رواية كاملة جديدة الفصول من الحادي عشر الي الخامس عشر بقلم ملكة الروايات

موقع أيام نيوز

حدث شجار بينهم تأخذ اليوم كله وربما أيام تبكي ولن تهدأ إلا عندما يأتى ويشاكسها ويعتذر منها عن ما صدر عنه من جفاء وقسۏة كانت تخبره دوما أنها تقضى الليالي والأيام تبكي لسبب واحد وهو حبها له وعدم قدرتها على مخاصمته ابتعاده ونفوره عنها وأن الشخص الذى يحبه فقط هو من لا يحتمل غضبه وابتعاده . نعم جال فى عقله نفس السؤال ولكنه نفضه من عقله فورا واقترب منها ليجذب السکين منها ويديرها لمواجهته فيقول بنعومة  
_ ممكن تفهميني بټعيطي ليه كدا حصل إيه يعنى خلاكى تعيطى كدا !
ياله من أحمق بعد كل ماحدث يسألها ماذا حدث يستدعي كل هذا البكاء !! أنزوت نظرها عنه وتمتمت بصوت مبحوح  
_ مفيش حاجة يا أسيد صدقني وحتى لو في متشغلش بالك بيا
بصوت ينسدل كالحرير ناعما تمتم مبتسما بعد أن أمسك بطرف الخيط ليجلعها تأتى بالخيط لنهايته  
_ أنتى بتعيطى كل العياط ده علشان اللي حصل الصبح !
زمجرت كطفل صغير يأبى الخضوع بسهولة قائلة  
_ وأزعل ليه أصلا علشان الصبح أساسا دى طبيعتك تزعق وتتعصب من غير ماتفهم حاجة !!
إبتسم بلؤم بعد أن تحقق ما أراده وعقد ذراعيه أمام صدره متمتما برقة تليق بنبرة صوته الرجولية ممزوجة ببعض السخرية ليزيد من سخطها  
_ لا بجد طاب فهميني بقى أيه اللي مش فاهمه ياترى !
صاحت به في إنفعال وڠضب  
_ ياسلام لا وليك عين تتريق أنا غلطانة إنى خاېفة عليك من أكرم ومش عايزة تتأذى بسببي وأنت مش عاجبك كمان لعلمك أنا خبيت عنك وكنت هطلب الطلاق لمصلحتك قبل مصلحتي أنا لو على نفسي مش مهم أصلا هيعملي أيه أكتر من اللي عمله لكن أنا كنت خاېفة عليك أنت
أطال النظر إليها ثم تناول قطعة من الطماطم وقال متلذذا  
_ ماشي أنا مدرك حبك ليا وإنك خاېفة عليك بس أنا ليه مش حاسس أنه مجرد خوف بدافع حبك ... مش هقول حبك الاخوي خليني أقول بأعتباري ابن خالك أو إنك بتحبيني حب عادي جدا !
أتسع بؤبؤى عيناها بذهول وتسارعت نبضات قلبها فتجيبه بإنفعال شديد فى تلعثم  
_ أمال هيكون حب أيه يعنى طبعا حب عادي طبيعي هخاف عليك بما إنك ساعدتني وحميتني مش أكتر ولعلمك بقى أنا مكنتش ببكي بسببك .. أنا أفتكرت ماما بس مش أكتر ولا أقل !
برز عن صف اللؤلؤ بين شفتيه ولأول مرة له يقترب منها ويمسك وجهها بين كفيه ثم ينحنى ويطبع قبلة رقيقة على جبينها مردفا ببعض المرح  
_ أنا أسف أنتي لسا مخدتيش عليا بس مع الوقت هتعرفي إني وقت الڠضب بس ببقي زي ماشوفتي وبمجرد ما بهدى بنسى كل حاجة بالرغم من إنك أنتي اللي كان لازم تعتذري لإنك خبيتي حاجة زى كدا عني بس أنا طلعت أحسن منك أهو متزعليش مني خلاص وكملي تحضير الأكل يلا علشان ناكل
هم بالرحيل فقبضت على ذراعه وهمست بأستغراب تطرح عليه سؤال طالما كانت تسأله لنفسها  
_ لما أنت مبتحبنيش بتعاملني كدا ليه ! أنا مبقيتش عارفة أفرق أنت بتحبني أو لا !
بإبتسامة صافية أجابها بعد أصدر تنهيدة حارة  
_ مين قالك أنا مبحبكيش ياملاك بالعكس بحبك جدا كمان بس أنتي مفهومك عن الحب يختلف عني يعني أنا بحبك بس مش الحب اللي في دماغك .. ده أولا وثانيا بقى زي ماقولتلك قبل كدا أنتي ملزومة مني دلوقتي وأمانة وميهونش عليا أخليكي تنامي بټعيطي بالشكل ده .. ممكن تعتبري علاقتنا مؤقتا لغاية ما تنتهي علاقة صداقة
هذا أقصى ما أمكنه قوله ! يلقب علاقتهم بعلاقة الأصدقاء هل أحبته لكي تنعم بالعيش معه كصديقة تبني بينها وبين صديقها حواجز لا تهدم .. كان يلقي كلماته حجرا غير متنبه أين صوب السهم أدركت الآن أن الوصول إلى عرشه أشبه بمحاولتها للمس السماء ! فهتفت ساخرة فى جفاء  
_ صداقة ! بس لا أنا ولا أنت مبجبورين نمثل الجواز قدام الناس يا أسيد وأنا شايفة أنك تطلقني في أقرب وقت أمكن هيكون أفضل لينا احنا الأتنين وبذات أنا ! ولغاية ما يحصل ده إن شاء الله أنا بقترح إن علاقتنا تكون صارمة وليها حدود وكل واحد هيكون في حاله وأول الحدود دي إن كل واحد هينام في أوضة يعني بمعنى أصح يا أسيد هنتعامل مع بعض زي الغرب ! 
رأى الضعف التي تحاول إخفائه عنه داخل عيناها لم يقصد جرحها ولكنه لن يستطيع أن يجعل قلبه ملكا لأحد أخر بعد زوجته اقترح صداقتهم لأنها ستكون عفوية معه في كل شئ وهو كذلك ولكنها رفضتها بجفاء دون أن تفهم نيته فامتثل واحترم قرارها ليجيب يهدوء وعدم مبالة أذرف قلبها الډماء أكثر  
_ طيب براحتك ياملاك أنا كنت عايز ...
قاطعته رافعة كفها فى وجهه تطلب منه التوقف بصوت يحمل بحة قليلة  
_ خلاص يا أسيد أنا عارفة إنك عايز نكون أصدقاء وتكون علاقتنا خالية من بعض الحواجز بس أنا برأي أن حتى الحواجز دي لازم تتبني ملهاش لزمة الصداقة وأنا بمجرد ما أطلق هسافر ولا أنت هتشوفنى ولا أنا
ترقب محياها ونبرة صوتها المرتجفة ولكنها لم تسمح له بكثير من الوقت حيث ولته ظهرهها وأكملت تقطيع الطماطم ودت لو نغزت تلك السکين فى يسارها العلوي ليتوقف نبضها وتستريح أما هو فتأفف بضيق واستدار ليعود إلى الغرفة مجددا .

