رواية روعة قوية الفصول من الثالث وعشرون للسادس وعشرون بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
تناسى ليضمها إليه رفعت رأسها لتنظر إليه قالت
سامحني
اكتفى بهز رأسه لها متقبلا اعتذارها قال
يعني هو دا اللي إنتي عيزاه
ضحكت بخفوت ثم ردت
أيوة!
شدد من ضمھا لصدره ثم انتبه للطريق لاحظ أن يزيد يتجه ناحية القصر وبدا غير راض لما حدث خاطبه بتردد
ودينا على شقتي يا يزيد
ابتعدت غزل عنه لتنظر إليه بغرابة كادت أن ترد لكن سبقها يزيد قائلا بسخط
حدقت غزل به مستاءة قرر مراد أن يخرج من بؤرة ارتيابها فقال بثبات مزيف
خلاص ودينا على القصر
نظرت غزل أمامها قلقة لا تعرف لما شعورها بأنه ما زال يخجل منها التزمت الهدوء التام كي تتابع ما سيحدث لاحقا....
أنوار القصر كلها مضاءة وهذا ما وجدته غزل حين مرت السيارة من البوابةعن مراد خشي من تبعثر صورته أمام الجميع زواجه من خادمته السابقة بالفعل سيقلل من قيمته في نظراتهم ذاك سببه الوحيد توقفت السيارة ثم بتردد ترجل منها خلفته غزل سريعا متشوقة لرؤية ردود أفعالهم أمسكت بيد مراد مبتسمة فبادلها ابتسامة مزيفة تحركت معه حتى مرق من الباب ويزيد رفض الانضمام لتلك المشاهدة متأكدا من احتدام المناقشة..
خليك عندك
بحث مراد عن مصدر صوت جده المألوف فوجده جالسا في الصالون المكشوف مستندا بكفيه على عجازه وبجانبه عمه ماهر والسيدة هدى رد مراد وهو يقف مكانه
جدي عاوز اتكلم معاك لوحدنا
وجه السيد رشدي نظراته عليه قال بدهاء منقطع النظير
اضطربت غزل من نبرة السيد المتشددة أدركت أنها لن تمكث هنا ثانية واحدة بينما ابتسم ماهر بثقة فالقرار الأخير ل جده مهما فعل مراد..
لحظات مرت جعلت مراد في حيرة من أمره فلم يكن الآن قادرا على مواجهته رغم ذلك قال بتردد
وإن قولت لأ
تبقى تنسى إن ليك جد وإن ليك عيلة يا مراد
ظهر تحدي مراد له وهو يقول
كله حاجة باسمي وبتاعتي ومحدش يقدر يكسر كلمتي
لمح ماهر ضيق السيد رشدي من عدم اهتمامه برأيه هو من جعله هكذا ثم وجد الاجحاف في حديثه مرر السيد نظراته المحتقرة على غزل وثيابها الڤاضحة ثم ابتسم بسخرية انتبهت غزل فخجلت من نفسها كذلك مراد الذي اشعرته بالحرج فنظر لها بعتاب جعلها ټندم نهض السيد من جلسته متكئا على عصاه ثم نهض ماهر والسيدة هدى خاطبه بصريمة وتصميم غريب وهو يسير نحوهما
دنا اكثر حتى وصل إليه تابع بجدية قوية
بس لو اختارتها اعرف إنك مبقتش مننا وأنا كمان مبقتش عاوز حتى أشوفك
تدخلت هدى قائلة بعدم رضى
بالراحة يا بابا الكلام يكون بالعقل مش كده
ثبت السيد نظراته على مراد الذي ربطه بقراره وفطن أنه يحذره من التهور أصبح مقيدا أمامه ومتحيرا تدريجيا أفلت يد غزل فشهقت في نفسها وهي تحملق به نظرت هدى ل غزل وتعطفت معها لم تتجرأ على الوقوف بجانبها فهي ابنة أختها ولم يعرف أحد قال مراد دون النظر إليها
فور نطقه للكلمة المترقبة لم ينتظر السيد ليرى ردة فعل أحد بل أمره
تعالى نتكلم جوه
ثم سار السيد ناحية مكتبه ومراد من خلفه وقفت غزل مشدوهة غير مستوعبة ما حدث حدثها ماهر بفظاظة
يلا ملكيش مكان هنا باين مش عارفة إحنا مين
ثم ترك المكان بعدما رمقها باستهجان العجيب سكوت غزل وكأنها لا تبالي جاءت لتتحرك فاوقفتها هدى قائلة
متزعليش يا غزل
أدارت رأسها لها قليلا قالت متهكمة
هو اللي طلب يتجوزني وكويس إن دا حصل
ثم دلفت للخارج وهدى واقفة موضعها تريد أن تهتم بها هي وتبعدها عن والدها تنهدت بقلة حيلة ثم تحركت للخارج هي الأخرى....
