رواية ناهد كاملة
بأحد ينظر له رفع بصره ليجد تلك الممرضه السمجه مازالت تطالعه بجانب عيناها وهي تسحب سن الكانيولا المدبب من يد تالا حتي أنها لم تنتبه لسنها البلاستيكي المفترض دخوله بالوريد ليخرج معها بدلا من دخوله مخرجا بعض الډماء كاد ېعنفها وهو يتجه لها لكن قاطعه صوت الممرضه الأخري التي خرجت من غرفه ملحقه بالغرفه الموجودين بها وهي تنهرها بضيق
_ الله! ماتخدي بالك يا دعاء السن طلع تاني وخفي ايدك شويه المفروض تدخل العمليات بعد دقايق الدكتور هيبهدلنا لو جه لقاها لسه مجهزتش
توترت وهي تري نظراته القاتله لها وهتفت بتلعثم
_ معلش م مش قصدي
نظرت لكف يد تالا وهي تمسح الډماء بقطنه لتعاود وضع الكانيولا مره أخري ولكن قبل أن تفعل وجدت من يقبض علي يدها پعنف وقوه رفعت نظرها له لتجد أعينه تسكنها الچحيم وهو يهتف پقسوه محذره
_لو مخفتيش من قدامي هيبقي آخر يوم ليك في الدنيا النهارده مش في المستشفى بس
ابتلعت ريقها بصعوبه شديده وهي تستمع لتهديده وتري نظراته المرعبه التي تكاد تقسمها نصفين أومأت برأسها عدة مرات بړعب موافقه علي حديثه نفض ذراعها من بين يده بقوه لتعطي الكانيولا للممرضه الأخري وتركض للخارج
زفر بضيق وعاد يقف بجوار تالا من الناحيه الأخري مال بجذعه عليها وهو يمد كف يده يمسد به فوق شعرها بحنو بالغ وكأنه يريد أن يبعث لها الطمأنينه ومال أكثر حتي أصبح بجوار أذنيها فهتف لها بنبرة دافئه
_ مټخافيش هتبقي كويسه
كانت تستمع لكل شئ يحدث وتشعر به منذ دلف للغرفه واشتمت رائحة عطره المميزه ولكن الدواء جعلها تشعر بالدوران والخمول وأرادت أن تري ماذا سيفعل وكيف سيتصرف معها تبعثرت مشاعرها ودق قلبها پعنف حين استمعت لنهره للممرضه فقد شعرت پألم طفيف في كف يدها ولكن خمول جسدها لم يجعلها قادره علي سحبه أو إعطاء رد فعل وقربه منها حتي شعرت
بأنفاسه تحاصرها ومن ثم تمسيده علي شعرها أزاد من ثوران مشاعرها وارتفاع دقات قلبها حتي مال للصخب والضجيج ما إن استمعت لكلماته المهدأه حتي سالت دموعها من عيناها المغلقه تحسرا علي غبائها الذي جعلها تترك رجل مثل هذا منذ سنوات والآن تعض أيديها من الندم
رأي دموعها فعلم أنها استمعت له مسحها بكف يده برفق والتزم الصمت حين أدرك شعورها به فقد ظن أن المهدأ جعلها تخلد للنوم
وجدت نفسها تستطيع التحدث فهمست من بين شفتيها ببطئ وهي مازالت مغمضة العينين
_ ي يامن
تنهد بعمق وهو يجيبها بهدوء
_نعم
ذمت شفتيها وكأنها علي وشك البكاء وهمست
_آسفه س سامحني أنت فاهم غل
قاطعها وهو يمسد بكفه علي كف يدها الحره وقال بهدوء
_الدكتور قال الكلام غلط بلاش ترهقي نفسك
همست مره أخري بتساؤل
_لسهب بتحبني
استمعت ل تنهيده صدرت منه وهو يقول بسخريه مبطنه
_ امتي أنكرت حبك ولا قولت أني بطلت أحبك
دلف الطبيب ليقول للممرضه
_ ركبت الكانيولا
_ايوه يا دكتور
_طيب يالا الممرض هيساعدك هاتوها أوضة العمليات دكتور التخدير وصل
اقترب الممرض من الفراش ليسحبه فهمست بلهفه بصوت أعلي قليلا وكأنها ستكون المره الأخيره التي ستتحدث فيها
_ أنا كمان بحبك
التقطت أذنيه جملتها الأخيره وهو يتابع سير السرير ممسكا بكف يدها الحر تنهد بعمق وهو يطالعها بتصديق للمره الأولي منذ اكتشف خداعها وهو يصدقها فمن ېكذب وهو بين يدي الرحمن
_ناهد خالد _
_ الو
قالها غيث بعدما دلف شقته حينما وجد مكالمه من البنك الذي يتعامل معه وبه حسابه البنكي المحتوي علي الأموال التي يمتلكها
_ أستاذ غيث الراوي
_ايوه أنا
_مع حضرتك
_أهلا بحضرتك خير
_كنت حابب أبلغ حضرتك بتصفية حسابك تماما وسحب جميع الأموال الموجوده فيه بموجب التوكيل الي حضرتك عملته
توقف في منتصف الشقه پصدمه وهو يردد بعدم استيعاب
_ معلش مفهمتش تاني كده!
