رواية ناهد كاملة

موقع أيام نيوز

 

يامن أيضا 

_الحمد لله أنت عامله ايه

_الحمد لله بخير

صمتت قليلا قبل أن تقول بتردد

_يامن عامل ايه

لم تستمع لرد من الجهه الأخري فهتفت مره ثانيه 

_أحمد أنت معايا

أتاها رده المتوتر

_آه م معاك 

انتفضت في جلستها بقلق وهي تقول 

_يامن كويس حصله حاجه!

رد سريعا 

_لا كويس والله

ألتقطت أنفاسها بصعوبه وهي تقول

_حرام عليك خضتني اومال سكت ليه

ابتلع ريقه قبل أن يهتف بتردد

_ تالا في حاجه لازم تعرفيها قبل ما تعرفيها من بره 

قول 

تصلب جسدها وهي تستمع لجمله واحده كانت كفيله بإحراق كل ما بداخلها

_ يامن هيخطب رودنيا بنت صاحب باباه 

يتبع سمعاني يا تالا بقولك يامن هيخطب 

هتف بها أحمد بعدما لم يتلقي رد منها فظن أنها لم تسمعه ولكن الآن أنفاسها العاليه تدل علي سماعها له تهدجت أنفاسها وهي تستمع له لثاني مره بنفس الجمله التي تؤكد أنها لم تخفق في السماع ولم تتوهم يامن سيخطب! 

_ هيخطب!

خرجت منها پضياع وكأنها تحدث ذاتها أحقا استطاع أن ينساها ليركض ويرتبط بأخري! أين حبه لها الذي لم يبخل يوما بإظهاره! ولم لم تستطع هي أن تنسي كم فعل ثلاث سنوات ولم تنساه لحظه تتابع أخباره دوما ليس فضولا ولكن ليطمئن قلبها أنه بخير بعد الچرح الذي سببته له ولم تستطع مدواته ربما لأنها كانت أجبن من أن تفعل كانت أجبن من أن تقف أمامه بعدما اكتشف خداعها لهوربما لأنها لم تكن تعلم حينها أنها قد أحبته بالفعل 

_ أنا حاولت اتكلم معاه لأني عارف أنه لسه بيحبك ومتأكد من ده بس

قاطعت حديثه وهي تقول بشرود وأعينها تنظر للأمام بفراغ

_ الي بيحب حد مبيدخلش حد مكانه لو بيحبني زي ما بتقول مش هيسمح أنه يدخل واحده تانيه في حياته لأنه ببساطه مش هيقدر يتقبل الوضع ولا يتقبلها هي شخصيا 

صمتت لثواني وكأنها تعيد حديثها مره أخري لنفسها لتقتنع بما تقوله ثم هتفت بخلاء

_ سلام يا أحمد 

وأغلقت الهاتف دون أن تنتظر الرد 

بخطي بطيئه متعبه اتجهت لأحد أدراج مكتبها الخاص وفتحته لتخرج صوره له الصوره التي أنزلها ذات مره علي أحد مواقع التواصل الاجتماعي وقامت بطباعتها لتبقي معها دائما 

نظرت للصوره بتمعن وهي تنظر لتفاصيل وجهه التي أشتاقت لها كثيرا عيناه أكثر ما أشتاقت لهما تلك التي لم تبخل عليها يوما بإظهار مشاعر الحب والقلق والإهتمام والإطمئنان! لها 

أخذت نفس عميق متعب قبل أن تزفره بتمهل وهي تنظر له بأعين تصرخ ۏجعا وحزنا وهتفت بصوت متحشرج أثر أختناقها بالبكاء 

_ يمكن مليش حق ألومك لأ أكيد مليش حق بعد الي عملته والي لو له مېت مبرر وكلهم يشفعولي مفيش مبرر واحد للي عملته بعدها لما اخترت الحل الأسهل الهروب محاولتش حتي أصلح غلطي ده ملوش ولا مبرر ورجوعي بعد ما فوقت مكنش هيفيد بحاجه هربت من مواجهتك وده كان له ميزه واحده وعيوب كتير الميزه الوحيده هي أني عرفت إني حبيتك مش مجرد تعود هيروح مع الأيام حبيتك من غير ما أحس ومحستش غير بعد فوات الأوان والعيوب أنك كرهتني أكتر ومعاك حق حتي مقولتلكش أني فعلا حبيتك مش كنت بخدعك زي ما فهمت هروبي كان تأكيد علي إني عمري ما حبيتك وكنت بخدعك لآخر لحظه وأنك مش فارق معايا ولما عرفت إن قلبي اختارك وسكنته قفلت قلبي عليك ورغم أني قابلت كتير بعد فراقنا عمر ماحد

منهم عيني شافته حتي اكتفيت بيك وده كان العيب التاني ۏجعي ۏجعي الي بقي ملازمني وأنا شايفك أبعدلي من نجوم السماء والي زاد دلوقتي بعد ما عرفت أنك اخترت الي هتكمل معاك حياتك دخلت حد تاني حياتك يبقي أكيد نستني أو بتحاول تنساني بيها وفي الحالتين عاجلا أم آجلا هبقي بره حياتك مبلومكش بس بلوم قلبك الي حلف في يوم أني الأولي والأخيره وعمره ما يحب بعدي ولومته مش هتفدني بحاجه ولا هتهدي ۏجعي 

قالت الجمله الأخيره بمرار وانهمرت دموعها بعجز وۏجع سكن جوارحها وبالأخص ثنايا قلبها الذي يتفتت الآن! 