وقفت هدير تبكي في صمت وهي تتابع من الأعلى شفقت عليها والدتها ثم سارت نحوها قالت لها بلطف
مراد ليكي يا هدير قولتلك كتير مش لعبة إنه يتجوز عليكي كده عمك أسعد نفسه ميقدرش يعملها أخره بس يبقى مع واحدة كده!
دنت منها والدتها لتمحى باصابعها دموعها من على خديها بينما حزنت هدير على نفسها وما فعله زوجها بكت أكثر حين ارتمت على والدتها أخرجت ما في داخلها من آلام حين قالت
مش هرجعله يا ماما أنا مش لعبة ولا برمي نفسي عليه مراد عمره ما حبني
ربتت سميحة على ظهرها قالت
سيبك من الكلام الخايب ده المهم جوزك معاكي حافظي عليه واعتبريها نزوة
رفضت تصديق أن تكون حياتها طبيعية معه فهتفت بدموع
مش قادرة اكمل معاه ولا أبص في وشه خلوه يطلقني
قالت سميحة بعقلانية
إنتي علشان زعلانة بتقولي كده إهدي وبكرة تنسي...........!!
عند انغلاق الباب عليهما هتف السيد رشدي باعجاب
أنا مبسوط منك عملت كل اللي امرتك بيه
ثم جلس بتعب قال مراد بامتعاض وهو يجلس جواره
بس ضرغام مبقتش مرتاحله
قال السيد بتأنيب
علشان بيوصلني أخبارك أنا من ليلة جوازك منها وأنا عارف فاكرني تعبت وقعدت يبقى معرفش أيه بيحصل حواليا وضرغام كان الراجل بتاعي قبلك
مش قصدي يا جدي
خاطبه السيد باجهاد واضح
انسى يا مراد جوازك منها علشان تكسر بنت عمتك لكن تفكيرك كان غلط لازم تكسبهم ليك نسيت ابوك واللي عملوه معاه
هز مراد رأسه متفهما فتابع
أنا مش بقلل منك قدامهم أنا عاوزهم يفهموا انك اختارت حياتك وسطينا ومع بنت عمتك كل ده علشان مصلحتك سميحة بنتي كانت هتزعل مني واعمامك هيشيلوك من دماغهم
تنهد مراد واطرق رأسه سأله بمغزى
اوعى تكون بتفكر في البت دي ولا شدتك ليها
قال مراد بغيظ
لو كانت وافقت تبقى معايا من غير حد ما يعرف بس ابوها اللي ظهر ده
هتف السيد بعدم قبول
خلاص يا مراد مش عاوز كلام في الموضوع ده تاني دلوقت اطلع كلم مراتك واضحك عليها بكلمتين
لوى مراد فمه قليلا بداخله مزعوجا مما حدث ولم ينكر أنها قد أعجبته زفر بقوة فربما تأتيه فرصة أخرى لأن يجتمع بها......!!
دلكت ذراعيها ثم ضمتهما لصدرها فالجو بارد في تلك الساعة المتأخرة من الليل نفخت غزل بقوة وهي تسير في الطريق المجاور لسور القصر بمفردها شعرت بالبرودة في أنحاء جسدها فثوبها لم يخفى الكثير جهلت لما حالة عدم الاهتمام اللائحة عليها مما حدث للتو لما أيضا شعرت بأنها حرة غير مقيدة عن السابق بالفعل لما هي كذلك تنهدت بعمق محاولة البحث عن سيارة تقلها في هذه الساعة..
طالما مطنشني كده ليه جيت ورايا
أدار رأسه لها قال بجمود
أنا باعمل شغلي مش آني السواج
مسكت نفسها كي لا تفشي أمامه ما حدث قالت بأمر
طيب يلا نمشي من هنا
متابعة القراءة