رواية جديدة قوية الفصول من الثالث وعشرون الي السادس وعشرون بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
على ذمتي وزواجنا بعد أشهر قليلة .. لكنني لم أفعل .. هل تعلمين لماذا ..!
كانت تنظر إليه بترقب ليكمل بقوة
لإنني لا إريدك مجبرة خاضعة ومستسلمة بل أريدك راضية مرتاحة وسعيدة ..
شعر بالتوتر يسيطر على ملامحها ليكمل بجدية
أنت تعلمين جيدا إنني كنت أستطيع نيلك منذ عامين .. لكنني فضلت أن أعطيك مطلق الحرية .. حسنا ربما وقتها لم يكن هذا سببي الوحيد .. كان لدي أسباب أخرى تخصني جعلتني أطلقك لكن أحد الأسباب هو عدم رغبتي في إجبارك على زيجة تنفرين منها .. وبعد عامين وعندما أنهيت دراستك قررت أن أخطو خطوتي الأولى .. تدريبك في شركتي كانت من تخطيطي لكنني أخبرتك سببه ووجودك هنا فهو لرغبتي في الحديث معك والتعرف عليك أكثر .. بإمكانك أن تطلبي مني العودة الى البر وسأعود حالا ..
أنا أريدك حقا .. أريدك أكثر من أي شيء .. وسأحقق ما أريده وأتزوجك وأنت أكثر من راضية بذلك ..
سيطرت على دهشتها أخيرا مما قاله لتهتف بجدية وقليل من السخرية
تتحدث وكأنك واثقا من موافقتي ورضاي يوما ما على زواجي منك ..
ردت وهو ينظر الى وجهها بطريقة أربكتها
الفصل الرابع والعشرون
الجزء الثاني
جلست شمس بجانب أختها التي كانت تعبث بهاتفها دون أن تنظر إليها ..
تنحنت تهتف بجدية
رمقتها ربى بطرف عينيها ثم ردت بصوت عادي وهي تنظر الى شاشة هاتفها من جديد
ماذا سأقول ..! تتحدثين وكأنني لم أرك منذ أشهر .. ها أنا أقلب بهاتفي وأنت تتابعين مسلسلك المفضل و تأكلين البوشار ..
رفعت شمس حاجبها وهي تقول
ماما نامت يا ربى ..
إستدارت ربى ناحيتها تهتف بها
هل لديك مشكلة في ذلك ..!
سألتها شمس بجدية ثم أكملت بهدوء
أنت تغيرت كثيرا في الأيام السابقة .. تشردين دائما وتتجاهلين اغلب الأمور .. ماذا يحدث بالضبط ..! لقد إنقلب حالك منذ مجيء ذلك الرجل .. ألم نتفق أن تنسي ما قاله ..!
أشاحت ربى وجهها بعيدا عن أختها وهي تفكر إنها ستغضب كثيرا إن علمت بذهابها سابقا لفارس ابن عمها لذا هي لن تخبرها عن ذهابها بل ستكتم ذلك داخلها وستخفي ڠضبها منه ومما فعله جيدا ..
سمعت شمس تهتف بها
توقفي عن التفكير بذلك الرجل وعرضه السخيف .. لقد ذهب ولن يعود ..
أومأت برأسها محاولة إنهاء الحوار لكن شمس أردفت بقلق
سكوتك هذا لا يطمئني .. أنا اعرفك جدا .. عندما تضعين شيئا في بالك تفعلينه ..
صدقيني لا يوجد شيء .. انا فقط مغتاظة من كل ما حدث .. وحزينة بشدة .. ذلك الرجل وسرقته العلنية لنا تجعلني ارغب بقټله حيا .. والمشكلة إنه لا أحد يستطيع الوقوف في وجهه .. عمك ذو الشخصية الضعيفة أم عمتك التي تقيم في الخارج و لا حول لها ولا قوة ..
من الجيد إنك تدركين ذلك .. لذا فوضي امرك لله ودعينا نبتعد عن المشاكل ..
هتفت ربى بجدية
ونعم بالله ..
