رواية ناهد كاملة
حيث القاهره
_ ناهد خالد
تأوهت بصوت مسموع وهي تتلوي بين يديه وقالت پغضب
_ فيه ايه يا يامن الله!
ضغط علي أسنانه پغضب وهو ينظر لها وقال بتحذير
_ ابعدي عن تالا وابعدي شرك عنها وأقسم بالي خلقني لو لمحتك قريبه منها ليكون آخر يوم في عمرك
احتضن الچحيم عيناها وهي تنظر له پغضب أكل هذا من أجل تلك الأفعي التي تنغص حياتها رفعت كفها الحر تمرره علي ذراعه بإغراء وهي تسبل عيناها بضعف مصطنع وقالت بهمس
_ يامن صدقني هي مش هتحبك قدي ولا هتقدر تسعدك زيي أنت نسيت الي عملته فيك زمان! نسيت أنها سابتك وهربت لسنين
أزاح يدها پعنف آلمها وهو يقول بأعين متقده
_كل الي بتعمليه مش هيجيب نتجيه معايا والي عملته فيا أنت ملكيش دعوه بيه ياستي هي مطلع عين أهلي أنت مالك! أنا راضي وعلي قلبي زي العسل ولو عملت أكتر من كده برضو معنديش أي مشكله أنا عيني مبتشفش ست غيرها ومشاعري مبتتحركش لأي واحده غيرها وقلبي مسكنوش ألا هي فلو فضلت عمر فوق عمرك تحاولي توصليلي مش هتعرفي مش بسبب رجوع تالا لأ حتي وهي غايبه عني معرفتش أشوف غيرها فحتي في عدم وجودها مش هيبقي في حياتي غيرها وكل ما فهمتي كلامي وحطتيه في دماغك أسرع كل ما أتقيت شړي الي لو طالك هتندمي أنك جيتي علي وش الدنيا
ابتلعت ريقها بتوتر وهي تري نظراته التي تكاد تفتك بها وكلاماته التي يتواري خلفها كل الشړ الذي يعرفه شخصه قالت بغل
_ ماشي يا يامن هبعد عن حبيبة القلب حاجه تانيه
نفض ذراعها پحده وقال
_ مش عاوز أشوف وشك تاني وإلا هفتح في القديم وادور وراه ووقتها هزورك وأنت بالأحمر
هتف الأخيره بسخريه وهو ينظر لها بتحذير أومأت بتوتر وهي تدرك أن تالا قد أخبرته بما قالته لها رماها بنظرات مشمئزه قبل أن يخرج من الفيلا بأكملها
ارتمت فوق الكرسي تدلك ذراعها برفق وهي تري الاحمرار يغزوه واصابعه قد طبعت علي جلدها الأبيض نظرت لعلامات أصابعه بابتسامه غزتها فجأه وهي تستعيد لمست كفه لها وقرب أنفاسه منها وتناست كل ما قاله وتذكرت فقط قربه منها لترضي مشاعرها المريضه مثلها !!!!
_ناهد خالد _
انتصف النهار ودقت الساعه الثانية عشر ظهرا نظرت للباب الذي فتح ودلف منه يامن بابتسامه عريضه وعلبه متوسطة الحجم تحمل إشعار أشهر ماركات الشيكولاته الفاخره نظرت له بتذمر وأشاحت ببصرها للجهه الأخري دون حديث ابتسم علي ردة فعلها وأغلق الباب خلفه وهو يقترب منها وضع العلبه فوق قدمها فنظرت لها بجانب عيناها وهي تري نوعها المفضل من الشيكولاته ولكنها أدعت اللامباله وهي تعيد نظرها كما كان وتبتلع ريقها باشتهاء لتلك الحلوي التي وقعت عيناها عليها
هتف بابتسامه محبه
_ مقموصه ليه
نظرت له بملامح واجمه وقالت
_مش مقموصه
ابتسم بمرح وهو يقول
_بالبوز ده ومش مقموصه! اومال لو مقموصه هيبقي شكلك ايه!
