رواية روعة قوية الفصول من التاسع للثالث عشر بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
وحسك عينك تجولها حاجة من اللي بيناتنا
قال بنظرات حانقة رغم التزامه حدوده
مټخافيش مجولتش حاجة أنا حتى جولتلها إنك صاينة بيتك
ضمت ذراعيها حول صدرها منتظرة أن يغادر فقد سئمت من وجوده تحرك عوض ليرحل لكنه توعد بڤضحها بين الناس ليثأر لنفسه زفرت أمل بقوة وهي تقول
هما عاوزين مني أيه ما يسيبوني بجى إفحالي مهيكفهمش الفجر اللي عيشت فيه معاهم
أنا لازم انساهم كلياتهم معاوزاش ارجع للجرف اللي كنت فيه هما دول أهل...............!!
الفصل الثالث عشر
واربت النافذة قليلا كي تتمكن من مراقبته حين استقل سيارته وقرر السفر للقاهرة حيث جلس جعفر داخل سيارته يتحدث مع أحد رجاله لبعض الوقت ويملي عليه بعض المهام فور تحرك السيارة تنفست زينب بارتياح فتحت النافذة كاملة وقالت
تحركت لتقف بالقرب من الفراش ثم نزعت الوسادة الصغيرة التي وضعتها على بطنها القتها باهمال لتتحرك دون قيود توجهت للمرآة كي تمشط شعرها وهي تتأمل وجهها باعجاب لم تجحف جمال ملامحها وهي تردد بتأفف
مش خسارة الجمال ده يبجى مع الراجل العجوز ده دا يخلف أبوي!
هيضيع عمري هدر دا أيه الحظ ده بس أنا مهسكتش ولازم أنفد بجلدي ومكونش زي بقية البنات اللي جتلهم
دي فرصتي علشان اعرف أيه حكايتها وليه حابسها.....!
بيدها المرتعشة أمسكت قطعة الخبر لتأكلها بضعف فاليوم جلب لها كثيرا من الطعام على غير العادة مع كل لقمة تلتقمها لم تبخل دموعها في الظهور متحسرة بائسة مجهدة! بها كل شيء يمكن تخيله تأكل لتعيش ولو بيدها لتخلصت من حياتها لكن هناك من دفعها لتظل كما هي تقاوم أصوات أقدام انبعثت من أمام غرفتها الكئيبة جعلتها تنتبه وتهتم وجود من يفتح الباب جعلها متأكدة بأنه قد عاد ليذيقها من عڈابه الحارق لفؤادها تصلبت نظراتها على الباب وألقت ما بيدها من طعام....
ضيقت عزيزة نظراتها نحوها لبعض الوقت لم ترى طيلة السنوات الدابرة وجه أحد سوى جعفر تفهمت أنه ربما بعث لها بهذه الفتاة لتستدرجها في الحديث هيهات فقد أخذت احتراسها تابعت تناول طعامها وتجاهلتها فتعجبت زينب قالت بنبرة مترددة
آني مرت جعفر بس مهحبوش واصل أنا زيك بالظبط
توقفت عزيزة عن مضغ الطعام ووجهت بصرها نحو الفتاة ابتسمت الأخيرة لها وتابعت
احكيلي متجلجيش من حاجة
لم ترتاح عزيزة فما مرت به جعلها ترتاب في كل شيء من حولها ابتلعت الطعام لكنها التزمت الصمت أدركت زينب أنها لم تتقبلها لذا حدثتها بألفة مزيفة
هجيلك تاني يمكن تحبي تتكلمي معايا وكمان دي فرصتك علشان سي جعفر مسافر فكري وبليل هعدي تاني عليكي
ثم صمتت للحظات وجدتها كما هي لم ترغب في الحديث تنهدت زينب بيأس لتتحرك نحو الخارج موصدة الباب خلفها بالمفتاح الذي اختلسته من الآخر توترت عزيزة من زيارة الفتاة وتوجست لكن هناك من حثها بأنها ربما فرصة أتى بها الله لها لتنجدها مما هي فيه وفكرت في ما ستنتوي فعله........!
