رواية ريهام القصول 29-30-31

موقع أيام نيوز

من ست..!

أوووه.. ده من حظي..
وتجاهل الوقاحة.. وغفا العابث مرة أخرى.. 

يبقى يوم ياشوشو ماربنا يفرجها عليا... تكوني إنت !!
احتنقت بشرتها بحمرة قانية.. يتجاهل ڠضبها وهو يتحرك ينوي المغادرة 
حيث الجو هنا بات مخټنقا.. يضرب ع رأسه باصبعيه.. 

سلام ياشوشو..
ثم وجه كلامه للشاب يغمز 

نادر... حساب الكاس اللي مشربتوش عند مدام شوشو...
يوليها ظهره.. ويضحك ليس لسبب سوى أنه باستطاعته إحياء العبث بداخله... ودفنه..!
.................
عودة الغريب.. أو كما ذكر المغترب عودة الإبن وهو ذاته الأب.. 
يقف أمام البوابة الحديدية الخارجية للبيت بلا موعد.. أو إتصال يعرفهم بوصوله أو مجيئه بالأساس.. 
يقف وجواره حقيبتان كبيرتان وأخرى معلقة على كتفه.. 
ينتظر بنفاذ صبر وقد طرق على البوابة عدة مرات إلى أن فتح الباب وكان قاسم أمامه.. 
قاسم الذي اتسعت عيناه من المفاجأة يمد كفه.. فيعانقه الآخر.. 
يستقبله بحفاوة.. يحمل عنه حقائبه الثقيلة ويصعد أمامه.. حتى وصلا لشقة الجد.. 
رن قاسم الجرس.. ينتظر وعمه وراؤه.. ورؤيته لعمه دبت الحماس بقلبه..! 
وقت قصير وكان الجد يفتح بابه يلهث بارهاق مستندا على عصاه.. حتى رآه 
دمعت عيناه من الفرحه ودون مقدمات احتضنه.. لا عتاب أو حتى طيف من لوم كان يحمله بصدره.. فقط احتضنه والابن بادله العناق بأشد.. 
والاشتياق سيد اللحظة..! 
وبعد دخوله.. وجلوسه على الاريكة.. عاتبه الأب.. 

أخيرا فضيت نفسك ياعماد ونزلت..!
يجيبه ببساطة ونبرة عملية.. 
والله ياحاج الموضوع صعب.. الحياة هناك ريتمها سريع... أنا مش مصدق إني خدت اجازة أصلا.. 
.. حتى وإن استطاع.. بالطبع كان بمقدرته الأعوام السابقة أن يأتي زيارة ولو لأيام قليلة ولكنه كان يتعلل بأي شئ حتى لا يتواجد .. هو رجل لا يطيق القيود العائلية تحت مسمى صلة رحم..! 
حديث بسيط.. والعديد من الأسئلة من قبل أبيه.. قبل أن ينهض من مكانه كي يخبر حنين النائمة بغرفتها بمجئ والدها.. 
أخبرها وعاد يجلس بجوار أبنه يربت على كتفه تارة يتلمس  ذراعه بشوق تارة أخرى.. كم من تخيلات شيدها برأسه عند مۏته وابنه الوحيد مغترب واحفاده هم من يحملون نعشه ويدفنوه.. 
وقاسم يجلس على أريكة جانبية لهما.. يستمع لحديثهما دون تدخل.. 
ولا يعلم لما لايستئذن ويتركهما وينصرف..! 
لا.. هو يعلم هو ينتظرها.. ينتظر حضورها رؤيتها.. يريد أن يرى كيف ستستقبل والدها.. ترى هل ستحتضنه ام ستبكي له وتشكي عم حدث لها بغيابه.. 
ينتظر بلهفة.. ودقات خافقه تجاوزت المسموح.. حتى خرجت من غرفتها 
تأتي صوب جلستهم بهدوء وخطوات رتيبة تعرف طريقها.. خصلاتها مجمعة أعلى رأسها 
وثيابها أنثوية هادئة تناسب اللحظة.. قطع تأمله صوتها البارد وهي تمد كفها..
حمدالله ع سلامة حضرتك.. 
تمد كفها على طول ذراعها.. يفصلها عن والدها طاولة عريضة وعن قاسم خطوات بسيطة.. 
قام الأب من مكانه واقترب منها مبهوتا.. متفاجأ.. 
يقف قبالتها يحتوي وجنتها براحة يده يغمغم بدفئ أصاب قلبه قبل نبرته.. وقد لمعت عيناه بفرحة حقيقية .. 
كبرتي ياحنين..! 
وابتعدت هي عن مرمى يده مصعوقة.. وكأنه غريب.. وبالفعل كان غريب عنها.. أكثر من ثلاثة أعوام لم تره نهائيا.. كل مكالماتها معه كانت اتصالات صوتية فقط.. وسريعة.. حتى وقت أن طلبت رؤيته منذ عامين باتصال مرئي رفض فلا وقت لديه لتلك الترهات.. 
ولاحظ هو تشنج ملامحها وابتعادها.. عبس قليلا وتحرك غير مهتم يجلس بجوار أبيه يربت على المكان الخالي بجواره.. 

