رواية روعة قوية الفصول من التاسع للثالث عشر بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

عاوزاكم تعتبروني زيها 
سأل حسام باندفاع
هي فين غزل
اكفهرت هدير من ذكره لاسمها قائلة
على فكرة الحليب طعمه مش هيتغير لو غزل اللي جبته وكمان من هنا ورايح أنا اللي هشوف طلباتكم
تبادل الصبيان النظرات المشمئزة لتجبرهم هدير على تناول الحليب بعدم رغبة تجرعوه كاملا بصعوبة ابتسمت هدير باعجاب لهما ثم غادرت بعدها ظانة بأنها هكذا ضمنت تعلقهما بها لكن هيهات فقد اعتدل شريف ليهدر بضيق
غزل لازم ترجع أنا مش عاوز اشرب اللبن 
وافقه حسام ذلك قائلا
بكرة هقول لبابي عاوزين غزل وبس تشوف طلباتنا دا أنا ما صدقت تيتة هدى مبقتش تجيبه
هتف شريف بعزيمة
صح كده أحسن ما نتفضج في أي حاجة تانية غزل سر.......!!
أصبحت شبه عادة عندها لتتجول قليلا في القصر تجلس هنا وتضاحك نفسها هناك كأنها برفقة أحدهم كذلك لم تبخل في تزيين وجهها ببعض المساحيق أيضا كانت فرحة بهذا الثوب الذي اعطته لها السيدة قسمت تذكرت ما منحته لها الأخيرة فقالت
الست قسمت باين عليها طيبة أكيد بتعطف عليا دي اداتني حاجات كتير
ثم تأملت الثوب ببسمة متسعة لتنتظر وعد السيدة بأنها ستعطيها المزيد بعد فترة لا بأس بها وهي تتحرك في البهو قررت الخروج للحديقة وتنفس بعض الهواء النقي لذا ارتدت وشاح صغير عليها وشعرها منساب للخلف سارت غزل بحرية نحو الخارج فقد تعلقت بما حرمت منه واضحت لن تعود كما كانت مطلقا....
في الخارج ترجل مراد من سيارته بعد قضاء سهرته مع بعض رجاله على متن مركب كبير نسبيا شعر مراد بصداع في رأسه ففركها بقوة وهو يلج من باب القصر فجأة ارتطم بها فانفزعت اختل توازنه هو قليلا نتيجة تحاشيه إياها فأسرعت بالامساك بيه قائلة
اسم الله يا بيه على مهلك!!
اعتدل مراد فابعدت يديها عنه مجددة اعتذارها
سامحني يا بيه 
تنحنح متسائلا بمعنى
أيه اللي مصحيكي لدلوقت 
ردت بتوتر طفيف
قولت أشم هوا برة أصل مش جايلي نوم
دون إرادة خانته نظراته في تأملها بالأخص هاتين العينين اللامعتين التي تتحدث وشعرها الأسود المنسدل بهيئة أمواج جذابة ناهيك عن ملامحها البريئة والملفتة طال تأمله لتخفي غزل بسمتها وعي مراد لطيشه فانحرج قائلا بثبات مزيف
هتخرجي كده قدام الناس 
وضح مقصده بنظراته التي تشير على شعرها البائن وما وضعته على وجهها ردت غزل بنبرة استفزته
أنا حرة!! 
رمقها بقساوة ليتفهم أنها تخلت عن حجابها الأمر الذي أزعجه كثيرا هادر فيها بتبرم
إنتي إزاي تخلعي حجابك 
تخوفت غزل من ردة فعله بشأنها ولم تجد ما تقوله لكن الرد الصاډم جاءه من هدير التي كانت تنتظر حضوره وتابعت ما دار بينهما هاتفة بمقت
وإنت داخلك أيه يا مراد....
الفصل الحادي عشر
وإنت داخلك أيه يا مراد!
الټفت مراد لصوت هدير ابنة عمته متفاجئا من وجودها بينما ابتسمت غزل بمكر كونه يهتم بها وأيضا يغار عليها لتضم ذراعيها حول صدرها لتتابع بابتهاج تلك المشادة القادمة دنت هدير من مراد لتعيد سؤالها بصورة أكثر اغتياظا
بقولك داخلك بيها أيه يا مراد تكشف شعرها ولا تحرقه!
رفع صوتها عليه جعله غير متقبل ذلك ليخاطبها بحزم
إزاي تعلي صوتك عليا مفكرة نفسك مين دا ما اتخلقش اللي فكر يتكلم معايا كده!!
اتسعت بسمة غزل من عراكهما سويا والذي حتما سينتهي بشيء مفرح لقلبها ردت هدير برهبة
أنا خطيبتك وإنت دلوقتي بتكلم الخدامة وشاغل نفسك بيها من حقي اتضايق
رد بنبرة قاسېة كسرت قلبها
أنا مخطبتش حد ولو فيه بينا حاجة حالا بنهيها
لم تتمالك غزل نفسها لتتراقص دقات قلبها مكتفية بهذه المشاهدة المسلية والممتعة لتظهر أسنانها من ابتسامتها العلنية في حين لمعت العبرات في أعين هدير لترفض حديثه الأهوج قائلة
أنا خطيبتك يا مراد إنت دلوقتي متعصب وبتقول كده ومش علشان خدامة تتعامل معايا كده
نفخ قائلا بعبوس
الخدامة دي بتهتم بولادي ومن حقي كمان اهتم بيها
تابع وهو يمسك بيد غزل متجها نحو الدرج ليصعد بها
تعالي نتكلم فوق يا غزل!!