____________________________________
دقت الساعة الثانية عشر منتصف الليل وهي جالسة على الأريكة تتطلع من النافذة وتنتظر عودته بين المارة في الحارة ضجرت نوال من تكهنها الذي دفعها للقلق عليه فقد تأخر وهذا ليس بجيد ظلت على وضعها لتترك تفكيرها في النوم فهو أهم ساعة أخرى على هذا المنوال حتى لمحته يسير في الحارة برفقة ضرغام ويتحدثا بدماثة جمة استغربتها نهضت لتفتح له حين غادر الأخير وولج هو لداخل المبنى.
فتحت الباب شغوفة في معرفة ما حدث معه وانتظرت صعوده الذي لم يأخذ دقيقة حين وصل هتفت بتلهف
كل ده يا يوسف كان عاوزك في أيه الراجل ده
مرق من جوارها قائلا بتثائب
يا ريت نتكلم بكرة علشان جعان نوم ومجدرش اتحدت مع حد
اوصدت الباب وسارت خلفه عابسة وقالت
ما انت كنت تحت بتتكلم معاه وكنت زي الحصان
جلس على الأريكة ثم انحنى لينزع حذائة رد وهو يتمدد غير مبالي بثرثرتها وتطفلها
تصبحي على خير
صرت أسنانها بقوة حين اغمض عينيه وقالت على مضض
وانت من أهله
ثم تحركت لغرفتها التي تجمعها بابنها حين سمع يوسف غلقها للباب فتح عينيه لم يكن ناعسا بل تحاشى الحديث معها وبالأحرى لم يرد أن تتحدث في موضوع زواجهما حدق بالأعلى وهو يفكر بتعمق فيما قاله له السيد ضرغام ابتسم عفويا فلم يتخيل أن يتودد مع أحد خاصة اعلان الأخير عن محبته له وأنه يريده أن يعمل معه أحب يوسف الأمر ووجدها فرصة له وتناسى كل شيء قطب قسماته فجأة فم يكن هذا ما جاء من أجله قال في نفسه بانتواء
من بكرة هروح للعنوان ده مش ناجص تفتح سيرة الجواز تاني إمعايا وما هحبش حد يعرف باللي بيناتنا
توتر فجأة حين تخيل نفسه يجدد لقائه برؤيتها التي تشوق لها لاحت فرحة في عينيه السوداء ليأخذه لهفه في معانقتها حتى ألصقها به كي لا تفارقه قال بوله
وحشتيني وحشتيني جوي
ثم ثقلت أنفاسه واعتزل ما حوله لتظل هي فقط مسيطرة على عقله في لحظات كان سابحا في أحلامه وغفا على حالته حتى أتته في أحلامه بضحكتها الشقية وجرائتها حين تتحدث.......!!
_____________________________________
انتهت السيدة من وضع طلاء الأظافر ثم نفخت فيها برقة كي تجف تأملت هدير أظافرها برضى لتنميقهم قالت سمية الجالسة بجانبها
مش مصدقة إننا هنبقى سلايف لازم نبقى أصحاب علشان الكل يحسدونا على علاقتنا الحلوة
هذا سبب مجيء سمية لها وهو ملاطفتها للأخيرة لتصنع علاقة جيدة مع الجميع كما أوصاها والدها تصنعت هدير الابتسام وقالت بمكر
أكيد بس لازم تعرفي إني هابقى مرات مراد ومش محتاجة أقولك مين هو مراد!
ابتلعت ريقها من فرط بغضها وردت
عارفة بس مهما يكن إحنا سلايف ويزيد ومراد أخوات
اكتفت هدير بهز رأسها لكن اغتاظت سمية في نفسها حين تيقنت تفاخرها بالأخير قالت بلؤم لتثير اهتزازها
لازم تكوني زي مراد مش معقول هيتجوز واحدة شخصيتها ضعيفة وبكلمة منه تحس إن وجودها في حياته مالوش قيمة
كلماتها القاسېة تلك جعلت نظراتها تحتقن بشدة وهي ترمقها شعرت بأنها تستخف بها مقارنة به لذا قالت هدير بسخرية
مراد راجل وكلمته ماشية على الكل حتى على جوزك دا بكلمة منه ممكن يخليه يسيبك وحصل ولا نسيتي
ثأرت هدير
متابعة القراءة