدة وهي تفكر إنها تعرضت لكل هذا بسبب فتاة لا تساوي شيئا ..
خرجت من المصعد متجهة الى مكتبها الذي تعرفه جيدا لتجد المكتب خاليا فتضم شفتيها بقوة قبل أن تجد شمس تدلف الى الداخل تنظر إليها بدهشة لتهتف بها بتهكم
نظرت اليها شمس بتعجب قليلا قبل أن تسأل بصوت خرج عاديا
نعم يا آنسة حوراء .. تفضلي ..
صححت لها حوراء بسخرية
هانم .. حوراء هانم يا انسة شمس ..
هتفت شمس بلا مبالاة
بالنسبة لي آنسة .. آنسة فقط لا غير ..
ضحكت حوراء بخفة وردت
ضحكت شمس بنفس الخفة
هذا جيد حقا فأنا لا أحب التعامل مع أشخاص من هذا النوع ..
وكأنك تستطيعين التعامل من الأساس ..
قالتها حوراء بتعالي لتتقدم شمس نحوها وهي تهتف بقوة
ماذا تريدين يا حوراء ..! وما سبب تشريفك لي في مكتبي انا وزملائي !
حوراء هانم يا شمس .. إحفظيها جيدا ..
أردفت ببرود
اما عن سبب تشريفي هنا فأنا حرة يا شمس .. ادخل في المكتب الذي أريده وقت ما أريده .. أنا أحد ملاك هذه الشركة وبقية الشركات وبالطبع لن انتظر الإذن من مجرد متدربة عندنا كي أدخل أي مكتب أريده ..
هتفت شمس بحزم وقد طفح الكيل بها من حديث حوراء المتعحرف
لا يخصني سبب دخولك المكتب يا حوراء .. انا اسأل عن سبب وجودك هنا لكي أعرف بصراحة ماذا تريدين مني
التوى فم حوراء بإبتسامة باردة وهي ترد
ماذا سأريد منك مثلا ..!
ثم أردفت وهي تدعي التذكر
آه نعم تذكرت .. جئت لأخبرك إن تصرفاتك هذه لن تجدي نفعا معه .. أنت لست سوى رغبة مؤقته يسعى جاهدا لنيلها وما إن يأخذ كفايته منها سيتركها بسرعة دون ذرة تفكير .. ولا تفكري للحظة أن يتزوجك او يسمح أحدا منا له أن يتزوجك فلا أنا ولا والدتي سنقبل بزواج قيصر من فتاة مثلك ذات خلفية متواضعة لا تليق بنا اطلاقا ..
نظرت شمس إليها بجمود للحظات وقد ألمتها كلماتها كثيرا لتقول أخيرا بصوت قوي بارد
لست انا من يجري وراءه بل هو من يفعل ورغم كافة محاولاته معي لم أقبل به .. هذا الكلام يجب أن تقوليه لأخيك والذي لو علم به لن يمرره عليك بسهولة .. اما عن خلفيتي المتواضعة فمهما بلغ تواضعها لن تكون بمقدار تواضع و حقارة كلامك وتصرفاتك فيكفي سواد قلبك لأدرك جيدا إن تواضع خلفيتي هو نعمة منحها الله لي كي لا أصبح مثلك .. شخص لا يطيقه أحد وهو ذاته لا يطيق نفسه. ..
رفعت حوراء كفها بنية صفعها لكنها توقفت في مكانها وهي تسمع صوت موظفة تلقي تحية الصباح قبل أن تنظر إليهما بدهشة فتخفض حروفي يدها وتخرج من المكتب وهي تتوعد لها بالكثير ..
اتجهت شمس نحو مكتب قيصر بسرعة قصوى وهي تتوعده بالكثير وتخبره إنها لن تسمح لأحد أن يتطاول عليها والأهم إنها ستتوقف عن التدريب في شركته ..
دلفت الى داخل مكتبه بعدما سمحت لها السكرتيرة بذلك لتجد جالسا على مكتبه يتطلع الى ملامحها المتحفزة قبل أن يهتف برزانة
تعالي يا شمس
تقدمت نحوه ووقفت أمام مكتبه تهتف بقوة
اسمعني جيدا .. من الأن فصاعدا ستخرج من حياتي ولا أريد أن أراك اما التدريب فإنسحبت منه ولن أعود ..
نهض من مكانه مقتربا منها يسألها بتعجب
ماذا حدث لكل هذا ..! تبدين غاضبة جدا .. لا أتذكر إنني فعلت شيئا يستحق كل هذا ..
ردت بتهكم
انت لم تفعل لكن غيرك فعل ..
ثم قررت ان تخبره بكل شيء فهي ليست تلك الطيبة التي ستتغاضى عن افعال أخته الحقېرة وتنسحب بصمت .. بل يجب ان يعرف ويعاقبها ..
تعجبت من ثقتها الشديدة بأن قيصر سيعاقب أخته لأجلها لكنها هتفت به
حوراء جاءت الى مكتبي وأهانتني ..
نظر إليها بدهشة سرعان ما تحولت الى ڠضب من أخته التي تجاوزت حدودها بالكامل بتصرفها الأخير بينما سردت شمس حديث أخته بالكامل دون أن تغفل عن اي شيء لتنهي حديثها قائلة
ثم رفعت كفها في وجهي بنية صفعي .. تصفعني أنا .. من تظن نفسها .. ! أقسم بالله لو لم نكن في الشركة لكنت لقنتها درسا ورددت عليها بشكل يليق بتصرفها الحقېر ..
كان يستمع الى حديثها وعيناه تشتعلان ڠضبا وتوعدا
اتجه نحو الهاتف بعدما هتف بشمس
قفي مكانك ولا تذهبي ..
وهي وقفت مكانها بالفعل بتحفز لتسمعه يهتف على الهاتف بصوت بارد
تعالي فورا ..
ثم أغلق الهاتف وظل واقفا مكانه أمامه واضعا كفيه في جيوب بنطاله ينتظر قدوم أخته ..
دلفت حوراء بعد
متابعة القراءة