تجلس بالمقعد الأمامى المجاور له وټخطف نظرة من حين لأخر إليه في تردد ماذا كانت تنتظر عندما يعلم أنها أخته سيتركها بمفردها فى ذلك المنزل ! تخشى مقابلتهم ليت ملاك أو مراد معها الآن . بدأت تفرك يدها ببعضهم كما تفعل عندما تتوتر فصك سمعها صوته القوى  
_ مالك يازمردة مش على بعضك كدا ليه !
همهمت بخفوت قلق  
_ أنت قولت لمامتك عني صح 
غمغم يإيجاب فى خشوع  
_ قولتلها وطلعت عارفة أن بابا كان متجوز .. قالها أنه هيتجوز وعلشان هي عارفة وضعهم وعارفة أن جدتي الله يرحمها غصبته على الجواز منها وافقت للأسف !
أنتصبت فى جلستها وقد تشجعت بحرارة الحديث  
_ يعني بابا كان مش عايز يتجوز مامتك ولا أيه !
غلبه الوجوم وهو يجيبها بخشونة  
_ حاجة زى كدا يازمردة على حسب اللي قالته ماما أنه كان بيحب مامتك وعايزها ومش معني كدا وأنه اتجوز عليها أو كان مبيحبهاش كان بيعامل ماما وحش لا علاقتهم كانت كويس وكان حنين معاها 
قالت بنبرة لم تخل من أسى  
_ يعني مامتك مش قابلة قعادي معاكم فى البيت 
بصوت يفيض رقة وحنانا تمتم شبه ضاحكا  
_ متقلقيش مش هتلاقيها زي مرات الأب اللي بتشوفيها في الأفلام بالعكس دي فرحت أوي لما عرفت بالموضوع وإني هجيبك تعيشى معانا
تنهدت بأرتياح قليلا ضمنت الراحة في المكان التي ستقيم فيه بعد الآن وكأن ثقلا أزاح من على قلبها الآن رأت الحنان الناطق في وجه أخيها
تم نسخ الرابط