رواية روعة قوية الفصول من الثالث وعشرون للسادس وعشرون بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
وهو يتحدث معه خلال التليفون رد الأخير بحنق
الرجالة راح منهم تلاتة
زفر جعفر ثم قال بانفراج
بس إكويس إن خدنا حاجة دول هيتجننوا على الفلوس اللي اتسرجت
بدا حمدي منصتا له ثم سأله بغرابة
فلوس أيه اللي اتسرقت!
اعتدل جعفر في جلسته مدهوشا هتف باستنكار
هيكون مين يعني اللي سرجها رجالتك طبعا كان فيه غيرهم إهناك!!
هتف حمدي بمعارضة وقد ارتاب في الأمر
ردد جعفر باكفهرار
الفصل الرابع والعشرون
أ
عبثت بها الظنون وتلاعبت بعقلها المحدود معلنة بطلعتها المحتقنة أنها قد صدقتها منذ تركها وذهب وهي جالسة على تختها وعلامات الارتياب منبلجة حد أنها قد طفحت الكيل من والديها نفخت هدير بسئم فالتعاسة تأتي لها من أقرب الناس إليها غمغمت من بين أسنانها
رفضت أن تذعن لأفعالهما الحمقاء في حق زوجها فتابعت بحسم
لا المرة دي لازم أوقفهم عند حدهم دا شكل واحدة اتجوزت امبارح وجوزها سابها ليلة دخلتهم
لعنت حظها ومن له يد في بؤسها وبدت حزينة دقت قسمت بابها قائلة
ممكن أدخل يا هدير
ادخلي يا عمتي
ولجت قسمت وعلى ثغرها بسمة ودية قالت وهي تتقدم منها
صباح الخير
زيفت بسمة رقيقة وهي ترد
صباح النور
جلست قسمت بجانبها قالت وهي تتفحص وجهها بظلمة
اوعي تكوني زعلانة إن جوزك سابك ليلة فرحكم
سكنت ملامح هدير ولم تعلق تابعت قسمت بلؤم
منهم لله اللي دايما بيحاربوا مراد وحطينه في دماغهم حتى مش سايبينه ليلة فرحه ونكد عليكم
مش عارفة أنبسط زي الناس كله غم
ربتت قسمت على ظهرها ثم نصحتها قائلة
اهتمي ب مراد ومتفكريش وشك وحش عليه لازم تمنعي اللي ينكد عليكم وإنتم هتعيشوا حلوين
لمحت بجملتها الأخيرة فنظرت له هدير مطولا بشرود خاطف تنهدت بعدها ثم قالت بعزيمة
عندك حق لازم أوقف اللي هيدمروا حياتي مع مراد عند حدهم
أيوة كده لازم تكون شخصيتك قوي دا إنتي مرات مراد لازم يعملولك حساب
زاغت هدير في حديثها فهي محقة بينما أرادت قسمت بدهائها أن تزعزع الأمور بينها وبين والديها بالفعل نجحت فقد انتوت هدير أن لا تمر الأمر هكذا فسوف تفسد حياتها انتبهت هدير متعجبة من مجيء عمتها فقد تزوجت بالأمس ابتعدت عنها ثم سألتها بنبرة اربكتها
يعد النقود بوجه منفرج وابتسامة متسعة أثناء ذلك لاحظ جهامة أخيه وعدم فرحته ناهيك عن شروده الغريب خاطبه باندهاش متابعا العد
مالك يا منتصر مش بعادتك يعني إنت مش فرحان ولا أيه!
في ظل انغماس عقله بما حدث أمس انتبه له منتصر وجه بصره له ومن خلقته يظهر أنه يضمر شيء ما ضايقه رفع ماهر أحد حاجبيه وهو يتابع بقتامة
ولا مش مصدق لحد دلوقت إن قسمت بقت من نصيبك
التوى فمه ببسمة ساخطة سأل بجدية
الفلوس طلعت كام
هتف بتهلل ممتزج بالمرح
أيوة كده ارجع منتصر اللي نعرفه
تابع عد آخر حزمة ثم قال
باللي في إيدي دي سبعين ألف إن شاء الله!
صب منتصر نظراته على النقود وقال
هاتهم يالا علشان أحطهم في خزنتي اللي في الشقة
حاوط ماهر حزم النقود بذراعية هتف باعتراض
يعني أيه تاخدهم نقسم الأول!!
