رواية ريهام القصول 29-30-31

موقع أيام نيوز

ذابت به هكذا.. أو حتى هو..! 
عاطفتهما بالأمس وسابقه وسابق سابقه كانت صادقة....
بالسابق.. بالفترة الماضية قبل أن تغادر منزله كانت العلاقة غير سوية بينهما كان هو متلهفا وكانت هي عادية حد الاختناق.. 
كانت تستقبل عواطفه مشاعره.. احتياجه كرجل ببرود... 
أما الآن فهي ترد صنيعه الضعف تمنح بقدر عطائه بترحاب.. 
يتوجه صوب فراشهما يجلس عليه يتأملها بصمت وابتسامة متسلية.. فتورد وجنتيها ينعشه يروقه.. خجلها يعزز رجولته والتي تناقصت وتأثرت بالفترة السابقة بسبب رفضها له.. 
تراه يتحرك صوب الدولاب يفتحه يخرج منه عبائة واسعة بلون أرجواني ووشاح يماثلها لونا.. يضعهما برفق أعلى الفراش.. 
يأمر بلطف.. 
البسي دول..
تعقد حاجبيها باستفهام.. 

اشمعني..
يبرر وهو يقترب يقف بجوارها دون تلامس 
انهاردة الجمعة... انهاردة كلنا هنتغدى تحت في بيت جدي... 
ابتسمت بعذوبة تضع المجفف جانبا وقد انتهت من تصفيف خصلاتها الناعمة.. 

ياااه.. من زمان متجمعناش تحت..
يمرر أنامله بلحيته ينظر لانعكاسها بالمرآه

الغدا انهاردة.. واللمة ع شرف عمي عماد..
يتابع.. والنبرة ذات مغزى 

لو مش عايزة تنزلي.. ونفضل هنا براحتك..
احتقنت بشړة وجهها.. هتفت تقطع أفكاره المنحرفة.. 
لا لا عايزة انزل طبعا.. 
........................
.. وبعد صلاة الجمعة وعودة الرجال من المسجد.. متجمعون حول المائدة الطويلة ببيت الجد حيث أن الغذاء يوم الجمعة يكون مبكرا إن تجمعوا.. 
والعزيمة اليوم بعد انقطاع دام لأشهر بفضل الابن المغترب.. يجلس على المائدة بجوار القاسم أبيه من حين لآخر يربت على كف أبيهيتبادلان أحاديث عادية وأخرى محورية وبعض أحاديث عابرة عن حياته هناك.. وإجابة قاطعة برفضه للاستقرار هنا حيث أن من جرب الغربة لا يستطيع الفكاك من تشابك خيوطها.. 
واليوم عقد العائلة مجتمع عدا عن زياد ولكن وجود ابنه يغنيه عن الجميع 
الجميع يجلس بمكانه على المائدة عدا عن فاطمة والتي قامت بالطهي من الصباح يساعدها كمال برص الأطباق على الطاولة.. 
تقترب فاطمة من حنين بجلستها تبدو غير مهتمة ظاهريا وهي تضع أمامها طبق من أصابع الجلاش المحشو يختص بها هي وحدها لأنه طبقها المفضلوضعته تتحدث بنبرة عادية رغم ارتجافة نبرتها أنه لها فابتسمت حنين برقة وحبور تغمغم بشكر وأشرقت ملامحها قليلا تعلم بأن إعداد الطبق وإحضاره لها ماهي إلا بادرة صلح وتقبلتها هي بترحاب شديد وقاسم يراقب الوضع بالجوار فابتسم هو الآخر تلك الابتسامة الرائعة والتي نادرا ما يبتسمها... يشعر بأن الأمور تلك المرة تسير وفقا لأهواءه.. 
رمق عماد الطاولة أمامه منبهرا يتمتم بحبور صادق.. 

