رواية روعة قوية الفصول من الثالث وعشرون للسادس وعشرون بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
المصډومة فقابلت ذلك بنظرة دهاء تابعت موضحة
من تسع سنين عارفة سمعتك إنت وأمل
تعالت ضربات قلبه وهو يستمع لاعترافاتها تابعت بابتسامة حزينة
في الأول كنت مصډومة بس قولت لأ مش هاقول إني سمعت حاجة دا ممكن يرموني وقت ما كنت باشوف هانم المچنونة بتخيل نفسي مكانها كنت باحبكم وخۏفت ترموني زيها
تجمعت العبرات في عينيها فرق قلبه مستشعرا حالتها حينها قالت پألم
أضحى وجعه في قلبه حين بكت تضايقت غزل من ضعفها أمامه ثم كفكفت عبراتها قالت بقساوة مزيفة
متفكرش إن زعلانة إنكم مش أهلي أنا زعلانة على عمري اللي ضاع مع ناس فقرا زيكم راضية بأهلي دلوقتي وعايزاهم
هخليهم يخرجوك أنا هنا مع أهلي وحبيت هنا خلاص ارجع مع الست اللي اتجوزتها ياللي عامل مش بتحب غيري!
قالتها باحتقار لزواجه من سيدة مثلها فأي حب هذا ليعلنه! لم يتحدث يوسف وظل صامتا كاتما لردة فعله وما يخالجه بما قالته خاطبته بتبرم
ساكت ليه
يعني مبسوطة باللي إنتي فيه
شرعت في ضحك هيستري جعله يظهر ضيقه توقفت لتقول بمكر
وميعجبنيش هنا ليه إذا كان إنت نفسك اتغيرت مش واخد بالك بتكلمني إزاي
لم يعي كيف تحدث لكنه للحظات انتبه أنه لم يتحدث بلهجته المعتادة ربما أحب أن يكون مثلها اخفض رأسه قليلا كأنه يفكر رد بغموض دون النظر إليها
ترددت في إخباره بشيء ما لكن تشجعت أو ربما تريده أن يعرف فكتمان الموضوع يزعجها قالت بتوتر داخلي
نسيت أقولك إن مراد اللي مشغلك اتجوزني..............!!
ليست كما السابق حين كانت تتولى تزينها وتجهيزها تلاشت مشاعر الأمومة من داخلها وابنتها تفضل زوجها عنها هي ووالدها رغم ذلك وقفت سميحة بجانبها فهي تظل ابنتها اختفى التقارب بينهن ولم تعد تسعد بذاك الزواج عرج حديثهن الودود ليأخذ منحنى آخر بات لامعا في علاقة جافة لكن الأم تظل أم مهما تضاربت الأسباب وجحف وليدها حنانها..
مش فرحانة ولا أيه
أصل بنتي هتتجوز وهيكون ليها حياتها الخاصة طبيعي أكون زعلانة كل أم كده هتفهمي الكلام ده إزاي
أصابتها سميحة بسهم اخترق قلبها كونها لا حرمت من الإنجاب تجشمت قسمت أمامها قائلة
عندك حق
ثم تحركت واتضح أنها حزنت تأففت سميحة فهي لم تتعمد بل ردت بعفوية دلفت قسمت للخارج وتراودها أفكار لعينة أرادت بها محي هذا العالم من حولها أثناء سيرها الطائش خبطت في منتصر فتفاجئت ابتسم لها ويده تقبض على كفها قال بوله
دا شكل عروسة هتتجوز النهار ده!
التوى ثغرها ببسمة ساخطة قالت
إحنا كبرنا يا منتصر على الكلام ده
رفع كفها ليقبل راحته بحب اعجبها ردد بتبهج
أنا بقى صغير وهفرح مش كفاية مش عاوزة تلبسي فستان فرح وهنتجوز كده
خبأت ما تضمره بداخلها فقد رغبت بالزواج به لغرض معين لن تفصح له الآن عنه منتظرة أن تتزوج لتخرج من هذا السچن ومن وطأة أبيها سألته بمعنى
هو بابا نزل ولا لسه في أوضته.......!!
