رواية ناهد كاملة

موقع أيام نيوز

 

حاجه كده معايا وبعد كده هتيجي واحده واحده 

   _ناهد خالد  

في اليوم التالي

اتجهت لباب شقتها تفتحه ما إن استمعت لجرسه يرن

فتحت الباب فوجدت غيث يقف أمامها ببنطال رياضي أسود وتيشرت رصاصي 

تنحنح بهدوء وهو يقول بابتسامه

_ سوري لو ازعجتك بس كنت بعمل ليا فطار واحتست في حاجه مش عارف اتصرف فيها فقلت اسألك عارف إنك شاطره في المطبخ 

ابتلعت ريقها بتوتر من وقوفه أمامها ونظراته المتفحصه وقالت 

_ اتفضل 

_ هو أنا كنت بسلق بيض وبعدين بعد ربع ساعه شيلته وجيت اقشره لاقيته مستواش أعرف منين أنه استوي

قال جملته الأخيره وهو ينظر لها بتسبيل لعينيه تاهت في نظراته الحانيه ولم تجيبه فعاد سؤاله بخفوت يقول 

_ أعرف منين أنه استوي

رددت ببلاهه وشرود

_ هو مين

كبت ضحكاته بصعوبه وهو يقول 

_ البيض 

أخفضت بصرها سريعا ما إن وعت لما تقوله وقالت بوجه محمر من الحرج والخجل معا 

_ أسهل طريقه أنك تطلع البيضه من الميه وتسيبها لثواني لو قشرتها نشفت والميه اختفت

من عليها يبقي استوت لو فضلت الميه علي القشره يبقي لسه ورجعها الميه تاني بدل ما تفتحها وتبوظ 

ابتسم بهدوء وهو يقول 

_ بجد مش عارف أشكرك ازاي 

أكمل حديثه بمغزي

_ أصل الإنسان بيتمرمط وهو عازب كل حاجه بتعمليها لنفسك وحاجه منتهي الحزن 

وضعت كف يدها علي فمها وتصنعت أنها تسعل في حين كانت تكبت ضحكتها علي حديثه ومغزاه الواضح

 و فجأه وجدت نفسها تعرض عليه أن تصنع له الفطور! 

_ لو حابب ممكن أعملك أنا الفطار 

اتسعت ابتسامته بشده وهو يتمتم 

_ بجد! ياريت

انتبهت لما قالته فوبخت نفسها علي تسرعها قبل أن تهتف بتبرير

_ بس ده رد لبيتزا امبارح يعني متتعودش علي كده 

قالتها وهي تغلق باب شقتها في وجهه! لا يهم المهم أن قلبها يلين

 _ناهد خالد  

_ هو أنت كل ما اسألك علي حاجه تقولي اسألي صحباتك!

قالتها رودينا بضيق عبر الهاتف وهي تتحدث مع يامن 

زفر بنفاذ صبر وهو يقول بحنق 

_ ايوه أنا ايه دخلي في لون الورد بتاع الديكور يبقي أحمر ولا بينك أنا مالي! 

ارتفع صوتها پغضب وهي تقول 

_ ويوم الخاتم برضو أنت مالك! حتي مختارتش الشبكه معايا والفستان ابعتلك صورته تقولي حلو أقولك ده أحلي ولا أجيب الكحلي تقولي شوفي أنت ودلوقتي ت 

قاطعها پغضب وهو يقول پحده مخيفه وقد تحولت ملامحه للجمود الغاضب 

_ متعليش صوتك و آه مليش دعوه كل ده شغل حريم مليش فيه ناقص تقوليلي احط روچ أحمر ولا أزرق!

بغيظ وهي تتنهد بعمق كي تهدئ نفسها فهذه الطريقه الأكثر خطأ مع شخص ك يامن 

_ سوري يا يامن اتعصبت شويه بس أنا مضغوطه اليومين دول و

قاطعها پحده وهو يقول

_هعديها المره دي لأنها أول مره بس بعد كده متزعليش من رد فعلي مبحبش الصوت العالي ولما تتناقشي معايا يبقي بهدوء واحترام 

اغتصبت الهدوء وهي تجيب

_ اوكيه يا يامن اوكيه

  ناهد خالد  _

انتهت من إعداد الفطار له ورغم برودها الظاهري إلا أنها لا تستطيع النكران أنها سعيده بداخلها تقف بمطبخها لتصنع فطار خفيف ل غيث! من ظنت أن قصتهما قد انتهت وأنها لن تراه مره أخري ها هو قريب منها بل وتحضر له الطعام! حقا القدر دوما يفاجئنا 

خرجت بصنيه صغيره عليها طعام الإفطار له اتجهت لشقته ورنت الجرس ثوان ووجدته أمامها بابتسامته المعتاده مدت له يدها بالصنيه وهي تقول 

_ اتفضل 

أخذ منها الصينيه وهو ينظر لمحتواها بشهيه كبيره نعم أنه مجرد طعام خفيف للإفطار بل ومعظمه لم تفعل فيه شئ سوي نقله للأطباق كالجبن واللحم المدخن اللانشون و غيره ولكن يكفي أنها من فعلته نظر للبيض المسلوق وهو يقول 

