رواية جديدة قوية الفصول من الثالث وعشرون الي السادس وعشرون بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
باشا وسعيدة بجلوسك جانبي اليوم ..
أكملت بصدق وهي تتأمل وسامته التي بدت لها ازدادت عن ذي قبل
كل مرة أراك فيها أجدك ازددت وسامة يا قيصر .. تقدم السنين ينعكس بشكل إيجابي على وسامتك ..
نظر الى ملامحها الفاتنة رادا بهدوء ولباقة
شكرا يا ضحى وانت ايضا جميلة كعادتك ..
ابتسمت بخفة وهي تعاود الهمس له مستغلة انشغال الموجودين في الحديث مع بعضهم حيث كلا منهم يحدث من يجلس بجانبه او قريبا منه
ارتشف قليلا من مشروبه ثم رد بجدية
تعالي متى ما أردت ..
سآتي في اقرب وقت ..
قالتها بنبرة سعيدة ثم عادت ترتشف مشروبها ..
مر العشاء سريعا وسط تبادل الاحاديث العامة والتي تتحدث اغلبها عن العمل ..
انتهى العشاء وخرج مع ضحى التي كانت تسير بجانبه وهي تتحدث قائلة
لم يرد عليها لتوقفه وهي تهتف به
ما رأيك أن تأتي معي الى المنزل .. ! نقضي وقتا ممتعا ..
حدق بها متذكرا كيف بدأت علاقته بها فهو تعرف عليها في احدى الحفلات حيث كانت قد بدأت لتوها في مجال التجارة بعد طلاقها من زوجها ..
مع مرور الوقت أصبحت عشيقته وقد قضى معها وقتا ممتعا لكنه أنهى كل شيء بعد أشهر قليلا دون ان ينسى أن يساعدها قليلا في مجال عملها اذا ما احتاجت منه ذلك ..
لا يعرف لماذا تذكر كلمات حاتم وشعر بإن الموقف هذا جاء اليوم تحديدا بعد حديث حاتم الصريح له كي يثبت لنفسه شيئا من خلالها ..
اراد الرفض لوهلة لكنه تراجع بكبرياء عنيد ليقول
لم لا ..!
هيا بنا ..
عاد يسير بجانبها وهو يفكر اذا ما كان تصرفه صحيح او لا والأهم ان هناك شعورا ضئيلا داخله يخبرها إنه فعلا هذا عن قصد كي يثبت لنفسه إنه لن يتغير لأجل اي احد ..
دفعها نحو السرير وهو يقبلها بشراسة بينما كفه يعبث بفستانها ..
بدأ يفك ازرار قميصه لتساعده هي بذلك وتبادله قبلاته بنفس الوقت ..
دقائق قليلة وشعرت به يبتعد عنها فجأة لتجذب الغطاء نحو جسدها العاړي وتعتدل في جلستها تنظر الى ظهره الصلب بدهشة فهي لم تفهم ماذا حدث ..
كل شيء كان يسير بشكل رائع لكنه ابتعد عنها فجأة كمن لدغه عقرب ..
ماذا حدث كي يتراجع عما كان يفعله في آخر لحظة ..!
الفصل السادس والعشرون
الجزء الثاني
في اليوم التالي ..
رمى احد ملفات العمل على مكتبه بإهمال فلا مزاج لديه بالعمل حقا ..
إنها المرة الاولى التي يتعرض بها لشعور مماثل لهذا ..
يفقد رغبته للعمل وكل شيء ..
ما حدث البارحة كان بمثابة صڤعة له ..
ولأول مرة يشعر بمزيج من الإحاسيس المتناقضة التي يمقتها كلها ..
يريد الإقتراب .. الامتلاك لكن دون مشاعر حقيقية ..
حتى لو لم يخون .. حتى لو ستبقى هي الوحيدة ولا غيرها في حياته لكن يجب ان يفعل هذا لأجله وليس لأجلها هي ..
يراجع سبب تصرفه البارحة .. يحاول ان يجد سببا مقنعا ..
كل ما يذكره ان كلام حاتم رن في أذنه في تلك اللحظة التي أوشك بها على إمتلاك ضحى ..
