رواية روعة قوية الفصول من التاسع للثالث عشر بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

السرايا! وودوه أقرب مستشفى هناك
دار ماهر حول مكتبه ليقف امامه متسائلا بهمس
المخازن دي اللي فيها بضاعة مراد 
لم يرد منتصر بل أومأ رأسه بنعم سريعا شك ماهر بأن مراد من تسبب في ذلك قال بتخمين
يبقى مافيش غير مراد اللي عملها
أكيد هو هيكون مين يعني! 
حدق ماهر أمامه ليردد بغل
مراد ده كل يوم بيزيد كرهي ليه مش كفاية أكبر منه وبيعاملني كأني بشتغل عنده وصبي من صبيانه
ضجر منتصر من تكراره إذاعة شكوته هتف بتجهم
هنقف نتكلم كتير بقولك أبونا في المستشفى..................!! 
_____________________________________
جمع ملابسه في لفة صغيرة ثم ارتدى جلبابه متهيئا للسفر فقد انتوى ليرفع اللفة على كاهله متحركا لخارج غرفته جلست سعاد على الأرضية في ردهة البيت تبكي حين علمت بذلك كذلك والده الذي لم ينطق ببنت شفة ليصمت وهو جالس بجانب زوجته وقف يوسف أمامهما ثم تطلع عليها قائلا بتردد
آني مش هتأخر هجيبها وهرجع على طول
نظرت له والدته بأعين باكية مستفهمة
هو إنت تعرف مكانها مصر دي كبيرة وخاېفة عليك تتوه إهناك
رد بجدية
أنا مش إصغير ياما وأعرف كيف أوصلها
راسك ناشفة من صغرك بس دلوج بجيت راجل ومهقدرش أجولك لأ
وجه يوسف بصره لوالده ثم حدثه بهدوء حزين
معايزش تجولي حاجة يابا! 
لم يرد حسن ليظل كما هو واجما وناظرا للفراغ انتظر أن يجيبه يوسف لكن لم يفعل تنهد قائلا بتوديع
فوتكم إبعافية! 
ثم أغذ في السير ناحية الخارج فازداد نحيب سعاد مرددة
آدي اللي نوباه من جعدتها معانا يا ريت ما شوفناها............!! 
 
بخطوات زموعة توجه يوسف لمحطة القطار وهو في طريقه لمح هانم السيدة المخبولة تركض من أحدهم ثم اختبأت خلف شجرة وقف موضعه يتذكر غزل وهي تتودد إليها بتشوق سافر قال في نفسه
وعاوزيني أنساكي مجدرش يا غزل مستحيل كل حاجة إهنه بتفكرني بيكي
ثم أكمل سيره بطيش فكري متمردا مسحورا لا يرى سواها وإن فعل أي شيء لا يتقبله أحد وصل يوسف بعد وقت ليجد نوال بانتظاره لكن لم يتحرك صوبها كي لا يلفت الأنظار عليهما بل اتخذ مكان بين الناس منتظر موعد مغادرة القطار...................!! 
____________________________________
لم تستطع إخفاء فرحتها بنظراته الراغبة نحو الأخيرة لذا أملت عليه شروطها والتي جعلته يرد عليها باستياء
كتير يا قسمت دي حتة فلاحة!
ردت بإصرار شديد
هو دا شرطي
وجه أنيس بصره نحو غزل يطالعها بنظرات متفحصة من رأسها لأخمص قدميها ومن ذلك استنتجت غزل بحدسها أن الحديث عليها ارتبكت وزاد فضولها في فهم ما يدور بينهما لكن أحست بأن الأمر مقلق فابتلعت ريقها متوجسة فهذا الرجل يبدو عليه عديم الحياء بدت حذرة لحدوث أي شيء وراقبتهما باهتمام شديد جعلته قسمت ينظر لها حين حدثته بمكر دفين
البت حلوة ولسه صغيرة ومن النوع اللي يعجبك مالك بقى متردد ليه مش كنت ھتموت عليها أول ما شوفتها!
ردت شبه متوسلا
كتير ما تنزليهم شوية دا أنا لما كنت معاكي ومتجوزين في السر مخدتيش حاجة
جملته الأخيرة بدلت ملامحها كليا لتتجهم وهي تتذكر ماضيهما معا ما قاله هذا جعلها تزداد عدائية له فما تفعله ما هو سوى اڼتقام! تماسكت ألا تخرب ما وصلت إليه فكل ذلك مدبر لتثأر منه نهضت قسمت من مكانها مزيفة ابتسامة ثم قالت بتصميم
فكر وابقى قولي بس موضوع ارجع في شرطي لأ
نهض أنيس ثم خطڤ نظرة ل غزل قال بمعنى
طيب هفكر وهارد عليكي بس شرطك ده بيبين قد أيه لسه مقهورة من اللي حصل زمان
ردت بتأكيد دون أن تجادل
هو زي ما بتقول كده!!
