رواية طارق الفصول من الثامن للثالث عشر

موقع أيام نيوز

الفصل الثامن
لغة الصمت تحمل بين طياتها الكثير من المعاني معناه الشائع هو أنه علامة الرضا ولكن في حالتها تلك هو علامة عدم الرضا 
آثرت نور استخدامه لعدم رضاها عن تصرفات والدتها استخدمته كنوع من الاحتجاج أو ربما لتلاشي شجار على وشك انفجار تصر والدتها على افتعاله
زيارة مفاجئة لم تضع مضمونها بالحسبان كما أن الموضوع الذى طرق خلالها أثار حنقها أوصلها لأعلى مراحل الڠضب وهي غير نادمة على تصرفها معه بالمرة بعد رحيله اتخذت من غرفتها متنفسا عن ضيقها ادعت رغبتها في النوم ولكنها في الحقيقة هربت من والدتها وحديثها الذي سينتهي بشجار بلا مبالغة

وفي الصباح التالي أصرت والدتها على استكمال الحديث بل والأدهى أنها تعاتبها ينفع اللى عملتيه امبارح دا انتى شبه طردتيه 
حاولت نور تصنع البرود بلهجتها يستاهل عشان هو معندوش ډم أصلا 
اعترضت والدتها على حديثها ليه هو واحد جاي يتكلم بالأصول وحقه واحد عايز يحافظ على أرملة أخوه وبنتها
لم تعد تتحمل نور حاولت بقدر الامكان ألا تثور ولكن حديث والدتها يدفعها إلى الجنون فجرت بركان الڠضب بداخلها انتو عالم طبيعية بتفكري إزاي انتي وهو دا مفاتش شهر على مۏت أدم ودا جاي يقولي جواز ومين قال إني بفكر في جواز منه أو من غيره
فقدت السيطرة على نفسها وكلما تحدثت كلما ازداد ڠضبها واحد متجوز ليه يفكر يكسر مراته و يتجوز عليها حجة مرات أخويا وبنته واحافظ عليهم دي موضة وخلصت
لم يبدو على والدتها التأثر بڠضبها بل كانت تفتعل اللامبالاة في ردودها حقه يتجوز واحد اتحرم من الخلفة و جاتله فرصة يربي بنت اخوه 
قاطعتها نور صاړخة ومراته ذنبها إيه ذنبها إنها أصيلة واستحملت إن المشكلة فيه هو ودلوقتي يدوس عليها 
ازدادت نبرة البرود بحديث والدتها وافقي انتي بس وملكيش دعوة بمراته هو هيتصرف معاها 
صړخت نور بها قائلة انتي بتعملي معايا كده ليه! انتي بتبيعي وتشتري فيا جوزك ېموت اتجوزي أخوه هو أنا إنسان آلي ولا المۏت مالوش حرمة
لاحظت والدتها أن اللين والبرود في الحديث لم يأت بالثمار المطلوبة فسلكت مسلك الصړاخ والصوت العالي ماهو إسمعي بقى لما أقولك أنا معنديش إستعداد اسيبك تنزلي تشتغلي وكل الناس تجيب في سيرتك ولا في يوم ألاقى واحد جاي عايز يتجوزك وانتي توافقي وتسيبي واحد غريب يربي بنتك مهو مش معقول هتقعدي طول عمرك من غير جواز فاسمعي أخر كلام عندي مفيش شغل ومفيش جواز ولو فكرتي في جواز يبقى بنتك عمها اولى بها يربيها
صدمت نور من حديث والدتها فهي هكذا تحكم عليها أن ټدفن حية موضوع الزواج لا يشغل بالها فهي تكن لأدم كل الحب والاحترام حتى بعد ۏفاته ولكن أن يقف أحد في طريق عملها ومستقبلها هذا هو ما لن تسمح به حاولت أن يبدو صوتها ثابت قدر الإمكان وأنا آخر كلام عندي يا ماما اني هنزل أشتغل وأظن أنا بقيت كبيرة كفاية إني أقدر أقرر حياتي تمشي إزاى أنا مش محتاجة حد يكون رقيب عليا فيؤسفني أقولك إن لو حضرتك هتعترضي على نظام حياتي يبقى ترجعي بيتك تقعدي مع بابا أفضل عن اذنك. 
أنهت حديثها وتوجهت إلى غرفتها تنشد هدوء أعصابها وتركت والدتها خلفها تغلي من الڠضب تنعي فشلها في محاولتها السيطرة على ابنتها
استيقظت نيرة من نومها في التاسعة متأخرة على غير العادة ولكنها كانت تشعر بالإرهاق فقررت أن تنال اليوم عطلة من عملها
خرجت من غرفتها لتجد المنزل يعمه الهدوء نادت على والدتها فأتاها صوت والدها يعلن وجوده بالشرفة ذهبت إليه ملقية تحية الصباح ولفت نظرها عنوان المقال الذي يقرأه بالجريدة 
مدعي الفضيلة يساعد بدخول شحنة فلاكا إلى البلاد و ابنه هو الديلر الأكبر 
ابتسمت لوالدها إيه رأيك في مقال النهارده
استشعرت نبرة الخۏف بصوت والدها أنا خاېف عليكي يا نيرة خدي بالك من نفسك 
تعلم أنه من حقه أن ېخاف عليها فهو أب والخۏف فطرته لو كان بيده لأجلسها بالمنزل عنوة حتى تكف عن ملاحقة المشاكل ولكنها مهنتها البحث عن المتاعب 
حاولت أن تطمئنه أو تطمئن حالها خۏفها أن تأتي الأذية بهم متخافش عليا يا بابا أنا مع الحق يعني معايا ربنا
غيرت مجرى الحديث هي ماما فين
أجابها نزلت تشتري شوية حاجات للبيت
استأذنته في أن تذهب لرؤية أي من صديقاتها بدلت ملابسها وأثناء خروجها من المنزل أتتها صورة تحمل ملامح تعرفها جيدا مصاحبة برسالة مكتوبة لو عايزة تدوقي القلقاس اللى ماما ناوية تطبخه النهارده اعقلي 
هذا هو ما كانت تخشاه فقد بدأ عدوها بشن هجومه سريعا واستخدم الوسيلة التي كانت تخشاها كادت أن تهاتف والدتها لتطمئن عليها حينما استمعت إلى صوتها من خلفها انتى خارجة يا نيرة 
تنفست الصعداء حمدت ربها سرا محاولة ألا يظهر خۏفها بملامحها أيوه يا ماما هروح أشوف ندى أو أى حد من البنات أقعد معاه شوية 
أومأت لها والدتها مبتسمة ماشي يا حبيبتي
خطت خطوتين ثم
التفتت إلى والدتها
تم نسخ الرابط