_حضرتك النهارده تم سحب جميع الأموال الي موجوده في حسابك البنكي بموجب التوكيل الي حضرتك عملته
هز رأسه عدة مرات بعدم فهم وهو يردد
_توكيل ايه أنا معملتش حاجه
رد الاخير بتأكيد
_لا يافندم حضرتك عملت توكيل وبموجب التوكيل ده الشخص قدر يسحب الفلوس الي موجوده في الحساب والي بتبلغ ١٠ مليون و٧٠٠ ألف جنيه
هتف بملامح باهته
_توكيل بأسم مين!
استمع لصوت المتحدث يقول ما جعل أعينه تتسع پصدمه ويشعر أن أنفاسه تثاقلت عليه
_ بأسم صالح محسن الراوي
صالح!
هتف بها بلا وعي وهو يجلس علي الكرسي الموجود في ردهة الشقه وهو يضع هاتفه جانبا صالح! هنا نقطه ومن أول السطر سطر جديد مليئ بالصدمات والخذلان فيمن ظنهم السند كان منذ قليل يمدح فيه والأن! الآن يشعر بالصدمه ليس إلا لا يجد مسمي لما يشعر به ولكنه كالطير المذبوح پسكين بارد فيفرفر دون أن تذهق روحه
ناهد خالد _
وقف أمام غرفة العمليات يتآكله القلق عليها طمأنه الطبيب ولكن مازال يشعر بالقلق والخۏف عليها من أن يصيبها مكروه لا ينكر أنه غاضب منها بل ويريدها حقا أن تبتعد عنه ولكن تبتعد عنه وهي بخير ليس إلا حبه لها مثل الذي أصيب ذراعه بمرض ما ورغم كونه يتمني أن يزول الألم إلا أنه لن يستطيع الاستغناء عن ذراعه في سبيل هذا مثلا استند بظهره للحائط يغمض عيناه لثواني بعدما أصابه الصداع ليجد عقله يعود به لذكريات أسوء يوم قد عاشه منذ عرفها
_ يامن باشا أنسه تالا تحت
قالتها الخادمه من وراء باب غرفته لتسمع رده عليها وهو يقول
خمس دقايق ونازل
كان قد خرج للتو من الاستحمام ولم يرتدي ثيابه بعد يدرك وجهته ويعرف أرجاء غرفته جيدا فاتجه للخزانه وأخذ يتحسس بيده حتي جذب بنطال وتيشرت قطني لا يدرك لونه بالطبع ولكن يدرك ملمسه
بالأسفل أخبرتها الخادمه أنها سيترجل لها بعد خمس دقائق فتسائلت
عن والده فأخبرتها بوجوده في المكتب
دلفت له ليرحب بها بلطف ولكن ملامحها المقطبه أخبرته بوجود شئ ما سئ فسألها باستغراب
_ في ايه يا تالا مالك كده
زفرت بضيق وهي تقول
_فيه إن الموضوع كبر مننا ومبقتش عارفه أتصرف
قطب حاجبيه بتساؤل
_كبر ازاي
ترجل يامن بهدوء من أعلي فقابل الخادمه عند نهاية الدرج حين هتفت
_ يامن باشا أنسه تالا عند والدك في المكتب
رغم استغرابه من وجودها بالداخل فدوما ما تقتصر العلاقه بينها وبين والده علي الترحاب وبعض الكلمات المقتصره ولكنه أومئ لها بهدوء واتجه لغرفة مكتب والده وصل أمام الباب فتحسسه بيده ليصل لمقبضه ولكن توقفت يده وهو يستمع ل صوتها المألوف وهي تقول
_ ده طلب مني يتجوزني قولتلكم من وقت ما اعترفلي أنه بيحبني وأنا قولتلكم كده الموضوع بيكبر مننا وبياخد منحني هيبقي صعب نخرج منه من غير خساير وأنتوا قلتولي كملي معاه لحد ميعاد العمليه وبعدها هنبقي نعترفله بكل حاجه معرفش ازاي أصلا متوقعين أنه لما يعرف الحقيقه بعد ما حبني هيبقي الموضوع سهل ولا هيعدي عادي! ومع ذلك مكنش قدامي حل غير أني اوافقكم بس هل مطلوب مني أكمل برضو بعد ما طلب يتجوزني
رد مصطفي بتساؤل بضيق
_ هو طلب منك امتي
زفرت بضيق وردت
_ امبارح طلب مني نتجوز قبل العمليه عشان مش عاوز يحس إني قبلت اتجوزه بعد ما بقي يشوف لكن وهو أعمي مكنتش هوافق
_ وأنت رديتي بأيه
تنهدت وهي تقول
