رواية روعة قوية الفصول من التاسع للثالث عشر بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

ضرغام حديثه لاحظ قطرات من الډماء معلقة على حاجب يوسف الأيسر قال بقلق
باين اتصابت
تلقائيا وضع يوسف يده على جرحه الخفيف قائلا بلا مبالاة
حاجة بسيطة مهتوجعشي يعني! 
لم يخفي ضرغام إعجابه ببنيته القوية وثباته في الوقوف الجرئ أمام أي أحد ليظل يطالعه بنظراته تلك حتى توجس يوسف منها قبل أن يستأذن بالرحيل كانت قد وصلت نوال للشقة وهي تولول بتهويل ولجت للداخل فإذا بهم أمامها تحركت شبه راكضة نحو يوسف وهي تهتف بقلق متلهف
عملوا فيك أيه يا يوسف وأيه الډم ده! 
توتر يوسف مما تفعله ليرد بصوت خفيض
آني كويس وسليم جدامك أهو
تلاجي مرتك جلجانة عليك خبرها إنك إمنيح وكنت كيف الأسد
اختلج من وصفه لها بزوجته وأراد أن يعدل ذلك لم تعطيه نوال الفرصة لتتفاخر به قائلة
هو فيه حد زي سي يوسف ربنا يديه الصحة
لم يعلق يوسف والتزم الصمت فربما حديثه يثير ضيق أحد كونه يمكث معها دون علاقة تجمعهما فتصرف بتعقل استطردت بنظرات ودودة
يلا يا يوسف نروح وكمان احطلك حتة تلج على التعويرة دي
هز رأسه بموافقة ثم تنحنح محدثا ضرغام
فوتك إبعافية
الله يعافيك
رد عليه بتودد ثم تابع سيره مع المرأة بنظرات مبهمة أخرجه من حالة الشروط هذه نسمة التي خاطبته بحزن
كل ده بسببي هما بيعملوا كده معاك علشان أنقذتني منهم
نظر لها قائلا بجدية
حوصل خير عاوزك مټخافيش منيهم محدش هيجربلك طول ما إنتي في حمايتي
لمعت عيناها بوميض فرح إثر كلماته المبهجة قالت بلطف
طب قوم علشان إنت كمان تستحمى وتغير هدومك اللي مليانة ډم دي وكمان تاكلك لقمة ترم عضمك
هنا قد وصلت السيدة فتنة التي انزعجت من حديثها السلس معه لتنضم للحديث بينهما قائلة باستياء داخلي
يلا إحنا يا نسمة وحمد الله على سلامتك يا سي ضرغام
اكتفى بالابتسام لها فقالت نسمة له
أنا هدخل المطبخ اعملك الأكل على ما تطلع
نظر لها ضرغام باستغراب فردت السيدة فتنة مسرعة
قصدها عندنا تحت
ثم رمقت نسمة بعتاب لتتأفف داخليا فقد أرادت أن تعده بمنزله استطردت السيدة بحرج
عن إذنك إحنا
سحبتها السيدة فتنة من يدها وهي تخرج ثم تنهد ضرغام بقوة متجاهلا ما حدث قبل لحظات لكن ظل في فكره شيء واحد وهو من هذا الشاب الذي عاونه والذي يدعى يوسف........!! 
_____________________________________
يوسف....... يوسف!!
انتفض قلب سعاد وهي جالسة موضعها وزوجها حسن يردد اسم ابنهما الأكبر ويهذي ببعض كلمات غير مفهومة نتيجة ارتفاع حرارته وضعت قطعة القماش المبللة بالماء في الطبق ثم اقتربت منه قائلة بتخوف
فيك أيه يا حسن ما كنت البارح إكويس 
أخرج أنين من داخله لكن بعدها خرج صوته ضعيفا
عاوز أشوفهم حواليا
لم تستفسر عن من يريد رؤيتهم لتفطن بمفردها لم يكن بيدها سوى أن تحقق له رؤية أمل ردت بأعين حزينة
متعزلش نفسك يا حسن يوسف هيرجع ومهيغبش وآني هجيب أمل إتشوفك
ثم تأملت وجهه الذي ذبل بين ليلة وضحاها لتتوجس من أن يصبه مكروه أو يتركها ابتعدت تدريجيا عنه بعدما ذهب في غفوة همست لنفسها پألم
إوعاك تسيبني يا حسن أنا مليش غيرك دلوق
تساقطت بعض العبرات رغما عنها ثم تركته بداخل الغرفة وحده وقفت أمام الغرفة تشكي همها لاعنة أيضا الظروف التي فرقتهم بسبب وجود غزل بينهم تمتمت بامتعاض
معرفاش ادعي عليكي ولا اعمل أيه بس كله بسببك
بعدها وضعت سعاد الشال على كتفها وهي تنعي وضعها منتوية التوجه لابنتها كي تساندها وربما تخفف عنه ولسان حالها ما زال يلوم الأخيرة............!!
