رواية كاملة جديدة الفصول من الحادي عشر الي الخامس عشر بقلم ملكة الروايات

موقع أيام نيوز

نظرة منه ترى فيها رغبته بها وحبه الجنونى وهو غير مبالى لها فقط يريد مساعدتها وحمايتها زارعا فى عقلها أنه يحبها ولديها جزء من قلبه تحتله وحدها ولكن ضمن محتويات العائلة شبيهة بمكانة شقيقته وهو فى الحقيقة لم يكن شعوره تجاهها سوى شفقة منه ورأفة بحالها ... رياح باردة اقټحمت الغرفة معها امواج تحمل اصوات نباح الكلاب المرتفع وكأنهم شئ اخافهم او يتشاجرون حول شئ ........
على الجانب الاخر كان ريان قد وصل القاهرة بعد سفر دام لساعات فى سيارته وكان اول من نزل من سيارته امامه هو منزل أسيد الذى تكمن به ملاك او الذى كانت !! .. اصابته حالة من التوتر والقلق حين لم يجد الرجال امام المنزل ! سار نحوه وهم بطرق الباب فأذا به يجد زمردة تفتح الباب ويفاجئ بحقيبة ملابسها التى فى يدها وتستعد للخروج .. وقعت نظرتها عليه لتقرأ فى عينه التساؤلات والدهشة فتقابل نظراته ببرود ونظرة أستحقار مجيبة اياه مستنكرة  
_ طبعا جاى تسأل على ملاك زى ما انت شايف ملاك مش موجودة وانا راجعة بيتى دلوقتى
ضم حاجبيه على بعضهم مردفا بأستغراب  
_ مش موجودة ازاى يعنى !! راحت فين !
أستقرت نظرة منها عليه ملؤها الحقد والڠضب مازالت لن تنسى الاھانة التى القاها كالسهم المسمۏم فى تجاه قلبها غبر مباليا لذلك القلب الصغير لم تسيء معاملته قط ولكنه فعل كأنها نكرة لا تساوى شئ والان يقف امامها وكأن لا شئ حدث اطالت النظر فى وجهه تكاد ټنفجر به وتكسر أضلعه ولكن حتما لن تخرج من الحړب منهزمة دون أن تصنع خسائر فى العدو وستسخدم أشد الاسلحة الما تكاد تكون الهزيمة الحقيقية له !! 
تقدمت خطوة نحوه وهى تقول مبتسمة بمكر وتتصنع الصدمة  
_ ايه ده معقول ريان بيه ميعرفش ملاك فين تؤتؤتؤ ملهاش حق ملاك متقولكش هى و أسيد .. اصل الصبح كنا عند المأذون عقبالك كده أن شاء الله وكان كتب كتاب أسيد وملاك وهى دلوقتى فى بيت جوزها !!
ضغطت على كل حرف فى اخر كلمة مستقصدة أشعال نيرانه أكثر بكلمة زوجها وقفت تتابع تقلبات وجهه التى إخذت جميع الوان الطيف لتستقر على اللون الاحمر الداكن ! فوجدته يهتف وهو يجاهد فى ضبط انفعاله  
_ اذا كنتى حابة تهزرى فده مش وقت هزار خالص لانى مش فى مزاج للهزار ده وقولى ملاك فين
قهقهت بصوت مرتفع وهى ټضرب كفا بكف واستطردت بنظرة وضيعة  
_ وانت مين اصلا علشان اهزر معاك ! ملاك فى بيت جوزها اللى هو أسيد ولو مش مصدقنى روح واتأكد بنفسك
رأت نظرة فى عينه ارعبتها حقا لا تعرف اهى بسبب ماسمعه منها او بسبب طريقتها فى الحديث معه ولكن لا يهم الاهم الان انها نجحت فى تحقيق مبتغاها باغتها بحركة فجائية منه وهو يسحبها من ذراعها اليه هامسا له بخفوت مرعب  
_ عارفة لو طلعتى بتكدبى هندمك على اليوم اللى شوفتينى فيه اما طريقتك فى الكلام دى فهدفعك تمنها بطريقتى
دفعت يده بۏحشية عنها رامقة اياه شرزا ثم دلفت الى المنزل واغلقت الباب وتركت العنان لدمعة حبست فى مقلتيها بمجرد تذكرها لما قاله لها فى المنزل هنا منذ ثلاث أشهر أخرجت هاتفها وأجرت أتصال بمراد تعرف منه لماذا تأخر هكذا وهى تنتظره منذ وقت فأخبرها انه فى طريقه إليها ................