  _ناهد خالد  

_ ازيك يارودينا 

هتف بها يامن ببرود تام وهو يستقبلها في بهو فيلتها بعد أن ذهب لها ليتفقا علي ميعاد الخطبه المناسب لكليهما بعدما تقدم الأمس لخطبتها! أهو بكامل عقله وهو يفعل هذا! لا يهم المهم أنه يريد فعلها يهرب من قلبه الأحمق الذي لا ينفك عن الإشتياق لمن خدعته وعقله الأكثر حمقه الذي لا يتوقف عن التفكير فيها يجب أن يهرب منهما بأي طريقه حتي وإن كانت تتمثل في خطبته ل رودينا!

ردت بلهفه وعيناها تلمعان بسعاده

_ازيك يا يامن مستنياك من بدري 

رودينا فتاه بملامح جميله وهادئه في الوقت ذاته ذات الأربعه وعشرون عاما تخرجت من كلية الآداب قسم اللغه الفرنسيه وتعمل مترجمه في شركة أبيها الخاصه بالسياحه كشركة صديقه يامن هو حلمها البعيد منذ خمس سنوات تحديدا بعدما تعرف والدها علي والده ولكن وجود تالا كان يعيق طريقها واعترفت أنها لن تصل له يوما ومع ذهابها وابتعادها عن حياته لسبب مجهول بالنسبه لها تجدد أملها في أن يصبح يوما نصيبها وشريك حياتها ولا تصدق أن اليوم قد أتي أخيرا 

رد ببرود واضح 

_ كان عندي metting فتأخرت 

جلست أمامه وهي تبتسم بلطف وقالت

_ولايهمك تشرب ايه

اعتدل في جلسته وهو يقول بجديه 

_مفيش داعي ياريت بس نتكلم في المفيد عشان لازم ارجع الشركه 

نظرت له بعتاب طفيف وهي تقول

_يعني يصح تبقي في بيتي ومتشربش حاجه

نفي برأسه باستسلام وقال 

_ تمام ممكن قهوه ساده 

قطبت حاجبيها باستغراب وقالت

_من امتي بتشرب قهوه أنا فاكره أنك مكنتش بتشرب قهوه ولا شاي ولا أي حاجه فيها كافيين 

التوي ثغره ببتسامه هازئه ساخره وقال 

_ اهو بقيت بشربها ومش هي بس ودي كمان 

قالها وهو يخرج من جيبه علبة سجائر تخصه! 

اتسعت عيناها بدهشه وهي تقول 

_ سجاير! أنت من امتي بتشربها!

رد بنزق 

_ مش مهم من امتي أنا عرفتك عشان المفروض تعرفي بما إننا هنتخطب وكده 

كانت جملته الأخيره ساخره وكأنه يرفض حقيقة الأمر! ولكنها لم تلاحظها في حين هتفت بتردد

_ حاسه أنك اتغيرت كتير مش بس مجرد عادات حاسه أن في حاجات كتير فيك اتغيرت 

نظر لها بجمود وهو يهتف

_هتفرق معاك أنت أصلا متعرفيش شخصيتي قبل كده عشان تفرق معاك لما تتغير ليك الي هتعيشي معاه دلوقتي مش أكتر 

نفت برأسها وهي تقول بجرأه

_لأ ليا أعرف إذا كان سبب تغيرك هي لأن لو هي السبب يبقي وأنت قاعد معايا دلوقتي قلبك معاها!

رفع عيناه لها وقد بدأت بعض شرارات الڠضب تسكنها امتعضت ملامحه بوضوح وهو يقول 

_ ملكيش تعرفي ايه السبب لأني اتغيرت وأنا مش معاك لكن ليك تعرفي أني لما هخطبك هخطبك عشان محتاج أنساها وليك حرية الاختيار ياتقبلي تبقي معايا وتساعديني أكون ليك ياترفضي وأنا هحترم قرارك 

صراحه صاړخه! كيف يخيرها بكل هذه البساطه! ألا يراعي مشاعرها وهو يلقي هكذا حديث علي مسامعها! 

زفر بضيق وهو يقلل حدته وقال بتعقل 

_مش عاوز أبدأ حياتي معاك بكدب عشان كده لازم أصارحك وليك الأختيار ومش هاخد رد دلوقتي فكري براحتك وردي عليا 

وقف بشموخ وهو ينهي المقابله قائلا

_ هستني ردك سلام 

نظرت له وهو يذهب وعقلها شارد وملامحها متجمده پصدمة كلماته لم تتوقع أن يكون صريح معها لهذا الحد! 

