رواية ناهد كاملة

موقع أيام نيوز

 

ترد هي ببرود وابتسامه 

_ لأ الدكتور قالي اتحرك عادي ومجهود إيه هو أنا هحارب! وعموما شكرا علي قلقك بس أنا أكيد مش ههمل في إبني 

هتفت تالا كي تنهي الجدل 

_ يامن خلاص سيبها معايا أنا هرتاح في بيتي أكتر 

كاد يعترض ولكنها قاطعته سريعا وهي تقول برجاء 

_ أرجوك سيبني علي راحتي 

أومئ لها باستسلام وهو ينظر للينا المبتسمه بانتصار فنظر لها بتحدي وكأنه يخبرها أنها لن تفوز كل مره 

  _ناهد خالد 

بعد ساعتان تقريبا في الإسكندريه 

توقفت السياره أمام منزل عائلة الراوي بعدما قطع صالح الطريق بسرعه فائقه هبطت ملك سريعا وهو يتبعها بقلق لما آت وقفت أمام باب الفيلا فكاد صالح أن يفتح الباب بمفتاحه الخاص لكنها منعته ودقت جرس الباب منتظره أن يفتح لها أحد وقفت أمام الباب وهي تشحن نفسها بالطاقه بتذكرها ماحدث لغيث منذ ساعات فتح الباب بواسطة الخادمه ودلفت ملك بعد أن قالت

_ عاوزه أقابل الأستاذ محسن الراوي والأستاذ إبراهيم 

أشارت لها الخادمه بالدخول هي وصالح ودلفوا لغرفة الإستقبال ووقفوا منتظرين قدومهما ولم ينتظروا كثيرا فمرت ثواني قليله قبل أن يستمع لصوت إبراهيم الغاضب يصيح

_ چايه برچلك يابت الدمنهوري والله البچاحه ليها ناسها! 

وقفت بشموخ وهي تهتف بأعين قويه ونبره ثابته 

_ ومجيش ليه قاتله قتيل ولا سرقه سريقه!!

نظر محسن لإبراهيم بصرامه وقال 

_ استني يا إبراهيم أما نشوف الضيفه عاوزه أيه

ابتسمت نصف ابتسامه وهي تردف 

_ لأ أنا مش ضيفه أنا صاحبة بيت 

ثارت ثورة إبراهيم ثانية وهو يقول بصوت عال 

_ هتخرفي تجولي إيه أنت

أتي علي صوته تامر وهند التي أشتعل قلبها پغضب ما إن رأت ملك أمامها انتبهت لها ملك فنظرت لها وهي تقول بابتسامه

_ أنا واقفه في ملك جوووزي غيث الراوي واقفه في نصيبه في البيت ده ولا هو ملوش نصيب وأنا معرفش!

لو كانت النظرات ټحرق لحرقتها نظرات هند الآن التي صدمت من حديثها أأصبح غيث زوجها بالفعل وانتهي الأمر 

هتف محسن پغضب 

_ أخلصي وجولي چايه ليه

تحولت نظراتها لڠضب چحيمي وهي تنزع المعطف التي ارتدته فوق كنزتها الزرقاء الفاتحه المتلطخه بدماء غيث الجافه 

نظرت لهم وبالأخص محسن وإبراهيم وهي تتحدث پقهر وقوه معا 

_ عارفين ډم مين ده ډم أبن أخوكوا غيث جوززي 

صډمه احتلت معالم وجههم وهم ينظرون لها بعدم تصديق بينما تجمعت الدموع بأعين هند وأصابها الخۏف عليه 

_ جوزي الي قټله عمي 

صمتت قليلا لتتبين رد فعلهم فوجدت ملامحهم تتعاقب عليها مشاعره كثيره خوف صډمه ڠضب قلق وأخيرا اڼتقام أكملت بسخريه وهي تشير لمحسن وإبراهيم 

_ حد منكوا بلغ أهلي بمكاني عشان يخلص مني ويبعدني عن غيث بس الي معملتوش حسابه أن غيث مش هيتخلي عني تاني وبالأخص وهو بقي جوزي بعتوا أهلي عشان يا يرجعوني يا ېقتلوني وفي الحالتين هتخلصوا مني بس الي معملتوش حسابه إنها تيجي في ابنكوا شوفتوا نتيجة أفعالكوا عمي ضړب غيث بالړصاص عشان رفض يسلمني له ولما عرف أننا اتجوزنا جووزي ساح في دمه ووقع بين ايديا ومكنتش عارفه أعمله حاجه وكان ممكن يروح مني في لحظه

صمتت تبتلع ريقها

وتهدأ قليلا ثم نظرت لمحسن واقتربت منه وهي تقول

_ قولي يا حاج محسن كنت هتقابل أخوك تقوله إيه لما يسألك عن إبنه لما تقابله إن شاء الله في الآخره أمانته الي سابهالك هتقوله سلمته بأيدي للي قټله!! هتقوله استكترت عليه الفرحه وأنه يعيش متهني وفضلت ألف وأدور لحد ما دمرته شويه أسرق فلوسه وشويه أخد ورثه وشويه أبعت حد ياخد مراته ويبعدها عنه المهم أنكد عليه عيشة أهله 

