رواية ناهد كاملة

موقع أيام نيوز

 

مسكتش كتير رجع اشتغل تاني ولا كأن حاجه حصلت وهو واثق إني مش هتكلم لما بقي عندي ١٦ سنه مقدرتش اسكت اكتر حسيت بڼار بتاكل فيا كل يوم عن التاني ووقتها قررت أني لازم اخد حق مامي منه وقټلته خدته مشوار معايا بره بعيد عن المكان وهناك ضړبته بالسکينه في قلبه وسيبته في العربيه ورجعت الفيلا والقضيه بردو اتقيضت ضد مجهول 

وللآسف وبكل الآسف لانت نظرات يامن وهو يطالعها بشفقه لا يجب أن يشفق عليها أليس كذلك! ولكن ما تقوله يستحق الشفقة بالتأكيد! فتاه في الثالثة عشر تري ما رأته وتعش ما عاشته الأمر مؤسف بحق تنهد بحيره وهو يقول

_طيب ومرات أبوك عملت ايه!

لوت ثغرها بضيق وهي تتشدق 

_ الحقيقه هي كانت ست طيبه لا طيبه اوي بس المشكله مكنتش فيها المشكله كانت في أنها جت وخدت مكان مامي وكمان خدت بابي مني كانت طيبه لدرجه مستفزه كنت بعمل مشاكل والبسها فيها وهي مبتتكلمش بس بابا كان عارف أنها متعملش كده فكان بيصدقها هي وبيكدبني وده كان بيزيد ڠضبي وكرهي ليها وحبها حبها من طيبتها وحنيتها حاولت كتير اتخلص منها واوقع بينهم بس فشلت بس كله اتغير لما عرفت أنها حامل وقتها حسيت أن كل حاجه هتضيع من ايدي للأبد لو حملها ده كمل أولا بابي عمره ما هيسيبها ثانيا هتجيب كمان أخ يقاسمني في حبه واهتمامه هيقاسمني في كل حاجه ووقتها

عرفت اني لازم أخلص منه ومنها لأني لو خلصت منه بس سهل تحمل في غيره وبالعكس بابا هيقربلها اكتر ويتعاطف معاها وفعلا خليتها واقفه علي السلم وزقتها جامد وقعت علي رأسها وماټت وارتحت 

هز رأسه عدة مرات يمينا ويسارا بذهول 

_ أنت مريضه بس مش مريضه نفسيه أنت مريضه بغلك وكرهك السواق الي قتلتيه اقدر أتفهم سببك والحقيقه لو مكانك هولع فيه مش هقتله بس لكن مرات أبوك ايه ذنبها وتالا ايه ذنبها! أنت شړ لازم نخلص منه 

اتجه للباب وهو يقول

_ ودلوقتي كل الي قولتيه اتسجل وهتتحاسبي علي كل جرايمك 

وضع يده علي مقبض الباب وكاد يفتحه لكنها أوقفته وهي تسأله بصوت خاڤت 

_ هو أنت ليه محبتنيش

التف نصف التفاته وقال 

_ مينفعش تسألي حد أنت محبتنيش ليه بس تدوري علي الأسباب جواك وأنت قلبك مش نضيف يا رودينا عشان يتحب عارف أن حاډثة مامتك صعبه وصعب تتحمليها بس مرات أبوك معملتش حاجه عشان تاخدي روحها ولا تالا عملت حاجه أنت الي اخترتي طريقك محدش غيرك بنحب من غير سبب بنحب لما قلبنا يدق وروحنا تتعلق حتي لو من أول نظره مش بالمؤمرات والڠصب حقيقي أنا بشفق عليك أنت جواك شړ ھيأذيك أنت أول حد 

تنهد منهيا حديثه والتف للخروج وبداخله لا يعلم أهو ناقم عليها أم شافقا علي حالها وللحقيقه لا يهم فهو ليس القاضي ولا يهم رأيه أو شعوره في شئ ستأخذ عقابها علي أي حال 

في قانون نيوتن الثالت المتعلق بالجاذبيه يقول لكل فعل رد فعل مساوي له في المقدر ومعاكس له في الاتجاه وهنا يكمن المغزي ليس بالضروري أن ټقتل من قتل أو أن تسرق من سرق! ولكن فالتفعل ما يساوي مافعله فلتسترد حقك بنفس القدر وليس بنفس الطريقه فلكلا منا جهته وطريقه ولا الطرق تتقابل ولا الجهات تتفق والقانون هذا دوره يعطيك حقك بنفس القدر ولكن دون أن يكون بنفس الطريقه 

رودينا كان من الممكن أن تخبر والدها بالأمر وبالطبع لم يكن سيتركها حينها لينال منها ذلك المچرم إن أرادت حق والدتها بالفعل لكانت فعلت هذا فضلا عن قټله وإن تجاوزنا هذه الچريمه لن نتجاوز چريمة زوجة والدها والطبيبه تالا 

كل إنسان توجد نبتة شړ بداخله إن راعاها ستنمو وتتشعب قاضيه علي كل نبتات الخير الموجوده بداخله وتبقي هي فقط المسيطره علي كل أفعاله وتفكيره وتذكر أنه هو فقط من يسمح لها بالنمو لذا لا تأخذك الشفقه إن رأيت الشړ يتحكم من أحدهم فهو من سمح لنبتته بالنمو والتشعب 

الشفقه! التعاطف!

