رواية ناهد كاملة
أحدهم في وجهه تأوه بخفوت وهو يضع يده علي وجنته ورفع بصره ليري من فعل هذا فتفاجئ بغيث أمامه
هتف پصدمه
_ايه ده في ايه يا غيث! أنت اټجننت
اقترب منه پغضب قابضا بيده علي تلابيب قميصه وهو يهدر به
_أنا اټجننت ده أنا هطلع روحك في ايدي يا أنت واحد قابلته في حياتي پتخوني يا صالح بتضربني في ضهري وپتخوني
أزاح يده بضيق وهو يقول
_ مش هحاسبك علي شتايمك دي بس عاوز أفهم في ايه لكل ده
هتف پغضب وهو يلكمه في صدره بيده حتي ارتد للخلف قليلا
_أنت هتستعبط يالا ورحمة أمي لو مارجعت فلوسي يا حرامي أنت لأدفنك مكانك
فاض الكيل بصالح فصړخ پغضب
_ حرامي! هي حصلت ياغيث بتتهمني أني سړقت فلوسك فلوس ايه الي هسرقها وهسرقها امتي ومنين!
ضغط غيث علي شفتيه پغضب وقال
_ ال١٠ مليون و٧٠٠ ألف لو مكنوش عندي بكره هنسي أنك ابن عمي الي طلع أوطي من العيله كلها عالأقل هم مسرقونيش وطعنوني في ضهري زيك
أنهي حديثه ورماه بنظره ناريه مستحقره قبل أن يلتف للذهاب توقف بعد خطوتان ليشعر بأن غضبه لم يقل والغيظ يتآكله من هذا الخائڼ التف له بغته ولكمه بكل قوه في أنفه فسقط الأخير أرضا بۏجع وخرج غيث من شقته بكل هدوء يشعر به بعد اللكمه الأخيره
تأوه صالح بۏجع وهو يكتم دماء أنفه بيده استقام بظهره ليجلس علي الأرضيه الصلبه ينظر للباب المفتوح الذي خرج منه غيث للتو وأغمض عيناه پألم من ۏجع أنفه
ناهد خالد _
بعد ساعه كامله هلكت فيها أعصابه وجد باب الرحمه له يفتح أخيرا خرج الطبيب فاقترب يامن منه سريعا يسأله بلهفه عنها فهتف الطبيب بابتسامه مطمئنه
_متقلقش هي بخير هتخرج دلوقتي وهينقلوها أوضه عاديه بس هتفضل معانا هنا يومين نطمن علي الچرح
أومئ بموافقه وهو يتنهد براحه ثم شكر الطبيب ووقف منتظرا خروجها وبعد دقيقه وجد الممرضات يدفعن سريرها للخارج سار معها وهو يمسك بيدها ناظرا لها وكأنه يطمئن قلبه عليها دلفوا بها لأحد الغرف وقامت الممرضه بإيصال محلول بالكانيولا الموجوده في كف يدها ومن ثم تركتهما وخرجت بعد أن أخبرته أن الطبيب سيأتي بعد إفاقتها للإطمئنان عليها
تنهد بقوه وكأنه قد حرم من التنفس طوال الفتره المنصرمه لم يشعر بنفسه وهو يرفع كف يدها المحتجز بين كفيه ليطبع عليه قبله خفيفه يحبها وماذا يفعل مع قلبه الذي يأبي كرهها! بل ويغوص أكثر في نهر حبها احتضنت عيناه ملامحها وهو يمرر نظره عليها كم تمني سابقا أن يراها ويري ملامح من سكنت قلبه ولكن حينها كان الأمر مجرد تمني وحين أبصر كانت قد اختفت ففكر أنه لم يقدر له رؤيتها والتشبع بملامح الفتاه الوحيده التي أحبها
ناهد خالد _
كانت تحكي ل علياء عن ما حدث وإلغاء يامن لأمر الخطبه بسبب رجوع تالا فقالت علياء بضيق
_ قولتلك يا رودينا أنت الي غلطانه مكنش المفروض تقبلي قولتلك لو تالا رجعت في يوم هيسيبك حتي لو أنت مراته مش خطيبته بس
صړخت رودينا بضيق
_يوووه أنت هتقطمي فيا أنا عاوزه حل مش تقطيم
ردت علياء باستنكار
_حل! حل لأيه يا حبيبتي ماخلاص ربنا يسهله وربنا يعوضك بالي أحسن منه
هتفت رودينا بأعين غاضبه
_لأ مش المره دي كمان يا علياء هي خدته مني مره من سنين وأنا وقتها استسلمت وقلت بيحبوا بعض وهو بيحبها هي مليش دخل بينهم بس المره دي مش هسيبهولها زي المره الي فاتت
هتفت علياء بدهشه
_أنت بتتكلمي جد رودينا أنت مش من حقك تدخلي بينهم حتي لو هو غدر بيك ولغي خطوبتكم برضو مش من حقك اعقلي وسبيه في حاله ولا هتكتفيه وتخليه يتجوزك ڠصب!