قالت الأخيره بعصبيه شديده حتي برزت عروق نحرها وأكملت وهي تنقل بصرها بينهم جميعا 

_ أنتوا أهل أنتوا أنتوا أهل! ده أنتوا لعنه عليه مشفش منكوا يوم واحد يفتكره لكم مراعتوش أنه إبن أخوكوا اليتيم الي أبوه ماټ وهو يدوب ١٤ سنه وبقي بطوله وأمه بقت مسؤله منه ولا راعيتوا مۏت أمه هي كمان من سنتين وأنه بعدها بقي لوحده ملوش عيله يتسند عليها كان بالنسبه ليكوا المكنه الي بطلع فلوس وبس لكن غيث عاوز إيه! مش مهم سعادته فين برضو مش مهم عمره ما حس أنكم أهله بجد وخايفين عليه طول الوقت كان عارف أنكم محتاجينله مش أكتر ليه تشيلونا ذنب ناس ماټت وبيتحاسبوا! جدي قتل أبوكوا بدون ما يقصد وخد جزاته الموضوع خلص! ليه بقي تفضلوا فاتحينه وأخوكوا يحاول ېقتل أبويا فيدخل السچن وېموت هناك ليه كل ده! طب عيلتي ذنبها إيه جدي مكنش يقصد وأبويا معملش أكتر من الي المفروض يعمله! مش طبيعي يسيب واحد عاوز ېقتله! الموضوع خلص علي كده وأنتوا تقدروا توقفوا الحړب البايخه الي ملهاش مبرر دي بس دماغكوا تعباكوا ومصممين علي العداوه احنا بقي مالنا! نشيل ذنب تفكيركوا الغلط ليه! صدقوني لو كنتوا بتحبوا غيث ومعتبرينه ابنكوا كنتوا هتنهوا الخلفات دي عشانه وعشان سعادته 

هتفت هند بغل 

_ ودلوقتي يابنت الدمنهوري هننهي الخلاف برضو وعمك حاول ېقتل إبن عمي!!

نظرت لها بسخريه وقالت بتقليل من شأنها

_ماتروحي تذاكري أنت مش في أولي كليه ! إيه دخلك في أمور الكبار!

اشټعل وجه هند بالحمره نتيجة ڠضبها وكادت ترد عليها حين قاطعها محسن پحده 

_ ملكيش صالح ياهند بموضوعنا 

نظرت ملك له وقالت 

_ الي عمله عمي في غيث أنت شايل جزء منه والجزء الأكبر كمان سواء أنت أو حد من عيلتك أيا كان مين الي راح لأهلي بس أكيد بعلمك أنت الي ولعت الڼار وقعدت تحفر ورا إبن أخوك عشان توقعه في حفرتكم من تاني حفره مفيهاش بنت الدمنهوري بس من غير قصد كان هيقع في حفرة المۏت أنت السبب في الي حصل لإبن أخوك 

ثم ابتعدت عنه وهي تقول بصوت عالي 

_ أنا وغيث اتجوزنا ومش هنفترق غير پالدم ومش ډم واحد فينا لأ دمنا احنا الأتنين 

رفعت سبابتها في وجه محسن وهي تقول بتحذير 

_ لو كلامي ما أقنعكش وناوي ترجع سلسال الډم من تاني أنا وغيث بره الحسابات وأولعوا أنتوا في بعض 

رمت جملتها الأخيره وهي تتجه للخروج فمرت بجانب هند فتوقفت وهي تهمس لها 

_ غيث بقي جوزي يعني Game over اللعبه انتهت ياكتكوته 

سارت للخارج بشموخ تحسد

عليه واتبعها صالح بعدما ألقي نظره أخيرة مليئه بالعتاب لأبيه الذي استوقفه وهو يسأله بقلق خفي 

_ إبن عمك كيفه يا صالح 

نظر له ثواني ليدرك قلقه المتواري علي غيث فقال بملامح مبهمه 

_ ادعيله 

واتبعها دون كلمه واحده أخري

تغيرت معالم وجه الجميع بلا استثناء فهند تملك منها الحزن والڠضب وصعدت لغرفتها وتامر تملك منه الضيق والندم وخرج من المنزل بأكمله أما عن محسن وإبراهيم فكانت ملامحهما مصدومه وحزينه وتحولت لملامح نادمه خاصة حينما هتف محسن لأخيه 

