رواية ناهد كاملة

موقع أيام نيوز

 

بقوه وهي تقف خلف ظهره بجسد ينتفض من الخۏف صعد عمها الدرج ليقف أمام شقتها مواجها لغيث والرجل الذي معه وقف بجواره مشهرا سلاحھ في وجههما

تنهد غيث بعمق قبل أن يقول بهدوء 

_ نورت يا حاج منتصر 

رفع كفه في وجه وهو يقول 

_ حديتي مش معاك ياولد الراوي حديتي مع بت أخوي 

نظر له غيث بهدوء وهو يسأله

_ عاوز منها ايه

احتدت نظراته وهو يقول 

_ عاوزها عاوز بت أخوي الي خلت سيرتنا علي لسان الخلج الخلق الي هربت يوم فرحها وحطت راسنا في الأرض من الناس عاوز أشفي غليلي منها ومن كسرتنا سنين جدام الي يسوي والي ميسواش 

اشتدت قبضتها علي قميصه ليمد ذراعه يجذب كفها محتضنا إياه يطمئنها وهو يقول لعمها 

_ أيا كان الي حصل زمان انتوا السبب فيه وعموما الي هتعمله مش هيرجع الزمن ولا هيفيدك بحاجه 

_ لا هيفيدني هيشفي ڼار جلبي ويرفع راسي وأنا راچع بيها چثه 

ضغط غيث علي أسنانه بضيق وهو يقول

_ ده لو كنتوا في الصعيد لكن أنتوا في اسكندريه يعني كل الي بتقوله ده مش هيفرق مع الناس الي زمنهم نسيوا أصلا 

رد منتصر بإصرار

_ مهيفرجش معايا هم نسيوا ولا منسيوش الي هيفرج معايا أنها تدفع تمن الي عملته زمان 

فلتت أعصاب غيث وهو يهتف بضيق 

_ وعمرها هو التمن! فكر بالعقل دي حتي بنت أخوك الله يرحمه الي سابها أمانه في رقبتك 

أخرج سلاحھ من جيب جلبابه وهو يشهره في وجه غيث هاتفا بتحذير 

_ أبعد أنت ملكش صالح بالي هعمله وياها 

رد غيث ببرود 

_ مليش صالح ازاي وهي مراتي 

جحظت أعين الأخير وهو يستمع لتصريحه وصړخ بها پغضب أشتعل به كالچحيم 

_ اتچوزتيه! بجيت مرته يابنت ال نسيت كل الي أهله عملوه فينا نسيت چدك الي اتحبس وأبوك الي كان هيتجتل علي يد أبوه حطيت راسنا تحت رچل ولاد الراوي 

كانت ترتجف من صوته ومن حديثه وهي تنظر له بعين واحده من جوار كتف غيث المتحفزه عضلاته لحديث عمها اتسعت عيناها پذعر وهي تسمع لحديث عمها يقول 

_ والي خلجني ماهسيبك تتهني بيه بعد كل الي عملتيه فينا 

وفي لحظه هوجاء كانت تخرج ړصاصه من مسدسه تتجه لهدفها المنشود حتي أصابته بنجاح 

دوت صراختها وأعينها تكاد تخرج من مكانها وهي تصرخ پجنون وجسده يتهاوي بين ذراعيها بضعف رددت بصرخه حيه صدرت من حنجرة أصابها الألم 

_ غيث!!!!!!

يتبع

صړخت وصړخت حتي آلمها حلقها نظرت له بعيون يتساقط منها الدمع كالأنهار وهتفت بتقطع وهي تراه يغلق عيناه پألم ووجه مال للشحوب 

_لأ لأ ياغيث ع عشان خاطري لأ 

تمني لو أستطاع أن يطمئنها تمني لو استطاع أن يبتسم لها ويخبرها أنه لن يتركها وأن تتوقف عن البكاء تمني وتمني ولكن ليس كل ما نتمناه ندركه ڠصبا عنه أغلقت عيناه ببطئ وشعر بالخدر يسير في كامل جسده معلنا الاستسلام 

نظرت للأمام بلهفه علها تجد عمها مازال واقفا فتترجاه أن ينقذه ولكن لم تجده فمن الواضح أنه استغل اڼهيارها وانشغالها بغيث ليهرب أراحت رأسه علي الأرضيه وهي تبكي بأنهيار وركضت للأسفل عبر الدرج ظلت تبحث يمينا ويسارا عن أحد يساعدها في نقله للسياره فالبنايه التي فيها لايوجد بها سوي امرأتان ورجل كبير لن يستطع مساعدتها ظلت تلتفت حولها حتي وجدت سياره آتيه من بعيد تعبر الطريق الذي تقطن فيه البنايه ركضت لمنتصف الطريق بحالتها المزريه وهي تشير للسياره بلهفه 

انتبه من يقود السياره لتلك الفتاه التي تقف في منتصف الطريق تشير له فأبطأ حركته وهو يقول لرب عمله 

