رواية كاملة جديدة الفصول من الحادي عشر الي الخامس عشر بقلم ملكة الروايات
المحتويات
الأمر لن ينتهي بدون خسائر كيف عرف بمجيئه ! .. حالة من السكون المشحون بالتوتر سادت بينهم حتى أصدر صړخة انتفضت على أثرها جالسة
_ سؤالي واضح مش محتاج التفكير ده كله هعيد السؤال لأخر مرة أكرم كان بيعمل إيه عندك امبارح !!
فركت يداها ببعضهم فى ارتباك لا تريد إخباره بما أتفقا عليه وليس من سيمها الكذب حتى لا تتقنه !! استمر صمتها للحظات أكثر تفكر فى خدعة تخدعه بها ولكن كيف لها أن تخدع رجل داهية وافر الذكاء مثله .. سرت نفضة من قمة رأسها الى أطراف أصابع قدمها عندما وقف واندفع نحوها وضړب بقبضة يده على المنضدة المتوسطة بجوار الفراش فى صوت جهورى
غامت عيناها بالعبرات وأغمضت عيناها تتفادى صوته الذى يشبه الرعد فى أذنها ومن ثم خرج صوتها ضعيف مبحوح
_ ر .. رن الباب وأنا فتحت على إنه أنت ولما فتحت دخل ڠصب عني وقفل الباب هو معمليش حاجة اتكلم معايا وعرض عليا إتفاق إنى اطلق منك ومش هيأذي أى حد لا أنت ولا ريان ولا زمردة وحتى أنا هيبعد عني خالص وأنا وافقت على الإتفاق !!
_ وتتفقي معاه على اساس أيه .. أيه عرفك إني هطلقك مش يمكن اغير رأى وعلشان اللى عملتيه ده ياملاك مش هطلقك غير بمزاجي علشان بعد كده تروحي تعملي إتفاقات مع أكرم كويس من ورايا وتخبي عني
هطلت عبراتها الحاړقة على وجنتيها فى أسى فتابع بقسوته التى لم تعهدها من قبل
التزمت الصمت وهى مطرقة في أسف وتلهث مما فى صدرها من الألم والحزن على معاملته القاسېة لها تلك القسۏة تزعزع حب القلوب تارة تجده هادئ وتارة غاضب متى ستهدأ العلاقة بينهم إلى متى ستظل الأوضاع متذبذبة هكذا .. جعلها تهب واقفة فى ارتيعاد عندما صاح بجفاء
لا تجيبه وترد له الصاع صاعين لعلمها بخطأها وأنه لم يكن لينفعل لولا مافعلته فأكتفت بنظرة متضايقة وبريئة تسبح معها بحر من الدموع في عيناها وتمر من جانبه مسرعة نحو الحمام فيتأفف هو ويزفر بقوة في محاولة للتخفيف عن نيرانه المتوهجة وحين لم يجد فائدة من التأفف أتخذ طريقا أفضل وهو الاستغفار وذكر الله فتهدأ معهم سخطه رويدا رويدا ... !
كانت ردة فعله سابقة لإجابة مراد عليه حين قال بشئ من الڠضب
_ أختى أيه أنت مدرك أنت بتقول أيه يامراد !
تنفس الصعداء بضيق يبحث عن طريقة يجعله يصدق تلك الصاعقة التى سقطت فوق رأسه للتو
_ أيوة مدرك يامروان زمردة أختك زي ماقولت عمي كان متجوز أنا قولت أقولك لإني بصراحة مش حابب إن زمردة تقعد فى بيت وحدها ولما حاولت أقنعها تاجى تقعد عندينا رفضت وكمان هى معندهاش الشجاعة أنها تظهر قدامكم علشان كدا قررت أقولك
_ وأنت عارف الكلام ده من أمتى يامراد ومقولتش ليكون أسيد كمان عارف !
أماء فى أسف واستطرد بهدوء
_ من قبل مايموت بابا واحنا عارفين الموضوع ده وكانت هى اللى بتمنعنا أننا نقول لحد
تنفس الهواء الصافى فى محاولة لتهدأ نفسه الضجرة بإى حق يخفوا عنه شئ كهذا فهذه أخته وله كامل الحق أن يعرف بأمرها ويعرف كل شئ عنها وكيف تعيش ومع من ومن جهة أخرى يصعب عليه تصديق مافعله أبيه ! مالسبب الذى دفعه للزواج من أخرى وأخفى عن الجميع هذه الحقيقة لسنوات ...
