رواية كاملة قوية الفصول من الثالث عشر للسادس عشر بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
الفصل الثالث عشر
دخلت سهام إلى فيلا شقيقتها بعدما اصطحبها يزيد إليها واشترطت هي عليه الانتظار في السيارة حتى تقوم باستدعائه..
استقبلتها ريناد بوجه شاحب واجم.. ودموع متجمدة في مقلتيها.. فتحت سهام ذراعيها فارتمت بينهما ريناد على الفور لټنفجر عاصفة الدموع المحتبسة خلف أجفانها..
احتضنتها سهام لفترة حتى شعرت بها تهدأ بين ذراعيها.. فأبعدتها قليلا.. ومسحت بعضا من عبراتها.. واصطحبتها بحنان لتجلسها على إحدى الأرائك وتجلس بجوارها.. تربت على كتفها برقة
أجابتها ريناد من وسط دموعها
بتسأليني برضوه يا خالتو!.. ده التليفون ما بطلش رن من الصبح وكل صحباتي بيسألوني.. والباقي إما شماتنين أو صعبانة عليهم..
هو أنا مش فهمتك كل حاجة.. والحكاية مجرد لعبة عشان يردوا للبنت دي أرضها..
برمت ريناد شفتيها بنزق
اقتربت منها سهام وهي تخبرها ببطء ضاغطة على كل حرف
لا طبعا.. سيبيهم يقولوا اللي يقولوه..
انتفضت ريناد من مكانها پعنف
ازاي بس يا خالتو.. يعني أسمع بوداني التريقة والشماتة.. وإن حتة عيلة صغيرة خطفت مني خطيبي قبل جوازنا بأسبوعين واسكت!
خلاص يا خالتو.. دي الهدايا بتاعته وشبكته.. وربنا يهنيه مع.. معها..
جذبتها سهام من ذراعها پعنف لتجلسها بجوارها على الأريكة مرة أخرى
اقعدي كده.. واعقلي.. بلاش الاندفاع ده.. حكمي عقلك يا ريناد.. عايزة تهدي كل حاجة عشان جوازه فشنك.. وتأكدي الكلام اللي بيتقال.. وإنها قدرت تاخده منك فعلا.. وأنك بعد فترة الخطوبة دي كلها معرفتيش تحافظي على خطيبك!!.. ولا نتمم الفرح في ميعاده.. وساعتها الناس هتتكلم عليها هي.. والعيب هيكون فيها هي.. وخاصة لما المصلحة تخلص ويطلقها.. وتبقي أنت وقتها اللي عرفت تحافظي على بيتك وجوزك.. والناس زي ما اتكلمت هتسكت وهتنسى..
فلو تم الأمر مثلما تقول خالتها.. فمن ستكون مضغة في الأفواه علياء وليست هي.. و..
لكن.. لا.. لا.. حتى هذا لا يجعلها توافق على أن تكون زوجة ثانية على الأقل في عيون الناس.. حدثت نفسها پعنف
لا.. لا.. مش ممكن.. مستحيل أوافق!
إيه يا ريناد.. ناوية تسيبي يزيد لها ولا إيه.. والنهارده جواز على ورق بكره يبقى حقيقي.. ويبقى يزيد ضاع مني.. أقصد مننا.. ده غير الإشاعات اللي هتطلع عليك.. والكل هيدور على الغلط اللي فيكي اللي خلا خطيبك يسيبك قبل جوازكوا بأسبوعين!
شهقت ريناد بقوة وهي تنهض مرة أخرى وتهتف بخالتها پعنف
تحركت سهام لتضمتها إلى صدرها وهي تهمس لها باقناع
فين التانية دي!.. ما قلنا جواز صوري.. على ورق.. يعني أنت هتكوني الأولى في كل حاجة.. أنت أول حب.. وأول خطيبة.. وأول فرحته.. أنت ناسية هو كان هيتجنن قد إيه عشان يقدم ميعاد الفرح.. ده كان قرب يتهبل وأنت بتسويه على ڼار هادية..
رددت ريناد بتردد
أيوه يا خالتو.. بس اهوه اتجوزها.. و..
قاطعتها سهام تحاول اقناعها بما تظن أنه الحقيقة
عصام هو اللي أجبره.. لو تشوفيه وهو واقف قدام باباه مش قادر يعارضه وهو بيقوله أنه أعلن خبر الجواز كان صعب عليك.. يزيد اتعذب بيني وبين أبوه كتير.. كل ما يقرب مني ويراضيني يحس أنه بيظلم أبوه وكل ما يطاوع أبوه.. آجي أنا وأعمل أزمة.. يزيد محتاجك يا ريناد.. لازم تقفي جنبه.. حتى عشان يقدر يتخلص من مصېبة عليا اللي عصام أجبره عليها دي..