_ ايوه كده ده البيض الي بجد مش الي كنت مقشره من شويه

ابتسمت ابتسامه صغيره ولم تجيبه واستدارت لتعود لشقتها فاستمعت لصوته يهتف بلهفه ورجاء 

_ طب ماتستني نفطر سوا أكيد لسه مفطرتيش 

الټفت له وهتفت ببرود جامد 

_ كده رديت عزومة البيتزا ياريت متتكررش تاني بقي عشان مش هقبلها

أنهت حديثها واتجهت لشقتها بصمت

نظر لها بتنهيده هادئه قبل أن يعيد نظره للصنيه بين يده وهو يبتسم بسعاده فحبيبته قد أعدت له الإفطار

تمتم بخفوت 

_ بشړة خير 

  ناهد خالد  

تأنقت في ثوب أسود لامع طويل وتركت لشعرها الحريه مع لمسات تجميليه أزادت لجمالها و قفت أمام المكان المخصص لإقامة حفل خطبة يامن أخذت نفس عميق عميق جدا وزفرته علي مهل قبل أن تقرر الدخول فالأمر يشبه دخولك لمكان تتوقع أن تكون فيه نهايتك 

بالداخل

كان يقف مع أحد أصدقائه القدامي في حين انغمست رودينا في الرقص مع أصدقائها والفرحه تشع من وجهها حين استمع لصديقه يقول 

_ اوبا حلوه البنت دي تعرفها يا يامن!

نظر يامن لما ينظر صديقه ليجد فتاه ترتدي ثوب أسود لامع تدخل من بوابة الدخول

يتبع

نظر للفتاه التي دلفت للتو من بوابة الدخول تتألق بفستانها الأسود اللامع وشعرها الطليق الذي بعثت فيه نسمات الهواء ووجها الحسن المزين بقليل من لمسات التجميل 

أعاد نظره لصديقه وهو يقول 

_ لو عجباك بجد روح اتعرف عليها يكش تتوب علي ايدها 

نظر لها صديقه بتقييم وهو يقول

_هي بصراحه حلوه ومستبعدش أني أتوب علي ايدها فعلا بس هي صاحبة رودينا تعرفها يعني 

أعاد يامن أنظاره لها قبل أن يقول بجهل

_ لا مش عارف بس دي أول مره أشوفها يمكن تكون صاحبة رودينا أنا معرفش كل صحابتها 

_ طب ماتسأل رودينا عليها 

نظر له بسخط وقال

_ وليه اللفه دي ماتروح تتعرف عليها 

نظر صديقه لها مره أخري قبل ان يقول 

_ يعني شكلها جد شويه فقلقان تصد معايا 

_تصد ليه يابني هو أنت بتعاكسها! أنت عاوز تتعرف عليها مش أكتر 

_هي مين دي

قالها أحمد وهو يأتي من خلفهم متسائلا عما سمعه من حديث يامن 

رد يامن وهو يشير بنظره علي الفتاه التي وقفت بجانب لينا! زوجة أحمد

_ بنتكلم علي الي واقفه مع مراتك دي هي تعرفها منين

نظر أحمد لما يشير إليه فرأي زوجته تقف مع تالا! توترت ملامحه وهو يحاول أن يبدو ثابتا وأجاب 

_ دي صاحبة لينا ليه

رد صديقهما الثالث قائلا 

_ عاوز أتعرف عليها 

توترت ملامح أحمد أكثر ووجد نفسه يقول 

_ لا دي مرتبطه وهتتخطب قريب 

رفع يامن حاجبه بدهشه 

_ بجد! ملكش نصيب فيها بقي دور علي غيرها 

قال الأخيره بضحكه خفيفه وهو يطالع صديقه 

انسحب أحمد من بينهما بهدوء واتجه ل تالا و لينا

_تالا 

الټفت له وهتفت بابتسامه مصطنعه

_ ازيك يا أحمد 

أومئ برأسه بخفه وقال بجديه 

_ يامن شافك وسألني عليك 

اتسعت أعينها پصدمه وهي تبتلع ريقها بتوتر وقالت

_ سألك عليا ليه هو عرفني

هز رأسه برفض وهو يقول 

_ لأ واحد صاحبنا شافك وكان عاوز يتعرف عليك فسئل يامن ويامن سألني لما شاف لينا معاك وقولتله أنك صاحبة لينا 

غامت عيناها بسحاب الحزن وهي تردد 

_ كان عندي أمل يعرفني 

ردت لينا بتبرير 

_ هيعرفك ازاي بس يا تالا بعدين كده أحسن عشان متحسيش أنك تحت ضغط 

هزت رأسها بلا معني وهي تسأل أحمد قائله

_ هو فين أنا دورت عليه بعيني ومشفتوش!