ردت بإصرار
_ لأ مش هسيب حقي يا عليا مش هسيبه
ردت علياء بسخريه
_وايه هو حقك يامن مش حقك يا رودينا
صړخت في صديقتها پعنف
_ لأ حقي حق حبي له السنين دي كلها أنه يبقي ليا أنا ومعايا مش معاها حق كلمته ليا وانه قالي خلاص هخطبك ويرجع في كلامه أنا مش هسيب حق كرامتي الي هانها يا علياء
ردت علياء بقوه
_ أنت الي هتهيني كرامتك لو صممتي تاخدي الي مش من حقك وتجري ورا راجل بايعك وشاري غيرك
أغلقت المكالمه في وجه صديقتها پغضب من حديث الأخري وألقت بالهاتف فوق الفراش ثم نظرت أمامها وهي تقول
_ برضو مش هسيب حقي
_ناهد خالد
ابتعدت عن لينا قليلا لتحدث غيث الذي دق لها للتو
_ غيث
هتفت بها بهدوء فاستمعت لصوته الهادئ يقول
_ عامله ايه ياحبيبي
ردت بابتسامه
الحمد لله
_خلصتي
_لأ لسه ساعه كده في شوية حاجات لينا مش لاقياها في المول هنا فهنروح مول تاني
استمعت لصوته الحنون يسألها
_ تعبتي من اللف
ابتسمت بحب تقول
_لأ أنا كويسه
صممت قليلا ثم سألته
_أنت كويس
استمعت لهمهمه صدرت منه فأعادت سؤالها قائله
_متأكد يا غيث
رد بهدوء مبتسم
_ايوه ياروح غيث كويس يلا هسيبك تكملي
همست بهدوء
_باي
_باي يا حبيبي
أغلقت معه وعادت للينا تتابع التسوق معها
ناهد خالد
بعد عشر دقائق
فتحت عيناها بتشوش تحاول الرؤيه في الضوء القوي أعلاها استطاعت أخيرا أن تفتحهما وتري بوضوح زاغت عيناها في
الغرفه لتري ما حولها فوجدت يامن يقف أمام الشرفه يعطيها ظهره بعدما ابتعد عنها خوفا من إفاقتها في أي وقت ورؤيته بهذا القرب منها حاولت تحريك قدمها التي تشعر بتخدرها فتأوهت بخفوت وهي تشعر پألم في جانبها الأيمن
أعادت قدمها كما كانت ونظرت بعيناها للطاوله الجانبيه فوجدت كوب ماء حاولت مد يدها لجلبه لكنها فشلت تنهدت بعمق قبل أن ترفع صوتها قليلا مناديه عليه
_يامن
التف فورا ما إن سمع لصوتها يناديه اقترب منها بخطوات أجبرها علي الهدوء وهو يقول
_حمد لله على السلامة
أومأت برأسها بهدوء وهي تقول بهمس
_عاوزه أشرب
اقترب سريعا من كوب الماء وجلبه متجها لها نظرت للكوب بيده ونظرت له وقالت
_ ارفعلي السرير مش هعرف اشرب كده
أومئ بهدوء ورفع السرير قليلا لأعلي اعتدل يقف أمامها مره أخري فقالت
_ممكن تعدلي المخده عاوزه أرف رأسي شويه
تنهد موافقا واقترب منها محتارا كيف يرفع لها الوساده دون لمسها نظرت له بأعين بريئه أو تتصنع البراءه وقالت بتأوه
_ ارفعني براحه عشان الچرح تاعبني
وكأنها تخبره بما سيفعله بطريقه غير مباشره نظر لها بتوتر وهو يستوعب حديثها أيجب عليه رفعها بنفسه!!
_ ناهد خالد
استمعت لرنين هاتفها مره أخري ووجدت رقم مجهول فاستأذنت من لينا ثانية وقالت
_هرد علي الفون وراجعه
هتفت الأخيره بمرح
_ خلي عم رميو يخف شويه
أشاحت لها بيدها أن تصمت واتجهت بعيدا ترد علي المكالمه
فتحت زر المكالمه وقالت
_ مين
لتستمع لمن يقول
_ أنا صالح يا ملك
_ صالح!
هتفت بها ملك باستغراب شديد فهو لم يحادثها من قبل بتاتا ومن أين جاء برقمها من الأساس!