إيه ده كله ياحاجة فاطمة.. تعبتي نفسك اووي..
صدق نبرته واتساع عيناه بإعجاب اشعرها بالزهو تجيبه بود خالص 

وهو أنا هتعب لأعز منك..!
تمسك بإحدى الأطباق تضع به مالذ وطاب من الأصناف المتنوعة أمامها على المائدة ثم تناوله اياه.. ومن ثم تقوم بما تفعل بالتبعية كعادتها هي إطعام الجميع وهي بالأخير .. 
حديث جانبي مرح بين الشباب قطعه الجد وهو ينظر إليهم بفرحة حقيقية.. 
متجمعناش من زمان ع الغدا.. 
أمنت فاطمة على كلامه تستوقف ب غصة في حلقها.. 
ناقصنا زياد...وتبقى اللمة كملت ..
سعلت نيرة بحرج ما أن أتت سيرته.. ينتابها حنين وتلك الهرمونات الغبية الخاصة بأواخر حملها تطالب به وبشدة.. أخفضت وجهها وقد تلون بالحمرة خجلا وحرجا.. لينهرها كمال وقد لاحظ احتقان شقيقته 
ماما... 
تغمغم فاطمة مستسلمة.. 

خلاص هقفل بوقي أحسن ..
استكملوا الأكل بشهية تامة عدا عن عماد كان قليل الاكل يتبع حمية وبالتأكيد كثرة الأكل الدسم أمامه سيفسدها..يراقب ابنته الجالسة قبالته 
يسألها باهتمام.. 
مبتكليش ليه ياحنين! 
لم يصلها صدق اهتمامه ترفضه.. رفعت حاجباها مستغربة ترد باقتضاب

باكل..!
حمحم بتوتر يجذب انتباههم 

احم.. عندي خبرين واحد وحش والتاني حلو..
غمغم كمال بخفوت متوجسا 

استر ياارب
بينما ردت فاطمة والجميع ينظر إليه بانتباه 

ابدا بالۏحش عشان نهدا بالحلو..

الۏحش أن أنا للاسف إجازتي قربت تخلص.. اودامي أسبوع واسافر..
..عم الإحباط على وجوههم وخاصة الجد يبتلع طعامه بصعوبة.. وقد خبتت اللمعة بعينيه وعاد الحزن يحتلها من جديد 

طب والحلو..
سألته فاطمة رغم القلق الذي انتابها فأجاب مبتسما يوزع نظراته بين الجميع.. 

أن أنا هاخد حنين معايا..
الټفت الرؤوس صوب قاسم يروون الصدمة جلية على ملامح وجهه 
ولكن كمال سأل بعدم فهم
هتاخدها ازاي مش فاهم! 
يتحدث بإبتسامة ثابتة.. يضع الجميع أمام الأمر الواقع.. 
هاخدها تستقر عندي... وكمان جاي ليها عريس.. 
يزيد بضحكة متسعة يثرثر بمعلومات إضافية رغم عبوس الجميع أمامه.. 

ابن مهندس زميلي هناك... الولد مهندس بترول لسه متخرج من سنتين..
هتفت فاطمة من بين أسنانها.. 

هي دي أخبارك الحلوة دانت أخبارك تسد النفس..
سألته يارا بضيق 

طب ودراستها ياعمو ..
يجيب ببساطة. بنبرة عملية.. 
أنا هحولها هناك... هسأل وأشوف الإجراءات إيه .. هناك فرصتها ف التعليم والمجموع الكبير حلوة.. 
.. هل ارتجف فعلياا أم يخيل إليه.. كاد أن يغص بطعامه.. يرمق عمه پصدمة ونظرة غائمة يحاول تمالك أعصابه قدر الإمكان.. 
يقبض على كفيه محاولا لجم ثورته ولم يستطع ليسأل عمه بحدة.. 

والعريس ده أتقدم ع اي اساس..!
لم يهتم لحدته ولم يتأثر بنظرته الغاضبه رد عليه
تم نسخ الرابط