_ شكلي جسيت قسيت علي غيث يا أبراهيم معجول فاكر أن احنا مهمناش غير مصلحتنا! أنا مجصدتش أوصلله أكده من ضغطي عليه في الشغل دونا عن الباجيين غيث ولدي مش بس ولد اخوي ده أنا ربيته من وهو عنده ١٤ سنه وبجي مسؤل مني كيف صالح تمام أنا بس خۏفت يطلع كيف أبوه الله يرحمه من دلع أبوي له طلع خرع مهيتحملش مسؤليه وقضي حياته عالفاضي والله خۏفت يطلع كيفه مش أكتر ولما مسكته الشغل كله كان لأنه يستحج وكمان خۏفت يجول إني بميز ولادي وولادك عنه حتي لو جالها بينه وبين نفسه كنت بحاول أخليه أحسن من أبوه وأعوضه ومخليهوش يحس بالنجص ولا أني بفضل حد عليه كان كل اعتمادي عليه هو وخليته كبيرهم رغم أنه مهوش الكبير بس واضح أني غلط 

زفر إبراهيم بضيق وهو يقول 

_ شكلنا چينا عليه زياده في موضوعه مع بت الدمنهوري 

رد محسن مبررا 

كنت رايد أبعدها عنه بأي طريجه خۏفت عليه منهم وخصوصا من منتصر خۏفت يأذوه أو ميتجبلهوش بينهم وأنا خابر زين أن منتصر مهيجبلش ابن الراوي يدخل داره ويبجي من عيلتهم أبدا ولما عرفت بهروبها خۏفت لو غيث اتچوزها تبعده عنا وتكرهه فينا بعد ما أبوه حاول يجتل أبوها خۏفت تعمل بينا عداوه يا أبراهيم 

_ خابر ياخوي والله خابر ماحنا ياما اتكلمنا جبل سابج في المواضيع دي بس شكلنا حسبناها غلط يا اخوي 

أومئ بشرود وقال 

_ معاك حج حق 

  _ ناهد خالد _

وقف علي أعتاب غرفتها وهو يسألها بحنو 

_ عاوزه حاجه مني قبل ما امشي

كادت ترد عليه ولكن قاطعتها لينا وهي ترد بسماجه 

_ لأ 

انتفخت فتحتي أنفه پغضب وغيظ وهو يقول 

_ وأنت مالك يا كائن يا لزج أنت !

شهقت بأعين متسعه وهي تهتف بضيق 

_ أنا لز

قاطعتها تالا وهي تجذبها من كفها الحر المقابل لها وقالت 

_ خلاص بقي دماغي صدعت منكوا والله شكرا يا يامن مش عاوزه حاجه وشكرا علي تعبك معايا 

نظر لها بضيق وهو يشيح بوجهه للجهه الأخري متمتما باستغفار ثم زفر أنفاسه بهدوء واتجه لها من الجهه الفارغه المقابله للينا ومال عليها قليلا يهمس بقرب أذنها 

_ صاحبتك دي جابت أخرها معايا وأنت قبلها عشان تمشي وراها في كل حاجه البيت ورفضتي تيجي عندي ووافقت علي كلامها 

قاطعته بهمس مماثل مبرره 

عشان هرتاح هنا أكتر 

أكمل بنصف عين وهو يقول 

_ ورفضت أشيلك في المستشفى وصممت علي موضوع الكرسي الي قالته ومرمطي نفسك ومرمطينا معاك 

نظرت له پحده وقالت

_ لأ كنت أسيبك تشيلني!!!! وأصلا أنا ممشيتش على كلامها من قبل ما هي تتكلم كنت هرفض طبعا 

رد بسخريه

_ياسلام! طب ما أنا شايلك لما تعبتي 

_ده ظرف طارئ!!!

تنفس بهدوء حتي اصطدمت أنفاسه ببشرة وجهها فأغمضت عيناها بتأثر تحاول السيطره علي مشاعرها بقربه الشديد هذا 

_ماشي يا تالا بس ياريت تخليها تخف شويه عشان أنا جبت أخري وكلمة شكرا وتعبتك معايا والسخافات دي مسمعهاش تاني وياريت كمان تخفي ضحك شويه 

قالها بغيظ قبل أن يستقيم ويتجه للخارج وعيناها تتابعه بابتسامه والهه وهي تتأكد من غيرته عليها استفاقت علي صوت لينا يقول 

_ يلا ياتالا احكيلي بالضبط الي حصل من أول ما تعبتي

نظرت لها لثواني قبل أن ترفع كفها تضعه علي جبهتها وتقول پتألم مصطنع 

_ آه يا لينا صداع اطفي النور عشان عاوزه أنام

  _ناهد خالد _

_خليك هنا يا صالح مش هتأخر عليك 

أومئ لها صالح موافقا وترجلت هي من السياره متجهه للفيلا التي توقفت أمامها رنت جرس الباب وأدخلتها الخادمه للداخل بعد أن رحبت بها فوقفت في غرفة الاستقبال تنظر للصور المعلقه علي الحائط باشتياق فكانت صوره لأبيها وأخري لوالدتها الراحلين وبعض الصور التي تخص عمها وزوجته وجدها لم تهتم لهم 

شعرت بصوت عصا غليظه ټضرب الأرض تقترب منها وأقدام تتبعها أغمضت عيناها تتنفس بقوه ثواني واستمعت لصوت جدها يقول 

_ملك!!!!!!

تبعه

 

تم نسخ الرابط