رواية طارق الفصول من الثامن للثالث عشر
المحتويات
سمعة بنتي فأنا مش هقف أتفرج
الفصل الحادي عشر
نسمة
كان هذا نداء أميرة بصوتها الهادئ للممددة على الأريكة أمامها
فتحت نسمة عينيها ببطء يتخللها دموع تهدد بالسقوط خرج صوتها متحشرجا نعم
ابتسمت لها أميرة لقيتك طولتي فى تأملك افتكرتك نمتي
هزت رأسها نفيا أنا لقيت مكاني الآمن هربت ليه بس هو موجود جوايا لما بغمض عيني بروحله و برتاح لما بفتحها مش بلاقي غير الحقيقة اللى بتوجع
أغمضت نسمة عينيها مرة أخرى و بدأت بوصف ملاذها بحر.. سما.. هدوء.. لوحدي
ابتسمت أميرة فهي قد اقتطعت شوطا ليس بالهين في علاجها بدأت تخرج من قوقعتها تبحث عن أمانها تتحدث عن مخاوفها
أخرجتها أميرة من تخيلاتها سألتها لسه پتخافي من إيه
دارت عينيها بمحجريهما الناس.. الناس بتخوف.. نظراتهم وكلامهم و ندالتهم.. انتي بتقولي إني ضحېة بس هما شايفني مذنبة
سألتها أميرة هو مين
أجابتها نسمة بعيون باكية أيمن سمعته وهو بيقول لبابا إنه مش هيقدر يكمل بعد اللى حصل شاف إن فيا حاجة ناقصة أو شافني مذنبة و مچرمة و أستاهل إنه يبعدني عن حياته
اڼفجرت بالبكاء تركتها أميرة تخرج ما بها من طاقة سلبية ثم سألتها باباكي و مامتك وأصحابك شافوكي ازاي حصل منهم إيه عشان تبعدي عنهم
أخبرتها أميرة بهدوء بس انتي كده عذبتيهم زيادة ضعفك هو اللى كاسرهم باباكي و مامتك فخورين بيكي
قاطعتها نسمة بس أنا دلوقتي مش مجال للفخر
نفت أميرة بالعكس لما تواجهي اللى حصلك وتبقي قوية و تتحدي الظروف هيبقو فخورين أكتر
أومأت برأسها ايجابا دون حديث
ابتسمت لها أميرة بهدوء بسمتها وحدها كافية لبث الطمأنينة بها
أتى يحيى برفقة فرح إلى النادى هو يحاول التواجد بحياتها بشكل دائم مؤخرا يحاول تعويضها غياب والدتها لاحظ في الفترة الأخيرة تقلب مزاجها وعند محادثة مدربتها علم منها الجواب
تعجب يحيى فمن تقصد سارة بكلامها سألها مستفسرا قريبتنا مين
وكان الجواب هذه المرة من جانب طفلته طنط نيرة قالت لعمو أمجد إنها جاية ممكن أستناها
سؤال طفلته البديهي أعلمه من تقصد سارة بقريبتهم إذن فهي تهتم تحضر أحيانا تدريبات طفلته وهو لا يعلم
هاتف يحيى شقيقه ليعلم أين هو فهو يريد أن يسأله عن مدى تطور العلاقة بين ابنته و نيرة علم منه أنه متواجد بالنادي فتوجه إليه
وجده منهمكا بإجراء مكالمة هاتفية أنهاها بمجرد أن وصل أخيه بادره يحيى متهكما هو إنت نقلت شغلك النادي ولا إيه أنا شايف رجلك خدت على هنا أوي
مازحه أمجد يا عم هنا أحلى بكتير من الاشكال اللي تسد النفس اللى بقابلها في الشغل وبعدين أنا جاي أقابل نيرة بس هي عندها شغل أخرها
التقط يحيى طرف الحديث طب بمناسبة نيرة هي بتحضر التمرين مع فرح من إمتى
تعجب أمجد من سؤال أخيه هي مش بتحضر معاها دايما لما وقتها بيسمح بس هو فيه حاجة ولا إيه
ظهر الضيق بملامح يحيى فيه إن فرح اتعلقت بيها كابتن سارة بتقول إن اليوم اللى مبتحضرش فيه معاها بيأثر على أداءها و نفسيتها
أجابه أمجد بعفوية خلاص أنا هظبط مواعيد التمرين معاها بحيث..
قاطعه يحيى لا يا أمجد إنت تقول لها متحضرش معاها تاني و ياريت لو هتقابلها يكون بعيد عن أي مكان فرح متواجدة فيه
تعجب أمجد من قرار أخيه ليه كل دا هي هتخطفها ولا إيه وبعدين فرح بتحبها
أجاب يحيى بحزن دي المشكلة إن فرح بتحبها و هتتعلق بيها أنا عايز أتخلص من مشاكل فرح النفسية مش أعلقها بحد تاني هيبعد عنها
نظر أمجد إلى أخيه مليا يحاول أن يستشف ما بداخله ثم قال بجدية إنت في أيدك حل مشكلة فرح يا يحيى أتجوز فرح محتاجة أم
تنهد يحيى قائلا فرح محتاجة حد حنين يعوضها غياب أمها مش مجرد واحدة تقوم بالدور وخلاص من غير ما تحسه
هز أمجد رأسه إنت عارف! المشكلة فيك إنت مش في فرح إنت مش قادر تنسى أنسى يا يحيى و عيش حياتك أتجوز تاني لو عشان خاطر بنتك
نظر إليه يحيى بحزن بادي في عينيه مش سهل يا أمجد
و بعدين أنا مش هستغل فرح في جوازي و مش هظلم واحدة عشان اريح نفسي
قاطع حديثهم وصول نيرة ألقت عليهم السلام لاحظت توتر النظرات بينهم توجهت بالحديث إلى أمجد أسفة اتأخرت عليك
متابعة القراءة