تمتم بأمتعاض
_ وديني البيت اللى قاعدة فيه يامراد حالا
رفع كتفيها لاعلى مغلوب على أمره مردفا
_ طيب
ساعات قليلة مرت ببطء كان الوقت يمر كسلحفاة تسير فى طريقها الطويل . أنتهى الوقت المحدد ووصلت إلى المنزل الذى ستقيم فيه من اليوم وسيكون منزلها حتى طلاقها منه . ترجل من السيارة وسار نحوه بعد أن أخرج مفتاح المنزل وفتحه ثم الټفت وأشار بعينه الممېتة لها أن تدخل .. فشرعت بالفعل فى الدخول وهى تحاول تفادي نظراته المريبة نتيحة لتوترها هذا تعثرت قدماها وكادت أن تسقط لولا يداه التى قبضت على خصرها يعيد توازنها شعرت بقلبها سقط بين قدامها من لمسته وكأنها لم يسبق لها تجربة الزواج وأن يلامسها رجل ويقترب منها وتلافح أنفاسه الدافئة وجهها وتستنشقها كأكسجين روحها ولكن شعورها وهى مع أسيد الآن يختلف كثيرا عما كانت تشعره بقرب أكرم ... أنتصبت فى وقفتها حين وجدته أفلت يديه من على خصرها متشدقا بجفاء
_ أنا ورايا شغل همشى لو أحتجتى حاجة أتصلى بيا
طالعته بضعف وأعين سجينة الشجون والألم وكأنها تقول لا تفعل هذا بي ! ولكنها أكتفت بقولها في نبرة بثت بها جميع أشكال الأعتذار المختلفة
_ أنت متعصب مني أوي كدا ! .. أنا مخبتش ل...
قاطعها بحزم فى قسۏة مغمغما
_ أه بظبط كده متعصب جدا كمان والأفضل إنك متفتحيش الموضوع ده تاني قدامي على الأقل لغاية ما أهدى شوية لإني فى الحقيقة انا لغاية دلوقتي هادي جدا معاكي ياملاك ولسا مشوفتيش عصبية بجد مني
تركها وتوجه ليغادر المنزل لولا صوتها الرقيق وهي تقول
_ هتاجي أمتى
لم يلتفت ولم ينظر فقط قال في صوت رجولى قوى
_ معرفش بس أتغدي ملكيش دعوة بيا لإني إحتمال كبير مجيش على الغدا
جلست على الإريكة التى تتوسط نصف الصالون محدقة على أثره پألم دفين حتى هو لا يبذل جهد في معرفة سبب مافعلته اكتفى بمعاقبته القاسېة لها وكأنها جامد لا يعي أو يشعر بشئ قالت بل قررت أن لا تسمح بإحد أن يتهمها بشئ من دون علمه سبب فعلها له ولكن أمامه تقف مسلوبة الإرداة تجهل كيف تواجهه وهذا ما سبب لها الألم .
هبت واقفة وارتدت حجابها وسارت نحو الباب لترى من الطارق وفتحت فورا اعتقادا منها أن الطارق هو مراد كما أخبرها أنه قادم ولكن كانت الصدمة تحتل مركزها على وجهها حين رأت أخيها معه فنقلت نظرها بين أخيها ومراد الذى أشار لها بعينه أن تفسح الطريق لهم بالدخول وعلى الفور لبت أمره وأفسحت قليلا متمتمة بخفوت
_ اتفضلوا
تقدم أولا مروان الذي نقل نظره فى المنزل بتفحص كل جزء منه ثم وقع نظره على أخته التي تهيمن عليها القلق والتوتر وتقف عاقدة يداها ببعضهم وتفركهم وټخطف أغلب نظراتها إلى مراد كإنها تلومه على إخباره له ! ونتيجة لذلك فنظر الأخير إلى مراد وطلب منه الخروج ويتركهم بمفردهم فأمتثل لأمره وأنصرف ثم عاد من جديد يتفحص المنزل وهو يهتف بصلابة
متابعة القراءة