مسح على شعره بعدما مشطه ثم هندم بذلته وأحكم ربطة عنقه انتهى مراد ليلتفت لجده الجالس حدثه الأخير مبتسما
عريس جديد ولا كإنك اتجوزت قبل كده وخلفت
خطا مراد نحوه ثم جلس بجانبه تابع السيد رشدي باعجاب
مبسوط قوي إنك عجلت بجوازك من هدير حقيقي مكنش ليه لزوم تأجل
تنهد مراد ثم رد باطراق مزيف
فعلا علشان كده قولت ما فيش داعي نستنى
ثم الټفت لأخيه الذي يضع من العطر سأله باهتمام
الورق فين يا يزيد
وضع يزيد زجاجة العطر ثم رد بمفهوم وهو يتقدم منهما
في الخزنة يا مراد أنا هناك جهزت كل حاجة
تنهد مومئا رأسه ساوره توتر مفاجئ من خطوته تلك لكن تشدد قال في نفسه بتوبيخ
أيه يا مراد أول مرة تتجوز يعني
تعجب السيد من سكوته المفاجئ فتساءل
بتفكر في أيه يا مراد اوعى تكون قلقان من حاجة جوازك من هدير مش هيخليهم ېأذوك في شغلك
ليس ذاك ما فكر به كما أنه لم يهتم بالموضوع بقدر ما شغلته الأخيرة ليتزوج اليوم ليستفزها رد متفهما
ربنا يسهل
اقتضب في كلماته فنفسيته ضجرة اعلان زواجه سيحدث جلبه وعدم رضا جده ما باتت عليه لن يشفع لفعلته كراهية جده ل أنيس وعلمهم بسوء خلقه كفيل بأن يصمت لام الأخير لتراجعها عن ما قرراه ليتزوجا سرا استاء ولم يقوى على التفكير فقد تعقدت الأمور بظهور أبيها الذي لم يقتنع به هتف يزيد لينتبه له
أنا باقول ننزل أهو نستقبل الضيوف على ما الحفلة تبدأ
زاغ مراد في شيء غامض لكنه استفهم بفضول
ضرغام فين من امبارح ما شوفتوش!..........
قال وهو يربت على كتفه بعدما غادر المأذون والشاهد الآخر
متشكر يا يوسف إنك جيت تشهد
رد بود
أنا معملتش حاجة كفاية اللي بتعمله إمعايا
سحبه ضرغام نحو باب الخروج فهتفت نسمة بتجهم
رايح فين يا سي ضرغام
حان الوقت ليخبرها ضرعام بواقع هذا الزواج الغير متوافق خاطب يوسف بلطف
اسبجني تحت على ما آجي!
اومأ يوسف ليرحل هو بينما الټفت ضرغام لها فتحركت بلهف نحوه تحدث بجدية قوية وهي تقف أمامه
شوفي يا بت الناس اللي حصل دلوق علشان أجطع لسان حد يجول عنك كلمة مش إكويسة لكن جواز وإكده مش هيحصل
شهقت وبدت غير راضية تابع بحسم
إنتي زي بتي ومهرضاش أظلمك إمعاي ولما تحبي تتجوزي هطلجك
صاحت باعتراض شديد
بس أنا عاوزاك إنت وعايزة أعيش معاك وأنا مراتك مش بنتك!
وجد إنه سيجد صعوبة حين يجادلها في الأمر هتف بحزم
دا كلامي ومعاوزكيش تناجشيني فيه البيت بيتك اعملي اللي عاوزاه واللي ناجصك فيه هجيبه سلام عليكم
ثم تحرك نحو الباب غير منتظر أن يسمعها حدقت نسمة بالباب مبتئسة حزينة صغطت على شفتيها مقررة عدم الاستعجال والتأني ليتما يعتاد على وجودها معه زفرت بقوة لتهدئ من نفسها قالت بسخرية
أما نشوف كلامك دا هيفضل لحد إمتى..............!!
في الشرفة تأملت ظلمة المكان أمامها بشرود جامح جعلها تنعزل عما حولها بداخلها كبت لحزن مكنون تريد أن تصرخ لتخفف من حدته اليوم زواج الأخير عليها ابتسمت في سخط فهي الزوجة الثانية ضايقها شيء واحد وهو تهميش الأخير لها أصبحت بمواصفات تليق به لكن ما السبب كانت غزل جاهلة لطبيعة عمل والدها وأخلاقه المتدنية التي يعرفها الكثير بمناسبة زواج الأخير الليلة لم تنزعج بل قالت بتهكم
هيتجوزها النهار ده أو بعدين مش هتفرق كتير
صح كلامك
قالها أبوها حين استمع لها اقترب منها متابعا
هو يعني كان هيتحداهم ويطلقها علشانك إنتي ربنا بيحبك يا حبيبتي وصلني بيكي علشان متتورطيش في جوازك منه
انصتت
متابعة القراءة