ثم أكملت بسخط
ولكن الى متى سنبقى هكذا ..! هذا حقنا يا شمس ..
قالت شمس بهدوء ظاهري رغم حسرتها الشديدة على كل ما حدث
صدقيني يا ربى لو كانت هناك طريقة قانونية واحدة نستعيد بها حقنا لما إكتفيت بالصمت .. لكن ما بيدي ولا يدك حيلة ..
نظرت ربى إليها بعدم إقتناع بينما أكملت شمس وهي تربت على كفيها
تناسي كل ما حدث .. نحن مستورين والحمد لله .. صحيح ميراث والدي كان سيصبح نقلة نوعية في حياتنا وفي مستقبلنا لكن هذا النصيب يا ربى .. إرضي به ..
كانت شمس لا تعلم إذا ما كانت بحديثها هذا تقنع ربى أم نفسها ولكنها مضطرة لقول ذلك عل وعسى أختها تقتنع وتتجاهل كل ما يحدث فهي لا تريد لها أن تدخل في مشاكل جديدة هم جميعا في غنى عنها ..
في صباح اليوم التالي ..
في قصر عائلة عمران ..
يجلس الجميع على مائدة الإفطار يتناولون طعامهم حينما دلف فادي الى غرفة الطعام ملقيا تحية الصباح بملامح مبتسمة أدهشت قيصر الذي تابعه لا إراديا وهو يجلس على الجانب الأيمن بجانب والدته وأختيه ..
رد الجميع عليه حتى خالد ليهتف مشيرا الى أخيه بلهجة خرجت عادية
سأباشر عملي اليوم في الشركة يا قيصر ..
رد قيصر بإقتضاب
ليس الآن يا فادي .. انتظر قليلا ..
رفع فادي حاجبه متسائلا بصوت بدا لقيصر خبيثا
لماذا ..! هل يوجد ما يمنع عملي هناك ..!
نقل خالد بصره بين الإثنين وهو يدرك الجواب الخفي لهذا السؤال بينما هتفت كوثر بولدها الأكبر
لماذا لا تدعه يعمل من اليوم يا قيصر ..! ما المشكلة في ذلك ..!
أجاب قيصر بهدوء
يجب ترتيب بعض الأمور قبل أن يباشر عمله ..
رد فادي بسرعة
قيصر معه حق يا ماما .. سنرتب بعض الأمور قبل أنضمامي الى الشركة من جديد ..
أومأت كوثر برأسها رغم عدم إقتناعها بينما أشار قيصر لأخته التي تتناول طعامها بهدوء
وأنت يا حوراء سوف تنتقلين الى فرع الشركة الآخر منذ الغد ..
قالت حوراء معترضة
ولكن انا لا أريد الإنتقال الى هناك وترك فرع الشركة الرئيسي ..
قال بجدية
ستنتقلين يا حوراء .. لقد قررت ذلك وانتهى الأمر ..
ما هذه الديكتاتورية ..!
صاحت بها معترضة بينما أيدتها كوثر
ماذا يحدث يا قيصر ..! لماذا تصر على نقلها ..!
رد ببرود
هي تعلم السبب فلا داعي لكثرة الأقاويل في هذا الموضوع ..
نظر الجميع إليه مدهوشين مما يقوله لتهتف حوراء بتهكم
وما هو السبب يا أخي العزيز ..!
رد بنفس البرود
تنقلين أخبار الشركة وما يحدث بها خارجها .. وهذا سبب كافي بالنسبة لي ..
أكمل بعدها
حذرتك قبل أن تبدئي عملك يا حوراء بضرورة الإلتزام بنظامنا وشروطي في العمل .. وأنت تحدثتي عن اشياء تخص العمل ليس مرة واحدة بل أكثر من مرة
والآن تذكرت أن تنقلني بعد مرور أيام طويلة على ما حدث ..
أجاب بجدية
كنت مشغولا للغاية في بعض الأمور ..
تدخلت والدته في الحوار مرددة
أختك لم تخطأ يا قيصر .. ستنقلها فقط لإنها أخبرتني بحدث معين بشكل
متابعة القراءة