رمقه منتصر بنظرة منزعجة ردد بتوبيخ
مش مآمن لأخوك ولا هيبقى منظرك أيه لو حد شاف حاجة معاك وانكشف كل اللي خططناله
باتت تعابير عدم الرضى تظهر على ماهر فكم ود أن يدفئ خزنته بالمزيد من النقود أبعد منتصر ذراعيه من عليها ثم جمع الأموال بنفس الحقيبة تابع بنصح
شوية كده على الموضوع ما يتنسي وابقى خد اللي إنت عاوزوه
تابع ماهر باكفهرار ما يفعله رد بمعنى
إنت مش قولت هتلبسها للواد الجديد اللي شغال عنده
أغلق منتصر سحاب الحقيبة نظر له قائلا بدهاء
اتأكد الأول إن ده حصل لأن مخي فيه بلاوي لسه هاعملها.....!!
اضطربت وانسحبت دماؤها من دقات الباب العالية وهي جالسة برفقة ابنها في تلك اللحظة المقلقة دلف يوسف من المرحاض ثم هرع للخارج خاطبته نوال بتوجس
الخبطة دي مش مريحاني يا يوسف
رغم رهبته من الأمر أخفى ذلك ببراعة عنها حيث تحرك بصلابة كي يفتح ويوقف علامات رعبهم لزوجته وللصغير..
وقت فتحه فقط للمقبض دفع أحدهم ضرفة الباب ليصطدم به ويتراجع خطوة ولج مراد أولا ومن خلفه ضرغام واثنين من رجاله ظغى عدم الفهم والاندهاش على يوسف من زيارتهما المباغتة له قبل أن يستفهم عنها صړخ مراد ليسألة بحزم
فين الفلوس يالا
جمد يوسف نظراته المصډومة عليه بينما وقف مراد في وجهه يحد النظر إليه بشراسة في البداية لم يستوعب يوسف عن أي مال يتحدث لكن اتضحت المسألة حين أعلنها ضرغام وهو يقف بجانبهما
مراد بيه يجصد الفلوس اللي هرب بيها الراجل إياه وإنت جريت وراه تلحجه
وقفت نوال في أحد الجوانب تمسك بابنها وتتابع باهتمام شديد ما يحدث فقد غلبها فضولها في حين استغرب يوسف من سؤال السيد له ورد عليه
آني ملحجتوش يا بيه و....
كداب
صاح بها مراد معارضا خديعته تيقن يوسف انكشاف ما حدث فقال باندفاع
مش آني اللي جتلته لما وصلت ليه لجيته مجتول هربت أحسن يتهموني بيه
نظر ضرغام له بخيبة أمل لكذبه من البداية فقد وجه علامات الشك ناحيته بذلك لكن فاجئه مراد بصڤعة قوية وهو يقول
فاكرني غبي علشان عيل فلاح زيك يضحك عليا
وضعت نوال يدها على فمها خائڤة وزوجها يضرب أمامها أيضا لم يحب ضرغام ردة فعل مراد تجاه يوسف كل ذلك في ظل تعابير يوسف الجامدة وهو يحدق ب مراد دون أن يكترث له قال حابسا تهوره
الفلوس اللي هتجول عليها ماليش صالح بيها يلا بجى برة بيتي
ثار مراد من طريقته الفظة اللي قللت من قيمته وهو يقف يتحداه بدون تفكير لكمة مراد پعنف على فكه فباغته يوسف بمثلها دون تردد حتى تراجع مراد للخلف مصډوما تدخل ضرغام سريعا حين وقف أمام يوسف هادرا به بصريمة
اتجنيت في عجلك ولا أييه كيف تمد يدك على البيه
كأن حديثه لا يكفي فبغمضة عين كان الرجلان يقومان بمهمتهما وهي تأديب يوسف على جراءته تجاه السيد صاحت نوال باستغاثة وهي تتجه ناحية النافذة حين شرعا في ضربه
الحقونا يا ناس الحقونا
أسقطوه أرضا في ظل ضربهما المپرح له ودفاع يوسف المستميت عن نفسه وأحدهم يردد
علشان تحترم أسيادك
پغضب سلط مراد أعينه عليه وهو يقاوم هكذا ويضرب الرجال حدثه ضرغام باستجداء
حجك عليا يا بيه بس يوسف ملوش صالح ومهيسرجش
نظرة قاټلة ألقاها مراد عليه جعلته يبتلع بقية كلامه المستفز فقبل قليل تطاول عليه هذا الوقح هتف بانفعال
أيه مش قادرين عليه!!
زاد الرجلان من الضړب واستمر صړاخ نوال وعويلها على إثر ذاك حضر جارهما بالأسفل حين مرق من باب الشقة مهرولا فور لمحه لحالة يوسف تدخل ليعاونه بضړب الرجلين ولسانه يقتر سبابا لاذعا..
الكثرة غلبت حين انضم بعض رجال الحارة ليقفوا بجانب يوسف انزعج مراد
متابعة القراءة