_ هقول ايه يعني قولتله أنه فاجأني بطلبه ومحتاجه وقت أفكر بس طلب مني نتغدي مع بعض بره النهارده عشان كده جيت
كاد يرد عليه لكنه استمع لصوت الخادمه وهي تصرخ وتبعها صوت انكسار أكواب دوي صوته عينفا
بالخارج
وقف كتمثال منحوت من الصخر لم يحرك أنشا به وهو يستمع لما يقال فقط أنفاس متثاقله بشده تدخل وتخرج وألم طفيف بدأ يغزو صدره الذي ينبض بشده وكانه كان في سباق للركض لا يصدق ما استمعت إليه أذنيه يتمني لو كان صما قبل أن يتسمع لما سمعه وكأن نصل سکين حاد طعن في صدره هكذا يشعر الآن عيناه رغم ثباتها إلا أنها تصرخ ۏجعا وجسده رغم صلابته إلا أنه ېصرخ ألما جاءت الخادمه تحمل صينية المشروب الخاص بتالا توقفت وهي تري يامن يتوقف أمام باب الغرفه هتفت بهدوء
_يامن باشا حضرتك واقف كده ليه
أفاق علي صوتها فالتف لها فجأه حتي اصطدم بالصينيه فصړخت الأخيره پخوف تابعها سقوط الصينيه من بين يديها مصدره ضجيج عالي
لم يهتم لها وهو يزيحها من أمامه متابعا سيره للأعلى بتخبط لأول مره منذ فقد بصره فهو يعلم الطريق جيدا ولكن الآن يشعر أنه لايعرفه فأخذ يتخبط في أثاث المكان
خرج والده من المكتب سريعا تتبعه تالا
هتف ما إن رأي الزجاج المنكسر
_ في ايه
ردت الخادمه بقلق
_ يامن باشا خبط الصينيه وقعها مني وبعدين طلع علي فوق وشكله فيه حاجه مضايقاه
ركضت تالا من ممر غرفة المكتب حتي وصلت لردهة المنزل فرأت يامن يصعد الدرج بطريقه غير متوازنه ركضت تجاه حتي وصلت له فأمسكت ذراعه وهي تهتف
_يامن مالك أنت دايخ
شهقت بخضه حينما دفع يدها پعنف حتي كادت تسقط من فوق الدرج
وهو ېصرخ بها بملامح غاضبه كالچحيم
_ أنا مش عاوز أشوف وشك تاني وإلا والله ھقتلك أنت سامعه
هدر بالأخيره پعنف وأعين حمراء بشده يشعر بعقله يكاد ينفجر من التفكير ومحاولته لإدراك ما سمعه منذ قليل
أكمل صعود الدرج غير مباليا بنداء والده له
وكانت هذه آخر مره بينهما وبعدها اختفت تماما حين أدركت أنه علم حقيقتها ولولا أن موعد عمليته قد حدد بعد اسبوعان لما خضع لتلك العمليه وحين فكر بجديه في الأمر رأي أنه ليس من الحكمه أن يعند في شئ كهذا فلا أحد غيره مضرور
عاد من تذكره علي صوت هاتفه الذي علي بالرنين أخرجه ينظر لشاشته فوجده أحمد صديقه
_ ايوه يا أحمد
رد الأخير بتساؤل
_فينك يا يامن روحتلك المكتب السكرتيره قالتلي أنك مشيت مع واحده مين دي وروحت فين
زفر بضيق وقال
_هو تحقيق
قال أحمد بهدوء
_لأ مش تحقيق بس أنت مش بالعاده بتسيب الشركه بدري كده فقلقت
تنهد بهدوء وقال
_متقلقش مشوار مهم بس مش هقدر أجي النهارده كمل أنت الشغل
_ ماشي يا يامن بس أنت مالك صوتك أنت متضايق
صمت قليلا ثم قال بنفي
_ متقلقش عليا أنا تمام
رد بعدم اقتناع
_ماشي يا يامن زي ماتحب سلام
_سلام
أغلق معه ووقف ينظر لباب الغرفه مره أخري تنهد بحزن وهو يتمتم بهمس لنفسه
_ كان نفسي أعرف أقسي قلبي عليك بس للأسف فشلت
أكمل بسخريه
_أول ما شوفتك واقعه قدامي نسيت كل حاجه ومحستش غير بخۏفي عليك حتي غيرتي فشلت أداريها
زفر بضيق وهو يرفع رأسه للأعلي بتعب مغمضا عيناه بإرهاق
_ناهد خالد _
استمع لجرس الباب فقام بتكاسل ليري الطارق فلم يذهب لعمله اليوم فحينما استيقظ شعر ببعض التعب ففضل البقاء في المنزل
فتح الباب ليشهق پصدمه وهو يرتد للخلف ساقطا علي ظهره أثر لكمه عڼيفه أخذها من قبضة