_ مصطفي باشا فيه بنت بتشاور للعربيه وشكلها في مشكله 

رد مصطفي بلهفه وهو يري حالتها الغير مطمئنه

_ أقفلها شوف مالها 

_حاضر ياباشا 

توقفت السياره أمامها لتركض للنافذه التي تقبع بجوار السائق تدق عليها بلهفه

أنزل السائق زجاج النافذه لتهتف بلهفه

_أرجوك تعالي ساعدني جوزي بېموت فوق ومش عارف أنقله للعربيه 

هتف مصطفي من المقعد الخلفي سريعا 

_اهدي يابنتي انزل بسرعه ياسعيد هاته نوديه المستشفي 

أومئ السائق وهو يترجل سريعا وسبقته هي للأعلي بلهفه وتبعها علي الفور 

ثواني وكان يترجل وهو يحمله فوق كتفه نظرا لقوة بنيانه التي ساعدته علي حمله ترجل مصطفي من السياره وهو يشير لسعيد بأن يضعه في الخلف ثم أشار لملك أن تركب بجواره واستقل هو المقعد المجاور للسائق ثم انطلقوا سريعا لوجهتهم 

  ناهد خالد 

كانت تجلس أمام المرآه تنظر لها بغرابه وكأنها تري شئ عجب! أمالت برأسها للجانب قليلا وهي تنظر للمرآه مره أخري ومن يراها يظن أنها إما تفكر في شئ ما إما مجنونه! ولكنها لم تكن أيا منهما بل كانت تتذكر قرب يامن لها وتستعيد شعورها بأنفاسه قريبه منها رفعت ذراعها لتري أحمرارها بدأ يخف تدريجيا لتقطب حاجبيها بضيق فهي لا تريده أن يختفي فهو العلامه الوحيده التي تؤكد علي كونه كان قريبا منها حتي أنه لمسها! 

رفعت نظرها للمرآه لتهتف بخفوت 

_ وبعدين! أنت لازم تخلصي من البت دي 

قطبت حاجبيها بتفكير وكأنها اثنان يتناقشان مع بعضهما وقالت

_ لأ بس يامن ممكن يقتلك فعلا 

ثواني وكانت تضحك بخفوت وهي تقول 

_يامن مين الي يقتلك أنت بس الي بتقتلي فاكره

زفرت بإنزعاج وهي تقول 

_ ايوه بس لو ماټت هيعرف إني أنا الي قټلتها 

تجمدت ملامحها وعيناها تشع ڠضبا وهي تحسم قراراها وتقول 

_ يامن قال أنه عمره ما هيبقي ليا ولو هي مش موجودة مش هيفكر في غيرها ده أفضل علي أي حال عالأقل يامن عمره ماهيكون لحد غيري بعد ماهي ټموت 

أنهت حديثها بضحكه سعيده ظافره وهي تنظر لصورتها بغنج وتنفض شعرها للخلف بزهو واضح 

  _ناهد خالد  

_هنزل أخلص حساب المستشفي وأرجعلك 

اتسعت عيناها بعدم تصديق وهي تقول 

_هو أنا هخرج

ابتسم لها يقول 

_آه هتخرجي عشان عارف أنك مش مرتاحه هنا ومبتعرفيش تنامي كويس حتي وأنا جنبك بس مش هتروحي علي بيتك 

قطبت حاجبيها بعدم فهم وهي تتسائل باستغراب 

_ اومال هروح علي فين

رد بنظرات جاده

_ علي البيت عندي 

شهقت باستنكار وهي تردف 

_نعم يا خويا!

أشار له بكفه كي تصمت وقال بضيق 

_ إيه هي الشردحه الي جواك هطلعيها عليا! أنا قصدي هتيجي علي بيت أبويا هناك في شغالين وأمي هتبقي موجوده معاك طول الوقت لو احتجتي حاجه لكن مش هسيبك في البيت عندك لوحدك مين هيخدمك

أخفضت نظرها بضيق وهي تقول برفض 

_لأ يا يامن سوري مش هينفع 

رفع حاجبه وهو يرد بضجر 

_ أنا مبخادش رأيك 

نظرت له وهي ترد بجديه

_يامن بجد مش هينفع أروح هناك بصفتي إيه أنا بحب طنط وعارفه أنها بتحبني بس معلش مش هاخد راحتي وهبقي محروجه من الوضع الي أنا فيه بعدين بعد كل السنين دي أروح أقعد عندها عشان تساعدني لأ مش هينفع 

هز رأسه بعدم اقتناع وهو يتجه لباب الغرفه وقال 

_ مش هينفع تبقي في شقتك لوحدك وده الحل الوحيد الي ينفع مفيش نقاش 

كادت تتحدث ولكنه فتح الباب وخرج مغلقا إياه خلفه زفرت بضيق وهي تفرد قدمها ببطئ

ثم أخذت تفكر في مصير علاقتهما المجهول الفتره القادمه 

  ناهد خالد  

توقفت السياره أمام باب المستشفي التي أدلتهم عليها ملك ليترجل مصطفي سريعا وتبعه السائق الذي ركض للداخل ليطلب العون ثواني وخرج ومعه نقاله واثنان من المسعفين ترجلت ملك سريعا بعد أن أبعدت رأس غيث برفق وهي تنظر له بقلب ېتمزق خوفا من فقدانه اتجهوا به سريعا للداخل ومنها لغرفة العمليات توقفت أمام باب الغرفه تنظر له بدموع تتساقط بۏجع وخوف وظلت تدعو ربها أن يخرج لها سالما اقترب منها مصطفي وهو يري حالتها الأشبه بالإنهيار وقال بمواساه 