حاولت ريناد أن تتكلم ولكن عادت سهام لمقاطعتها
شوفي.. هو مستني بره الفيلا.. قاعد على ڼار منتظر أنك تسامحيه.. أنا هكلمه وأقوله ياخدك يعزمك على العشا في مطعم فايف استارز.. لسه فاتح امبارح.. وهكلم كام صحفي من اللي بيغطوا لي أخبار الجمعيات الخيرية عشان ياخدوا كام لقطة حلوة وأنتوا سهرانين مع بعض.. وبكده هيكون كأنه تكذيب لخبر جوازه المشئوم ده.. ولو حد سألك عن الخبر اضحكي.. واسكتي.. وبكده.. أي حد شمتان ولا حاقد ولا.. ولا.. هيكون مش قادر يصدق خبر ارتباطه بعليا.. وهيكون كأنه إشاعة هتعدي وتمر.. خاصة لو أكدت على ميعاد جوازكوا.. فاهماني يا ريناد.. ما تخليش الناس تشمت فيكي ولا تضحك عليك..
سألتها ريناد بخفوت وقد بدا أنها اقتنعت بكلامها
طيب وأتعامل معاه إزاي.. هقوله إيه..
ولا تجيبي سيرة البنت دي نهائي.. ولا تفكريه بيها.. ما هو أنت كل ما هتسألي.. كل ما الموضوع ممكن يكبر في دماغه.. اتعاملي عادي.. اضحكي وابتسمي.. وأنا هقوله أنك سامحتيه وقدرت ظروفه... وده من شدة حبك له.. كمان هخليه ياخد أجازة من الشغل الكام يوم اللي جايين دول ويكون معاك في كل حاجة عشان تجهزوا الفيلا بتاعتكم.. ماشي يا رورو..
أومأت ريناد موافقة وقد اتسعت عيناها قليلا وهي تتخيل اللحظة التي تنتهي تلك الأزمة وتعود هي الوحيدة في حياة يزيد..
وبالفعل نفذت ما اتفقت عليه مع سهام بالحرف فضغطت على أعصابها حتى لا تصرخ بوجهه أو تفاتحه بشيء.. كان عقلها ېحترق بكثير من الأسئلة تخشى أن تعرف اجابتها.. أو لعلها تعرفها ولكنها تكذب احساسها..
حاولت قدر استطاعتها التعامل معه بطريقة عادية بل أنها زادت في دلالها وغنجها معه ولكن تلك المرة كان بناء على نصيحة من أمها والتي أوصتها أن تشغل عقله بكل الطرق حتى لا يفكر لحظة في استغلال الزواج الصوري بينه وبين علياء..
كانت قد قررت أن تقوم بذلك بالفعل ولكن ما يقلقها أنه لم يعد يتلقى دلالها وحبها الذي بدأت تظهره له بوضوح بنفس اللهفة والشغف القديم.. بل تشعر أنه يفتعل الانسجام والتفاعل معها.. ولكنه في أحيان أخرى يكون غاية في الرقة والحنان.. لعلها تظلمه فهي لا تنكر أنها أصبحت تنفعل عليه وبشدة.. وتصرخ به بعصبية زائدة.. لأتفه الأسباب.. والآن والزفاف قد أصبح على بعد عدة أيام عادت الهواجس تنتابها من جديد.. ولم تجد لها أذنا لتسمع إلا خالتها سهام.. التي كانت بدورها تفكر بكل الطرق كيف تبعد يزيد عن علياء.. ومعا.. توصلتا لفكرة ماكرة.. وبقي فقط التنفيذ..
تجمدت ملامح عامر وهو يقرأ الكارت الذي قدمته له مديرة مكتبه.. وهي تخبره بأن سيدة في الخارج ترغب في رؤيته..
تأمل حروف اسمها بحنين قاټل.. ولولا وجود مديرة مكتبه لقبل الكارت..
فريدة هنا!.. في مكتبه وتريد رؤيته!.. هل عادت أخيرا.. من ملكت قلبه وهربت به.. تاركة له جزء منها.. ابنتها صبا..
أشار إلى مديرة مكتبه
قولي للمدام تتفضل..
خطت فريدة داخل مكتبه بثقة.. لمحة سريعة جعلته يدرك التغيير الذي حل بها.. بداية من كعبيها الشاهقيين إلى تنورتها القصيرة.. وصولا إلى البلوزة الحريرية ذات الأكمام الطويلة وقد جمعت شعرها الأشقر في ربطة متحفظة خلف عنقها.. لقد تغيرت الفتاة الصيبيانية ذات
متابعة القراءة