رواية ريهام القصول 29-30-31

موقع أيام نيوز

عشان هي اللي قالتلك تجبهولي... 
وأثناء كلامه برقت عينا نورهان تغمغم بخفوت من بين أسنانها.. 

الله يخربيتك..
وفور انتهاء الصغير من الكلام ناوله أكرم كوب من الماء البارد يهدئه بينما يرمق الجالسة بجواره بحاجب مرفوع وقد نال منها.. 
احمر وجه نور بشدة وارتبكت كادت أن تغص بطعامها
فعاجلها أكرم بنبرة متسلية.. 
إيه اجيبلك مية إنت كمان..! 
احنت رأسها وشعرت بالعرق يتصبب منها تتلعثم بشكر لم يصله 
وكل ماتريده بتلك اللحظة الهروب من أمامه لحظة لحظتان.. لحظات متتالية ورفعت رأسها تنظر إليه وقد تحول وجهها للون قاني إثر ارتباكها البالغ كان لايزال على حاله بحاجب مستفز مرفوع وشبح إبتسامة فتبسمت بتوتر تحني رأسها ثانية بحرج شديد.. 
...... 
.. هو أكبر مخاوفها.. وهي فتنته..
وفتنته تجلس أمامه على سريرهما الخاص تقرض أظافر يدها بتوتر حيث أنها عادة تلازمها كلما توترت أو شردت بشئ.. عادة سيئة لم تستطع التخلص منها.. 
تزم شفتيها وهي تراه يخرج من الحمام الملحق بغرفتهما عار الجزع مرتديا بنطال بيتي مريح يجفف خصلاته الفحمية بمنشفة هيأته بتلك اللحظة جعلت الاحمرار يزحف لبشرتها 
بتلك اللحظة.. هو فتنتها وهي أكبر مخاوفه..!
أكبر مخاوفه بالتأكيد لما لاتصدق اهتمامه تغيره الملموس صدق نيته..! 
حسنا من التبجح أن ينكر بأن له تاريخ حافل من الخذلان وانعدام الثقة.. 
ملامحها الشفافة معبرة جدا.. واضحة يكاد يقرأ صفحة وجهها بوضوح
لما تريد الذهاب لحارتها القديمة بيت أهلها!! 
وسؤال كان بداخله أخرجه بصوت مسموع وهو ينظر لها بنظرة ثاقبة عبر المرآه.. 

عايزة تروحي هناك ليه..
ردت بشئ من العدائية تنتفض بجلستها بتحفز تعلن الھجوم.. 

أنا من حقي اروح هناك بأي وقت أعوزه..
عقد حاجباه لم تعجبه النبرة ولا الهيئة المتحفزة.. هتف بحزم ونبرة أجشة جدية.. 

بالراحة.. احنا مش پنتخانق..!
وحزمه جعل تمردها وهجومها يتقهقران تعتدل بإحباط تقرض أظافرها بيدها.. تفند أسبابها ودوافعها

عايزة أشوف المكتبة واطمن ع البيت.. انت خدتني ومكنتش عاملة حسابي..
ظل على ثباته يتشبث بالمنشفة أعلى كتفه يشد منها الدعم بوقفته.. 

ولما تطمني ع البيت وهتشوفي المكتبة... ايه هيتغير!!.
يتابع بجفاء وليد اللحظة.. 

مفيش حاجة هتتغير يانور... لا البيت هترجعيه تاني ولا المكتبة هتقفي فيها تاني.....
إحباط واختناق يصيبان صدرها تهز رأسها بيأس.. تتنهد قبل أن تردد بتقرير 
فكرتك اتغيرت..
رفع حاجباه متعجبا 

ياسلام.. عشان مش عايزك تروحي هناك يبقى انا وحش!
يشير على صدره بسبابته بجمود ونزعة حمائية.. 
فكرتيني اتغيرت..! يعني ميمشيش معاكي إني غيران!!
للحظة ألجم لسانها عن الرد.. وقد فاجأها باعترافه تتمتم بسؤال مستغرب

غيران!
وقد لاحظ اتساع حدقتاها والمفاجأة على وجهها فيزيد من اعترافه ببساطة.. 

