رواية يوسف الفصول من الثاني وعشرون للتاسع وعشرون

موقع أيام نيوز

!
او انها بالفعل قصة حب ولكن كل منهم يتهرب من الاعتراف بمشاعره الجياشة التي يكنها كل منهم للاخر
وقف يوسف امام ذلك الحائط الزجاجي ينظر للاعلي حيث السماء من خلالها بعيون حزينة يشعر وكأن روحه تبكي دما من وجعه
يعلم انه ملئ بالعيوب .. يعلم ان العيش معه مستحيل
يعلم ان معها كل الحق في فعل ذلك 
ولكن هو طامع في حنيتها 
جال علي افكاره والدته العزيزة وشقيقتيه ليبتسم بسخرية مريرة فلم تهتم اي منهم به 
نعم لم يأتوا الي القصر وهذا مرره بطيب خاطر لان والدته متعبة ولكن .. هل اتصالا هاتفيا صعب الي تلك الدرجة
هل هذا الاتصال اكثر من ان يستحقه هو
تحولت البسمة الي نظرات غاضبة تنبثق منها شرارات ڼارية وهو يتوعد بداخله للجميع يتوعد بالابتعاد عن الجميع
لن يمنح جلنار الحب .. لن يمنحها العفو
سيظل يقسو حتي لو ان ابيضت عيونها من البكاء
لن يرحم احدا الا اذا رحموه ... لن يهتم ب احد بعد الان 
ترك وقفته تلك وتوجه لمكتبه وجلس عليه لتقع عيونه علي صورة له تجمعه ب لين قلبه
ليمسكها وبسمة خفيفة ترتسم علي شفتيه
يبدو انه نسي وعده الذي تلفظ به وقرره منذ لحظات لا تعد
همس بأشتياق وحزن
_وحشتيني
في احدي المنازل النائية علي اطراف مدينة القاهرة 
منزل يكاد يتساقط بفعل همسة خفيفة من الرياح من يراه يجزم انه لا يحيا به الا الفئران
الا ان من داخل كان غير .. الوانه كان مبهجة واثاثه علي احدث طراز كم هو انيق ولطيف
فهو عصري من الدرجة الاولي من الداخل ومن الخارج يقترب من السقوط
كانت تستلقي ندي علي احدي الارائك في الصالة وامامها شاشة تلفاز عريضة تتابع عليها احدي الافلام الاجنبية والشغف يملئها وكأنها لا تحمل اي هموم
حتي شعرت بأهتزاز هاتفها بجوارها لتمسكه وهي تتوقع انه كالعادة اتصال من قصي والذي لا تجيب عليه او من حمزة
ولكن خابت تواقعتها وهي تراها انها رسالة من قصي نعم ولكن محتواها هو الذي صدمها 
يرد العفو والسماح .. يعتذر منها 
هل هذا قصي بالفعل ام انها تتهيئ ذلك !
ما كادت تفيق من هذا الخبر حتي وجدت التلفاز يتعالي فيه الصوت وتظهر امامها صورة ليوسف يعتذر بعلانية ل لين اامام الجموع ويعترف كذلك بحبه المكنون لها
وسعت عيونها علي وسعهم وظلت تحرك بصرها ما بين الهاتف الذي يقبع بيدها وبين التلفاز الذي يعرض صورة يوسف
وثم صړخت بأعلي صوت لها
_يالين
رغم حزنه البالغ الا انه كان يعمل بتركيز كعادته ولكنه قطع ذلك العمل وهو يزفر بضيق وينظر للسقف بتعب
فهو يفكر في شيئا ويحاول ان يمتنع عن تنفيذه 
يفكر ويلغيه .. يفكر ويلغيه .. ولكن لا فرار من تنفيذه 
امسك هاتفه وهاتف ايمان وعندما اجابت امرها بأختصار
_خلي سليم يجيلي المكتب حالا
ولم ينتظر رد منها واغلقه بوجهها
وهي علي الجهة الاخري ردت وهي تعلم انه لا يسمعها من الاساس
_حاضر
وثم طلبت رقم سليم واخبرته بما يريده يوسف
دقائق وجاء سليم وطرق الباب ودخل له ليجد الاخر يزفر پغضب بالغ هتف وهو يتوجه نحوه
_خير يابووص متعصب لية كدا
نظر له وصمت قليلا قبل ان يهتف بتردد
_انا عايزك في موضوع مهم 
قال وهو ينظر له باهتمام
_كلي اذان صاغية
تابع يوسف بتحذير
_محدش يعرف عنه اي حاجة .. متجبش سيرة الموضوع دا ما بينك وبين نفسك حتي فاهم
رد بطاعة
_حاضر 
يبدو ان الامر خطېر .. فنبرته توحي بذلك 
كما ان حديثه الحذر يوحي بذلك
يارب سلم .. يا آلهي سلم
فعندما يتحدث بغموض لا احد يستطيع ان يعرف عن ماذا هو يفكر ويدبر
كان يقف علي المسرح يتراقص مع تلك التي تدعي رولا امام انظار لبني الغاضبة كم تمقت تلك الفتاة
حتي رقصها يبدو عاديا بل غاية في الاعتيادية
وايضا هي وقحة 
هتفت وهي تنظر لزملائها بحنق
_شايفين بتلمسه ازاي محسساني انه جوزها
ضحكت واحدة منهم ولم تتحدث فهي تعلم بكره لبني لتلك الفتاة التي تدعي رولا
بينما هتفت اخري
_علي فكرة المستر حمزة اختياره غلط المرة دي رولا دي اقل من انها تبقي راقصة اساسية
لبني بضيق اشد
_باسم الذكي دا كمان بعد ما يرقص مع لين الراوي بحالها يرقص مع دي 
قالت واحدة اخري بسخرية
_حظوظ ياختي .. حظوظ
تمتمت پغضب عڼيف
_وانا من يومي حظوظي منيلة بنيلة
جاءها صوت حمزة من الخلف
_الاستراحة خلصت ياهوانم
قالت بضيق
_المسرح مش فاضي زي ما
تم نسخ الرابط