_____________________________________
في إحدى الزوايا جلست على مقعد ما تتابع ما يفعله شريف مع مدربه من حركات متقنة لم تتوانى أيضا في إصدار كلمات التشجيع له بين فينة وأخرى مستغلة أنها بمفردها جاء أحدهم ليجلس بجانبها متعمدا أن يلتصق بها انزعجت غزل منه حين ادركته لترمقه بتأفف ثم ابتعدت قليلا اقترب ثانية فتعصبت ونفخت بقوة ما ضايقها هو عمر الصبي يبدو من ملامحه أنه في الثالثة عشر من عمره! لكن بنيته وطوله على النقيض وقفت غزل مقررة التوجه لمكان آخر لكن بكل قلة ذوق أمسك الصبي يدها خاطبها وهو ينهض بمغزى
هو حسام وشريف أحسن مني ولا أيه
عقدت حاجبيها من حديثه المستهجن نفضت يده قائلة بامتعاض
احترم نفسك يا واد إنت! 
صوتها المألوف جعل حسام الذي يتمرن بمفرده ينتبه لها أيضا جعل شريف يتوقف عن تمرينه ليوجه نظراته لها أسرع الصبيان نحوهما ونظراتهم تخرج سيل من السهام نحو الصبي استطردت غزل ذمه
جرا أيه يالا مبقاش غير العيال كمان تلاقيك لسه بتعملها على نفسك
صر أسنانه پغضب وجاء لېعنفها لكن سبقه شريف ليدفعه بيده قائلا بهياج
مالك بيها يا هاني
ابتسم هاني باستخفاف جعل شريف يغتاظ منه وقف هاني قبالته يتطلع عليه بثقة وقال
كنت بقرب منها أصلها عجباني وريني هتعملي أيه
انضم حسام لأخيه يسانده كون الآخر يتمتع بطول يفوقه ووزن زائد زاد الطين بلة حضور ثلاث فتيان من خلف هاني بنفس هيئته متقاربين في العمر توجس شريف وحسام منهم وتزعزعت قوتهما في حين خشيت غزل أيضا على الأولاد أن يحدث لهم شيء بعد تخلي المدرب عنهما ورحيله المستفز فتدخلت هي على الفور وقفت حائلا بينهم قائلة بتلطيف
خلاص يا حبيبي محصلش حاجة أنا مش زعلانة منك
نظر لها هاني بخبث وقال
بجد حبيبك! 
ثم أمسك ببعض من خصلات شعرها يعبث بهم ود الولدين الفتك بهذا الوقح فاڼفجرا مما يفعله وبدت نظراتهم تحمل الغل كان وقوف غزل أمامهما يمنعها من العراك معهم لم يبالي هاني ليواعدها بحقارة
عاوزين نشوفك لواحدك
تفهمت غزل سفاهته المنبعثة من عدم تربيته لترد بتماسك
طيب هابقى آجي لوحدي المرة الجاية
حملق فيها الولدين باستياء ثم بشدة أمسكت بيديهما ليغادروا المكان أمام نظرات هاني والبقية هتف شريف بعدم رضى
غزل!! 
استمرت في سحبهما من المكان وهي تردد
هشششش.......!
اقترب ياسر منه قائلا باعجاب
أنا قولت مافيش غير هاني اللي هيجيب حقي
وجه هاني بصره له ثم قال بغرور
هو أنا شوية ولا أيه دي بس قرصة ودن ليهم علشان يلزموا حدودهم واعرفهم إنهم ميقدروش يحموا واحدة
رد ياسر بغيظ
كنت عاوزك تضربهم أصلك مشوفتش عملوا معايا أيه وكل ده قدام البت نانسي
متخافش هاخد حقك علشان العيال دي شايفين نفسهم
خبط ياسر على كتفه مسرورا به بينما فرك هاني أسفل ذقنه قائلا بنظرات مظلمة
ولو مجتش الحلوة دي أهو هيكون هناك اللي هيخلينا نرخم عليهم براحتنا...............!!
___________________________________
عند الميناء وقف مراد منتظرا أن يحمل الرجال البضائع التي استوردها من الخارج كان معه يزيد يدون كل شيء في أوراق مجمعة في أثناء ذلك استغل يزيد وجوده معه وقال
جدي أسعد جاي النهار ده
نظر له مراد وابتسم بسخرية ردد كلماته باستنكار
جدك أسعد!!
ثم صمت للحظات متابعا بتهكم
دا واحد عايش طفولة متأخرة مفكر نفسه لسه صغير متقولش يا جدي ليزعل
تنحنح يزيد وقال بمعنى
مش المفروض نكون في انتظاره وهو جاي
مش فاضيله
رد مراد بكلمة مقتطبة أظهرت رغبته في عدم الحديث عنه صمت يزيد ثم تابع عمله بطرف نظراته لمح تقدم بعض الرجال فلفتوا انتباهه ليدقق النظر فيهم تلقائيا قال مضيقا نظراته
مش دا موسى القاضي!
حين سمع مراد اسمه أدار رأسه فقط ليتطلع عليه ثوان فقط وكان مشيحا نظراته عنه ليتجاهله لكن عاود النظر إليه حين لمح بجواره
تم نسخ الرابط