إذا تعاطفنا مع كل مريض نفسي قتل كل من آذاه يوما أو ارتكب جرم ما في حقه ووضعنا له العذر لأصبح كل المړضي النفسيين قټله!!

إذا وضعنا العذر وتعاطفنا مع كل سارق سرق لإحتياجه للمال لأصبح جميع المحتاجين سراق !!

الجرم لا يغفر له احتياج أو موقف صعب مر به صاحبه أو عقده تكونت لديه الجرم يغفر له شيئا واحد إن ارتكبه صاحبه وهو غير واعي

لما يفعله بفعل مرض أو آخر هنا يمكننا التعاطف معه ولكن لا يعفي نهائيا من العقاپ الذي بالطبع سيكون مخفف غير هذا لا يأخذكم التعاطف !!!!

   ناهد خالد 

أسبوعان مروا علي أبطال روايتنا 

تقدم غيث لخطبة ملك وتم الاتفاق علي إقامة الزفاف اليوم تحديدا 

وخرجت تالا من المستشفي وأصبحت بصحه جيده واليوم اتفقت مع يامن علي الذهاب لحضور زفاف ملك في الاسكندريه 

حبست رودينا وأحيلت قضيتها للنيابه العامه ومن المفترض إصدار الحكم في الجلسه الأولي والمقرره غدا 

دق هاتفها وهي تجلس أمام المرآه وفوق رأسها فتاه تتولي وضع مستحضرات التجميل علي وجهها وتصفيف شعرها بشكل ملائم وجذاب جذبت

الهاتف وردت بخفوت حين طالعت رقم زوجها الحبيب أو قليل الحياء كما قررت تسميته مؤخرا 

_ غيث 

أتاها صوته الواله يهتف 

_ عيونه 

أسبلت عيناها بخجل وكأنه أمامها وقالت 

_ عامل ايه البدله وصلت

رد بنبرته الهادئة 

_ آه وصلت وأنت وصلتي فين

_ بعمل الميك آب 

أتاها صوته الحاني يقول 

_ ميك اب ايه قوليلهم أنا عاوز حبيبتي زي ما هيا مش عاوز أنا ميك اب ولا الحوارات دي أنت مش محتاجه أصلا 

ابتسمت بسعاده وقالت

_ معلش يا حبيبي لازم برضو ده يوم فرحي يعني مره في العمر 

تنهد باستسلام وقال

_ ماشي ياستي وحشتيني 

لمعت عيناها وهي تقول 

_ وأنت كمان وحشتني اوي 

رد مهللا 

_ الله أكبر عقدة لسانك اتفكت في الاسبوع ده وبقيت لوز 

_ لوز!!

رددتها بدهشه وهي ترفع حاجبها باستنكار 

أكمل حديثه دون اهتمام لها وقال بخبث 

متخليهموش يتقلوا المكياج وميحطوش دبابيس كتير في الطرحة مش ناقص عطله الله يكرمك 

_ عطله ليه هيخلصوا بسرعه متقلقش!

أتتها همهمته البسيطه قبل أن تستمع لحديثه الماكر 

_ انا مالي بيهم أنا بتكلم عن عطلتي أنا لما نروح يا جميل 

شهقت بخضه قبل أن تغلق الهاتف في وجهه ملقيه إياه فوق السراحه وتنظر له بدهشه ماذا دهاه غيث! من أين أكتسب المكر والوقاحه في كلماته!

 ناهد خالد  

ترجلت تالا مرتديه فستان سهره أسود لامع وأسفله حذاء أسود ذو كعب عالي وتركت لشعرها العنان ووضعت لمسات تجميليه بسيطه تواري إرهاق وجهها من تعبها الفتره الماضيه نظرت حولها لتجد سيارة يامن تقف أمام البنايه من الجهه اليمني ويقف هو أمامها من الخارج ېدخن سيجارته بهدوء مستندا علي مقدمة السياره امتعضت ملامحها في ضيق فهي تكره انغماسه في تدخين تلك السچائر المضره لم يكن يوما مقبلا عليها ماذا أصابه ليصبح مدمنا عليها هكذا! ماهذا الحمق! أتتسائل حقا ماذا حدث له ألم تكن هي السبب الأول في شخصيته الجديده نوعا ما 

نفضت رأسها من الأفكار المزعجه واتجهت ليامن الذي انتبه لها فاعتدل في وقفته ببدلته السوداء الأنيقه مرر نظره عليها بابتسامه حانيه شغوفه ثم تنهد بعمق يفتن بها في كل مره وكأنه يراها للمره الأولي