_ علي شمالك واقف عند آخر طربيذه 

تسارعت دقات قلبها بتوتر لا تعلم أتنظر له! أستستطيع الصمود بعدها! ټموت شوقا لرؤيته ولكن بداخلها مشاعر كثيره متضاربه شعرت بيد لينا توضع فوق كتفها وكأنها تدعمها

نظرت لها بجانب عيناها بمغزي فوجدت لينا تشجعها بأعينها وبالفعل الټفت ببطئ شديد كي تراه وقد حدث أنه هناك تماما كما وصف أحمد يقف بجانب شخص آخر يتحدثان سويا يرتدي بذله رماديه فاخره أنيقه كعادته ومشط شعره كما كانت تحب دوما ولحيته التي تعشقها مازالت كما هي جميله مهذبه مشطت ملامحه بأعينها المتلهفه والتي امتلأت بفيض من الدموع وهي تطالع ملامحه المشتاقه إليها كاشتياق الظمأن للماء بعد الجفاف تساقطت دموعها دون شعور منها فوجدت لينا تحذرها قائله 

_ تالا تالا أنت بټعيطي الناس هتاخد بالها

انتبهت لنفسها علي حديث صديقتها فمسحت دموعها بهدوء وأشاحت ببصرها عنه فأن بقت هكذا حتما لن تتحكم في نفسها أكثر

تمسكت في يد

صديقتها تستمد القوه للصمود 

بعد قليل كان يتجه لعروسه ليجلس بجوارها ليضع خاتم الخطبه في إصبعها وينهي الأمر

جلس

بجوارها وأعينها تتابعه بۏجع فاق تحملها 

أمسك خاتم الخطبه في يده ووجه أنظاره له بصمت وفجأه وجد ذهنه يشرد بذكريات بعيده 

فلاش

كانت تسير بجواره وهي تتمسك بكف يده استنشقت الهواء بعمق وهي تقول 

_ الله ريحة جو الربيع حلو اوي في ريحة ورد كده تحفه

ابتسم بحب وهو يقول 

_ الحقيقه أن الريحه جايه من جنبي مش من الجو

تخضبت وجنتها بخجل وهي تقول بمرح كي تواري خجلها 

_ بكاش يعني أنا ريحتي تشبه ريحة الورد!

هز رأسه بنفي وهو يقول بابتسامه

_ الورد الي ريحته تشبهلك

رفعت حاجبيها بذهول وهي تقول بابتسامه

_ مبتفشلش تبهرني دايما وايه كمان قولي كلام كتير حلو يا يامن لأن الساعه عدت ١٢ وعندي جفاف عاطفي ناو 

ضحك بخفوت يقول

_ وده ملفتش نظرك أن المفروض نروح مثلا! الوقت اتأخر وبنلف من بدري 

نفت برأسها تقول

_لأ زهقااانه ومش عاوزه أروح بعدين أنا مبحسش بالوقت وأنا معاك 

توقف فجأه وهو يبتسم بحب 

_ وأنا بحبك 

وكانت أول مره يقولها لها أول مره تنطقها لسانه صراحة وكانت مفاجأه وما أجمل المفاجأت حين تكون هكذا

باك

استفاق من شروده علي يد أحمد وهو يهزه بحرج من صمته والأنظار قد الټفت حوله

_ يامن روحت فين

نظر له بأعين تائهه وكأنه للتو استفاق من دومته وانتبه لما يفعله نظر للخاتم بين يده ولرودينا التي تنظر له بقلق أحقا سيرتبط بها! هو لا يستطيع نسيانها ولن يفعل نظر لأحمد مره أخري بنظره ذات مغزي فانحني له صديقه ليقترب منه يامن ويهمس له في أذنه بخفوت 

_ مش هقدر

كانت جمله واضحه لما يريد فعله لا يريد إكمال الخطبه! نظر له صديقه پصدمه فوجد نظرات الآخر جامده جاده ابتلع أحمد ريقه بتوتر وهو ينظر لمن حولهما ومن ثم نظر لزوجته الواقفه بجانبه وأعاد نظره ليامن ومال عليه هامسا له

_ لبسها ووقع الخاتم 

ثلاث كلمات مقتضبه فهم يامن معناها فنظر لرودينا وهو يقول بابتسامه مصطنعه 

_ سوري يا رودينا بس كنت موصي أحمد علي هديه ليك بس شكله نسي 

تنهدت براحه وهي تؤمئ له بإيجاب قائله

_ مش مهم يا يامن 

وفي وسط حديثهما مال أحمد علي زوجته يهمس لها 

_ اقعي 

نظرت له مضيقه بين حاجبيها ببلاهه فأعاد حديثه 

_ اقعي 

قالها بتحذير شديد وهو يبرق بعيناه ففهمت أنها يجب أن تسقط! فلتفعل

وفي نفس اللحظه أوقع يامن الخاتم قاصدا لينحني لجلبه فيكسب بعض الثواني التي كانت كفيله لكي

تقع فيها لينا 

ساد الهرج في الأرجاء وانتفض يامن متجها لصديقه الذي برع في تمثيل الخۏف علي زوجته التي ترفض أن تفيق 

وعلي بعد كانت تتابع المشهد من بدايته من ۏجع لرؤيتها مشهد كهذا ل استغراب لسكون يامن لفضول لمعرفة

 

تم نسخ الرابط