رواية جديدة قوية الفصول من الثالث وعشرون الي السادس وعشرون بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
أنا رفضت الأمر رفضا قاطعا .. وهذه الشركة والأموال هي لوالدتي من عائلتها الثرية ولا علاقة لوالدي بها ..
هذا غير مهم بالنسبة لي .. انا فقط أذكرك إن واجباتك نحونا لا تقتصر على أشياء معينة .. كما إنك رجلا بالغا راشدا ولست صغيرا ابدا أي تستطيع مواجهة والدك والوقوف في وجهه لو أردت فلا تأتي الآن وتدعي إنك غير قادر على فعل شيء بل قل إنك غير مهتم من الأساس ..
صحيح قل لوالدك إنني أدركت الفرق حقا بيني وبينك .. هو كان صادقا في حديثه فالفرق بيني وبينك كبير .. وإذا كنت تتفوق علي بأشياء معينة فأنا أتفوق عليك بأشياء أخرى .. يكفيني إنني لا أرضى بالظلم ولا أتنازل عن حقي مهما حدث ويكفيني أخلاقي التي لا تعرف التلاعب ولا التقليل من الآخرين .. بالنسبة لي هذه الأشياء أهم من غيرها ..
وأخبره إنني لن أتنازل عن حقي ولو بعد سنين ..
ثم رحلت بسرعة تاركة إياه يتابع رحيلها بنظراته الجامدة قبل أن يسحب هاتفه ومفاتيح سيارته وينطلق خارج مكتبه بسرعة ..
....................................................................
بعد مرور عدة ايام ..
هل ستخرج الآن ..! أريد أن أتحدث معك بشأن الصفقة الأخيرة ..
ألن تذهب اليوم مع مؤيد للقاء ممثلي الشركة الأخرى ..!
اومأ خالد برأسه وأجاب
نعم سأذهب ..
هتف قيصر بجدية
تحدث معهم اولا وإفهم منهم كل شيء ونتحدث غدا مع بقية المدراء ..
هم بضغط الزر الخاص بالطابق الأرضي لكنه تراجع وهو يقرر المرور الى الطابق الذي تعمل به لغرض رؤيتها ..
منذ عدة أيام لم يرها وقد سعى هو لذلك فهو أراد أن يترك لها مساحة خاصة بها تستعيد من خلالها نفسها وقد أدرك إن إستمرارها في التدريب دليل إن كلماته أثرت بها ..
الإن سيذهب لرؤيتها فقط لإنه يشتاقها بقوة لكنه لن يقوم بأي شيء فما زالت تحتاج لمدة أطول دون أن يقترب منها أو يشتت انتباهها ..
خرج من المصعد واتجه نحو مكتبها ليتجمد مكانه وهو يجدها تقف مع نفس الشاب الذي رأه مسبقا معها عند المصعد ..
هو يضحك لها ويتأملها بإعجاب واضح بينما هي ترسم إبتسامة باهتة على شفتيها وتسمع حديثه دون رد ..
تقدم نحوهما بخطواته لتنتبه هي فتتوتر نظراتها ويبدو إن الشاب شعر بذلك فإستدار نحو الخلف حيث تنظر فيتوتر لا إراديا من وجود مدير الشركة قربه ..
أليس هذا وقت العمل أم أنا مخطئ ..!
اومأ الشاب برأسه ليرد وهو يتأمل شمس الصامتة
لماذا لستما في أماكن عملكما إذا ..!
هم الشاب بالرد لكنه قاطعه بنبرة آمرة
اذهب الى مكتبك فورا ..
تحرك بسرعة نحو مكتبه وهمت شمس بالتحرك لكنها قال بصوت قوي
انتظري ..
توقفت وهي ترمقه بنظراتها ليهتف بشدة
لا تتحركي من أمام مديرك دون إذن منه يا أنسة ..
همت بالحديث لكنه سبقها
أنتظرك في الكراج فهناك أمر هام أريدك به ..
ثم أكمل بتحدي
وإذا لم تأت سأت بنفسي وأخذك ..
ثم تحرك منطلقا لتشحب ملامحها وهي تفكر إنه عاد كما كان وتلك التمثيلية الغبية التي إتبعها الفترة السابقة إنتهت أخيرا ..
