رواية يوسف الفصول من الثاني وعشرون للتاسع وعشرون
المحتويات
.. تركها تبكي بحزن وخزي منه
هو كما هو .. لا يتغير لا يفي بوعد لا يلتزم بحديثه .. لا يمكن ان تعطيه فرصة اخري
هي يجب ان ...... تغادره
كان خبر استيقاظ السيدة جلنار صاډم فهي حالتها كانت سيئة .. سيئة للغاية ايضا
دخلت روان لغرفتها واقتربت منها وقبلت يدها بحب وهي تقول
_انتي كويسة ياماما
ابتسمت بوهن شديد ولم تستطيع ان تريد
_كارمن كانت ھتموت من الخۏف ياماما عليكي
حركت راسها بخفة ثم هتفت بصوت متقطع
_و .. و .. ويوسف
ادمعت عين روان وهي تتذكر حديثهم الذي دار منذ قليل ولكن حاولت ان تخفي تلك الدموع وهي ترد
_كان خاېف وقلقان .. صح مبينش دا بس افعاله تدل علي كدا
ابتلعت ريقها بصعوبة بالغة بينما قالت روان بمرح
_بس اية الصحة الجامدة اللي عندك دي ياجلنار ياجامدة .. الدكاترة اتصدموا لما عرفوا انك فوقتي
دق الباب بتلك اللحظة ودخل يوسف نظرت له روان پصدمة ولكن بكل هدوء تركتهم وغادرت
ظل هو ينظر لها وهي ضعيفة هكذا بعيون صارمة
وراحت الذكريات تتدفق في عقله ....
كان مازال علي الارض يبكي بعد ان غادرت والدته لا يعرف كم مر من الوقت لكن فقط شعر بصوت الباب يفتح ويدخل والده
_ماما مشت يابابا
قال الاب پصدمة
_مشت
قال يوسف پبكاء
_قالت انها عايزه تعيش مبسوطة بعيد عن هنا .. مرضيتش تاخدني معاها وقالت علشان انا هزعلهم لو رحت
صمت للحظة واكمل بتساءل برئ
_هو وحش اووي كدا يابابا لدرجة ان ماما مترضاش تاخدني
نظر له والده بحزن واقترب واحتضنه وهو يهتف بحزم
يوسف
_طيب وكارمن يابابا وروان
_انا هعمل المستحيل علشان ارجعهملك بس انت متعيطش .. في حد يبقي معاه بابا ويعيط
اؤما بالنفي واحتضنه بحب
فاق من ذكرياته وتطلع لها بقسۏة جفلتها ولكن رغم ذلك همست بضعف
_قرب يابني
كان بالفعل يقترب ولكن عندما هتفت بكلمة ابني
_اياكي تقوليها تاني انتي سامعة .. انتي مش امي ولا انا ابنك
التمع الدمع في عينها بينما اكمل هو بقسۏة اكبر
_انا دخلت بس علشان الصحافة برة .. لازم الناس تعرف ان صلة الرحمة ما بيني وبينك موجودة
هتف باخر كلمة بسخرية
بينما زاد الدمع بعيونها .. كم هو قاسې
كيف له ان يحمل كل تلك القسۏة في قلبه !
صمت لدقائق وهو ينظر للامام بجمود قبل ان ينظر لها ثم للجهة الاخري بعيدا عنها وهو يسالها بنبرة جامدة
لم تكاد ترد حتي اتاه اتصال من سليم
رد عليه ليأتيه صوت سليم المتوتر
_يوسف بية لين هانم هربت .. الخدامة اتصلت بيا علشان اقولك بعد ما لقيتك مبتردش عليها
الفصل 24
بعنوانآهات الفراق
كادت تتوقف نبضات قلبه وهو يستمع لحديث سليم من الطرف الاخر انها اپشع الاخبار التي سمعها في حياته كلها هذا اسوء ما توقعه .. اين غادرت .. اين ذهبت وتركته
وحيدا متخبطا في ارجاء الوحدة والقسۏة
اغلق الهاتف واسرع للخارج ولم يعير لنداءات والدته اي اهتمام .. هي السبب
والدته السبب لو لم يكن هنا الان لكان في منزله ولم تكن هي لتهرب من براثنه
خطوط اللعبة تنحل من بين يديه
الدمية تملك الحرية الان .. الدمية ستختفي
الدمية ستختار مصائرها بعيدا عنه ... هي لم تعد بعد الان دميته
لم تعد دمية بين براثن ... الۏحش .. بين براثن زوجها الحنون القاسې
حتي نداءات روان لم يهتم لها او ربما لم يستمع لها وهي تناديه پخوف من حالته وهو يركض هكذا كالمچنون
بعيدا عنهم .. تري ماذا حدث له ليجري بتلك الطريقة !
لقد غادرته روحه ياعزيزتي .. لقد غادرته انفاسه
التي كان بها يحيا
خرج من صرح المستشفي وتقدم لسيارته وركبها وباعلي سرعة يمكن ان تتخيلها كان يقود السيارة وكذلك بيده الاخري امسك هاتفه يحاول الاتصال بها مرارا وتمرارا ولكن .. لا يوجد رد
وصل اخيرا للقصر ليصف السيارة امام القصر بأهمام ويسرع بخطواته للداخل وما ان دخل حد وجد الخادمة في وجهه والتي كانت ستتحدث بدورها لتبرر موقفها ولكنه لم يعيرها اي اهتمام
بل اسرع الي جناحه ودمعة متحجرة في عينيه .. دمعة تكونت بعد ان دخل القصر وشعر بأن روحه منسحة
متابعة القراءة