فتح باب الغرفة ودخل بعد يوم شاق ومرهق نزع سترته عنه كما يفعل دوما متنهدا بأرهاق واذا به يصدم بملاك النائمة على الارضية تتكور حول نفسها كالجنين فى بطن امه لا يوجد مايغطى جسدها الضئيل ويدفيه فى ذلك البرد انحنى إليها وهتف بصوت قوى بعض الشئ يحمل بداخله السخط  
_ ملاك .. ملااااك
فتحت عيناها دفعة واحدة وانتفضت جالسة عندما رأته وهمست له بخفوت مترقب فى صوت يبدو ناعسا  
_ نعم !
بنظرات دقيقة تفحصها قائلا  
_ نايمة على الارض ليه !
ابتعلت ريقها بأضطراب بسيط مغمغمة بتوضيح بسيط  
_ يعنى اصل انا نمت على الكنبة ولقيتها مش مريحة اوى فنمت على الارض
_ والسرير ده بيعمل ايه !
أوضحت أكثر بخجل أشد وهى تهز كتفيها لاعلى لتظهر جهلها قائلة  
_ معرفش بس قولت يمكن انت مش حابب حد ينام عليه او جمبك بالاخص
جثى على ركبيته امامها تلك الملاك تتفنن فى كل مرة وتجعله مجبور على معاملتها برقة وحنان كمان ينبغى أن تعامل عفويتها وبراءتها الطفولية لا يستطيع المقاومة امامهم تشدق مبتسما  
_ وانتى بأى حق بتقررى بالنيابة عنى ثم أن انتى مبقتيش حد ياملاك انتى حاليا مراتى ومينفعش انام على السرير وانتى على الارض او الكنبة عييب يعنى .. عايزك تتعاملى بعفوية ياملاك ده بيتك خلاص قومى يلا كملى نومك على السرير وانا هاخد دش وانام زيك .. بس قبل ماتنامى اكلتى واخدتى علاجك ولا قاعدة من الصبح مكالتيش حاجة
ازدردت ريقها پخوف وهزت رأسها بنفى وإيجاب فى آن واحد بنظرات طفولية مرتعدة ولكنها لم تنفعها كثيرا حيث أندفع بها يردف پغضب 
_ وبعدين يعنى انتى طفلة صغيرة ياملاك هقعد فوق راسك علشان تاكلى مش عارفة مصلحتك يعنى .. مصممة تعصبينى عليكى فى كل مرة بسبب عندك ده وحركاتك اللى تشل مانعين الاكل عنك يكونش وانا معرفش
أطرقت ارضا بأسى متمتمة  
_ مقدرتش اطلع يا أسيد صراحة مكنتش مستعدة لاى كلمة من مامتك او اختك ففضلت القعاد فى الاوضة لغاية ماتاجى
مسح على شعره زافرا بخنق ثم تشدق  
_ طاب انا كل يوم هطلع واجى اخر اليوم هتقعدى كل يوم من غير أكل لغاية ما اجى .. مينفعش اللى بتعمليه ده انا مش عايز اتعصب عليكى بس انتى بتجبرينى على كده
إبتسمت بمرارة وصوت مرير وعابس اجابته 
_ انت دايما متعصب عليا يا أسيد نادر لما بشوفك بتضحك فى وشى او تكون هادى
تتهمه بقسوته معها بالرغم من انه يجاهد ويدهس على نفسه محاولا أن يظهر لها حبه العفوى لها وانه لا يريد احزانها ولكنها تتعمد أشعال نيران غضبه بما تفعله من عناد لم يكن لديه نية بأخافتها .. خرج صوته الحانى التى بدأت تعتاد عليه رويدا رويدا  
_ انا لما بتعصب عليكى بيبقى بسبب خوفى عليكى لو بصيتى وعديتى المرات اللى اتعصبت عليكى فيها هتلاقيها بسبب عندك او غيره متعادنيش معايا واسمعى الكلام ومش هتشوفى منى غير حنية 
اصطبغ وجهها بحمرة خفيفة يخدش حياؤها بكلامته المعسولة ونبرته التى ټحتضنها .. ماهذا الرجل كيف له أن يكون شخصين فى آن واحد يتقن التحول من غضبه الى طبيعته الهادئة والساكنة .. لا يمكنها القول سوى انه جذاب لدرجة كافية لجعل اى فتاة تفتن به من اول نظرة ! رجل بما تحمل الكلمة من معنى صدره الواسع وطولة باله هدوءه حكمته غضبه إبتسامته الساحرة .. يكفى أن ترى كل هذه الصفات يوميا أن سؤلت الان من هى فستجيب 
انا التائهة فى صحراء تمتد الى البصر
تم نسخ الرابط