صړخت هدير باستنكار
لا يا مراد مراد!
أفاقت غزل من نومها شبه تضحك وذلك حين هزتها خالتها كي تصحو نظرت لها غزل لبعض الوقت محاولة استيعاب أين هي وتفسير ما حدث قبل لحظات ثم تأملت خالتها مشدوهة وجدت نفسها ما زالت في بهو القصر وتمسك بكتاب ما فقد غلبها الوسن لتغفو موصعها قالت فتحية مبتسمة
كنتي بتضحكي وإنتي نايمة سيبتك شوية بس طولتي قوي قولت لازم أعرف أيه مفرحها قوي كده
تيقظت غزل جيدا لتتأكد من أنها كانت داخل أعماق حلم مثير أراده عقلها الباطن لتنام متمنية إياه أن يحدث ردت بحذر
مافيش يا خالتي أصلي كنت بذاكر ولقيت نفسي نمت وحلمت إني طلعت الأولى كنت فرحانة بقى!
زمت فتحية شفتيها بعدم اهتمام لتخاطبها بملل
طيب قومي كملي نومك جوه أحسن ما حد يشوفك برة كده وأنا هروح أشوف حاجة أشربها أصل خلاص مش جايلي نوم
ثم غادرت بعد أن اومأت غزل لتجمع كتبها الموضوعه في حجرها لم تنكر اضطرابها ونبضاتها المرتفعة استوقفها شيء تذكرته في حلمها وتوجست منه ألا وهو عدم تقبل الأخير خلعها للحجاب ثوان من التفكير في ذلك جعها تنكر أن يهتم بها لتردد بسخرية
هو البيه ماله ومالي مش معقول هيشغل باله بيا!!
ثم تأففت لتنهض من مكانها شبه تدعو بأن يمن الله عليها ويتبدل حالها تنهدت بتعب لتلج غرفة خالتها ملقية بثقل جسدها على الفراش كي تكمل نومها متأملة أحلاما سعيدة.............!!
_____________________________________
في ظل تلك الأجواء الجديدة عليه والمختلطة ببعض الأصوات المنبعثة هنا وهناك ظل يوسف متيقظا طيلة الليل تارة يسير في ردهة الشقة وتارة أخرى يتحرك نحو النافذة مختلسا بعض النظرات لكل صوت يسمعه من الخارج ولم يمر عليه من قبل شرد في سبب حضوره قائلا في نفسه
هوصلك إزاي يا غزل أنا ما هعرفش غير رجم التلفون 
ثم عض على شفتيه مردفا بتعقل
آني هتصل بخالتي وهي تجولي على العنوان بس مش هجولها إني عاوز غزل ترجع معايا
صمت ليتابع بحنكة جمة
ما هي زمامتها عرفت إحكايتها وإننا مش إخوات وبكده هضمن أوصلها! 
ثم حدق أمامه مكملا التخطيط لخطواته القادمة وكيف سيخبر الأخيرة بكل شيء...!
دلفت نوال من غرفتها تتثائب وتتمطى بذراعيها ثم انتبهت له لتبتسم بمحبة تحركت نحوه بجلبابها المنزلي قائلة ببشاشة
صباح الخير يا سيد الرجالة كلهم
جلس يوسف على الأريكة نافخا پاختناق لم يعرف سببه جلست نوال بجواره متابعة بترقب
أيه اللي مضايقك في حاجة عملتها زعلتك
رد بجهل ممتزج بالقلق
مش عارف يمكن علشان الجو إهنه جديد عليا ومنيش متعود على إكده
تأملت ملامحه الوسيمة عن قرب المختلطة برجولة بحتة ناهيك عن نبرته الصعيدية الرائعة وصلابة جسده لتتمالك نفسها في عدم فعل شيء يضايقه لذا تحملت ألا تتدلل عليه قالت بتمن جارف
هنتجوز إمتى أكلم المأذون يجي بعد العصر!!
رد بتلجلج
شوية إكده ما آني جاعد إمعاكي أهو هروح فين!
تنهدت ببؤس فسألها بحرس
كيف هتكلمي جرايب ابنك في البلد 
ردت موضحة
في تليفون القهوة اللي قدام العمارة
في نفسه تفهم يوسف الأمر ثم تنهد متعرفا على وجهته التالية تذكرت نوال عدم تناوله شيء ليلة أمس فتابعت بلطف
طيب هروح أجيب لك فطار مصري يرم عضمك زمانك جعان من امبارح أصلك ما كلتش
استفهم قاطبا جبينه
فطار مصري اللي هو أييه
ردت ببسمة ذات مغزى
اللي هو
تم نسخ الرابط