رواية ناهد كاملة
خالد _
نظر لها پغضب يعصف بجميع اعضاء جسده ويتردد في عقله شيئا واحد أحمر! كم من مره أخبرها ألا ترتدي هذا اللون ورغم عدم رؤيته لما ترتديه سابقا ولكنه كان يطمئن من حديثها حين قالت له ذات مره أنها لن ترتديه مطلقا كما يريد أكانت تستغفله وتستغل كونه أعمي وترتديه! أم أنها ترتديه الآن فقط لتضايقه!
مسد بكف يده علي شفتيه يمنع ما قد يفلت به لسانه الآن يجب أن يتحكم في أعصابه هكذا حدث نفسه قبل أن يرفع رأسه لها بملامح بارده وقال
_ نورتي
تفهم معني كلمته جيدا ولكن أدعت الغباء وهي تجلس علي الكرسي براحه بعدما وضعت حقيبتها علي الطربيذه تحت أنظاره المذهوله وهي تقول
_ده نورك اقعد واقف ليه!
ضغط علي شفتيه بغيظ وقال
_ لا نورتي الي قولتها الي بتتقال في آخر الزياره مش الي في أولها
ابتسمت ببرود وهي تقول
_ بجد! لا حقك توضح دي غلطتك مش غلطتي أنا طلبتلك شورما فراخ عارفه أنك بتحبها المفروض الأوردر كا
لم تكمل جملتها حين وجدت يده تقبض پعنف علي ذراعها ليجذبها بقوه للوقوف وملامح وجهه تشتعل ڠضبا تماما كالذي رأته في المستشفى هدر بها پعنف
_ البرود ده مش معايا أنت ايه البجاحه الي فيك دي ها! أنت واقفه قدامي وبتتكلمي وقادره تحطي عينك في عيني عادي كده! ولا كأنك عملتي حاجه!
نظرت له بضعف في عيناها وهي تقول بخفوت
_ لا عملت عملت يا يامن
قاطعها وهو يضغط علي ذراعها أكثر قائلا من بين أسنانه
_ متنطقيش اسمي قولتلك
ابتسمت ابتسامه صغيره وهي تقول
_ ليه بتضعف كنت بتقولي زمان لما پنتخانق وتنطقي اسمي بنبرتك المميزه لقلبي بضعف واهدي وتبوظ الخڼاقه
قست عيناه وهو يقول
_ لأ دلوقتي مش بضعف بقرف مش منك من نفسي وبفتكر إن في يوم كنت لعبه في ايد واحده ست قدرت تديني علي قفايا وتخدعني وأنا زي ال مصدقها وسايبها تأثر فيا عرفتي بحس بأيه
ابتلعت ريقها بإرهاق وهي تقول
_ طول ما أنت مش مديني فرصه تسمعني مش هنوصل لحل وهنفصل واقفين نفس وقفتنا من أربع سنين
ترك ذراعها پعنف وهو يقول
_ مش عاوز اسمعك ومتفرقش معايا نقف نفس الوقفه ولا نتحرك مش هتفرق في حاجه
نظرت له بضيق وهي تقول
_يمكن متفرقش معاك لولا أني عارفه أنك كداب وبتقولها من ورا ودنك و
قاطعها بسخريه وهو يقول
_ودني! متمشيش معاك قفايا !
رفعت سبابتها في وجهه بضيق
_لو سمحت بلاش تقاطعني
زفرت بعمق قبل أن تكمل حديثها
_ عموما متفرقش معايا تفرقلك ولا لأ بس هي تفرقلي أنا من الآخر كده يابن الشعراوي
أنا مرجعتش من روسيا وسيبت مستقبلي هناك وكل الي وصلتله عشان في الآخر أفشل في الي جيت عشانه أنا ياقاتل يا مقتول
رفع جانب فمه بسخريه وهو يقول
_ وهتقتلي مين بقي ياشاطره!
ذمت شفتيها بحنق
_ ده تعبير مجازي
وضع كفيه في جيبي بنطاله ببرود
_ خلصتي الكلمتين الي محشورين في زورك
جلست مره أخري وهي تقول بتنهيده
_آه خلصت
أشاح لها بيده وهو يردف
_طيب يالا شرفتي
رفعت حاجبها باستنكار
_ نعم! والاوردر الي جاي ده هتاكله لوحدك
نظر لها بدهشه وقال
_ أنت بجد طلبتي اوردر
أومأت بتأكيد
_ اه طلبت
هتف بإزعاج
_ هي شركة أبوك!
