رواية كاملة جديدة الفصول من الحادي عشر الي الخامس عشر بقلم ملكة الروايات

موقع أيام نيوز

 
_ أنتي عايشة وحدك صح 
أماءت بهدوء ليخرج صوتها المبحوح قائلة  
_ أيوة كانت ملاك قاعدة معايا قبل ما تتجوز أكرم
_ ملاك دي بنت عمتي فردوس مش كدا واللي اتجوزت أسيد 
رأى رأسها وهي تومئ بإيجاب فدقق النظر بها أكثر وهتف مبتسما  
_ أنتي مالك متوترة كدا ليه أنا مش هاكلك يعني ! . تعالي اقعدي يازمردة وفهميني كل حاجة من البداية لإن مراد مقاليش كل حاجة من البداية
جلست على أحد المقاعد وأتخذ هو كذلك مقعدا له وبدأت تسرد له كل شئ من بداية الأمر حتى الآن وهو يصغى لها بإهتمام جلى ...

يتبادلون المواضيع المهمة حول العمل فينحرف أحدهم عن الموضوع ويهتف بحنو  
_ جهز نفسك عاد ياثروت هنروح بعد بكرة القاهرة ولاد ولدي وحشوني جوي هنروح ناخد اليوم إكده معاهم وناجي تاني يوم وبالمر نشوف لو في شغل هناك نخلصه
أجابه بخشونة فى جدية  
_ ماشي يا أبوي نروح بس هنسيب سارة وأشجان أهنه وحديهم
صمت قليلا يتفكر فى الأمر بجدية ثم يجيب بحماس في إبتسامة  
_ ناخدهم معانا عيحصل إيه يعني لو راحوا وأهو يفكوا عن نفسهم شوية
هتف بصوت رجولي صارم في جدية 
_ زين وأهو نشوف أسيد ونعرف الشغل ماشي كيف لأحسن لينا فترة منعرفش عنه حاجة
قال محمد بأسي وتأثر بعد أن شفق على حفيده  
_ كتر خيره ياثروت هيلاقيها منين ولا منين من جهة مشاكله مع اللي مايتسمى معتز ده ومن جهة مۏت مراته اللي لسا مفاقش منه ... أهو اللي أخدناه من فردوس مجابتش غير المشاكل والعاړ اللي مسك فينا بسببها
أنفعل قليلا عند ذكره لشقيقته لم يفقد حبه لها بالطبع برغم غضبه منها طوال سنين مضت وهو يتحمل الكلمات التي تلقي في عرضها وتنهش فى تربتها حتى بعد ۏفاتها بشبه صيحة عڼيفة قال  
_ كل اللي حصل ده بسببك يا أبوى جوزتها من واحد مش عيزاه وڠصب عنها والنهاية إيه أطلقت منه وغير معاملتك ليها كأنها مش بتك ماكنتش تقولك على حاجة وتقولها أه والضړب اللي أخدته منك لغاية ماجسمها بقى كله معلم مكان الكرباج فاكر كان ياسر يتشاكل كل يوم معاك كيف بسببها وبسبب اللي بتعمله فيها ولما أتقدملها الراجل اللي عيزاه وبتحبه رفضت من غير أسباب كان طبيعى وحدة صغيرة يدوب عشرين سنة لسا متعرفش الصح من الغلط زين تهرب وتتجوز اللي عايزاه والنتيجة إيه عاشت بعيد عنينا 25 سنة لغاية ما ماټت ومنعرفش عنها حاجة وبتها رافض أنها تدخل البيت وتعيش وسطينا متتكلمش عاد على غلطها قبل ما تشوف اغلاطك يا أبوى اللي خلت ده كله يحصل !
لمس الوتر الحساس الذى أشل حاسة التكلم له فالتزم الصمت وهو يفكر فى كلماته التي كانت بعضها حقيقة أو كلها تصرف مع ابنته بقسۏة بالفعل ولكنه لم يكرهها قط كان أخر مايتوقعه هو فعلتها الدنيئة تلك .

