رواية كاملة قوية الفصول من الثالث عشر للسادس عشر بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

النزلاء اللي في باقي الدور بيشتكوا من الدوشة..
ألقى الرجل كلماته بحرج شديد ليفاجئ بأغرب رد فعل من يزيد الذي اڼفجر ضاحكا بهيستريا...
الفصل الخامس عشر
تمدد يزيد على فراشه بأحد أشهر فنادق مدريد.. فندق ذو مبني أثري يعود للقرن الثامن عشر.. قام بالحجز به خصيصا بعد اكتشافه هوس ريناد الحديث بالأنتيكات والتحف ولكن الغريب أنه لم يلاق استحسانها على الإطلاق.. ولولا وجود التسهيلات والكماليات الحديثة.. من ساونا.. وقاعات للمساج والتجميل وبعض محلات الملابس ذات الماركات المعروفة لأصرت على ترك الفندق..
حبيبي.. أنا نازلة عندي جلسة مساج..
تاني يا ريناد.. امبارح ساونا والنهارده مساج..
هزت كتفيها بلامبالاة
وإيه يعني.. هو مش شهر العسل ده عشان الاستجمام!
زفر بضيق
أيوه نستجم سوا.. نخرج سوا.. مش كل واحد لوحده..
رمقته بنظرة قاټلة.. ثم أخبرته بهدوء
بعد المساج أنا هروح أعمل شوبينج.. تحب نتقابل على العشا.. أقولك ابقى كلمني ونتفق.. باي..
وخرجت من الغرفة تتهادى بحذائها العالي الكعبين بينما ترافقها نظراته الحانقة.. فبعد ليلة زفافه المدمرة ظهرت في صباح اليوم التالي بأبهى صورة لها.. وتعاملت معه وكأن الليلة السابقة لم تمر بهما أبدا.. لم يكن بحاجة لكثير من الذكاء ليدرك أن تحولها ذاك لمحادثة تليفونية طويلة أجرتها مع والدته ووالدتها.. لم يعرف بتفاصيل المكالمة بالطبع.. ولكن وصله نتيجتها.. وهي استعدادها الكامل للاستمرار في زواجهما بكل ما تعني الكلمة من معنى..
لم يعرف لم أصابه ذلك بالقلق على علياء وخاصة من والدته التي بالتأكيد وصلتها حقيقة الزواج.. الآن هو في مدريد غير قادر على حمايتها كما يجب.. وحتى والده لن يستطيع محادثته فهو بالكاد يحادثه منذ ذلك الصباح في غرفة المكتب بالمزرعة.. ولن يستطيع مطالبته بالحفاظ على علياء وحمايتها من والدته.. فذلك كفيل بخلق مشاكل لا حصر لها بين والديه..
لذا فقد قام بالشيء الوحيد الممكن وهو مطالبة نيرة_عن طريق مازن بالطبع_ أن تقنع علياء بالإقامة معها.. لحين عودته.. وهو ما رحبت به نيرة بشدة فهي بحاجة إلى علياء لمساعدتها في تجهيزات زفافها.. وها هو الآن يحاول الاتصال بها.. للمرة المائة أو أكثر فقد تعب من كثرة العد.. ولكن كما توقع هاتفها مغلق.. متى وكيف تعلمت الصغيرة تلك القسۏة.. إنه فقط يريد الإطمئنان عليها.. لم تحرمه حتى من صوتها.. مشتاق لها بشدة.. يحتاج فقط لسماع صوتها وهي تهمس باسمه.. لا يدري تفسيرا لمشاعره.. حاول كثيرا أن يجد مسمى لما يشعر به نحوها.. أو حتى نحو ريناد.. الذي ازداد ارتباطه بها بعد اكتمال زواجهما.. ولكنه لم يجد تفسيرا لمشاعره المرتبكة..
زفر بحنق وقد تاق لتواصل حقيقي فحاول مرة أخرى الاتصال بعلياء.. ليقابله نفس الرد.. الهاتف مغلق.. لذا قرر الاتصال بمازن.. الذي أجاب على هاتفه بعد فترة.. وهو يضجع على مقعده براحة ويمد قدميه أمامه على مكتبه
مبرووك يا عريس.. حلوة مدريد صح
رد يزيد بحنق
أنت بتستهبل يا مازن!.. مش بترد على تليفونك ليه
ضحك مازن باستمتاع
آسف.. كنت بسلم على نيرة وعليا قبل ما يمشوا!..
قفز يزيد من فراشه وهو يهتف
إيه!.. علياء عندك.. خليها تكلمني!
عندي فين يا عريس!!.. بقولك روحوا خلاص.. هيعدوا على دنيا في الأتيليه..
وقبل أن يكمل مازن جملته سمع صړاخ يزيد
دنيا!!.. دنيا دنيا!..
أنت اټجننت يا يزيد.. هو إيه اللي دنيا دنيا!
هتف يزيد پغضب
مازن.. ابعد علياء عن دنيا.. أنا مش فاهم أنت موافق ازاي أن نيرة تتقرب منها!
أجابه مازن پغضب مكتوم
ما تتدخلش يا يزيد..