   ناهد خالد 

دموعها تتهاوي منذ قابلته كاذبه هي إن قالت أنها استطاعت أن تتخطيه لم تشفي منه كما أزعمت وهي تقف بوجهه لم تفعل قلبها خاڼها وهو يود لو يشبع اشتياقه منه وجسدها ود لو ارتمي بين أحضانه جميعهم خائڼون حتي هو! خاڼها حينما غدر بها بعد أن آمانت له ورأته آمانها وسندها متي ستكف عن حبه! متي سترحم نفسها من هذا العڈاب 

انتفضت علي صوت هاتفها فوجدتها صديقتها المقربه لينا

_ألو 

كان صوتها متحشرجا أثر البكاء وقد التقطته لينا بوضوح 

_ مالك يا ملك

_مفيش 

_مفيش! مفيش ازاي! أنت معيطه!

ابتلعت ريقها بصعوبه وهي تقول بخفوت

_ قابلته 

أتاها الرد المستغرب من الأخري وهي تقول

_مين

تنهدت بعمق وهتفت إسمه بۏجع عكس ما هتفت به أمامه اسمه مازال يجلب لها ذكريات مريره وليس كما قالت أنها أصبحت تردده دون أي شعور! 

_ غيث 

استمعت لشهقة الأخيره وهي تقول 

_ غيث! قابلتيه فين ده!

ابتسمت بمرار وهي تقول 

_ تخيلي سيبتله القاهرة كلها وجيت الاسكندريه وبرضو قابلته 

_هو عرف مكانك منين!!

_معرفش مكاني دي صدفه أو يمكن نصيب أننا نتلاقي لأني مبأمنش بالصدف 

رددت الأخيره بذهول

_ ياااه معقول الصدفه دي! المهم قلولي ايه الي حصل لما قابلتيه

تنهدت بضيق وهي تتذكر ماحدث في مقابلتهما وأخذت تسردها علي صديقتها وما إن انتهت حتي استمعت للأخيره تقول 

_ جدعه يا ملك كنت خاېفه لتكوني اڼهارتي قدامه وشمتيه فيك 

ابتسمت ابتسامه ساخره ومتألمه معا 

_لا مټخافيش اڼهارت لوحدي 

_وبعدين يا ملك هتفضلي لأمتي مش عارفه تنسيه أنت بتضيعي حياتك وأنت محصوره في الماضي امتي هتشوفي مستقبلك!

زمت شفتيها بضيق وهي تقول باصطناع 

_ألو لينا سمعاني الو 

أغلقت الخط وهي تستمع للأخري تقول 

_أنت بتستهبلي ملك أن

لم تنتظر أن تكمل حديثها وكانت قد أغلقت الخط 

تسألها متي ستنساه تسألها متي ستخرجه من عقلها وحياتها وتلتفت لمستقبلها هي نفسها لا تعرف إجابة هذه الأسئله المطروحه أتظنها سعيده بما هي فيه! أنها أكثر شخص رغبه في الخروج من هذه القوقعه لكنها لا تجد طريق الخروج! 

   _ناهد خالد 

_وهتعمل ايه يا غيث 

سأله صالح ابن عمه وهو يجلس أمام مكتبه بعدما سرد له الأول مقابلته بملك وأنه وأخيرا وجدها 

_ أنا عرفت مكانها مشيت وراها وعرفت بيتها مش هرجع القاهره هشتغل معاك هنا يا صالح الفتره دي لأن الشغل هنا كتير وأنت محتجني معاك ده الي هتقوله لعمامي ها 

أومأ بموافقه وهو يقول 

_ فهمت متقلقش هقولهم كده قولي بقي ناوي علي ايه

وقف يسير ببطئ تجاه النافذه الخارجيه ورفع يده يفك رابطة عنقه پاختناق وهو يقول 

_ هعمل الي كان مفروض يتعمل زمان هتمسك بيها لآخر نفس فيا وهترجعلي هقرب منها وهحاول أرجع حبها ليا

_ ولو مقبلتش قربك أصلا 

التف برأسه ينظر له قليلا قبل أن يقول 

_ يبقي هفرض نفسي عليها

  ناهد خالد 

بعد يومان

كان يجلس بمكتبه يتابع عمله حين دق هاتفه معلنا عن متصل نظر لشاشته ليجدها رودينا تسمرت أنظاره علي الهاتف قليلا والأفكار تعصف برأسه تري أستوافق ستقبل بما قاله وتتقدم بمساعدته! كيف تفعلها وهو يعلم أن الأمر مهين فمن تقبل أن تربط بشخص في حياته أخري بل ويجلس أمامها بكل برود ويعترف لها لم

ستقبل مساعدته وتكبح نفسها

في هذه المعركه التي ربما تخرج منها خاسره ولا تستطع أن تحل مكان الأخري

رد أخيرا وهو يقول بصوت هادئ

_ازيك يا رودينا

أتاه صوتها الناعم يقول

_ الحمد لله عامل ايه يا يامن

رد باقتضاب 

_تمام 

أحتل الصمت المكالمه من كلا الطرفين هي تنتظر أن يسألها لتخبره بقرارها وهو لا يريد

 

تم نسخ الرابط