رواية طارق الفصول من الثامن للثالث عشر

موقع أيام نيوز

فور رؤيتها طمنيني عليها
ابتسمت أميرة و طمأنتها متقلقيش هي قررت تتكلم معايا وتخرج كل اللى جواها بس انا اقترحت عليها اننا نخرج عشان تبقى على راحتها في الكلام
أسرعت شمس قائلة أهم حاجة إنها تتكلم وترجع زي الأول أنا بنتي وحشتني
قاطع حديثهم خروج نسمة من غرفتها ترتدي ملابس متشحة السواد مرتدية نظارات سوداء تخفي وجهها مظهرها يعكس ما بداخلها من حزن وانكسار لم تحاول النظر تجاه والدتها كانت نظراتها مثبتة أرضا خرج صوتها ضعيفا أنا جاهزة
واستبقت أميرة بخطواتها تجاه الباب ولكن مع تخطيها آخر درجات السلم تيبست قدماها ولم تستطع التقدم خطوة أخرى شعرت أميرة بخۏفها فحثتها على التقدم و اهدتها ابتسامة لطمأنتها مټخافيش أنا جنبك 
جلست نسمة برفقة أميرة في سيارتها أسفل منزلها تذرف دموعا وتحمد ربها أن ما كانت تخشاه لم يحدث بل كانت كلها أعراض كاذبة كما أخبرتها أميرة 
ناولتها أميرة منديلا و ابتسمت لها انتى بتعيطى ليه دلوقتى المفروض تكوني مبسوطة 
قالت نسمة من بين شهقاتها أنا كنت مړعوپة كان أهون عليا أموت نفسي
أميرة و تخسري آخرتك ويهون عليكي باباكي و مامتك و اصحابك وكل الناس اللى بتحبك! 
نظرت إليها من بين دموعها أنا خسړت الناس دي وخسړت حبهم أنا اتسببت في كسر أبويا و أمي
أمسكت أميرة يديها ورفعت وجهها إليها انتى معملتيش حاجة غلط انتى كنتى ضحېة واللى حصل مش ذنبك لازم تتأكدي إنك بضعفك فعلا كاسرة أهلك بس كسراهم بخوفهم عليكي وانهم مش قادرين يخرجوكي من حالتك 
تابعت أميرة حديثها نسمة انتى حالتك دي أثرت على هرموناتك وبدأ يحصل تغييرات وانتي بتفسريها بحاجات تانية زي موضوع الحمل حالتك نسيتك إن في الحالات دى الدكاترة بيعملو تنضيف للرحم عشان يتجنبو حدوث حمل حالتك وصلت شعور لأهلك و أصحابك إنك رفضاهم من حياتك
صړخت نسمة تطالبها بالتوقف عن حديثها بس كفاية أنا ببعدهم عني لأني مش هستحمل إن هما اللى يبعدوني أنا بوفر عليهم المسافات أنا فكرت انى اهرب وابعد واريحهم مني بس مقدرتش لقيت نفسي أضعف من إني أعمل كده 
قاطعتها أميرة انتي مش مضطرة تعملي كده انتي محتاجة تقربي منهم اكتر وتسمحي لهم يساعدوكي
وجدت أميرة أنها قد هدأت وبدأت تستمع إليها باهتمام فأكملت حديثها اللى حصل النهارده دا كان شئ كويس لأنه خلاكي تتكلمي وتخرجي جزء من اللى جواكي عايزاكي تكملي و متتراجعيش اسمحيلي أنا أكون الايد اللى تساعدك تقدري ترجعي ثقتك بنفسك وعلاقتك مع أهلك و أصحابك
هزت نسمة رأسها نفيا الناس مش بترحم مش هيرحموني بكلامهم ولا نظراتهم 
ربتت أميرة على يديها وأنا جنبك ومش هسيبك بس عايزاكي تخرجي و تواجهى الناس لأنك مش غلطانة ابدأي بأنك انتى تيجي العيادة اتفقنا أنا كل اللى طلباه منك إنك تسيبيني أساعدك 
ترددت نسمة كثيرا ثم أومأت برأسها إيجابا ولكن بداخلها يزداد خۏفها من القادم بداخلها تخشى المواجهة ولكن فلتدعها تمد لها يد العون
ودعتها صاعدة إلى منزلها على وعد بزيارتها قريبا لاستكمال جلسات علاجها النفسي
اطمئنت أميرة إلى صعودها منزلها ثم ترجلت من السيارة لتعبر الطريق تجاه سيارة أخرى مصطفة على جانبه فتحت باب السيارة الأيمن و دلفت إليها لتخاطب الجالس في مقعد السائق پغضب حازم لو سمحت كده مينفعش إنت مراقبنا من ساعة ما خرجنا 
الټفت إليها سائلا بترقب نسمة حامل 
عاندته قائلة مش من حقك تعرف مش من حقك تعرف أي حاجة بتدور بيني وبينها
صړخ بها لا من حقي من حقي يا أميرة أنا بحبها وشعوري ناحيتها مش شفقة أنا بحبها وعايز أكون جنبها
حاول تهدئة أعصابه أنا هتقدم لنسمة الموضوع كله مسألة وقت لحد ما انتى تعطيني إشارة إن قربي منها مش هيأذيها لكن لو فيه حمل مش هينفع أتأخر
حاولت أميرة إخفاء ابتسامتها وإعجابها بصدق مشاعره ترجلت من السيارة قائلة نسمة مش حامل هي كانت خاېفة و بتطمن يعنى اهدى على نفسك وسيب كل حاجة تمشي براحتها خصوصا إنها بدأت تتجاوب معايا ولو سمحت بطل حركات المراقبة دي وقت ما احتاجك تظهر في حياتها هبلغك
عبرت الطريق مرة أخرى تجاه سيارتها وتركته يحمد ربه على بدء استجابتها للعلاج

حاولت ندى النهوض للذهاب إلى عملها ولكن النوم ظل يداعب أجفانها فلم تقو على النهوض نظرت إلى الصغير الغافي بجوارها أمسكت يديه تداعبها فأغلق كفه على اصبعها يتشبث به أو ربما يستمد منها الأمان كغريزة طفل تجاه أمه لثمت كفه وأخرجت اصبعها ببطء نفضت النوم والكسل عنها وقررت الاستعداد للذهاب إلى عملها 
عند خروجها وجدت والديها يتناولان طعام الإفطار فألقت عليهما تحية الصباح وشاكستهما قائلة ايه الندالة دي بتفطروا من غيري! 
ابتسمت لها والدتها أنا الصراحة قلت انتى مش هتروحى الشغل النهارده بعد سهرك إمبارح مع أنس 
تثاءبت ندى هو الصراحة أنا عايزة ادخل أكمل نوم بس مينفعش لازم
أروح الشغل 
ثم سألت والدتها باهتمام ماما هتقدري تاخدي بالك من أنس لو مش هتقدري أنا
تم نسخ الرابط