جعدت جبينها بضيق وهي تقول
_ الله يرحمه سيب الميتين في حالهم بعدين مال الفاظك انحدرت كده ليه يا
رفع حاجبه وهو يقول بتحذير
_يا ايه
ابتسمت بتصنع وقالت
_ يااستاذ حلو كده
أغمض عيناه بضيق وقال
_ قومي امشي مش هقولها تاني
تنهدت بعمق وهي تحاول معه مره أخري
_ احنا لازم نتكلم سكوتنا ده مش حل
نظر لها بسخريه وقال
_ وهروبك هو الي كان الحل! فرصتك في إني اسمعك ضيعتيها لما هربتي من غير ماتبصي علي الي رمتيه وراك من غير ماتهتمي ليا ولا قلبي الي دوستي عليه بجزمتك فرصتك كانت وقتها وبس مش بعد أربع سنين يا دكتوره
تحولت ملامحه للألم وهو يكمل
_أربع سنين ۏجع وتفكير هيقتلني إنك ازاي قدرتي تضحك عليا كده ازاي كل كلامك وتصرفاتك كانت كدب وغش كنت محتاجك تجاوبي علي أسئلتي وتبردي ڼاري كنت محتاجك وقتها مش دلوقتي يا دكتوره
امتلأت عيناها بالدموع وهي تستمع لحديثه يزداد شعورها بالخجل من نفسها ومن فعلتها حين قررت الهرب ولم تبالي به حينها معه كل الحق فيما يقوله ولكنها لم تشعر بخطأها إلا بعد فتره طويله وحينها لم تستطع العوده خجلا من فعلتها وتركها له والآن لم تعود إلا حينما شعرت أنها فرصتها الأخيره فإما يكون يامن الشعراوي لها قلبا وقالبا إما تجلس سنواتها القادمه تبكي علي أطلاله
أومأت عدت مرات بتأكيد وهي تقول بخزي
_ معاك حق أنا غلط وبعترف أني كنت جبانه لما هربت ومواجهتش بس كلنا بنغلط وعرفت غلطتي ورجعت اهو عشان أصلح موقفي
هز رأسه بنفي وهو يقول
_وأنا مش تحت أمرك وقت ما تحبي تهربي تهربي وتسيبي كل حاجه ووقت ماتحبي ترجعي المفروض تلاقيني مستنيك ومستني تبريرك! لأ يا دكتوره لأ أنا مش لعبه في إيدك أنا دلوقتي الي بقولك تبريراتك متهمنيش الڼار الي قدتيها من سنين ومشيتي حړقت كل حاجه ومبقاش إلا الرماد جايه تطفيها بعد ايه!
وقفت بتعب وهي تشعر بنغزات لا تهدأ في جانبها ولكنها أدعت الصمود وهي تقول برجاء
_ طب سيبني أشرحلك الي حصل زمان يمكن قلبك يلين
نظر لعيناها بعمق وهو يقول پألم تجلي واضحا علي قسمات وجهه
_ عشان كده مش عاوز اسمعك
تهاوت دموعها ببطئ وهي تراه مازال يتألم كما أخبرها أحمد عنه منذ سنوات مازال واقفا هناك ولم يبتعد خطوه واحده نفس الألم ونفس الحب ونفس الۏجع ونفس الخذلان!
تنهد ببطئ وقال
_امشي يادكتوره امشي
كان التعب قد اشتد بها وأدركت أنها لن تستطع المجادله أكثر أخذت حقيبتها بهدوء واتجهت للخروج بعد أن القت عليه نظره أخيره
وصلت للباب وما إن أمسكت بمقبضه حتي استمعت لصوته يسألها بضيق واضح
_أنت جيتي ازاي
الټفت ببطئ تنظر له باستفهام فأكمل وهو يزفر أنفاسه
_ اشتريتي عربيه!
نفت برأسها وقالت
_جيت في أوبر
أغمض عيناه بضيق فقد حاول كبح سؤاله كثيرا ولكن لم يقدر والأن لن يتركها تعود مع سائق أجره بهذا الفستان الأحمر! منذ زمن وهو لا يحبذ ارتداء هذا اللون للسيدات بالخارج فهو لون ملفت يجذب العين بسهوله لذا أخبرها سابقا ألا ترتديه
مطلقا
أخذ مفتاح سيارته بثقل والتقط هاتفه وسترته وهو يتجه لها قائلا بتأفأف
_يلا هوصلك
أكمل بخفوت لم تسمعه
_بالأحمر الي أنت لبساه ده
اتسعت عيناها بدهشه وهي تطالع ظهره أثناء سيرها خلفه فلم تتوقع أن يطلب إيصالها! ولكن خطوه مبشره علي أي حال
_ناهد خالد
جلست ملك أمامه تنظر له بتفحص فقد طلب منها أن تقابله في المقهي القريب من العماره السكنيه القاطنين بها وها هي تجلس أمامه منذ عدة دقائق وهو شارد تماما ولم يتحدث
هتفت ملك بهدوء
_غيث غيث!