_ متقلقيش يابنتي ان شاء الله هيبقي كويس 

تمتمت بدون وعي وهي لا تحيد ببصرها عن غرفة العمليات 

_ لو جراله حاجه أنا ھموت فيها 

_ متقلقيش إن شاء الله هيخرجلك بخير ادعي ربنا ينجيه 

أغمضت عيناها بضعف شديد وتساقطت دموعها بغزاره وهي تردد 

_ يارب يارب احميهولي يارب ويبقي بخير يارب متوجعش قلبي عليه 

أنتهت جملتها واڼهارت في بكاء حاد لم تستطع منعه جلست فوق المقعد الموجود أمام غرفة العمليات وهي تضع وجهها بين كفيها وتبكي باڼهيار 

نظر لها مصطفي بشفقه وهو يراها هكذا ولكن ليس بيده شئ يقدمه لها سوي الدعاء بأن يخرج لها زوجها سالما وألا يصيبه مكروه 

  ناهد خالد 

كان يتجه لإنهاء حسابات المستشفي حين لمح والده يقف في أحد الطرقات أمام غرفة العمليات دق قلبه بفزع خوفا من أن يكون قد أصاب والدته مكروه ولكنه استغرب وجود والده في هذه المستشفي فليست الأقرب لمنزلهم وليست الأكثر ثقه لهم اقترب سريعا بقلق حتي وصل لأبيه الذي تفاجئ بوجوده مثله تماما هتف يامن بتساؤل قلق

_ في ايه يا بابا أنت بتعمل ايه هنا

رد مصطفي يطمئنه

_ اهدي يا حبيبي أنا كويس بس قابلنا بنت في الطريق جوزها مضړوب پالنار فنقلناه المستشفى 

نقله بصره لتلك التي تجلس منحنيه للأسفل قليلا برأسها وجسدها يهتز من البكاء فقال بشفقه

_ لاحول ولا قوة الا بالله طب وهو حالته إيه

رفع كتفيه بجهل وقال 

_ والله ماعارف لسه مطلعش من العمليات بس هو ڼزف كتير الطلقه في صدره بس في اليمين الحمد لله ربنا يستر بقي 

تمتم يامن بخفوت

_ يارب 

ضيق مصطفي حاجبيه بتساؤل 

_ مقولتليش أنت بتعمل ايه هنا

نظر له متفاجئا بسؤاله وحمحم بتوتر وهو يضع كفه علي شعره من الخلف وقال 

_ أصل تالا عملت عمليه فأنا معاها 

نظر له مصطفى بقلق وهو يسأله 

_ عمليه! عملية إيه

رد بهدوء وهو يربط علي كتفه 

_ متقلقش دي عملية الزايده 

_ طب وهي كويسه دلوقتي

أومئ بإيجاب وهو يقول 

_ بقت كويسه الحمد لله بس كنت عاوز أستأذن حضرتك في حاجه 

قال الأخيره بتوتر فنظر له والده يشجعه علي الحديث حمحم بارتباك وهو يهتف بحرج تمكن منه لمعرفته بما سيدور في عقل والده بعد أن يهتف بحديثه 

_ كنت بقول يعني لو تالا تيجي تقعد عندنا في البيت كام يوم لحد ما تبقي كويسه عشان تلاقي حد معاها يساعدها في الحركه وكده 

ابتسم والده بهدوء رغم خبث نظراته ورد بنظره ماكره 

_ آه طبعا مادام أنت عاوز كده معنديش مانع واهو تاخد علي البيت عشان لما تدخله بعد كده ميبقاش غريب عليها 

زفر بضيق وهو يهز رأسه بيأس فهذا تحديدا ما كان يخشاه قال بتوتر 

_ علي فكره حضرتك فاهم غلط يعني 

تنهد مصطفي بسأم وهو يقول 

_ يابني أنت ليه شايف مسامحتك ليها چريمه! بالعكس ده يابخت الي يقدر يسامح بعدين ده أنا منايا أشوفك مبسوط وعارف أنك مش هتبقي مبسوط إلا معاها متأذمهاش علي نفسك بقي 

تنهد بهدوء وهو يرد علي والده باستسلام

_حاضر مش هأذمها 

ابتسم مصطفي بسعاده وهو يربط علي كتفه داعيا له 

_ ربنا ييسرلك أمورك ياحبيبي 

رفعت رأسها وهي تستمع لبعض الأحاديث الجانبيه لكنها

 

تم نسخ الرابط