رواية طارق الفصول من الثامن للثالث عشر

موقع أيام نيوز

نسمة بين ذراعيه و تصلبت عضلاتها ابتعدت عنه بهدوء قائلة حاسة إني لسه مش مستعدة يا بابا دكتورة أميرة اقترحت عليا كده النهارده بس أنا خاېفة 
أعادها والدها لحضنه مرة أخرى مش عايزك تخافي طول ما أنا عايش مش عايزك تخافي 
ثم مازحها قائلا و بعدين يا ستي أنا هوديكى و أجيبك زي أيام المدرسة 
ابتسمت نسمة و شددت من احتضانه ربنا يخليك ليا يا بابا
شعرت والدتها بالسعادة و قالت بغيرة مزيفة وأنا يعني مليش نصيب في الحب دا
قهقه منصور و وقف قائلا لا طبعا لينا كلنا نصيب بصو بقى قومو اجهزو نخرج نتفسح و نقضي اليوم بره 
ابتسمت نسمة بهدوء و أخذت والدتها بيديها لتذهب لغرفتها لتتجهز للخروج كما اقترح والدها 
دخل حازم للتو إلى منزله ليجد أميرة تجلس برفقة والدته بانتظاره ألقى عليهما السلام و جلس بإرهاق على الأريكة طلب من والدته أن تعد له كوبا من الشاي ريثما يتحدث مع أميرة قليلا نظرت والدته إليهما بشك أسراركم كترت و مش مطمنالكم
دفعتها أميرة بخفة قومي يا خالتي ابنك عايز كوباية شاي بلا اسرار بلا بتاع وياريت تعمليلي أنا كمان معاه
ما إن غادرت والدته حتى بدأت أميرة الحديث إيه اتأخرت ليه خالتي مستلماني أسئلة من وقت ما جيت
تنهد حازم بتعب كنت بنهي تصميم مشروع و اتأخرت المهم طمنيني اخبار نسمة إيه 
تنهدت أميرة قائلة المرحلة الجاية هتكون صعبة المواجهة مع زمايلها و خطيبها بصراحة خاېفة من المواجهة دي مواجهتهم مش سهلة زي أصحابها أو مامتها و باباها
أومأ حازم برأسه معاكي حق أكيد فيهم ناس كانت مش بتحبها و هيحاولو يضايقوها دا غير خطيبها اللى اتخلى عنها
وافقته أميرة فعلا عشان كده عايزاك تستعد تدخلك هيكون بناء على رد فعلها لما تواجههم
أنهيا حديثهما و استأذنت أميرة بالرحيل
بعد رحيلها جلست عايدة والدة حازم بجواره قائلة إيه الموضوع بقى
الټفت إليها حازم قائلا موضوع إيه 
غمزته قائلة يا واد إنت هتعملهم عليا! هي أميرة جيبالك عروسة ولا ايه 
ابتسم حازم لوالدته انتي عايزة تخلصي مني يا عايدة ولا إيه 
نظرت إليه والدته بعبس زائف آه عايزة أخلص منك يا عين أمك 
ثم تنهدت مكملة عايزة افرح بيك يا حازم نفسي اطمن عليك انت و اختك
أتى صوتها من خلفها مشاكسا ملكيش دعوة بأخته يا حاجة عايدة ركزي مع حازم بس
ضحك حازم بوجه شقيقته إسراء ناوية تقعدي من غير جواز يعني
جلست إسراء على الأريكة تجاور أخيها تحمل بيدها طبق يحتوي على بعض ثمار الفاكهة تحدثت بمرح يا بني ما أجمل عيشة العزوبية هما اللى اتجوزو خدو إيه يعني
ڼهرتها والدتها ولكزتها بكتفها اتلمي يا اسراء أصلا الله يكون بعون اللى هيتجوزك خليني في إبني حبيبي طمني بقى و قولي إن فيه عروسة 
ابتسم حازم بهدوء ربنا يسهل يا ماما ادعيلي انتي بس