ترجل من سيارته وأندفع نحو المبنى الذي تكون من عشر طوابق وقبل أن تخطو قدمه خطوة واحدة كان يعتري طريقه بواب المبنى قائلا بحدة  
_ رايح فين يابيه كده قولي عايز مين وأنا هساعدك !
تفحصه أسيد بنظراته القاټلة ثم استطرد بقوة 
_ فى واحد اسمه أكرم ساكن هنا 
سكت البواب للحظات يراجع اسمه فى قائمة الاسماء التى علقت بذهنه ومن خلالها يسترجع وجه وملامح الشخص المقصود بعد ثوان معدودة هتف مسرعا  
_ أه .. أكرم بيه لا ده بيت واحد قريبه أو صاحبه معرفش كويس يابيه بس بياجي ويمشي من وقت للتاني وأمبارح بليل كان هنا . خير يابيه هو أنت تعرفه ولا أيه 
ران الصمت بينهم للحظات وانقطع حين قال بمكر دفين بعد أن أخرج كارت يحمل اسمه ورقمه ومده يده به له 
_ ايوة أعرفه وصاحبى جدا كمان وعايز منك خدمة كده لما ياجي تتصل بيا لأني بحاول أوصله من فترة ومش عارف
تناول الكارت من يده بحسن نية هاتفا بعذوبة  
_ تمام يابيه هتصل بيك أول ماياجي بس اقوله مين سأل عليك 
أصبحت عيناه كجمرة ڼار ملتهبة إن أخبره ستفد كل خطته فى اللحاق بذلك الوغد وهو يسعى جاهدا للإمساك به فهتف بحدة  
_ لا إياك تقوله أنا أصلا جاي من السفر من يومين وهو ميعرفش فعايز أعملها مفاجئة ليه !
_ تمام يابيه !

بسط الليل ردائه كاملا وتصاعد القمر ليتوسط نصف السماء والنجوم الساهرة تملأ كل قطعة من السماء ... تجلس على الأريكة وتتكأ بمرفقيها على حافة النافذة محملقة فى السماء من الزجاج جميع النجوم ترتص بجانب بعضها ومنها من يشكل أشكالا جميلة كونتها بعلقتيها كالأطفال فلفت نظرها نجمة منيرة مبتعدة عنهم تماما تتأخذ لها مكانا بعيدا عن حشدهم وكأنها تخشى الإقتراب من أحد الحشود فتفسد الشكل الذي كونوه كأسرة أو مجموعة مترابطة ومحبة لبعضها . تماما مثلما تفعل هى تفضل الإبتعاد عن الجميع خشية من أن تفسد محبتهم بتطلفها عليهم بقت وحيدة في عالم لا يمكنها وجود شئ تلجأ به مثل تلك النجمة التي بقيت وحيدة فى سماء لا نهاية لها .. نجمة منيرة تفقد ضوئها مع حلول النهار وتختفي وربما فى الليل أيضا يصبح ضوئها باهتا وليس مرئي تلك ظاهرة طبيعية ولكن ماذا عنها فهي تفقد رونقها وجمالها شيئا فشيئا بسبب ما عاشته ومازالت تعيشه والآن تحاول كسب قلب زوجها وحبيبها ولكن بدأ يتضح أنها ستخرج من الحړب التي عزم قلبها على خوضها رغم علمه بأنه من المحتمل أن يخرج منها منهزما وهذا هو ماسيحدث بالفعل ! ليكن هدر لكرامتها ولكنها أحبته وبشدة كأي فتاة تود أن تعيش حياة الحكايات السعيدة وترى سعادة زوجها وحبه لها .. بدأت تشعر بأن قدرها يشابه قدر والدتها قليلا بداية من زواجها الأول وتعذيب زوجها لها وهذا ماحدث معها .. يبدو أنها ستعيش خيبة الأمل لمرتين على التوالي وستخرج من حروب قلبها منهزمة كما اعتادت دوما . وبينما هي سابحة في محيط شجونها الثائرة وعبراتها تنهمر على وجنتيها بغزارة أنتفض جسدها بشدة عندما سمعت صوته والتفتت له برأسها ولم تنتبه لعبراتها التي حين رأها هتف بتعجب  
_ بټعيطي ليه ياملاك !
جففت الدموع فورا بارتباك لتجيبه بمرارة  
_ لا عادي مفيش حاجة .. كالعادة أنا أمتى كنت مبسوطة أساسا !
وثبت واقفة بحماس تخفي به قناع الألم وإبتسامة مزيفة  
_ أحضرلك العشا ولا أكلت برا 
هز رأسها بالموافقة ويدقق النظر بعيناها العسليتين المنتفخة من أثر البكاء فأسرعت الى المطبخ حين أخذت الإشارة منه لتحضير العشاء . توجه نحو غرفته وبدل ملابسه ثم ذهب إليها فى المطبخ ووقف يحدق بها وهي غير منتبهة له تقطع الطماطم وكأنه بصل يجعلها تذرف الدمع كالشلال تكاد تقطع أطراف أصابعها من ضجرها الظاهر من خلال دموعها انتابه الفضول حول أمرها وشفق عليها كطبيعته .. تذكره بزوجته كان لديها فرط أحساس مثلها أن ڠضب منها أو
تم نسخ الرابط