رمي عقب سيجارته داهسا عليه أسفل قدمه واقترب منها بأعين لامعه حبا وافتنانا وهتف بصوت لين

_ جميله جميله لدرجه تحبس الأنفاس 

تسارعت دقات قلبها ترفرف كحمامه طائره وعضت علي شفتيها بخجل ناظره للأسفل بصمت 

اقترب خطوه فأصبح أمامها تماما رفع وجهها بأصبعه وهتف وهو ينظر لعمق عيناها بنبره دافئه بعدما أصدر تنهيده محمله بالمشاعر المرهقه

_تتجوزيني

قترب خطوه فأصبح أمامها تماما رفع وجهها بأصبعه وهتف وهو ينظر لعمق عيناها بنبره دافئه بعدما أصدر تنهيده محمله بالمشاعر المرهقه

_تتجوزيني

تصلبت قدماها في الأرض وتخشب جسدها وهي تنظر له بتفاجئ لم تتوقع أن يطلب منها الزواج الآن! في منتصف الشارع وبغتة دون مقدمات! الأمر آثار أرتباكها بالفعل تحركت شفتاها أكثر من مره تنوي الرد ولكن تتوقف الكلمات علي لسانها وكأنه عقد!!

تأفأف يامن يضيق وقال 

_هو أنا بسألك ليه! احنا نكتب الكتاب بكره ان شاء الله والفرح نبقي نحدده بعدين

اتسعت عيناها بذهول وهي تقول

_ايه أصله ده هو سلق بيض! كتب كتاب ايه الي بكره! وأصلا هو أنا وافقت! وفرضا وافقت مش هتتقدملي ولا ايه

رفع حاجبه باستنكار مرددا 

فرضا وافقت ده أنا أتاويك هنا ومحدش يعرفلك طريق واحنا لوحدنا أصلا محدش شايفنا بعدين أنا معنديش مانع اتقدملك بكره ونكتب الكتاب بعد بكره 

رفعت حاجبيها برفض وهي تضع يدها في خصرها وقالت 

_ أنا ممكن أوافق تتقدم بكره لكن كتب الكتاب ان شاء الله لما ملك ترجع من شهر العسل والفرح لم

رد باستنكار 

_ لما لينا تولد صح!

ابتسمت بمرح وهي تقول 

_ الله ينور عليك 

امتعضت ملامحه وهو يقول بجديه 

_بطلي سخافه إن شاء الله نخلي الفرح علي آخر الشهر يعني باقي ٣ أسابيع حلوين 

كادت تعترض ولكنه قاطعها پحده

_ مش عاوز أسمع كلمه 

ضيقت ما بين حاجبيها في ضيق وهو تقول

_ايه ده هو أنت هتفرض عليا اتجوز امتي!

رد ببرود ساخر 

_ معلش أصل معنديش وقت استني سعادتك ٤ سنين كمان أنا قربت علي ٣٢ سنه مش هستني لما اوصل الأربعين وأنا مستني جنابك 

رغم نبرته البارده المختلطه بالسخريه إلا أنها لمحت الألم والعتاب في حديثه يعاتبها علي إضاعة سنين من عمرهم ويتألم لمرور العمر به وهو ينتظرها كمنزل تركته وسافرت وحينما عادت وجدته كما هو ينتظرها ويحتويها وكم يمقت الأمر حينما يفكر فيه لذا يحاول قدر الإمكان إبعاد تفكيره عن العوده للماضي والبكاء علي أطلاله يكفي ما مضي منه يكفي النظر للخلف فليلتفت للمستقبل الذي يطمح أن يكون أهدي وأجمل مما مضي 

تنهدت پألم وهي تسأله 

_ يامن أنت سامحتني!

تجمدت نظراته عليها لثواني قبل أن يرد 

_ مكنتش زماني واقف بعرض عليك الجواز لو مسماحتكيش عارف أنك بتقولي كده عشان كلامي بس أنا مش قصدي حاجه واوعدك أني من النهارده مش هفكر في الي فات هقفل الكتاب القديم بكل الي فيه وهفتح كتاب جديد وفي أول صفحه فيه وأول كلمه هتتكب 

اقترب يهمس لها بأعين تفيض حبا بكلماته الخاصه القادره دوما علي إذابة قلبها 

_ عارفه قلبي عمره مالامك ولا زعل منك تخيلي يمكن كرامتي وعقلي هم الي غضبوا عليك لكن قلبي دايما كان مشتاق ليك وكتير اوي كان بيبقي عاوز يسأل احمد علي مكانك عشان يجري عليك ويرتاح في حضنك بس كرامتي واحساسي بالغدر منعوني أنا بحبك ياتالا عارفه يعني أيه بحبك يعني مهما عملتي هلاقي روحي بتشتقالك وقلبي پيصرخ بأسمك 

التقط

 

تم نسخ الرابط