هل سيكون مخلصا لها ام لا ..! وهل سترضى هي بعدم إخلاصه ..!
والجواب كان واضحا .. لا وألف لا ..
وما ان وصل الى هذه الاجابة حتى ابتعد ..
لا يعلم اذا ما ابتعد لتخبط افكاره وضيقه من تذكر حديث حاتم او لسبب آخر ..!!
نهض من مكانه متجها خارج مكتبه متجاهلا نظرات سكرتيرته المندهشة من خروجه المفاجئ من مكتبه بعد اقل من ساعة على قدومه ..
ركب المصعد وضغط على زر الطابق الارضي ..
لحظات قليلة وخرج من منه متجها خارج الشركة ليجدها تهبط من التاكسي متجهة الى الداخل ليزفر انفاسه بضيق من هذه الصدفة التي لم تكن في وقتها ابدا ..
سارت بجانبه بلا مبالاة ليوقفها حديثه وهو يقول بها بسلاطة
لماذا متأخرة اليوم ..! أليس من المفترض ان تكوني هنا منذ اكثر من نصف ساعة ..!
توقفت أمامه وهتفت بعدم اهتمام
أستيقظت متأخرا ..
التوى فمه وهو يهتف بها
ماشاءالله .. وتقولينها بكل بساطة ..
ردت بملل
أليس هذا افضل من الكذب وادعاء اسباب اخرى لم تحدث ..!
رمقها بنظرات باردة قبل أن يأمرها
اذهبي الى عملك فورا ولا تتأخري مرة اخرى .. هذه شركة وليست جامعة تغيبين عن بعض المحاضرات وقت ما تريدين ..
همت بالرد لكنها تراجعت وهي تعتصر قبضة يدها وتسير بسرعة الى الداخل ..
دلفت الى داخل الشركة واتجهت الى مكتبها وكالعادة ڠرقت في العمل الذي لا ينتهي ..
مرت اكثر من ساعتين عندما رن هاتفها برقم ربى لترد عليه فيأتيها صوت احدهم يخبرها
مرحبا .. حضرتك قريبة صاحبة هذا الرقم ..!
نعم انها اختي .. ماذا حدث ..!
سألتها بهلع ليرد عليها
لقد تعرضت اختك لحاډث بسيط وهي في المشفى ..
سألته بړعب
ماذا حدث ..! هل هي بخير ..
ليقول بسرعة
نعم .. تعرضت لكسور بسيطة لكنها تريدك..
اين هي ..! أعطني العنوان ..
أخبرها عنوان المشفى لتخرج بسرعة من المكتب متجاهلة سؤال زميلتيها ..
خرجت من الشركة بعدها لتأخذ تاكسي فوجدت تاكسي بالفعل يمر بالقرب منها ..
أشارت اليه وركبته دون ان تسأله عن اي شيء حيث اخبرته العنوان فورا ..
كانت تنظر الى الهاتف بتوتر ثم حاولت الاتصال به لكن دون رد ..
من فضلك استعجل ..
قالتها بتوسل وهي تفكر إنها لا تستطيع ان تخبر أحدا بما حدث ثم عادت وفكرت عن سبب خروج ربى من المنزل في وقت كهذا ..
تأملت الطريق الذي ما زال مستمرا لتدعو ربها ان تكون ربى بخير ..
فوجئت بسائق التاكسي يقف امام منزل صغير في احدى المناطق الهادئة لتبتلع ريقها بتوتر وهي تسأله
لماذا توقفت هنا ..!
إلتفت نحوها نصف إلتفاتة وقال بهدوء مرعب
هناك شخص ما يريد رؤيتك في الداخل ..
ماذا تقول انت ..! اختي في المشفى ..
قاطعها موضحا
اختك بخير .. لقد سرقنا هاتفها صباح اليوم واتصلنا بك من خلالها .. لم يكن امامنا طريقة اخرى لإجبارك على القدوم معنا ..
انزلني .. انزلني فورا ..
قالتها وهي تحاول فتح الباب لتشهق پعنف وهي تجده يرفع سلاحھ في وجهها بينما يهتف بها
امامك خيارين اما ان تنزلي معي وتلجي
متابعة القراءة