صړخ يزيد پغضب حارق
ما اتدخلش ازاي!.. بص أنت حر.. أنا ما يهمنيش غير علياء.. ابعدها عن دنيا.. وأنت حر مع خطيبتك..
أجابه مازن پغضب مماثل حاول التحكم فيه
ويا ترى العروسة سمعاك وأنت بتصرخ وبتقول أنه ما يهمكش غير عليا..
أجابه يزيد بنفس رده السابق
ما تدخلش يا مازن..
ماشي يا يزيد.. كنت محتاج حاجة تانية..
سأله يزيد
طيب هي شافت الشقة اللي أنت قلت لي عليها..
لأ..
زفر يزيد پغضب
ليه.. أنا مش فاهم إيه نوبة التمرد اللي جات لها دي.. أكيد كله من نيرة.. ما هي أصلها عايشة في دور حماتي!..
أنت غبي يا يزيد.. ليه بتسميه تمرد.. ببساطة هي عايزة تشوف الشقة معاك.. أظن ده حقها..
صمت يزيد للحظات ثم سأله بصوت هامس
وهي أخبارها إيه.. وحالتها.. نفسيتها عاملة إيه.. بټعيط ولا..
قاطعه مازن بسرعة
حيلك.. حيلك.. وأنا هعرف ده كله ازاي.. أنا بس عرفت موضوع الشقة من نيرة..
ماشي يا مازن.. بس أرجوك تاني أبعدها عن دنيا.. أنا مش ناقص تلعب في دماغها..
حاضر يا يزيد.. هحاول..
أغلق الخط مع يزيد وهو يفكر في قلقه من علاقة علياء بدنيا.. يدرك قلق يزيد من تلك العلاقة.. فدنيا بطبيعتها الودودة والمنفتحة قد تقص على علياء قصتها.. وذلك لن يكون في مصلحة يزيد على الاطلاق...
تكومت منى على أحد المقاعد الوثيرة وهي ترمق شاشة التلفاز بشرود.. شرود حزين وغاضب فالتوتر بينها وبين حسن على أشده.. خاصة بعد اتهامها له بالصيبيانية أمام رفضه المتعنت لاقتراحها بالانتقال إلى غرفة السطح فوق منزل والدها.. وصراخه عليها وقتها..
أنت يا منى مش حاسة أنا بټعذب وبتبهدل قد إيه.. وجاية تقترحي علي حل تعجيزي..
رددت بذهول
أنا يا حسن مش حاسة بيك!!.. ده اللي أنت شايفه.. اللي أنت حاسه
زفر بحنق
يا منى.. افهميني.. أنا ضهري بيتحني على لوحة الرسم 18 ساعة في اليوم.. وفي الآخر حتى مش اسمي اللي بيظهر على التصميم.. ده غير التصليحات اللي بعملها لباقي المهندسين في المكتب.. ونزولي المواقع.. وبعد ده كله صاحب المكتب بيرمي لي الفلوس كأنه بيعطيني حسنة..
أغمضت عينيها تحاول حبس آلامها مع دموعها
وأنا مقدرة ده كله..
قاطعها قائلا پغضب
عارف أن الفلوس قليلة وأنه ناقصك كتير.. وعارف أني مقصر.. كفاية أني مش قادر أعملك بيت ليكي لوحدك.. يكون بتاعك.. بس أنا حاسس أني باحرت في بحر.. شغل ليل ونهار من غير فايدة.. بس اعمل ايه.. قولي الحل..
حاولت مقاطعته لكنه أكمل پغضب حاد
والحل مش السكن في أوضة فوق سطوح.. ده حل ما ينفعنيش.. وما تقوليش أني مرفه أو بدور على الحاجة السهلة.. لأني لو كنت كده كنت قبلت..
قطع كلماته فجأة وعاد ينفث أنفاسا غاضبة.. مما جعل منى تسأله بوجل
كنت قبلت إيه يا حسن.. أنت مخبي عني حاجة..
أشاح بوجهه عنها
ما فيش يا منى.. أنا اتأخرت ولازم أنزل الشغل..
هتفت به
حسن ما تهربش مني..
أنا ما بهربش.. بس اتأخرت.. الساعتين اللي ضيعتهم على حاجة مالهاش لازمة.. هعوضهم أربع ساعات في المكتب..
صړخت پغضب وصوتها يرتفع للمرة الأولى
لا مش هتنزل.. مش هتنزل إلا لما أعرف.. أنت مخبي عني إيه..
رد بحزم غاضب
صوتك عالي يا منى..
أيوه يا حسن.. لازم يعلى علشان تسمعني..
ارتفعت نبرة صوته قليلا
سامع.. وعارف وفاهم.. وبطحن في الصخر عشان أوفرلك..
قاطعته غاضبة
ما تقولش أوفرلك.. زي ما أكون باتعمد اطلب منك طلبات فوق طاقتك.. أنت اللي..
سكتت وأمسكت لسانها.. فقد أوشكت على اتهامه بانعدام المسئولية.. والدلال.. لكنه فهم ما كانت تنوي قوله..
تم نسخ الرابط