استأذنهم حازم ليخلد للنوم رحل لغرفته التفتت عايدة إلى إسراء تنتزع طبق الفاكهة من بين يديها قائلة قومي يا بت انتي مش شاطرة غير في
الاكل و بس قومي هاتي لنفسك طبق تاني
نظرت إليها إسراء بطرف عينيها و تحدثت بنبرة مداعبة انتي متأكدة إني بنتك و كده! إيه المعاملة دي 
رحلت إلى المطبخ تحدث نفسها تاركة والدتها تضحك على هيئتها
في المساء تقابل كلا من مالك و مهاب كما اتفقا في اليوم السابق لقد كان مهاب صديق مالك الأقرب و لكنه اضطر إلى السفر منذ تسع سنوات حيث أتته فرصة للعمل بأمريكا بمجال تخصصه بالبرمجيات
جلسا معا بأحد الكافيهات يتناولان قدحا من القهوة سأل مالك صديقه عن أحواله قولي إنت أخبارك إيه و إيه الغيبة دي كلها دا إنت منزلتش أجازة من يوم ما سافرت 
ابتسم مهاب لصديقه قائلا بصراحة الجو كان عاجبني هناك الشغل كان على مزاجي 
شاكسه مالك قائلا اوعي يكون فيه واحدة أمريكية ضحكت عليك و غرغرت بيك
قهقه مهاب لدعابة صديقه والله ما كان عندي وقت للكلام دا أنا كنت مطحون في الشغل 
سأله مالك و إيه زهقت من الشغل فقررت تنزل أجازة! 
هز مهاب رأسه نفيا لا زهقت من الغربة فقررت أنزل استقر بقى و أشوف مستقبلي على رأي ماما نويت افتح شركة صغيرة هنا كده أسلي نفسي فيها و أشوف عروسة عشان ماما تبطل زن 
ربت مالك على كتفه ربنا يوفقك يا مهاب 
غير مهاب مجرى الحديث ليستفسر من مالك عن أحواله قولي بقى إنت عامل إيه احكيلي 
قص عليه مالك ما حدث معه منذ ۏفاة زوجته مرورا بتعرفه على ندى و رعايتها لطفله حتى طلبه الزواج منها
تنهد مالك بس يا سيدى دي كل الحكاية و النهارده باباها اتصل عليا و قالي أروح بكره عشان عايزة تقعد معايا
قال مهاب بابتسامة طفيفة تعلو وجهه أن شاء الله خير من كلامك عنها شكلها بتحب أنس و هتراعي ربنا فيه 
أومأ مالك برأسه حبها لأنس شدني ليها خلاني مهتم أعرف كل حاجة عنها مش عارف أفسر مشاعري
ليها لو أنا حبيتها طب ياسمين كانت إيه 
تحدث مهاب بهدوء إنت حبيت الاتنين بس كل واحدة حبك ليها مختلف ياسمين كنت إنت كل حياتها فلقيت معاها حب و اهتمام و رعاية و حنان و حبيت في ندى حنيتها و حبها لابنك الحب درجات و حبنا لكل إنسان بيختلف في الدرجة 
وافقه مالك ملهاش تفسير تاني غير كده
تسامرا سويا لفترة من الوقت ثم افترقا حتى يستريح مهاب من عناء السفر على وعد بلقاء آخر قريب
ظل هاشم يتابع قضية كريم طوال الوقت و استطاع بعلاقاته أن يوقف أمر إلقاء القبض عليه أرسل مدير أعماله لعائلة الشاب المصاپ ليقنعهم بالتنازل عن المحضر و تقبل تعويض مادي تعالى رنين هاتفه فالتقطه سريعا مجيبا مدير أعماله أيوه يا حسين عملت إيه 
قال حسين بضيق للأسف رفضوا يا باشا مصممين على المحضر و رافضين التنازل و التعويض
هز هاشم رأسه و هو حالته إيه 
أجابه حسين محجوز في العناية حالته صعبة
التمعت عيني هاشم بنظرة شړ نفذ الحل التاني دلوقتى حالا

تم نسخ الرابط