رواية ريهام القصول 29-30-31
المحتويات
كان يلاكم كيس الملاكمة الضخم الذي ينتصف الغرفة.. اكفهرت قسماته پغضب وباتت أنفاسه حاړقة تشعل أجواء الغرفة حولهما.. تجاهلها والنية واضحة.. طرد
وحين سمع خطواتها تنقر الأرضية الرخام باقتراب... زاد من عڼف ضرباته للكيس مصدرا صوتا مزعجا أخافها.. فتوقفت مكانها.. تنتظر ولا تعلم ماذا تنتظر..
ولكنه يستحق الانتظار... سعلت بخفة تجذب انتباهه وب هاته اللحظة قررت الصراحة تسرد حكايتها
تسهب بالسرد رغم سوء نظراته وحدة لكماته..
فبتتجرأ في مرة وتكلمه وتكشف عن إعجابها بيه...
وتابعت رغم حرجها
وعشان كنت عيلة وكمان اخت صاحبه غيرت اسمي وسني...
كنا بنتقابل بنخرج سوا ولما كان بيقرب مني كنت ببقى مضايقة وخاېفة بس مكنتش ببين عشان ميسبنيش ويزهق مني..
يقترب منها بجسده الضخم وعيناه الغاضبة.. يميل عليها بخطۏرة
وبتحكيلي الفيلم ده ليه ياسندريلا!
رمقها بازدراء من خصلاتها المنسابة لاخمصها آثار في نفسها الحزن.. يقول بجفاء النبرة..
إنت وحبيبك أو الأكس زي مابتقولو .. مدخلاني طرف معاكو ليه!!
عاصم ميهمنيش يا يارا...إنت إللي كنت تهميني..
نفضها من بين يده كخرقة بالية يبتعد عنها باتساع... بأميال
عموما الموضوع إنتهى... أساسا خدتي وقت أكبر من وقتك معايا..
رمقها دون اهتمام يزفر بنفاذ صبر..
عارفة باب الخروج ولا تحبي أوصلك!!
......................
.. تنتهي حكاية لتبدأ أخرى رغم أنها كانت بالفعل
.. وعلى عكس الوردية كانت البداية مأساة حمدا لله أن الراوي تهرب من سردها مرة أخرى..
أكرم ونورهان.. أم نورهان وأكرم والغلبة لمن نال بعد طول صبر..
الحب كما الحړب.. كل الوسائل متاحة.. والأساليب مفروضة..
حلاوة الحياة تكمن في التفاصيل... وهي لا تفوتها تفصيلة تخصه وأصبح هو أيضا مثلها وأكثر... وذلك لم يكن الحب المعترف به حيث انه لم ينطق بها صريحة ولا هي تجرؤ على نطقها تخاف المحاولة فتفشل.. بل كان شئ أشبه بالاعتياد ومنطقة الراحة لكليهما..
وبداية اليوم تجاوره بسيارته.. تلك مرة من ضمن المرات النادرة التي تركب بها سيارته.. وهاته المرة كانت أروع وأجمل مرة.. حيث أنه بدا مهتم يسحب كفها من لحظة لأخرى يضعها أعلى فخذه وكأنه معتاد على فعلها والأمر أشبه بلقطة شاهدتها بفيلم وانتقدت المؤلف على خياله الواسع..
يتبادل حديث مرح معها... عن سيارته ملابسه.. حتى رائحة عطره سألها أن كان ثقيلا يضايقها أم عادي... واجابتها كانت بإبتسامة بلهاء حيث أن رائحة عطره ليس لها مثيل... تميزه هو عن غيره.. عطره له تأثير الخمر يسكر دون معصية....!!
ولهانة هي... تقع في حب عطر رجل وساعة معصمه الأنيقة..!
وأول اليوم حيث منتصف النهار.. تقف بداخل المكتبة وملك معها تتلاعب بأوراق بالية.. ويقف هو بالخارج بترفع وانف شامخ.. يرتدي نظارته الشمسية السوداء فتختفي عيناه وما يكنه.. يضع كفيه بجيبي سرواله الرمادي.. كل دقيقة يسألها بغيظ من بين أسنانه أن تنتهي مما تفعل..
وهي لا تفعل شيئا محددا... فقط اشتاقت لمكانها الجميل فجائت...
وهو من فرض نفسه والآن هو نادم أشد الندم.. حيث أن الحارة والناس والتجمعات تثير أعصابه هو رجل اعتاد الهدوء.. قليل الاختلاط
تهتف ب إسمه برقة متأصلة بها فيجيبها بنزق والمعنى اختناق..
تعالى هات الكتب اللي فوق ع الرف ... بعد إذنك..!
ترفرف بأهدابها.. تتوسله بشبه رجاء وهو أصبح ضعيف... ضعيف جدا أمام رفرفة الأهداب..
يخطو بغير رضا للداخل يقف أمامها ...
طب ماتجيبيها إنت!!
ترفع ذراعيها فلا تطول.. تضحك وضحكتها كانت عفوية نابعة من فرحتها اليوم..
انت طويل... هاتهم يللا...
يتسع صدره بغرور.. واستجاب يمد ساعده يأتي بهم ببساطة دون تعب.. يفردهم أمام أنظارهما..
وتلك الكتب كانت مجموعة مميزة ونادرة لروايات قديمة لنجيب محفوظ..
فسالها مبهوتا من أين لها بتلك المجموعة..!!
عمو حسين قارئ قديم أوي... من الناس المثقفين اللي قلبك يحبهم.. أول مافتحت المكتبة جابهمللي هدية..!!
رفع حاجباه بإعجاب وتقدير.. وضعتهم أمامه بحقيبة.. فتسائل
هتاخديهم معاكي..!
طبعا...
المدة التي جلساها معا بالمكتبة لم تكن طويلة ولكنها كانت كافية بأن توطد العلاقة بينهما أكثر حيث أنه لم يكن يعرف انها تحب القراءة ولا هي تعرف انه يشاركها نفس الشغف.. .. يبدو أن كتب نجيب محفوظ ستكون من ضمن حلقات الوصل بينهما...
وعند المغادرة.. جعلته يغلق بابها.. بالطبع فهو الرجل ولن يقبل بأن تميل أو تنحني أمام الأعين هكذا.. عيب كبير بحقه وليس لأنه يغار لاسمح الله!
وللمرة الثانية بهذا اليوم الرائع تركب
متابعة القراءة