رمته بنظرة ضيق ولم ترد فتنهد بهدوء وهو يجلس علي الكرسي المجاور للفراش وقال
_عشان اتأخرت عليك
أدمعت عيناها وكأنها طفله صغيره تركها والدها لساعات لتبقي لوحدها فأنتابها الخۏف والقلق من عدم وجوده أنزلت بصرها للأسفل كي لا يري دموعها ولكن إحمرار وجهها من محاولتها لكبح بكاءها كان واضح زالت ملامح وجهه الهادئه واحتلها الضيق من إدراكه لرغبتها في البكاء اقترب بجسده ليمسك كفها وقال بحنو
_ أنا آسف أوعدك مش هسيبك اليوم كله لحد ماتخرجي من هنا
فلتت دموعها من مقلتيها ولم تستطع التحكم فيها وهي تقول بخفوت وصوت مخټنق من البكاء
_ أنت عارف أني بخاف من المستشفى و وكمان كلام
قاطعها وهو يقف ثم جلس بجوارها علي الفراش ومد يده ماسحا دموعها برفق بكف يده وهو يقول
_ أولا قولتلك إني آسف بس والله اتأخرت ڠصب عني كان عندي مشوار مهم
عملته وبعدها بابا كلمني وكان عاوزني ضروري في حاجه للشغل ثانيا كلام رودينا تنسيه تماما وهي عمرها ماهتقربلك ماشي
أومأت له ومازالت نظراتها منخفضه فوضع كفه أسفل ذقنها يرفع رأسها له وقال
_ لو مضحكتيش وفردتي وشك هاخد الشيكولاته ارجعها أنت أصلا شكلك مش عاوزاها
نظرت له
بأعين واسعه وهي تقول سريعا بينما يدها تحتضن العلبه
_ لأ طبعا عاوزاها
نظر لها بحاجب مرفوع وكأنه ينتظر ابتسامتها كي يسمح لها بتناول الشيكولاته فابتسمت له بصفاء وحب حقيقيين وأشارت بإصبعها للعلبه متسائله
_ أفتحها
ابتسم بحنان وهو يقول
_ افتحيها
فتحتها والتقطت منها واحده وأكلتها بنهم ولذه أغمضت عيناها باستمتاع لمذاقها وهو ينظر لها بنظرات تكاد تلتهمها من شدة حبه وشغفه بها وتسائل أليس لحبه لها نهايه! متي سيتوقف عن الإزدياد يوما بعد يوم أليس له حد سيتوقف عنده! لقد بات أقرب للهوس بها!!!!
_ناهد خالد _
احتضن كفه كف يدها أسفل المحرمه البيضاء الصغيره وهو ينظر لها بأعين لامعه في حين تنظر هي له بخجل تتواري خلفه السعاده أخذ يردد ما يقوله المأذون بنبره تطير فرحا أنتهي من ترديده فاستمع للمأذون يقول
_ بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير زواج مبارك إن شاء الله
تنهد غيث براحه وهو يستمع لحديث المأذون الذي يؤكد أنها وأخيرا أصبحت زوجته رفع كفها الذي يحتضنه بكفه لشفتيه طابعا قبله عميقه عليه وهو يهمس لها بحب
_ مبروك يا حرم غيث الراوي
ابتسمت بسعاده وهي تطالعه بخجل وقالت هامسه
_ الله يبارك فيك مبروك علينا
ابتسم لها وهو يحتضن كفها مره أخريثم التف للمأذون وسأله
_ نقدر نستلم القسيمه امتي
ابتسم المأذون له وقال
_ أول ما تتوثق في المحكمه هتصل بيك أبلغك تيجي تستلمها
أومئ بإيجاب وقال
_ ماشي بس ياريت تستعجل ياشيخ عشان محتاجها ضروري
_ خير إن شاء الله ربنا يعجل
أومئ له وشكره بابتسامه هادئه وأخذ بيدها وخرجا من المكتب
ما إن أصبحوا في السياره حتي أطلق غيث تنهيده عميقه وقويه ثم نظر لها بابتسامه وقال
_ مش مصدق أن أخيرا حلمنا اتحقق كنت حاسس أن هيقف بنا ألف حاجز ومش هنوصل للحظه دي
ولأول مره تأتي المبادره منها حين مدت يدها لتصل لكفه وأحكمت قبضتها عليه وهي تبتسم له بسعاده وراحه مماثلين لخاصته وقالت
_ لا صدق يا غيث صدق عشان احنا مجيناش علي حد في حبنا بالعكس اتنازلنا كتير واتعذبنا أكتر وفضل كل واحد فينا محافظ علي حب التاني في قلبه وقافل عليه إحنا أخلصنا في حبنا لبعض وربنا بيجازينا علي وجعنا وعذابنا لسنين وإخلاصنا وتضحياتنا ربنا بيجازينا علي كل حاجه مرينا بيها
ابتسم لها بخبث وهو يقول
_ لا ده احنا اتجرأنا أوي وبقينا بنمسك الأيد ونبص في العنين ونقول كلام حلو من غير كسوف
ابتسمت بخجل وهي تنظر له بجانب عيناها وقالت
_الله مش بقيت جوزي يعني يحقلي
اقترب قليلا وهو يقول بأعين تلمع مكرا
_ هو يحقلك حاجات تانيه كتير بس
دفعته بيدها في صدره تبعده عنها وهي تقول بنظرات تحذير
_ غيث! يلا عشان نروح
رد بتذمر
_ استني بس هشرحلك يحقلك ايه تاني اا
قاطعته پحده تواري بها خجلها وقالت
_ الله! لو مطلعتش حالا وبطلت كلامك ده هنزل
نظر للأمام وهو يلوي فمه بسخريه قائلا بتحسر
_واضح إن أيامنا الجايه عنب
هتفت بتحذير
_ بتقول حاجه يا حبيبي
التف لها وابتسم غامزا وهو يقول
_ اوبا حبيبي كمان! الحمد لله اهي بدأت تندع اهي
أشاحت بنظرها للنافذه وهي تواري ابتسامتها وقالت پحده مصطنعه
_ يارب نمشي بقي
أدار مشغل السياره وهو يقول بحنق
_ أنا معرفش أنت مستعجله ليه وكأنك سايبه العيال لوحدهم في البيت!