خلاص يا قسمت سيبيني أفكر
فور انتهاء رده كانت متحركة نحو باب الفيلا الذي تقف عنده غزل امرتها وهي تدلف
ورايا
تأجج اندهاش غزل من غموض ما يحدث لتتساءل عن سبب حضورها المجهول معها إلى هنا مغمغمة بتحير
يا ترى وراكوا أيه قلبي مش مطمن.............!!
_____________________________________
لم تفارقه منذ جلبوه لهذا المشفى فكيف لها أن تتركه وهو منقذها لتظل معه حين أفاق السيد أسعد من غيبوبته المؤقتة وجد السيد جعفر يقف أمامه مبتسما لا بل خاطبه بمزح
جوم يا راجل شد حيلك شوية دخان يعملوا فيك إكده
بصعوبة ابتلع أسعد ريقه رد بصوت أبح نتيجة اختناقه
شوفت الحريقة كانت قد أيه السرايا كلها كانت دخان
تذكر أسعد هول المنظر حينها وكذلك ضياع آلاف الجنيهات بفضل احتراق محاصيله وكذلك البضاعة تابع بتعب وحسرة
كله راح زي ما يكون كل ده مقصود في اليوم اللي اجيب البضاعة من عندك علشان اسلمها يحصل كده
هتف جعفر بامتعاض
جولتلك تتسلم من عندي كان آمان ومكانش حد هياخد باله من حاجة
ابتأس أسعد ليغمض عينيه باعياء لاحظ جعفر وقوف أمل وتتابع الحديث بينهما فزجرها
واجفة من مېته يا بت إنتي
ارتبكت أمل وتلعثمت في الرد بينما انتبه أسعد ليرد عليه بمفهوم
متخافش منها يا جعفر دي آمان
عقد بين حاجبيه بغرابة لكن شعر بوجود علاقة سرية بينه وبين الفتاة حين تفهم جعفر بحنكته العلاقة بينهما ابتسم بمغزى هتف أسعد پألم
يا فرحة رشدي فيا أنا خلاص بانتهي
تدخلت أمل لتخفف عنه بود
متجولش إكده يا بيه فداك كل حاجة المهم تكون بخير وتجوملنا بالسلامة
تأملها أسعد بنظرة خبيثة ليتناسى ما به رد بنفس نبرتها
هجوم يا بت علشان خاطرك
ابتسمت باستياء مصطنع فتأفف جعفر قائلا بجدية
خلينا في المفيد يا أسعد مين اللي ليه يد في حريج المخازن.......!!
_____________________________________
جلست شبه ملتصقة به حين انتهى عقد رجوعهما مرة أخرى اتسعت فرحة سمية ولم تختفي ضحكتها من على وجهها لم يختلف الأمر كثيرا عن يزيد ليقول بشوق وهو يمسك بيدها
أنا باقول آخد مراتي ونروح بقى
بلؤم جم قال السيد حمدي
أنا مش عاوز يحصل طلاق تاني يا يزيد
رد يزيد بنظرات محبة ناحية زوجته
خلاص كده سمية حبيبتي ومش هيحصل حاجة وحشة بينا
وأيه يضمنلي بقى
سأل بمكر جعل يزيد يجهل ما يريده حين استفهم
ضمان أيه مش فاهم
أخبره مقصده بمغزى
طبعا مش هقولك اكتبلها حاجة ولا الكلام ده كل ما في الموضوع إن بس تمضيلي على الشيك الفاضي ده ضمان صغير منك إنك مطلقهاش تاني
نظر يزيد ل سمية كأنه لم يعجبه هذا وقد بدا غير قابل حفزه السيد حمدي على الموافقة حين اكمل
شكلك بيقول إنك مش قد كلمتك علشان لو في نيتك سمية تعيش معاك على طول كنت مضيت 
بس أنا مش هطلقها ومش بأحب موضوع امضي على حاجة
رد السيد بطيبة مزيفة
دا أنا أمنتك على بنتي معاك وإنت مش قادر تحط توقيعك على ورقة هتفضل في خزنتي ضمان بس
تكدرت فرحة يزيد بسبب ذلك ليفكر في نفسه بينما غمز حمدي لابنته أن تتدخل وسريعا كانت تردد بدهاء
يزيد هيمضي يا بابا علشان عمره ما هيطلقني إحنا بنحب بعض ومش هنبعد أبدا
ثم قبلت كتف يزيد وهي تنظر له بعشق مزيف لتحثه على الموافقة بالفعل وافق يزيد بعد كلامها المعسول قائلا بتردد داخلي
طيب همضي.......................!! 
_____________________________________
حملت كوبين الحليب الدافئ بنفسها ثم ولجت على الصبيين باشراق ابتسمت هدير لهما وهي تخطو للداخل قائلة بمحبة
جبتلكوا اللبن بنفسي!
ابتلع حسام ريقه شاعرا بالغثيان كذلك شريف الذي تأفف داخليا ثم قال لها
إحنا هنام خلاص الصبح نشربه
وضعت هدير الصينية على الكومود الفاصل بين التختين مرددة بعدم رضي
مينفعش لازم تشربوا اللبن زي ما طنط هدى عودتكم
تم نسخ الرابط