نظر لها بإدراك أنها تحدثه وقال
_نعم يا حبيبتي
قطبت حاجبيها بتساؤل
_نعم ايه مالك سرحان وشكلك مهموم ف
صمتت لثواني حين أتي بعقلها شئ ما ابتلعت ريقها بتوتر وقلق تسأله
_ أنت كلمت عمامك ورفضوا صح
نظر لها ليدرك خۏفها فقال يطمئنها وهو ينظر لعينها بأعين تصرخ صدقا
_ أنا عمري ما هسيبك عاوزك تثقي في كده مهما حصل يا ملك مش هتخلي عنك
هدأت أنفاسها قليلا وسألته
_ رفضوا
أومئ بتأكيد وهو يزفر أنفاسه بثقلفسألته
_ وأيه وصلتوا لأيه
نظر لها قليلا قبل أن يقول بهدوء
_ بقيت بره العيله جوازي منك قصاده انفصالي عنهم
بهتت ملامحها وهي تستمع لحديثه صمتت لثواني تستجمع أنفاسها المسلوبه وقالت
_هتسيب عيلتك
نفي برأسه وقال
_هم الي هيستغنوا عني بكل سهوله
فركت كفيها بتوتر وقالت
_ أنت مش مضطر تبعد عن عيلتك يا غيث
رفع حاجبه باستهجان وقال
_والله! وابعد عنك
أدمعت عيناها وهي تنظر للأسفل حيث يدها وقالت
_ أنا بعدت عن عيلتي من سنين وعارفه الإحساس ده كويس إحساس الوحده وأنك تحس أنك يتيم ومنبوذ من أهلك وناسك مش عايزاك تجربه بسببي
اختنق صوتها في جملتها الأخيره وهي تضغط علي شفتيها بقوه
نظر لها غيث بحزن وسألها
_أنت ليه بعدتي عنهم
_عشانك
هتفت بها سريعا وابتلعت ريقها بهدوء قبل أن ترفع عيناها له وهي تكمل
_ عشان كانوا عاوزين يجوزوني وأنا كنت برفض عشان مش قابله أني أكون علي إسم حد غيرك وهم كانوا عارفين ده فكانوا بيضغطوا عليا كتير اوي ودايما مشاكل ومعامله وحشه مرات عمي مكانتش بتعدي فرصه ولا حفله من غير ماتعرفني علي حد وبعدها بكام يوم الاقي عمي بيكلم جدي أن الشخص ده اتقدملي وييجي جدي يتخانق معايا لما أرفض أنا مبعدتش عنهم يا غيث
نظر لها بتساؤل وقال
_اومال ايه
تنهدت بحزن وقالت
_أنا هربت ولو عرفوا مكاني مش بعيد ېقتلوني هربت يوم فرحي
اتسعت عيناه پصدمه وهو يستمع لحديثها أكانت علي وشك الزواج من غيره!!!!
ناهد خالد
وقف بسيارته أمام منزلها بعدما قطع الطريق في صمت تام بينهما ورغم استغرابه لصمتها إلا أنه شعر بالراحه فالحديث معها يغضبه ويجعل أعصابه تفلت
أما عنها فكان الألم يشتد بها من حين لآخر حتي شعرت أنها إن تحدثت وفتحت فمها ستكون أولي كلماتها صرخه تفلت من بين شفتيها تعبر عن ۏجعها
ما إن شعرت به يتوقف حتي تحاملت علي نفسها وهي تترجل دون حرف واحد واتجهت فورا لمنزلها
نظر لها باستغراب وهي تدلف أمامه بخطوات بطيئه فلم يتوقع صمتها المطبق هذا
وقفت فجأه واتسعت عيناها تزامنا مع تسارع أنفاسها بسرعه مخيفه وهي تشعر وكأن أحدهم ينحر في جانبها پسكين
في نفس اللحظه كان يدير سيارته ليذهب بعدما قرر أن لا يرمي لها بالا فهي دوما
تصرفتها غير متوقعه
أطلقت صرخه عاليه تعبر عن أوجاعها المكتومه قبل أن تسقط أرضا ممسكه بجانبها بشده حتي تكاد يدها أن تخترقه
انتفض قلبه قبل جسده وهو يستمع لصړختها ويري وقوعها ليوقف سيارته التي تحركت عدة سنتيمترات وترجل منها ركضا وجميع أجزاء جسده تنتفض ړعبا عليها
جثي علي ركبتيه بجوارها وهو يهتف بفزع ناطقا إسمها لأول مره منذ سنوات
_ تالا مالك في ايه
رفع رأسها بلهفه ليضعها في أحضانه وهو يسألها بأعين تصرخ خوفا
تمتمت شفتيها بخفوت وهي تأن ۏجعا وتضم قدميها لبطنها
_جانبي مش قادره
رفعها بين ذراعيه وهو يهتف لها پخوف
_ مټخافيش هتبقي كويسه مټخافيش
وكان هو من يحتاج لأحد أن يطمئنه في هذه اللحظه تحديدا
وضعها برفق علي المقعد المجاور له واستقل مقعده وكانت سيارته تكاد تطير من فوق الأرضيه من شدة سرعتها
نظر لها من حين لآخر ومد يده ممسكا بكف يدها وهو يراها تتلوي ۏجعا وهتف پاختناق
_متخافيش هتبقي كويسه والله معلش استحملي ياحبيبتي قربنا نوصل اهو
ولا تلومن عاشق علي عشقه ولا تلومنه حين ينطق قلبه قبل لسانه في موقف كهذا يتعطل العقل ويبقي فقط خوفه عليها ربما بعد أن تصبح بصحه جيده لن يتذكر أنه نعتها ب حبيبتي !