_ناهد خالد
_ خير يابيه بتسأل عن حد
قالها البواب وهو يري رجل بجلباب بني يجاوره رجل آخر ببدله سوداء يقف أمام البنايه ويتلفت حوله وكأنه يبحث عن شئ ما
نظر له منتصر وهو يسألها بصوت أجش
_ تعرف واحده ساكنه هنه إسمها ملك الدمنهوري
أومئ البواب بإيجاب وهو يقول
_ آه أعرفها دي ساكنه هنا في العماره أنت قاريبها
أومئ وهو يقول
_ عمها هي ساكنه في أنهي دور
أشار علي أحد الشرفات وهو يقول
_ الدور الثاني الشقه الي علي اليمين بس هي مش هنا
_اومال فين
نزلت مع غيث باشا من شويه ومشيوا
ضغط علي أسنانه بغيظ وهو يسأله
_ غيث الراوي
_ ايوه يابيه
أومأ برأسه عدة مرات وهو يتوعد لهما في سره
_ ناهد خالد _
وقف أمام والده وهو يسأله بصوت هادئ
_ يابا قولي أنت ليك ايد في حوار فلوس غيث
وقف محسن پغضب وهو يقول
_ قولتلك لأ إيه مهتسمعش الحديت من أول مره!
_ طيب كنت فين أنت غايب من الصبح بدري وده مش من عادتك روحت فين بدري كده ولسه راجع من ساعه
برق محسن بعينيه وهو ينهره قائلا
_ وه! أنت هتحاسبني إياك! متظبط حديتك يابن محسن بدل ما اظبطك اني
قال صالح بهدوء
_ يابا أنا مقصدش بس أرجوك أبعد عن غيث وسيبه في حاله سيبه يختار طريقه وبلاش تعارضه
رد محسن بضيق
_ مجتش ناحيته من أساسه
نظر له صالح بتمعن وهو يسأله
_ طب تعرف بالورق الي عمي إبراهيم وداه للمحامي
توتر محسن وهو ينظر لولده متفاجأ من معرفته بأمر كهذا وسأله مدعيا الجهل
_ ورج إيه
_ورق التنازل عن الورث يابويا الورق المزور الي معرفش عمي جابه منين ولا جاب توقيع غيث ازاي
_ مخابرش حاچه ع الي هتتحدت عليه
نفي صالح برأسه بيأس وهو يقول
_للأسف كان نفسي أصدقك بس ملامحك بتقول أنك تعرف عموما الورق بقي معايا ولو عاوز تاخده مني يبقي هضطر تخلص علي ولدك بالأول يا حاچ منصور
أردف جملته الأخيره بلهجته الصعيديه وهو ينظر له بضيق وتحدي معا ثم تركه وغادر المكان تحت أنظار أبيه الغاضبه
ناهد خالد
أوقف سيارته أمام البنايه وهو ينظر لها بضيق مصطنع وقال
_ وصلنا أهو ياستي يارب تكوني ارتحتي
ابتسمت له بمرح وهي تترجل من السياره ليوقف مشغل سيارته ويترجل هو الآخر دلفوا للبنايه ليجدوا الحارس غير موجود فقال غيث باستغراب
_ اومال البواب فين
ردت ملك باستغراب
_ مش عارفه يمكن راح يجيب طلبات لحد من السكان
رفع غيث كتفيه بلامباله واتجه معها للداخل استقلوا المصعدليهتف غيث وهو يلتفت لها ويميل ناحيتها قليلا
_ علي فكره أنا مخدتش حضڼ كتب الكتاب
اتسعت عيناها برهبه وهي تجد نفسها محاصره بينه وبين ظهر المصعد رفعت سبابتها في وجهه وهي تردد بتوتر
_ غ غيث أبعد كده ميصحش
رفع حاجبه باعتراض وكاد يجيبها لولا توقف المصعد فجأه معلنا عن وصولهما زفر بضيق وهو يستدير ليخرج من المصعد بملامح واجمه خطت قدماه باب المصعد واتبعته هي تتجه لشقتها لتجد من يهتف بصوت مرعب لقلبها
_ حمد الله على السلامة يابت اخوي
انتفضت حتي وقع المفتاح من يدها وهي تري عمها واقفا علي الدرج الصاعد لشقتها ركضت سريعا تتجه لغيث الذي توقف في منتصف الطرقه علي ذلك الصوت رغم عدم رؤية صاحبه
مسكت في قميصه