اتجهت نحو المكتب وهي تحمل حقيبتها وفي داخلها تفكر بما سيحدث ..
سارت نحو المصعد حيث ستهبط الى الطابق الأرضي ثم الكراج الذي سيكون خاليا كالعادة في هذا الوقت المبكر من العمل ..
بعد دقائق كانت تتقدم داخل الكراج لتتفاجئ به يسحبها من كفها ويجرها نحو سيارته ..
ابتعد عني .. اتركني ..
قالتها وهي تحاول دفعه بعيدا بينما يده الصلبة تقبض على ذراعها بقسۏة شديدة تمنع محاولاتها المستميتة للفرار ..
فتح باب سيارته وهو ما زال قابضا على ذراعيها ثم دفعها الى الداخل في المقعد الأمامي وأغلق الباب عليها ليتجه بسرعة نحو الجهة الأخرى من السيارة ويركب في مقعده ثم يدير المقود متجها نحو المجهول ..
فوجئ بها تهاجمه بضراوة حيث تضربه وتحاول ايقافه ليصيح بها وهو يحاول السيطرة على السيارة
توقفي .. سوف نصاب بحاډث أيتها الغبية ..
جذبت حزام الأمان وربطته على جسدها ثم عادت تضربه وهي تصيح
وهذا ما أريده .. حاډث يخلصني منك الى الابد ..
وفي لحظة كاد ان يصطدم في سيارة قادمة نحوه بعدما بدأ يفقد سيطرته على المقود بسبب محاولاتها المچنونة لإيقافه ..
لا يعرف كيف سيطر في اللحظة الأخيرة على الوضع وأدار المقود بشكل جعل السيارة تستدير بقوة مندفعة الى الجهة الأخرى ولولا ستر الله لكانا الآن في عداد المۏتى او على الأقل في غرفة العمليات ..
تراجع بجسده الى الخلف ما ان توقفت السيارة اخيرا على الجانب بينما عينيه مشخصتين بقوة بسبب ما حدث ..
أخذ نفسا عميقا ثم إلتفت بسرعة عليها ليجدها منكمشة على نفسها كليا ترتجف من شدة الخۏف ..
شمس .. أنت بخير .. أليس كذلك ..!
سألها بقلق واضح لتتجه بعينيها المذعورتين نحوه وهي تومأ برأسها دون جواب ليعاود سؤالها بهدوء أخيرا بدأ يأخذ طريقه إليه
هل تعرضت لإصابة من اي نوع أثناء ما حدث ..!
هزت رأسها نفيا وردت بخفوت
كلا .. انا بخير ..
تنهد براحة ثم إلتفت إليها بعينين هادئتين بينما هي تنظر إليه وتفكر إنه رغم كل ما فعلته وتسببت به بسبب چنونها يسألها عن أحوالها پخوف حقيقي ..
لا تعرف لماذا سألت نفسها اذا ما كان هناك شخص سيفعل مثله لو كادت ان تتسبب بحاډث قد يميته ..!
بالطبع لا .. مهما بلغت محبة الشخص لها فلن يتسامح معها بشيء كهذا ..
وفي تلك اللحظة شعرت لأول مرة بإنه مختلف مميز مهتم وكم تعجبت لتفكيرها ..!!
لم تدم أفكارها طويلا حينما فوجئت به يقبض على ذراعها صارخا بها
أيتها الحمقاء .. هل رأيت ما كان سيحدث بسببك ..! كنا سنموت بسبب چنونك الغبي ..
دفعته بشراسة وقد عاد الجنون يتلبسها
ابتعد .. لا تلمسني هكذا .. لا أسمح لك ..
ثم أكملت مدعية اللا مبالاة رغم رعبها كلما تتذكر ما حدث
ثانيا لم يحدث شيء وأنت أمامي بخير ..
بعد ماذا ..! بعدما كنا سنموت ..
أكمل بعصبية واضحة
متى ستتعقلين..! متى ستكبرين ..! أخبريني ..
قال كلمته الأخيرة بصياح ونفاذ صبر لترد بإستفزاز
انا لن أتغير .. هكذا أنا وإذا لم يعجبك اتركني وشأني .. تصرفاتي لن
متابعة القراءة