تعالى ياحنين اقعدي جمبي..
..وكأنها لم تسمعه جلست على الاريكة المقابلة له لم تهتم بملامح وجهه التي تبدلت لأخرى عابسة.. ولا حتى تحذير الجد لها بعينيه.. 
حتى أنها لم تلحظ قاسم الجالس بالاريكة المجاورة.. 
قاسم والذي يراقبها بعينين مترقبة لأدنى فعل تقوم به .. مستغربا.. لم يتخيل لقاؤها بأبيها هكذا سلامها عكس توقعه.. 
كان سلامها بارد.. ملامحها جامدة كمنحوتة خشبية عدا عن ابتسامة تشق ثغرها بدقة.. ابتسامة باهتة تبدو مكرهة عليها.. 
كانت تجلس هي بالمقابل تتأمل والدها بنظرة جامدة.. وقد انشغل بالحديث مع جدها.. 
تتفحص هيأته كان وسيم الطلة حتى ببلوغه عامه الخمسين الا أنه يحافظ على حلاوة قسماته عيناه البنية ترمقها من حين لآخر بنظرات حانية لم تهتم بها أو تروقها.. بعض تجاعيد بجوار ثغره.. وتجاعيد أخرى بجوار عينيه تثبت تقدمه بالعمر.. وشعيرات فضية متناثرة بكثرة أعلى رأسه.. 
شعرت بنظرات تخترقها.. فالتفتت على حين غرة لتفاجأ بقاسم يجلس بالجوار.. رجف جفنيها واختفت ابتسامتها الزائفة 
عضت على شفتها بتوتر..  أشاحت بنظراتها لأبيها ثانية دون تركيز بحديثه.
وذلك الشعور القديم راودها من جديد حيث ينتابها الخجل وتتسارع خفقاتها بحضوره هي الآن تشعر باحتقان وجنتيها وبالتأكيد لاحظ هو.. 
لما لا تنتبه لوجوده!!.. الآن الجو بالصالة زاد حرارة 
ببطء عادت بنظراتها إليه وجدته كماهو مثبت نظراته عليها وعيناه تحمل نظرة غريبة لم تفهمها..واستفسار لم ينطق به!
...................
.. ليلا
.. بالمبنى الذي يقيم فيه زياد.. كانت يارا تقف أمام باب شقته تتردد برن الجرس.. خائڤة من رد فعله.. 
لا تعلم أن كان هدأ قليلا أم مازال على اشتعاله.. 
تلك الليلة الرابعة لخصامهما.. بالأحرى خصامه لها.. وقررت اليوم مصالحته ومراضاته حيث لا خصام يدوم أكثر من ثلاث ليالي.. 
وأخيرا أخذت قرارها وسحبت نفسا طويل
تم نسخ الرابط