استمعت لصوته الهادئ يقول
_ ايوه يا ملك صالح ابن عم غيث ازيك
ردت بهدوء ومازال الاستغراب يطغي علي ملامحها
_ الحمد لله أنت عامل ايه
تنهد بخفوت وقال
_ أنا تمام آسف لو أزعجتك بس كنت عاوز أسألك عن حاجه مهمه
_ لا أبدا مفيش ازعاج بس أنت جبت رقمي من غيث
رد بنفي
_لأ أصل روحت لغيث البيت من شويه ملقتوش وكنت عارف أن شقتك قصاده فضلت ارن الجرس محدش رد ولاقيت البواب طالع وبيقولي محدش منكوا هنا فسألته علي رقمك قالي أنه معاه عشان لو حصل حاجه يتصل عليك فخدته منه
أومأت بتفهم وهي ترد
_فهمت اتفضل يا صالح خير
استمعت لنبرة صوته التي تعبر عن ضيقه وهو يقول
_ هت غيث فين ياملك مش عارف أوصله
قطبت حاجبيها باستغراب وقالت
_ يعني ايه مش عارف توصله هو لسه مكلمني
زفر بضيق وقال
_ مهو مبيردش عليا وأنا عاوز أفهم في ايه
صالح أنا مش فاهمه حاجه من امتي وغيث مبيردش عليك أنتوا اټخانقتوا
_هو الي جه اټخانق معايا من غير حتي ما أفهم السبب ومشي
أكمل ساخرا
_ كل الي فهمته أنه شايفني حرامي ونصاب وابن
هزت رأسها بعدم فهم وقالت
_طيب يا صالح ممكن تفهمني من الأول براحه
تنهد وهو يسرد لها ما حدث منذ قدوم غيث لشقته وذهابه وأكمل حديثه
_ برن عليه من وقتها لاقيته مبيردش في الأول وبعد كده عملي بلوك ومش موجود في الشقه
ذمت شفتيها تقول بحيره قلوقه
_ مش عارفه يا صالح والله أنا كلمته من شويه صوته كان متضايق بس مقاليش حاجه طيب بص أنا هتصل عليه وأشوفه فين وأروحله وهحاول اتكلم معاه وأفهم بس بلاش تشوفه أنت دلوقت مادام مضايق كده
تنهد بضيق قائلا
_ ماشي يا ملك وابقي بلغيني وصلتي معاه لأيه
_ حاضر
_ ناهد خالد _
اقترب منها أكثر يحاول رفعها بأقل الخسائر لقلبه من قربها المهلك للنفس وضع ذراعه خلف كتفها والآخر مرره أسفل جسدها ليصل لمنتصف ظهرها كتم أنفاسه وهو يرفعها ببطئ في حين تشبثت هي بذراعيه تستند عليهما برفق بعدما نجح في جعلها تستقيم قليلا أزال يده التي تسند كتفها وأخذ يعدل بها الوساده حتي أصبحت في المستوي المناسب أرجعها للوراء برفق مماثل حتي أستقر ظهرها علي الوساده ابتعد فورا وهو يتنفس بعمق قبل أن يقول بصوت متهدج قليلا حاول التحكم به
_ مرتاحه كده
أومأت وهي تقول بأعين نصف مفتوحه
_ايوه عاوزه أشرب بقي
جلب الكوب سريعا ومد يده لها به فقالت بهمس
_ حاسه جسمي مټخدر مش هعرف أمسك الكوبايه
نظر لها يتبين صدق حديثها وكأنه يريد أن يتأكد أنها لا تستغل مرضها لتجبره علي الإقتراب منها رأي نظرتها البريئه فصدق أنها لا تدعي التعب واقترب منها يقرب الكوب من فمها ببطئ شربت الماء بأكمله من شدة ظمأها نظر لها وقال بتساؤل
_أجيبلك تاني
نفت برأسها بهدوء وقالت
_ ممكن طلب
أومئ بهدوء وهو يتجه لوضع الكوب فوق الطاوله الموجوده بالغرفه
_ ممكن تخلي الدكتور يكتبلي خروج
رد بجمود وهو ينظر لها
_ لأ
قطبت حاجبيها بتزمر
_ ليه
تنهد بهدوء وقال
_ عشان لازم الدكتور يتابع الچرح ويطمن أن كل حاجه تمام هم يومين وهتخرجي إن شاء الله
ذمت شفتيها وقالت پخوف حقيقي
_ أنت عارف أني بخاف من المستشفى يا يامن ومش هعرف ابات فيها
رد بتلقائيه يطمئنها بهدوء قائلا
_ هبات معاك متقلقيش
نظرت له بدهشه فلم تتوقع أن يبيت معها لقد توقعت أن يتركها بعد قليل ويذهب متحججا بالعمل انتبه لما قاله فزفر بضيق من نفسه لم ينطق به لسانه دون قصد منه حمحم بارتباك يقول
_ يعني عشان الدكتور مأكد أنك لازم تفضلي النهارده هنا وكده
ابتسمت بشجن وأدمعت عيناها وهي تنظر له في حين أشاح بصره بعيدا عنها ابتلعت ريقها بهدوء وأردفت
_ ممكن تقرب
نظر لها باستغراب مضيقا عيناه بتساؤل فقالت
_ اعدلي المخده مش مرتاحه
اقترب بهدوء ومد يده ليساعده علي القيام ولكنها أمسكت بكف يده بشده وتساقطت دموعها وهي تنظر له باستعطاف تقول
_ أرجوك أسمعني حرام نضيع عمرنا