اه غيران... هو أنا مش راجل ولا إيه!
وبغباء منقطع النظير سألت بفاه فاغر.. 

غيران من حامد...
ثار بعنفوان 
متنطقيش اسمه.. 
يزيد بتجهم قسماته 

ثم أنا هغير من حامد!!
واخر كلامه كان بازدراء واضح حيث لا مقارنة تجمعه بأي شخص آخر.. 
لانت نبرته بالاخير.. يدس باقي اعترافه برأسها الصغير ضحل التفكير.. 
أنا غيران عليكي..

عليا!
كانت دهشتها عابرة للقارات منظر الصدمة الجلي بنظرتها وحاجبيها اللذان ارتفعا لمنابت شعرها جعله يضحك ولكن كتم ضحكته بداخله حفاظا على الهيبة.. 
يلقي بالمنشفة المبللة جانبا يعيد ترتيب خصلاته بيده.. يتحدث 

وعموما عشان اثبتلك إني اتغيرت... هنروح ياستي هناك بكرة..
سألته بإبتسامة ناعمة.. رغم اندهاشها 

هتيجي معايا!
يؤكد وهو يقترب.. 

طبعا هاجي... المرة اللي فاتت كنت هجيبلكو اتنين لمون... المرادي بقى هجيب المأذون..
ضحكت باتساع ملئ شدقيها.. ضحكة كانت صافية بالفعل ردوده مفاجآته. 
هيئته الرائعة وقد زادته ردوده المشټعلة وسامة فوق وسامته 
رائحة صابون استحمامه والتي بالسابق كانت تزكم أنفها الحساس الآن باتت تعجبها.. 
وفوق كل هذا يغار.. يغار عليها..! 
حمقاء هي.. بالتأكيد حمقاء ذات قلب أحمق بجدارة.. 
وتلك المرة الأولى التي تعجبها حماقتها.. 
شرد بضحكتها فابتسم.. ولكنه غمغم بضيق مصطنع وحاجب مرفوع.. 
لا والله..!! 
ترفع كفيها أمامها باستسلام.. وتلك من المرات النادرة.. بالأصح المرات المعډومة التي يكون بها خفيف الظل هكذا.. 

أسفة بس وانت بتقولها شكلك ضحكني...
وانتقلت ضحكتها إليه.. لتعلو ضحكته هو الآخر يهز رأسه وقد بات على آخره.. ولكنه قرر الصبر 
حيث أنه تيقن وتأكد من أن حياتهما لن تستقر أو تعتدل بالفراش.. بل بالحياة نفسها ومقابلة المواقف معا.. 
يهمس لها ومازالت نظراته مثبتة عليها.. تخترقها حتى العظام.. 

ماشي... أما اشوف اخرتها معاكي ايه!!..
..................................
.. صباح الجمعة بغرفة كمال..
عروس خجول  حيث أن بحكايتهما هي الخجول وهو من أستلم دفة القارب وتحريكها وفقا لأهواء بحره.. وبحره لم يكن هائج وبالتالي لم يكن راكد... بل معتدل كأمواج البحر بالصيف يناسب وضعهما المستقر حاليا..
عروس.. حتى وإن كانت متزوجة من شهور.. ولكن بتلك الفترة     
وهو الزوج المتحكم بمراعاة وبامتياز مع مرتبة الشرف وختم الخبرة.. 
تقف أمام المرآه تلف جسدها بمئزر زغبي أبيض اللون وهو خلفها للتو خرج من الحمام يرتدي كامل ثيابه.. 
تقف بملامح مشرقة تلهو نفسها عنه وعن نظراته المتفحصة الجريئة تستعمل مجفف الشعر خاصتها ترتسم على ثغرها الرقيق ابتسامة فتبتلعها مداراة عن نظراته المراقبة.. 
تماما لا تعلم متى
تم نسخ الرابط